البارت الرابع
#حبيسه امها#
خرجت الأم من حجرة حور ...واغلقت عليها الباب بالمفتاح من الخارج وهتفت بصوت يجمع ما بين القسوة وحزم وعيناه محذرتان:
_لا أحد يدخل عليها ...مفهوووووم ومن سيدخل عليها سيكون عقابه عسير.
ارتعشت سلمى من اسلوب السيدة المخيف سلمة سيدة في الثلاثينات من عمرها نحيفة سمراء دائما تتدخل فيما لا يعنيها..بعد انصراف سيدتها سألت عزيزة:
_لماذا تعاقبها وتض*بها بكل هذا العنف ..اكل هذا من اجل بعض الاطباق ..التى تهشمت رغم عنها.
نظرت لها عزيزة بتحذير ثم قالت لها:
_اسمعى اذا اردتى أن تأكلين عيش هنا فلا تتدخلى فيما لا يعنيكى ...والا سوف تعاقبين اشد العقاب اتفهمين..كانت قبلكى سيدة تعمل ولأنها كانت فضوليه مثلك استيقظنا يوما ولم نجدها ..احذرك..ثم اخذرك ضعى ل**نك فى فمك وا**تى ..والا جعلتكى السيدة ت**تين إلى الأبد .
ثم تركتها وقد دب الخوف فى أوصالها تلعن الساعه التى اتت فيه هذا المنزل وعملت فيه أنها لم تعد تطيق أفعال سيدتنا فهي غريبة الأطوار، تراها قاسية، قد انعدمت الرحمة من قلبها..فإذا كانت تعامل ابنتها بتلك القسوة، فماذا هي صانعة معهم.
???????????
فى المساء تنظر حور من شباك حجرتها الذى يطل على البحر.. تنظر لها بعينيها تريد أن تصل لأخره فلا تستطيع.... تسأل نفسها دائماً سؤال :
ترى مالذى يوجد وراء البحر ؟ وأين بدايته وهل له نهايه ؟ وهل يوجد بشر غير امها وعزيزة ..وسلمى؟ أم الله لم يخلق غيرهم وكأن الكون كله تمثل لها فى هذا البيت .. وكأن الأرض التى خلقها الله هى تلك البقعه التى تعيش عليها. فأين الجبال التى ذكرها الله فى كتابه والتى تحفظه كيف يكون شكلها...واين الانهار ....والهضاب ...والرجال ...نسل أدام...كل ذلك لم تره فى حياتها....كل ذلك تقرأ عنهم وتحاول أن تجسدهم بخيالها ...فلا تستطيع.
الرجل؟؟؟؟؟؟؟؟
علامه استفهام كبيرة لها. ترى كيف يكون خلقهم ...لقد خلق الله أدام وخلق حواء من ضلعه .. أى هى جزء منه أى الرجل هو جزء من تكوينها ..فاين هو ولماذا تحجبهم أمها عنها ..ولماذا تحرم حتى الحكايات التى يذكرون فيها والتى تحكيها لها الدادة من غير علم أمها ..لم تشعر حور بعزيزة وهى تدخل إلى الحجرة تحمل لها العشاء ...تقف خلفها تمسح على شعرها البنى الطويل الذى يصل الى رقبتيها...فتقطع تأملاتها وتقول لها بحنان وعطف:
_حبيبه قلبى هيا لتتناولى العشاء...لم تجبها حور ولكنها ظلت ساكنة تتأمل البحر وبعد قليل سألتها :
_دادة ...هل يوجد بشر ومخلقوات وراء هذا البحر؟
عزيزة بحذر:
_نننعم بنيتى
حور ومازالات تنظر الى آخر البحر:
_كيف هم يادادة؟ صفيهم لي.. كيف هي أشكالهم؟ كيف يكونون؟ ما هي أشكالهم؟
عزيزة وهي تجذبها نحو فراشها:
_حبيبتى هيا لتتناولى العشاء ثم نحكى سويا
حور بتزمر:
_لا اريد أن أكل..لا أريد شئ.
عزيزة وهى تحاول اغراءها:
_اذن لا تريدين معرفه ماذا حدث لسندريلا .
استطاعت عزيزة ان تلفت انتباهها وكأنها القت عليها كلمه سحريه فاخرجتها من حاله التأمل والسكون المخيف التى كانت حور عليهم..وجعلت كل انتباهها لها فقالت حور بمرح ولهفه كالهفه الاطفال:
_ماذا حدث لها ياداده ..قولى بالله عليكى ..ماذا حدث بعد ان جاءتها الساحرة الطيبه .
