البارت الخامسه
(حبيسة امها)
صباح يوم جديد
استيقظت حور كعادتها تصلى الضحى وتقرأ القرآن..وتقول وردها من الأذكار .. كل يوم تأتى لها عزيزة بالافطار وتوقظها بهمسات ولمسات حنونة:
_صباح الخير يا قرة العين
فترك حور برقتها المعتادة الطبيعية:
_صباح النور ياداده..اليوم هو يوم السبت وامى طبعا كالعاده خارج البيت ..ترى أين تذهب يوم السبت من كل اسبوع يادادة؟
عزيزة :
_لا أعلم بنيتى....لا تسألى ؟ لو كانت أمك تريد أن نعرف لقالت لنا.
_نعم معك حق فأمي لا تحب من يسألها عن شئ.
قالتها حور وهي تمط شفتيها بضيق ثم استطردت:
_داده أريد أن أتناول الإفطار فى الحديقه
عزيزة باعتراض:
_لا بنيتى ...تعلمين أن والدتك أمرت أن لا تخرجى من حجرتك ابدا طالما هى خارج المنزل
حور وقد ضمت ركبتيها إلى ص*رها تدفن وجهها بين ذراعيها وتبكى ..لماذا تفعل بى امى هذا ؟؟؟ انا تعبت من حياتى وسئمت ..أنا أتمنى الموت..فقد يريحني من هذا العذاب الذي أعيشه
عزيزة بشفقة:
_استغفري الله بنيتى وصدقينى إن الف*ج سيأتي قريبا بإذن الله..ثقي فيه حبيبتي..هيا تناولي فطورك
أشاحت حور بيديها في أعراض:
_لا اريد أن أكل شىء فقدت شهيتى لكل شىء.
عزيزة وهى تضمها الى حضنها ..وتخفى دمعه شفقه عليها:
_لا حبيبتى كلما ضاقت بكى الدنيا ...فقولى يارب
ولم تجد حور غير بابه تقصده فهتفت من **يم قلبها:
_ياااااااا رب .. يارب فك أسرى فقد نفذ صبرى يااارب أنت وحدك عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب اشرح ص*ري ويسر لي أمري يا الله
همست عزيزة:
_الله ياله من دعاء جميل هيا حبيبتى تتناولي الإفطار .. وأنا سأظل معك طوال اليوم احكى لك حكايات كثيرة .
اطاعتها حور وبدأت فى تناول الافطار ..تبتلع اللقيمات بصعوبه بسبب حزنها وكأنها تنزل أشواك في حلقها.
قالت عزيزة لتخر ج حور من حزنها:
_ما رايك فى حكاية جديده
ابتسمت حور وقالت على مضض:
_ ماذا ستحكين لى يا دادة ياحبيبتي.
انشرحت عزيزة لكلمة حبيبتي هذه فقالت لها :
_سوف احكى لكى حكايه علاء الدين والمصباح السحرى
حور بانجذاب
_ أذا هيا احكى بسرعه يادادة يبدو انها حكايه مشوقه.
وبدأت عزيزة فى سرد الحكايه...وحور تسرح بخيالها نامت على بطنها واضغه وجنتيها على كفيها وتستند بكوعها على فراشها..تحرك ساقيها واحده الى الاعلى والاخرى الى الاسفل وراحت تتخيل كيف يكون الرجل؟ ما هو شكله؟ كيف تكوينه ؟ فقاطعت عزيزه وهى تسألها:
_ دادة
_نعم حبيبتى .
حور وهي حالمة:
_اشتاق أن أرى رجل... أريد أن أعرف كيف يكون؟ ما هو شكله ياترى؟ كيف يبدو هذا الرجل يادادة.
عزيزة :
ومن أين نأتى به الآن يا بنيتى
حور ببراءة وتلقائية :
_نشترى واحدا
ضحكت عزيزة بشدة حتى أنها دمعت عيناها وهمست من بين ضحكاتها:
_ اضحكتينى يا بنيتى مع الأسف أنه لا يباع
_ولكني قرأت في السيرة ...أن أبى بكر اشترى بلال وآخرين بامواله ليخلصهم من عذاب الكفار.. أليس كذلك؟
_ نعم حبيبتى ولكن هذا .. أيام الجاهليه كانت الناس تباع فى سوق العبيد رجالا ونساء وأطفال.. أما اليوم ياحبيبتى فقد انتهى عصر العبوديه...واصبح الناس كلهم احرار لا أحد يستطيع أن يتاجر بهم لا يبيعونهم ولا أحد يستطيع أن يشتريها.
حور بنبرة اسف :
_خسارة ...كنت أريد ان اشترى واحدا
ضحكت عزيزة قبل أن تهتف:
_وماذا كنت ستفعلين به.
اعتدلت حور ثم هتفت بشغف:
_كنت اضعه فى حجرتى ..واتف*ج عليه ...و والعب به
عزيزة ولم يتخلى الضحك عنها:
_وهل هو لعبه يابنيتى .. أنه لا يصلح للعب ابدا.
