الفصل الثالث

1368 Words
في يوم جديد ، ربما يكون حزين أو مبهج الله أعلم ، طرقات قوية عنيفة على باب منزل توليب ، قطبت توليب حاجبيها من ذلك الوقح الذي يطرق الباب بتلك الطريقة ، فمن الاساس من سيزورها ؟ نهضت مُبعدة تلك الافكار لتمسك بحجابها تغطي رأسها به لتذهب للباب ، أمسكت بمقبض الباب لتفتح الباب ، رأت مالك الشقة الجالسة فيها ، رجل بدين بطنه يتدلى أمامه أسلوبه وقح إلى حد كبير و لكن مع ذلك لا تستطيع الأبتعاد عن تلك الشقة صدح صوتها بتعجب حاد : - في ايه يا أستاذ رمزي حد يخبط على حد كدة ! لم يعتذر المدعو حمدي و لم يبرر حتى بل أرتفع صوته على صوتها قائلاً بحدة : - بقولك أيه يا أنسة أنتِ بقالك يومين متأخرة عن ميعاد الإيجار و أنا ورايا مشاغل .. تأففت بإشمئزاز فما سيحدث لو تأخرت يومان هي نست بالأساس ، قالت بهدوء متذمرة : - معلش يا أستاذ رمزي هدخل أجيب إيجار الشقة بتاع حضرتك .. لم تنتظر رده بل أغلقت الباب في وجهه سريعاً فهي لن تسمح له بدخول البيت و هي بمفردها جائت باللإيجار لتفتح الباب مجدداً رأته ينظر لها بغيظ ، لم تبالي بنظراته لتمد يدها بالإيجار ، أبتسم بخبث قائلاً بتوعد : - هو أنا مقولتلكيش ؟ الإيجار زاد ألفين جنيه ! توسعت عيناها فكيف يزيد مبلغ كهاذا بالأساس الإيجار ثلاثة ألاف جنيه و زيادة ألفين جنيه أخرين سيكون المبلغ خمسة ألاف جنيه ! ، لم يفعل بحياته ذلك ! هي تسكن بتلك الشقة ما يقارب الثلاث سنوات و لم يرفع الإيجار سوى مبلغ بسيط ! هتفت بصدمة رافعة أحد حاجبيها : - أنت بتهزر ولا ايه يا أستاذ رمزي ! يعني ايه الايجار يبقى 5٠٠٠ جنيه ! أنت عمرك ما عملتها ! ظهر الإرتباك على وجه رمزي ليقول بتلعثم متوجس : - ما هو عشان يعني مكنتش بغلي الإيجار كل سنة فـ قلت اغليه على طول .. هتفت بتوجس خفيف : - ايوة بس أنا لسة مقبضتش ولسة بدري ع القبض و مش معايا المبلغ ده ! قال رمزي بمكر غير مبالي : - مش مشكلتي يا أنسة كل المستأجرين دفعوا متتعبنيش أنا عايز إيجاري تأففت بغضب لترد برجاء خفيف : - قولت لحضرتك هدفعهم بس استنى عليا شوية لو سمحت .. صاح وهو يشير بيديه الغليظتان : - يا آنسة عندي التزامات اديني فلوسي عشان امشي بقا ، بصي اخرك معايا يومين ولو مدتينيش فلوسي في واحد عايز الشقة دي و ملك كمان توسعت حدقتيها بدهشة ف هي لم تأجر تلك الشقة البارحة .. بل قضت بها سنوات عديدة و لها ذكريات غالية على قلبها أجابت بتوجس : - لاء والله خلاص أنا هدفعهملك بس اصبر عليا يومين لم يرد عليه بل نظر إليها بنزق ليتحرك متوجهاً لبيته وضعت رأسها بين كفيها بضياع ، غرزت أظافرها في كفيها لتضعها على فمها في حركة اعتادتها عند توترها وحزنها ، لم تجد حل آخر ستطلب سُلفة من عملها *** - أنتوا ايه مبتفهموش ! قولتلكم مش عايز أتعالج أنا حابب نفسي كده أنتوا مالكوا