ابتسمت عزيزة لبراءتها ونقاء قلبها.. ففى لحظه نست وكأن شىء لم يكن فهمست:
_ تعالى حبيبتى تناولى عشاءك وأنا سأكمل لكى الحكايه
وظلت تحكى وحور تسمع لها وتسرح وتتخيل القصه وتتخيل شخصياتها وترسم أشكال الأبطال كيف يكونون..كيف يبدون..وكأنها هي سندريلا..ولكن أين أميرها..أين هو؟
وفى الصباح كانت حور تتجول فى الحديقه تداعب فراشتها وتشتم زهورها ...وكانت هناك فراشه جميله الشكل كانت بين الحين والحين تستقر على كتف حور ...ثم تطير وتستقر على زهرة تحبها حور .. وكأن الفراشه تدعو حور للعب معها ...ففهمت حور وقالت لها:
_هل تريدينى أن ألعب معك ..اذن هيا ...فطارت الفراشه ...وظلت حور تطير خلفها وضحكاتها المرحه تعطر الأجواء ..سعيده فرحه كأنها تملك الدنيا وما فيها..حتى استوقفتها امها وهى تنهرها السيدة نجاة وهي جيدة في العقد الخامس من عمرها ملامحها دائما غاضبة حزينة قاسية كل من يرها يهابها صوتها مسموع نظراتها مرعبة ..قالت لها بمنتهى القسوة :
_توقفى ...ماذا تفعلين..؟ قلت لك لا تلعبين...هيا اذهبى الى حجرتك حالا ..ولا تخرجى منها ابدا حتى المساء أنت معاقبة.
حور بصوت يستجديها:
_لكن ياامى أنا لم أفعل شىء...دعينى ارجوكى فى الحديقه فقد مللت الحجرة.
نجاه بلا شفقه قلت اذهبى الى حجرتك حالا هيااااااااااا.
فتوجهت حور الى حجرتها ..والدموع تسبقها.
والف سؤال وسؤال يجول بخاطرها.
لماذا تعاملها أمها هكذا؟
لماذا تحرمها حتى من العب..تحرمها من لحظات تكون فيها سعيدة..لماذا تشعر بعض الأحيان أن أمها تبغضها، ولكنها لا تجد إجابة لا أحد يريد أن يجيبها، أنها حائرة، من**رة، تشعر بوحدة تنهش قلبها ولكن ما عساها أن تفعل ما كانت سلوتها غير الدموع والآهات.
اقتباس صغنون اهو
البارت الخامسه
(حبيسة امها)
صباح يوم جديد
استيقظت حور كعادتها تصلى الضحى وتقرأ القرآن..وتقول وردها من الأذكار .. كل يوم تأتى لها عزيزة بالافطار وتوقظها بهمسات ولمسات حنونة:
_صباح الخير يا قرة العين
فترك حور برقتها المعتادة الطبيعية:
_صباح النور ياداده..اليوم هو يوم السبت وامى طبعا كالعاده خارج البيت ..ترى أين تذهب يوم السبت من كل اسبوع يادادة؟
عزيزة :
_لا أعلم بنيتى....لا تسألى ؟ لو كانت أمك تريد أن نعرف لقالت لنا.
_نعم معك حق فأمي لا تحب من يسألها عن شئ.
قالتها حور وهي تمط شفتيها بضيق ثم استطردت:
_داده أريد أن أتناول الإفطار فى الحديقه
عزيزة باعتراض:
_لا بنيتى ...تعلمين أن والدتك أمرت أن لا تخرجى من حجرتك ابدا طالما هى خارج المنزل
حور وقد ضمت ركبتيها إلى ص*رها تدفن وجهها بين ذراعيها وتبكى ..لماذا تفعل بى امى هذا ؟؟؟ انا تعبت من حياتى وسئمت ..أنا أتمنى الموت..فقد يريحني من هذا العذاب الذي أعيشه
عزيزة بشفقة:
_استغفري الله بنيتى وصدقينى إن الف*ج سيأتي قريبا بإذن الله..ثقي فيه حبيبتي..هيا تناولي فطورك
أشاحت حور بيديها في أعراض:
_لا اريد أن أكل شىء فقدت شهيتى لكل شىء.
عزيزة وهى تضمها الى حضنها ..وتخفى دمعه شفقه عليها:
_لا حبيبتى كلما ضاقت بكى الدنيا ...فقولى يارب
ولم تجد حور غير بابه تقصده فهتفت من **يم قلبها:
_ياااااااا رب .. يارب فك أسرى فقد نفذ صبرى يااارب أنت وحدك عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب اشرح ص*ري ويسر لي أمري يا الله
همست عزيزة:
_الله ياله من دعاء جميل هيا حبيبتى تتناولي الإفطار .. وأنا سأظل معك طوال اليوم احكى لك حكايات كثيرة .
