الحلقه التاسعه
.(حبيسه أمها)
لم يحتمل أدم ماسمعه، كان يتوقع أي شىء إلا أن يسمع ما سمعه، ما عرفه فو احتماله بل فوق احتمال البشر..شعر أن قلبه يكاد ينفجر من الحزن والهم فقرر أن يذهب الى المسجد، فليس هناك أفضل من بيت من بيوت الله يهرب إليها مما الم به..لعل الله أن يخفف عنه إنه.
توضأ وظل يصلي ويصلي ويبتهل إلى الله لكن كلمات المرأة ترن في أذنه تكاد أن تفقده السمع، ظل راكعا رافعا يداه إلى الله يدعوه ليثبت عقله وقلبه حتى يحتمل حقيقة ما سمعه .. وعاد المشهد يفرض نفسه أمام عينيه كأنه شريط للسينما يعرض عليه بين الحين والحين
نجاه وهي تحكي له
ولأول مرة يراها من**رة ضعيفه .
وليس تلك المرأة المتسلطه الظالمه..قالت وهي تنظر لبعيد كأنها تنظر للماضي :
_كنت متزوجه من أبن عمي، كنا نحب بعضنا البعض ..مكثنا بضعه أعوام لم ننجب فيها وظللنا ندعو الله أن يتوج زواجنا وحبنا بذريه تكون قرة عين لنا...واستجاب الله لنا ورزقنا بطفلة جميله من فرط جمالها أطلقنا عليها اسم حور فإن لها جمالا كجمال حور العين، سعدنا بها كثيرا وأدخلت الفرحه على قلوبنا والسرور، وأصبحت الحياة جميله بها. وكبرت.. وكبرت فرحتنا بها وازداد تعلقنا بها حتى الموت..وعندما سار عمرها عامان، لحظت عليها علامات غريبه..كانت حينما تمشى تقع فجأة كأنها أغشي عليها، وحركات غريبه كتشنجات..ذهبنا بها الى طبيب راقبها وقال لنا ضعو كاميرات لتسجيل هذه الحركات وبالفعل قمنا بتصوير فيلم لها وكان تشخيص الطبيب انها....انها وخرجت الكلمه بصعوبه من حلقها. ... إنها مريضه بمرض (الصرع) شقت هذه الكلمه جدران قلب أدم حتى أنه أخذ يهزها وينعتها بالكذابه، وخرج من عندها والصدمة كأنها وحش تطارده....حاول أدم أن يطرد هذه الكلمه التي ترن في اذنه كالطنين:
_صرع ....صرع...صرع .......لا لا لا لا ... ااااااه يارب يارب ماذا أفعل ....استغفر الله العظيم ...استغفر الله العظيم...ظل أدم يستغفرالله....وانهى صلاته وابتهاله وعاد الى بيته ..حزين من**ر يحمل هموم الدنيا كلها على عاتقه.
بعد ثلاثه أيام
ذهب أدم الى نجاة يريد مقابلتها
نجاة: كيف حالك؟
ادم : بخير الحمد لله
نجاة: هل ستطلق حور ؟
نظر لها نظرة حادة وقال بثقه:
_لا ااا بالتأكيد
نجاة ...لماذا غبت إذا ثلاثه أيام ؟
ادم :
_كنت منهار ....ولم أرغب أن اقابل حور وأنا على تلك الحاله فما سمعته كان أقوى مني.