نفسي و أنا حُر فيها ! هتف رعد بتلك الجملهه حيث اعتراه غضب شديد عندما أخبره جاسر أنه سيعالجه حتى إذا حاول معه بالإكراه ! تن*د جاسر تنهيدة عميقة ، بعدما صار ذلك الشئ المُريع و هو دخل في حالة إكتئاب شديدة ، ثم من بعدها تعرف على أصدقاء سيئين للغاية هم من جعلوه يُدمن ، و لكن هو لن يتركه هكذا ، لن يتركه يصارح الموت ، لن يتركه عالق بين الأرض و السماء ، أبداً لن يفعل ! *** وسط همومها التي تحلق فوق رأسها سمعت رنين هاتفها ، تن*دت بخفوت لتأخذه بضيق ، وجدت رقم عريب غير مسجل ، عقدت حاحبيها بغرابة ، ضغطت على زر الإجابة و لم تنطق .. هتف الطارق سريعاً : - الو ؟ صوته مألوف لها و لكن لا تتذكره فهي ذاكرتها ضعيفه ، و لكن بعض الأشياء لم و لن تُمحى من حياتها حتى لو مضى عليها مائة عام ! انتشلها ذلك الصوت مجدداً من أفكارها و هو يقول بخشونة : - أنسة توليب ؟ أنا جاسر افتكرتيني ؟ ض*بت كفيها بجبهتها عندما تذكرته ، ردت بتلعثم آسفاً : - أيوة أفتكرت حضرتك ، خير في حاجه ؟ حمحم بتوتر ليرد بتهذيب : - أسف ع الإزعاح و أسف على اللي حصل بينا آخر مره .. بس كنت عايز أقابل حضرتك .. رفعت حاحبيها بغرابة لترد مستفسرة : - ولا يهمك بس نتقابل بمناسبة اي ؟ أجمع كلماته ليرد بصوت راجي حزين بعض الشئ : - لو سمحتي يا أنسة توليب بس أنا حياة صاحبي في خطر صدقيني أنا عايز ألحقه قبل م يموت ولا يحصله حاجه .. لو سمحتي ؟ تن*دت بإشفاق على حاله لترد موافقه : - طيب خلاص العنوان فين ؟ *** في أحد الكافيهات الراقية تجلس توليب أمام جاسر و حواسها بأكملها ترتكز معه و مع حديثه بدأ جاسر حديثه يستطرد حكاية رعد منذ صغره للأن : - بصي يا أنسة توليب الي عايزك تعالجيه أسمه رعد .. رعد من و هو صغير كان ناجح جداً و كل اللي حواليه بيشكروا فيه و ف ذكائه كان ذكي و طيب جداً و حنين بطريقه متتخيلهاش ، طول عمره بيحب يساعد اللي حواليه من غير مقابل ، أنا و هو من و أحنا صغيرين صحاب و متربيين مع بعض ، لحد ما بقى عنده 21 سنة ، حب بنت أسمها لميس .. حبها لدرجة انه مكنش شايف غيرها ، كانت كل حياته ، كان بيتنفسها ، بِعد عني و عن الشلة بتاعتنا .. بس أحنا سيبناه براحته ، بس الحقيقه أنا مكنتش مرتاح للي أسمها اسيل دي ، بس قولت ان يمكن مجرد أحساس مش اكتر ، حبوا بعض أكتر من 8 سنين لحد م وصلتلوا مسدج برقم غريب ، فتح المسدج شاف اسيل نايمه ف حضن ياسر ! ياسر ده صاحبنا من زمان معانا في الشلة يعني بس كان دايماً بيغير من رعد ! ، المسدج كان مكتوب تحتها " اللي بتحبها خدتها منك .. م هو مش معقول كل حاجه حلوه تبقى ليك .. ده حتى ظلم ، تعالي على العنوان ده عشان تشوفها بعينك .. ! " ~ Flashback ~ توسعت حدقتي عمر ، لم و لن يصدق ، بالتأكيد تلك الصورة مفبركة ، لن تفعل هذا به هو يعلم لن تفعلها ، ذهب رعد