اطاعتها حور وبدأت فى تناول الافطار ..تبتلع اللقيمات بصعوبه بسبب حزنها وكأنها تنزل أشواك في حلقها.
قالت عزيزة لتخر ج حور من حزنها:
_ما رايك فى حكاية جديده
ابتسمت حور وقالت على مضض:
_ ماذا ستحكين لى يا دادة ياحبيبتي.
انشرحت عزيزة لكلمة حبيبتي هذه فقالت لها :
_سوف احكى لكى حكايه علاء الدين والمصباح السحرى
حور بانجذاب
_ أذا هيا احكى بسرعه يادادة يبدو انها حكايه مشوقه.
وبدأت عزيزة فى سرد الحكايه...وحور تسرح بخيالها نامت على بطنها واضغه وجنتيها على كفيها وتستند بكوعها على فراشها..تحرك ساقيها واحده الى الاعلى والاخرى الى الاسفل وراحت تتخيل كيف يكون الرجل؟ ما هو شكله؟ كيف تكوينه ؟ فقاطعت عزيزه وهى تسألها:
_ دادة
_نعم حبيبتى .
حور وهي حالمة:
_اشتاق أن أرى رجل... أريد أن أعرف كيف يكون؟ ما هو شكله ياترى؟ كيف يبدو هذا الرجل يادادة.
عزيزة :
ومن أين نأتى به الآن يا بنيتى
حور ببراءة وتلقائية :
_نشترى واحدا
ضحكت عزيزة بشدة حتى أنها دمعت عيناها وهمست من بين ضحكاتها:
_ اضحكتينى يا بنيتى مع الأسف أنه لا يباع
_ولكني قرأت في السيرة ...أن أبى بكر اشترى بلال وآخرين بامواله ليخلصهم من عذاب الكفار.. أليس كذلك؟
_ نعم حبيبتى ولكن هذا .. أيام الجاهليه كانت الناس تباع فى سوق العبيد رجالا ونساء وأطفال.. أما اليوم ياحبيبتى فقد انتهى عصر العبوديه...واصبح الناس كلهم احرار لا أحد يستطيع أن يتاجر بهم لا يبيعونهم ولا أحد يستطيع أن يشتريها.
حور بنبرة اسف :
_خسارة ...كنت أريد ان اشترى واحدا
ضحكت عزيزة قبل أن تهتف:
_وماذا كنت ستفعلين به.
اعتدلت حور ثم هتفت بشغف:
_كنت اضعه فى حجرتى ..واتف*ج عليه ...و والعب به
عزيزة ولم يتخلى الضحك عنها:
_وهل هو لعبه يابنيتى .. أنه لا يصلح للعب ابدا.
حور بإصرار:
_اريد أن أعرف كيف يكون؟ ......ترى كيف تكون ايها الرجل؟؟؟؟
وظلت عزيزة تحكى لها حتى تلهيها عن أسئلتها هذه حتى نامت ...وهى تطبق جفنيها على هذا السؤال ..كيف يكون الرجل..؟
البارت الخامسه
(حبيسة امها)
صباح يوم جديد
استيقظت حور كعادتها تصلى الضحى وتقرأ القرآن..وتقول وردها من الأذكار .. كل يوم تأتى لها عزيزة بالافطار وتوقظها بهمسات ولمسات حنونة:
_صباح الخير يا قرة العين
فترك حور برقتها المعتادة الطبيعية:
_صباح النور ياداده..اليوم هو يوم السبت وامى طبعا كالعاده خارج البيت ..ترى أين تذهب يوم السبت من كل اسبوع يادادة؟
عزيزة :
_لا أعلم بنيتى....لا تسألى ؟ لو كانت أمك تريد أن نعرف لقالت لنا.
_نعم معك حق فأمي لا تحب من يسألها عن شئ.
قالتها حور وهي تمط شفتيها بضيق ثم استطردت:
_داده أريد أن أتناول الإفطار فى الحديقه
عزيزة باعتراض:
_لا بنيتى ...تعلمين أن والدتك أمرت أن لا تخرجى من حجرتك ابدا طالما هى خارج المنزل
حور وقد ضمت ركبتيها إلى ص*رها تدفن وجهها بين ذراعيها وتبكى ..لماذا تفعل بى امى هذا ؟؟؟ انا تعبت من حياتى وسئمت ..أنا أتمنى الموت..فقد يريحني من هذا العذاب الذي أعيشه
عزيزة بشفقة:
_استغفري الله بنيتى وصدقينى إن الف*ج سيأتي قريبا بإذن الله..ثقي فيه حبيبتي..هيا تناولي فطورك
أشاحت حور بيديها في أعراض:
_لا اريد أن أكل شىء فقدت شهيتى لكل شىء.
عزيزة وهى تضمها الى حضنها ..وتخفى دمعه شفقه عليها:
_لا حبيبتى كلما ضاقت بكى الدنيا ...فقولى يارب
ولم تجد حور غير بابه تقصده فهتفت من **يم قلبها:
_ياااااااا رب .. يارب فك أسرى فقد نفذ صبرى يااارب أنت وحدك عالم بحالي وغني عن سؤالي يارب اشرح ص*ري ويسر لي أمري يا الله
همست عزيزة:
_الله ياله من دعاء جميل هيا حبيبتى تتناولي الإفطار .. وأنا سأظل معك طوال اليوم احكى لك حكايات كثيرة .
اطاعتها حور وبدأت فى تناول الافطار ..تبتلع اللقيمات بصعوبه بسبب حزنها وكأنها تنزل أشواك في حلقها.
قالت عزيزة لتخر ج حور من حزنها:
_ما رايك فى حكاية جديده
ابتسمت حور وقالت على مضض:
_ ماذا ستحكين لى يا دادة ياحبيبتي.
انشرحت عزيزة لكلمة حبيبتي هذه فقالت لها :
_سوف احكى لكى حكايه علاء الدين والمصباح السحرى
حور بانجذاب
_ أذا هيا احكى بسرعه يادادة يبدو انها حكايه مشوقه.
وبدأت عزيزة فى سرد الحكايه...وحور تسرح بخيالها نامت على بطنها واضغه وجنتيها على كفيها وتستند بكوعها على فراشها..تحرك ساقيها واحده الى الاعلى والاخرى الى الاسفل وراحت تتخيل كيف يكون الرجل؟ ما هو شكله؟ كيف تكوينه ؟ فقاطعت عزيزه وهى تسألها:
_ دادة
_نعم حبيبتى .
حور وهي حالمة:
_اشتاق أن أرى رجل... أريد أن أعرف كيف يكون؟ ما هو شكله ياترى؟ كيف يبدو هذا الرجل يادادة.
عزيزة :
ومن أين نأتى به الآن يا بنيتى
حور ببراءة وتلقائية :
_نشترى واحدا
ضحكت عزيزة بشدة حتى أنها دمعت عيناها وهمست من بين ضحكاتها:
_ اضحكتينى يا بنيتى مع الأسف أنه لا يباع
_ولكني قرأت في السيرة ...أن أبى بكر اشترى بلال وآخرين بامواله ليخلصهم من عذاب الكفار.. أليس كذلك؟
_ نعم حبيبتى ولكن هذا .. أيام الجاهليه كانت الناس تباع فى سوق العبيد رجالا ونساء وأطفال.. أما اليوم ياحبيبتى فقد انتهى عصر العبوديه...واصبح الناس كلهم احرار لا أحد يستطيع أن يتاجر بهم لا يبيعونهم ولا أحد يستطيع أن يشتريها.
حور بنبرة اسف :
_خسارة ...كنت أريد ان اشترى واحدا
ضحكت عزيزة قبل أن تهتف:
_وماذا كنت ستفعلين به.
اعتدلت حور ثم هتفت بشغف:
_كنت اضعه فى حجرتى ..واتف*ج عليه ...و والعب به
عزيزة ولم يتخلى الضحك عنها:
_وهل هو لعبه يابنيتى .. أنه لا يصلح للعب ابدا.
حور بإصرار:
_اريد أن أعرف كيف يكون؟ ......ترى كيف تكون ايها الرجل؟؟؟؟
وظلت عزيزة تحكى لها حتى تلهيها عن أسئلتها هذه حتى نامت ...وهى تطبق جفنيها على هذا السؤال ..كيف يكون الرجل..؟
????????????
عودة الى الوقت الحالى
أدم بسعاده الدنيا كلها وهو يرى تعب عام يحصد ويجمع ويحمل فوق سيارات النقل:
_ارايت يا ابى لقد حملنا المحصول أنا لا أصدق ماتراه عيناى لقد كلل الله تعبنا بالنجاح وها نحن جنينا المحصول ورأيت تعبي يحصد.
الاب بسعاده :
_الحمد لله يابني من جد وجد ...ومن زرع حصد إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
كان أدام ينظر للمحصول وهو يحمل فوق السيارت ويحمد الله على كرمه.. ولا يعلم لماذا مرت صورة حور فى أمام عينيه فقد بقى ثلاث أيام ويقا**ها يبدو أنه اشتاق لها ..لم يكن يعلم انه سوف يشتاق لها هكذا ،وانه سوف يعد الايام والليالى ليراها من جديد ..حتى أنه ندم على قبول هذا الشرط اللعين وبالرغم من مشغولياته فى جنى المحصول وتحميله طوال الشهر، لكنها لم يكف لحظه عن التفكير فيها..فتاه غريبه ...بريئه كالاطفال.