**ت لحظات وقال...هناك أشياء أريد معرفتها منك
نجاة ......لقد ذهبت قبل أن أكمل لك كلامي
ادم بصوت حزين:
_كيف أصبر على سماعك بعد الكلمه التي ا**ت اذني؟ هاتي كل ما لد*كي. ؟
زفرت نجاة واستطردت:
_بعد صدمتي أنا وأبيها ...حمدنا الله لأنه ابتلاء منه وعلينا الصبر، وباع زوجي كل أملاكه ورحلنا إلى مكان نائي أراد أن يكون بعيد عن شماتة الأهل والاقارب، وأشترى لنا هذا البيت في منطقه ليس بها أحد وكتب كل أملاكه لحور وجعلني الوصية عليها. ولم يحتمل مرض ابنته فمات وتركنا ...وكرست حياتى لها أعلمها القرآن والسنه والفقه وحبستها حتى لا تكون عرضة للشفقه لأى أحد، هي نفسها لا تعلم انها مريضه بالصرع كل الذي تعلمه أنها يصيبها بعض التعب فقط، لا أحد يرى نوابات الصرع عندما تفاجأ ها غيري ..فعندما تصيبها تلك النوبة.. تتشنج وتصرخ وتتكشف حتى تصبح عاريه فقررت أن أحبسها.. فلن أجعل أبنتي عرضه أن يرها أحد في مثل هذا الموقف ابدا، لن أعرضها للفضيحه حبستها عن الدراسه وجعلتها تدرس في البيت كنت أخشى أن تفاجأها النوبه في الشارع أو في المدرسه فماذا تفعل إن تكشفت أمام الناس .....حبست عنها حتى الحب فمنعت كل شىء يجعل قلبها يتفتح للحب فماذا إن أحبت شاب فهل سيرضى أن يتزوجها اذا اكتشف مرضها ...اذا فالحب غير ضرورة أن تتعرف عليه.....حبست عنها حتى الرجال، ومنعت عنها الكتب التي تشير للحب أو لزواج جعلتها تعرف فقط الله ورسوله...كانت تتتكلم وكلماتها تخرج بتشنج وحسرة وألم على تبنتها عيناها تجود بدموع العجز، ولكن يبدو أن الله له مشيئة أخرى ..فمنذ ثلاثه أشهر مرضت وذهبت للطبيب وبعد الكشف والفحص علمت أني مصابه بالسرطان وأنه في مراحله الأخيرة وهي أشهر معدودة وأموت، بكيت ..وبكيت كثيرا ليس على نفسي بل على ابنتي لمن اتركها لمن ... . فجئت أنت وطلبت مني شراء قطعه الأرض فجاءتني فكرة واشترط عليك الزواج من ابنتى بعد أن سألت عنك وعلمت إنك إنسان ذو خلق كريم وجعلت لك شروط ..طلبت منك أن لا تأتى لها إلا كل شهر مرة حتى لا تكتشف نوبتها ...وفى المرة الأخيرة عندما أخذتها منك كانت هناك نوبة صرع ستهاجمعا لها بوادار أنا فقط أعرفها....
قاطعها أدم وهو يضيق عينيها تعحبا:
_وكيف عرفتى ذلك؟
نجاة وهي تخفض وجهها في الأرض خجلا:
أني أضع كاميرات في الحجرة خصيصا لذلك الأمر
اتسعت عينا أدم في عدم تصديق..ومسح وجهه بضيق ثم قال:
_أكملي
زفرت بهم ثم تابعت:
ادام لقد وضعت الكاميرات خصيصا لمراقبه نوبات حور. وليس لأي غرض في نفسي.
ادام وهو يقترب منها ويقبل يدها..ويقول بتقدير: _أنت أعظم أم قابلتها في حياتي تحملتي الكثير والكثير من أجل الحفاظ على ابنتك من أجل سترتها.
نجاة ودمعات هطلت على خديها لأول مرة يراها أدم:
_أدم بنى حور ليس لها أحد بعدك لقد جعلتها أمانه فى عنقك..لا تتركها وحافظ عليها ولا تدع أحد يعرف بمرضها.
همس أدم بحب وصدق:
_حور زوجتى وحبيبتى ولن أجعل أحد يمس شعرة منها ولن اتخلى عنها مهما حدث ثقى بي.
تبسمت له نجاة فى راحه وامتنان ثم همست له:
_اذهب إلى زوجتك فهى فى انتظارك. . انها تسأل عنك.
_حاضر أمى
نجاة باستغراب لوقع هذه الكلمة:
_امك؟!!
قبل أدم يدها ثم همس
نعم انتى أمى من الآن وصاعدا
ابتسمت له نجاة ثم مسحت على رأسه كأم تمسح على شعر ولدها.
تركها أدم وصعد إلى حوريته بخطوات تعزف لحن الاشتياق والحب والقبلات التي يظهرها لها.
اترون أن نجاة محقة في حبس ابنتها؟
كيف سيتعامل أدم مع حور بعد أن عرف بسر مرضها؟
هل سيظل يحبها أم نوبات مرضها سوف تغيره ولا تجعله يحتملها؟
ارائكم تهمني
إلى اللقاء في فصل قادم والقادم أحلى
تابعوني.
سهير عدلي الشهيرة بسهير على
احبكم في الله
حقولكم على حاجة هدية
اي حد نفسه يتحقق له حاجة اقرأوا يس داوموا على قرأتها مجربة والله لأي شئ انت محتاجه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يس لمن قرأت له
صدق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
ربنا يف*ج كربكم يارب وكرب المكروبين