حور بإصرار:
_اريد أن أعرف كيف يكون؟ ......ترى كيف تكون ايها الرجل؟؟؟؟
وظلت عزيزة تحكى لها حتى تلهيها عن أسئلتها هذه حتى نامت ...وهى تطبق جفنيها على هذا السؤال ..كيف يكون الرجل..؟
????????????
عودة الى الوقت الحالى
أدم بسعاده الدنيا كلها وهو يرى تعب عام يحصد ويجمع ويحمل فوق سيارات النقل:
_ارايت يا ابى لقد حملنا المحصول أنا لا أصدق ماتراه عيناى لقد كلل الله تعبنا بالنجاح وها نحن جنينا المحصول ورأيت تعبي يحصد.
الاب بسعاده :
_الحمد لله يابني من جد وجد ...ومن زرع حصد إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
كان أدام ينظر للمحصول وهو يحمل فوق السيارت ويحمد الله على كرمه.. ولا يعلم لماذا مرت صورة حور فى أمام عينيه فقد بقى ثلاث أيام ويقا**ها يبدو أنه اشتاق لها ..لم يكن يعلم انه سوف يشتاق لها هكذا ،وانه سوف يعد الايام والليالى ليراها من جديد ..حتى أنه ندم على قبول هذا الشرط اللعين وبالرغم من مشغولياته فى جنى المحصول وتحميله طوال الشهر، لكنها لم يكف لحظه عن التفكير فيها..فتاه غريبه ...بريئه كالاطفال.
نقيه جدا ..على الفطرة...تسحوذ على تفكيرك من أول نظرةلها ...وهى لم تستحوذ على تفكيره فقط بل استخوذت على قلبه وكيانه كله
ظل يردد بينه وبين نفسه:
متى يلاقاها مجددا؟
إن قلبه يردد اسمها، يرسم ملامحها لوحة ويتغزل بها، يرتشف من ملامحها الذي احتفظ بها حتى يعود ويراها متى يراها؟ لقد فقد القدرة على الأنتظار.
إلى اللقاء
سهير عدلي الشهيرة بسهير علي
اقتباس من نار اوعى وشك
حور وهى تهمس لعزيزة كأنها تقول لها سرا:
_دادة ..لقد رأيت رجل
عزيزة بفزع وهى تض*ب على ص*رها:
_ماذا تقولين؟! أين رأيته ؟ ومتى؟
حور بتلاقائية:
_فى الحلم
عزيزة وهى تزفر براحه :
_اه ياحور لقد افزعتنى.
_دادة أريد أن رجل .
همست عزيزة بحيرة وقلة حيلة:
_ومن أين نأتى به ياحبيبتى؟
حور بتردد:
_قو قولى لأمى قد توافق
_لكنى لا أستطيع يابنيتى أن أقول لها شىء كهذا
حور وهي ترجوها:
_ارجوكى يا دادة حاولى فقد توافق
عزيزة على مضض:
_امرى إلى الله سأحاول
وبعد مرور بعض الأيام جاءت عزيزة وقالت لها أن أمها وافقت على مطلبها و باتت حور فرحه متشوقه لرؤيته ترى كيف يكون؟
وقبل أن ترى أدام والتى لم تعلم قط إنها تزوجته أو من يكون بالنسبه لها ... كل ما تعلمه إنها سوف ترى رجل مجرد رجل.......وقبل المقا**ه الأولى ل أدم بساعات فى حجرة حور دار هذا الحوار بين عزيزة وحور:
قالت عزيزة لها:
_بنيتى بعد ساعات ستقابلين الرجل وسترينه ..ستحضره لك أمك هنا فى حجرتك ...فهيا لكى تستعدى
قفزت حور كالطفلة سعيده إنها أخيراً سوف ترى رجل .
_حقا يادادة هل وافقت أمى أن أرى رجل.. أنا لا اصدق...ظننتك سوف تأتين وتقولين لي أن أمى رفضت ..بل ستعاقبنى ايضا على مطلبى هذا .
تألمت عزيزة من أجل هذه الفتاه المسكينه ... إنها ستذهب إلى زوجها وهى لا تعلم.
نفضت عزيزة شرودها الحزين وهمست:
_هيا حور حتى ترتدى الفستان .. وإلا سوف يرحل الرجل ... إذا سإم
حور بلهفه :
_لا لا هيا هيا يادادة ..البسينى إياه ....وارتدت حور ثوب زفاف رائع جعلها تبدو كالاميرات وأبطال الحواديت ، حتى إنها هى نفسها شهقت عندما رأت نفسها بهذا الفستان ، وقالت وهى تمسك بطرفيه وتنظر له..بانبهار وفرحه وتقول:
_دادة ...ما هذا الفستان الرائع؟! هل هذا فستان سندريلا الذى قابلت به الامير؟
انبهرت حور بالفستان لأنها لم ترى فى حياتها فساتين الزفاف مطلقا...فظنته فستان سندريلا من وصف عزيزة له وهى تحكى لها الحكايه
قالت عزيزة وهي تضحك على تشبيه حور للفستان:
_نعم انه يشبهه يابنيتى .