للعنوان بسرعة تسابق الرياح ! ، نزل من سيارته الفخمة ليصعد تلك العمارة و هو يشعر بإنقباضة كبيرة في قلبه ، تن*د يحاول أستجماع كلماته ، لم يطرق على الباب بل ركله بقدميه ليفتح الباب سريعاً كأنه يساعده ليرى ما تفعله تلك الأفعى ! وجد غرفتين دخل الأولى ليجدهما ، وجدهما بوضع أقل ما يقال عنه مُخِل ! شهقت الدعوة أسيل عندما رأته ، رأت عينان لم تراهم بحياتها ، عينان ماتت الحياة بهما ، تلك اللمعة التي كانت دائماً تراه في عيناه أُطفأت ! عيناه أصبحت حمراء بشكل مُفزع ، لم تمنع شهقتها العالية من الخروج ، بينما ياسر ذلك القذر يبتسم بخبث لعين ، كأنه يرى أفضل أفلامه ، أقترب رعد من ياسر بخطوات بطيئة ، كـ بطئ نبضات قلبه كأنه سيذهب لخالقه الأن ! ، أمسك رعد ياسر من خصلاته ليلكمه بعنف شديد ، أخذ يض*به بعنف و ياسر يسدد له بعض الض*بات الضعيفه بالطبع فـ رعد قوي البنية ، اخذت أسيل تصرخ برعب فهي تشعر أن دورها جاء ، ترك رعد ياسر بعد فقدانه الوعى من كثرة الض*بات ، تحرك نحو أسيل التي تطالعه بخوف شديد ، رفع يده ليهوى بها على وجنتها يطبع أصابعة عليها ، وضعت يديها على مكان ض*بته بألم ، لأول مرة يض*بها ، لأول مره يرفع يده عليها ، لم يكتفي بل أمسكها من كتفيها يصرخ بها بألم لم يظهر في نبرته : - لـيـه عملتي فيا كده ردي عليا لييهه خونتيني ! نزعت نفسها من تحت براثنه بصعوبة لتصرخ به بوقاحة : - أنا عُمري ما حبيتك ، اتقربت منك بس عشان فلوسك ، بس أنت صدقت نفسك ! تتوالى الصدمات ، لم تهتز خصلة منه ، تركها في تلك الشقة يحاول أن يستجمع نفسه بصعوبة End of the flashback ضمت توليب قبضة يدها لتضعها امام فمها بخزن ، كيف تحمل كل هذا خيانة حبيبته مع صديقه ، بالتأكيد تدمر ! سألت بصوت مهزوز تكاد تبكي : - طب .. طب و البنت دي أسيل فين دلوقتي ؟ أجاب بقسوة أحتلت ملامحه : - ماتت ! شهقت بعنف ماتت قبل أن تتوب عما فعلته فهي زانية ! سألت مجدداً و هي غير مستوعبة : - ماتت ازاي ؟ أحاب جاسر و هو يسترجع تلك الذكريات المؤلمة : - كانت حامل من الزفت ياسر ، لما قالها تسقطه و أتهمها أن الطفل ده مش منه .. أنتحرت ! لم تشهق تلك المرة بل أنسابت دموعها واضعة يدها على فمها ، رق قلب حاسر عندما شاهد دموعها ، أهي بريئة لدرجة أن تبكي على قصة ليس لها علاقة بها ! تحدث يحاول أن يخفف عنها : - أهدي بس ربنا يرحمها ويغفرلها .. أومأت مؤكدة بدعاء من قلبها : - يارب .. قال جاسر بتوجس خوفاً أن لا توافق : - طب وافقتي أنك تعالجيه ولا لاء ؟ أومأت بتأكيد : - وافقت .. وهعمل أي حاجه عشان يخف .. *** عادت توليب لمنزلها تفكر كيف ستتصرف معه ، تريد علاجه و لكن كيف ستفعلها ؟ أستلقت على فراشها لتنام بعمق ولكن بالطبع لم تنسى معانقة تلك الصورة !
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD