الفصل التاسع

3064 Words
الجزء التاسع ... 11-2-2020 (17) ذكريات الوهم مرت عدة أيام ، كانت سارة تنفذ تعليمات نيرمين ، حيث كانت ترد على خالد ، و استمرت في رجاءها له بأن يتركها ولا يصنع لها مشاكل و غير ذلك. و ذات صباح اتصلت بها و طلبت منها عنوان الشقة التي ذهبت مع خالد إليها ، فأعطته لها "هتعملي ايه؟" ، "هأقولك بعدين". عاد سعد من عمله معه طعام العشاء لمشاركة أسماء ، كانت قد عرفت وقت مجيئه ، فتح باب الغرفة فوجدها في انتظاره "أهلاً يا سعد اتأخرت يعني" ، يبتسم و يضع الطعام فوق طاولة صغيرة في الغرفة ثم ينظر لها "أيه الحلاوة دي؟" ، تبتسم بخجل "احترم نفسك" ، ثم تجلس يتناولان الطعام سوياً ، ثم تقوم لتصنع كوبين شاي في المطبخ ، لاحظت انه قد أعطاها حرية الحركة في الشقة ، عادت حاملةً كوبي الشاي "انا محطتلكش سكر ، انت كام معلقة؟" ، يبتسم "معلقتين ، و بعدين كفاية ان انتي اللي عاملته زمانه بقى عسل خالص" ، تبتسم و تقلب معلقتي السكر ثم تجلس "مفيش جديد؟" ، يهز رأسه "مش عارف يا اسماء ، مفيش أي أخبار" ، يتجاذبان أطراف الحديث كصديقين و بينما يريد ان يسألها عن طبيعتها الغريبة التي جعلتها تتحول بهذا شكل وتتقبل الوضع ، لكن هاتفه لم يعطيه فرصة ، حيث رن "آلو ، لسه فاكرة؟" ، "عاوزة اكلمك لوحدك" ، "طب خمس دقايق و أتكلم". يبدأ في لم حاجياتة "مين ببيكلمك ؟ رايح فين؟" ، يأخذ هاتفه و يخرج "هأقولك بعدين ، سلام" ، و يخرج. يشعل سيجارته في الصالة بعد ان يُغلق الغرفة جيداً ، دقائق و يرن هاتفه "ممكن أفهم بقا ، ايه الغيبة دي؟" ، "معلش هاعوضك عن كل اللي فات" ، "طب انا عاوز اعرفك عشان لو غبتي تاني" ، تضحك "لا ، بس مش هاغيب تاني ، دا وعد ،المهم في شغل جاهز؟" ، "مش هاعمل اي شغل تاني قبل ما اخد اللي فات كله" ، "اتفقنا ، هاتصل بيك تاني اعرفك كل حاجة ، سلام". =============== كعادته ما ان ذهب بلال إلى عمله حتى اتصل بسارة "انا كدا عداني العيب ، انتي عمالة تلاوعي معايا" ، تقطع كلامه "اسبقني على الشقة ، و انا هاحصلك" ، "تمام ، هاسبقك و استناكي" . كان ينتظرها ، رن هاتفه "انتي فين يا سارة" ، "افتح الباب" ، ما ان يفتح الباب حتى يفاجأ برجلين ملثمين يدخلان ، قبل ان ينطق يض*به أحدهما بقبضة يده في وجهه ، قبل ان يستوعب كان الآخر يضع قطعة قماشة فيها مادة م**رة على أنفه ، يحاول المقاومة لكنه يفقد وعيه. استيقظت اسماء على جلبة خارج غرفتها ، فتجلس فوق سريرها تنتظر ان يفتح سعد الباب ، بالفعل يُفتح الباب ، إذا بسعد و زميليه غريب و رامي يحملون رجلاً و يدخلاه عليها فاقداً للوعي "قومي" ، تقوم من سريرها مستغربة "مين دا؟" ، ينظر لها سعد ، ثم ينظر للرجال "تعالوا نقعد برا" ، يخرجون و يتركون أسماء و الرجل فاقد الوعي مقيداً معها "تمام يا رجالة ، المهمة دي هاتخلص علطول و كل واحد هياخد نصيبه" ، أرادا ان يقولا شيئاً لكنه قاطعهما "رامي ، خد العربية رجعها و هاتلنا فطار و تعالى" . كانت أسماء لا تفهم ما يحدث ، اقتربت من الرجل تنظر في وجهه ، هي لا تعرفه ، تسائلت فيما بينها عدة أسئلة دون جدوى ، حاولت إفاقته دون جدوى ، فاستسلمت ، و اكتفت بجلوسها حتى يأتي سعد يشرح لها. يفتح سعد الباب "تعالي يا أسماء نفطر" ، تخرج و تجلس معهم لتناول الإفطار دون كلام ، نظر لها سعد مبتسماً "متقلقيش مش هيطول معاكي" ، لا ترد ، بعد ان ينتهوا من طعامهم "اعمللنا شاي يا أسماء" ، تذهب للمطبخ فيما ينظر سعد لرامي "خش فوق حيلتها اللي جوا" ، يدخل رامي الغرفة ليُفيق الرجل الم**ر ، تعود هي بالشاي و تضعه أمامهم "الشاي" ، ينظر لها سعد "بصي بقا ، هنشرب الشاي و ندخل الاوضة و انتي تقعدي هنا ، هنخلص و نطلع" ، باستغراب "اشمعنى يعني؟ ما ادخل معاكم" ، يضحك غريب "مينفعش يا قمر" ثم ينظر لسعد "هانسيبها كدا؟" ، لا يرد ، بينما يخرج رامي بعد أصوات استغاثة من الغرفة "الواد فاق" ، يقوم سعد و يُخرج حبل من حقيبة معه "معلش يا اسماء ، هاكتفك لحد ما نخلص" ، تستسلم ، فيقترب منها سعد و يقيدها في أحد الكراسي جيداً ، ثم ينظر للرجال "يلا يا رجالة" ، يدخل ثلاثتهم الغرفة ، فيما تبقى هي لا تفهم شيئاً لكنها لا تتكلم. كان خالد مقيداً ، ينظر لهم بعد ان أغلقوا باب الغرفة "هو في أيه؟" ، يضحك رامي "متقلقش ، اسهل من شكة الدبوس" ، يضحك الجميع ، و يُمسك سعد بكاميرا صغيرة ليبدأ التصوير "بص يا خالد ، هاتصرخ هاتصوت هاتعمل اي حاجة محدش هايسمعك ، عشان كدا خليك كويس و متتعبناش معاك" . كانت اسماء تسمع كل شيء ، دون ان تفعل شيء ، فهي مقيدة ، يخرج ثلاثتهم ضاحكين "معلش يا اسماء ، اتأخرنا عليكي" ، ثم ينظر لغريب و رامي "تمام يا رجالة ، هانستنى لما تحيلنا تعليمات جديدة" ، ثم يفك قيد أسماء و يدخلها الغرفة و يُغلق عليهما ، ثم يجلس ثلاثتهم لتقسيم المال بينهم. ما ان دخلت اسماء حتى وحدت خالد المقيد يبكي ، تقترب منه "انت عملت أيه؟" ، ينظر لها "و انتي مال امك انتي؟" ، تضحك "ماليش ، اصلي مخطوفة زيك و مش عارفة عملت ايه" ، ينظر لها مستغرباً "مخطوفة؟" ، تضحك "آه مخطوفة من زمان و مش عارفة آخرتها" ، "يعني انتي مش معاهم؟" ، تهز رأسها بلا "انا اسمي اسماء ، كنت متجوزة واحد اسمه بدر و كنا عايشين أحلى حياة فجأة خ*فوني ، و من ساعتها و انا هنا" ، ينظر لها ، كأنه تذكر شيئاً "أيوة ، افتكرت ، دا الحوار من زمان ، الدنيا كانت مقلوبة عليكي" ، تضحك بحسرة "كلنا في الهوا سوا". =============== لا شئ يبدو كما هو معتاد لا شيء يبقى على حاله ، هذا أمر لا شك فيه ، خالد الذي كان بالأمس يتحكم في كل شيء ، يعود إلى شقته م**وراً مهموماً ، لا يعرف كيف يُفكر ؟ مازال لا يسمح لدموعه بالنزول ، يحافظ على ما تبقى لديه من كبرياء ، لذلك قرر البقاء في شقته عدة أيام ، كان معظم الوقت مستلقياً فوق سريره ، يتحرك في الشقة إلى الحمام ، حتى أنه لم يشترى سجائر بعدما نفدت سجائره ، كان يعلم حد اليقين أن سارة لها يد فيما حصل معه ، يتذكر كل شيء بينهما منذ التعارف ، الخطوبة ، ، الفراق ، زواجها ، تهديده لها ، و ما حدث لة علي يد خاطفية . سارة بعد أن زارتها نيرمين منذ يومين ، و جعلتها تشاهد الفيديو الذي يعيدها للحياة ، تغير حالها ، من الشرود و القلق إلى المرح و الانطلاق و السعادة ، لم يسألها بلال ، او يستغرب بدر عندما حكى له زميله ، بل عندما شاهدها في زيارة لهما ، نيرمين أيضاً لم تستغرب فهي من لديها السر ، بل هي من تمسك بالخيط ، بل و كل خيوط اللعبة ، المال جعلها إنسانة متسلطة ، لا تهتم لأحد ، نجاح صيدليتها يدر عليها أموالاً طائلة ، و كذلك إيجارها لشقتها التي أخذتها من وليد كما أخذت منه كل شيء. سارة كانت تتصل بخالد كل صباح ، تتضايق كلما وجدت هاتفه مغلق ، تريد ان ترسل له الفيديو و تهدده به كما كان يفعل ، تتمنى أن تسمع رجاءه لها و توسلاته ، بعد ان تيأس تتصل بنرمين "لسه قافل الفون" ، تضحك نيرمين "معلش اللي حصله مش قليل ، و اكيد هايجي يوم و يفتح" ، "بس انا مخنوقة بجد ، نفسي اغيظه و اذله زي ما ذلني" . يدق باب شقته و الجرس يسير بتثاقل ، يفتح الباب "انت فين يا بني ؟ قلقتنا عليك" ، يترك الباب و يدخل ليجلس على أحد الكراسي "مفيش تعبان شوية" ، يجلس زميليه "الف سلامة عليك ، طب قافل تليفونك ليه؟" ، "مش عاوز اكلم حد" ، يرد زميله الاخر "طب هتنزل الشغل امتا؟" ، ينظر لهما "مليش نفس" ، أسلوبه اليائس لفت انتباههما فرد أحدهما مداعباً "مالك ياد عامل زي اللي م**ورة عينة كدا ليه؟" ، يبدو أن كلامه جاء على جرح غائر ، أراد ان يبكي لكنه تمالك نفسه "خلاص يا ابني انت و هو ، بكرة انزل الشغل" ، يقوم أحدهما و يبحث في الشقة "فين تليفونك؟" ، ينظر له "ليه يعني؟" ، "افتحه ، بصراحة عشان نطمن عليك ، و مش ناويين تخبط المشوار ابن اللذينة دا تاني" ، كان زميله قد وجد الهاتف فتحه و وضعه إلى جواره "تليفونك أهو ، و هننزل نروح الشغل ، و خد الفلوس دي خليها معاك ، عاوز حاجة قبل ما نمشي؟" ، "عاوز سجاير" ، يُخرج كل منهما علبة سجائره و يتركونها عنده "سلام ، هنستناك بكرة". ما ان يخرجا و يغلقان باب الشقة حتى يرن هاتفه ، ينظر فيه و يضعه جانباً "هي ناقصاكي انتي كمان؟" ، رسالة على الواتس من سارة تخبره باستلام فيديو ، ثم عدة رسائل كتابية ، و ترن من جديد ، عدة مرات جعلته يرد "ايه يا خالد وحشتني" ، "عاوزة ايه يا سارة؟" ، تضحك "مش عاوزة حاجة ، و بعدين حد يقول كدا لحبيبته؟" ، بندم "حبيبته؟" ، تضحك باستفزاز "آه حبيبته ، ولا نسيت كلامك؟" ، "سبيني في حالي يا سارة" ، تضحك من جديد "يااااااااه ، فاكر لما كنت بعيط و اقولك سبني في حالي؟ شوفت الدنيا؟ عموماً اتف*ج عالفيديو يا خالد و إياك تفكر تهددني تاني ، طول ما انت كويس الفيديو دا هايفضل سر متقلقش". شاهد الفيديو وجد كيف تمت اهانتة بشكل وحشي علي يد خاطفية وكيف قامو كية بالنار ف اجزاء متفرقة من جسدة وكيف اجبروة أن ينطق بكلمات مهينة في حق نفسة كل هذا وهم يصورون ما يحدث . ============================= ============================== (18) ذكريات الوهم في اليوم التالي نزل خالد لعمله ، كان يشعر ان الجميع ينظر له ، يشعر ان الجميع يعلم ما حدث له ، كان زملائه في العمل قد استقبلوه بترحاب و ود ، لكنه كان من**راً ليس كعادته. مصادفة خير من الف ميعاد ، لا يستطيع أن يُصدق عينيه ، كان يجلس على إحدى المقاهي مع زميليه في محاولة منهما لإخراجه من حالة الاكتئاب غير المبرر التي يمر بها ، كانا يضحكان معه و يداعبانه بالكلام ، حين تسمرت عيناه على أحد الجالسين على القهوة ، إنه هو ، نعم هو لا يمكن أن أنسى وجهه او أي من وجوههم ثلاثتهم ، هذا الذي كان يُمسك المطواة ، لابد أنه يسكن هنا او قريب من هنا ، ثم تذكر فجأة ، او قد تكون الشقة قريبة من هنا ، أخرجه أحد زميليه من شروده "أيه يا ابني؟ سرحان في أيه؟" ، يقوم مسرعاً "دقيقة و راجع" ، استغرب زميليه "رايح فين؟" ، لم يرد ، كان يسير من بعيد متابعاً غريب ، لا يعرف ماذا سيفعل ، لكنه قرر أن يعرف إلى أين سيذهب؟ كان يسير خلفه من بعيد حتى لا يلاحظه ، ركب ميكروباص ، فركب معه متخفياً ، نزل في منتصف الطريق فظل راكباً ثم طلب النزول و عينه لم تفارق غريب ، واصل السير خلفه حتى منطقة خالية من السكان فيها عدة منازل متناثرة ، دخل أحد هذه المنازل ، وقف هو يتابع ، مر ما يقرب من ساعة ، لكنه ظل واقفاً ، اتصل به زميليه عدة مرات فأغلق هاتفه حتى لا يشغله ، فجأة خرج أحدهم إنه هو ، نعم رامي الذي ناكه ، أراد ان يفتك به لكنه تمالك نفسه ، و تبعه حتى ذهب إلى منزله ، عرفه جيداً ، فتح هاتفه و اتصل بأحد زميليه "معلش يا اخويا ، كان في حوار كدا ، انتو مشيتوا؟" ، "مشينا يا ندل ، فكرك هانفضل مستنينك؟" ، "طب معلش نتقابل بكرة في الشغل" ، عاد إلى القهوة يُفكر ماذا يفعل ، ثم واتته فكرة ينتقم بها. ================ كان بدر في عمله ، يعيش أياماً من السعادة ، نيرمين متفرغة له تقريباً ، زادت سعادته بعدما جاء خبر حملها في شهرها الثالث ليُضفي نوعاً خاصاً من السعادة على حياتهما ، اتصال من رقم غير مسجل "أستاذ بدر ، معاك الرائد علي شريف ، احنا عرفنا مكان مراتك ، و في قوة هتتحرك دلوقتي ، تقدر تجيلنا عالقسم بعد ساعة" ، لم يصدق ما يسمعه "مراتي اسماء؟" ، "أيوة ، و القوة اتحركت فعلاً". كانت أسماء نائمة في غرفتها صباحاً بينما رامي يستعد للذهاب منتظراً غريب ، الذي يفتح باب الشقة ليستقبله زميله "ايه يا عم غريب ؟ اتأخرت ليه؟" ، قبل ان يرد كان باب الشقة يدق ، ينظران لبعضهما في قلق "في حد معاك؟" ، "حد مين؟" ، تزداد الدقات قوة ، صوت مرتفع "افتح الباب يا غريب المكان كله محاصر" ، قبل ان يتخذا أي قرار كان باب الشقة قد كُسر و يدخل رجال الشرطة يشهرون أسلحتهم ، فيستسلمان رافعين أيديهما ، يتم تقيدهما "فين أسماء؟" ، كانت أسما قد سمعت الجلبة فقامت مفزوعة ، تدق على باب الغرفة ، يحاول أحد رجال الشرطة فتح الباب فيجده مغلقاً "مين معاه المفتاح؟" ، يُشير رامي إلى طاولة عليها مفتاح "أهو" ، يفتح الباب ليرى أسماء تقف مذعورة "انتي أسماء" ، تنظر لرامي و غريب المقيدين "أيوة انا اسماء". =============== كانت أخواتها الأربع ينتظرنها في قسم الشرطة ، بعد أن اخبرهن بدر بالأمر ، هو أيضاً كان حاضراً ، فقد اتصل بنيرمين أولاً لأخبارها ، و التي لم تصدق الصدمة ، فأسرعت بالاتصال بسعد حتى يُنقذ الموقف ، لكن سرعة تحرك رجال الشرطة للمكان كان اسرع من تحذيره لزميليه ، كذلك خوفه من الاتصال بهم فينكشف أمره ، ترك سعد مكانه مختفياً و اغلق هاتفه. نزلت أسماء من السيارة لتجد أخواتها و أخويها في الانتظار و معهم ابنتها ، لقاء حار بعد طول غياب ، لقاء جعل من اليأس أمل ، ابتسامات و سعادة و دموع اختلطت فيها المشاعر ، احتضنت ابنتها و ظلت تبكي ، لتأتي لحظة اللقاء تقف أمامه لا تعرف كيف تستقبله ، تمد يدها في برود "ازيك يا بدر" ، كان يريد احتضانها ، لكنها لم تهتم ، تنظر لإخواتها "بابا فين؟" ، دموع تتجدد ، ولكن لا رد ، فهمت و ارتمت بين أحضانهم "كان لازم يستناني ، ليه سابني؟" ، يرفق بهم الضابط "اتفضلي يا مدام أسماء ، تقدري تروحي و بكرة نبدأ التحقيق" ، تختار الذهاب مع أخواتها ، بيت العائلة الذي يفتقد لصوت أبيها ، لوجوده لدفئه. عاد بدر لبيته ، فيما بدأ التحقيق مع غريب و رامي ، أخبروا المحقق بكل شيء "احنا بنفذ تعليمات سعد ، و منعرفش حاجة .. سعد اختفى حضرتك ... تليفونه مقفول .." . بعد عدة ساعات جاء بدر لرؤيتها ، لم يصدمها خبر زواجه من نيرمين ، بل أكد شكوكاً لم تفصح عنها لأحد ، استقبلته ببرود لم يفهمه ، فعاد إلى بيته ، ليأتيه اتصال "قبضنا على سعد" ، نيرمين لم تصدق ، لابد أن يصلوا إليها ، الخوف سيطر عليها ، فالتزمت ال**ت. كان بينهما **ت ، شك ، قلق ، خوف ، لم يأكلا ، كل منهما يُفكر فيما يخصه ، لماذا هذه المقابلة من اسماء ؟ كنت اريد أن إضمها لص*ري ، أن اروي شوقي منها ، هل هي غاضبة لزواجي من نيرمين؟ يبدو بالفعل أنني تعجلت ، كان علي انتظارها... هل سيصلون لي؟ سعد لا يعرفني ، انا أتكلم معه من رقم غير مسجل وبلا بيانات ، يزداد قلقها ، ماذا إذا تتبعوا المكالمات ، سمعت انهم لو رجعوا لشركة الاتصالات لعرفوا الأماكن التي تمت منها الاتصالات ، لم يتكلما معاً كل منهما كان شارداً فيما يخصه. =============== في الصباح ، ذهبت أسماء إلى التحقيقات "محدش خ*فني ، بالع** كانوا بيعملوني كويس بعد ما كنت تعبانة ، و لما بدأت افوق كانوا هايرجعوني بس البوليس وصل" ، لم يصدق المحقق ما يسمعه منها "لكنهم اعترفوا انهم خ*فوكي" ، تضحك بارتباك "و انا صاحبة الشأن ، و بقولك مكونتش مخطوفة". يدخل ثلاثتهم ، لم يصدقوا تبرأتها لهم ، نظروا لها غير مصدقين ، سعد لم يفهم ، كيف تفعل ذلك ؟ تقف "ممكن امشي حضرتك؟" ... ينظر لها المحقق "كدا كلكم تقدروا تمشوا" ، مفيش قضية اصلاً. طلب منها المحقق البقاء للتوقيع على أقولها ، في هذه اللحظة يدخل الثلاثة الخاطفون ، ينظر لهم المحقق "لنتم براءة، المدام قالت إنها مكنتش مخطوفة ، طبعاً كدا مفيش قضية" ، ينظرون لها غير مصدقين ، لا يتكلمون كأن على رؤوسهم الطير ، تقترب من المحقق ، توقع على أقوالها ثم تقترب من سعد و تنظر للمحقق "يعني ممكن يخرجوا خلاص؟" ، "طبعاً لو معندهمش قضايا تانية" ، يتكلم سعد "يا فندم أنا معنديش قضايا تانية خالص" ، يضحك المحقق "عارف يا سعد إنك مش سوابق". تخرج أسماء و تستقبلها أختها "أيه عملتي أيه؟" ، تضحك "معملتش حاجة ، روحوا انتو و شوية و هاحصلكم" ، بعد شد و جذب يتركونها و حيدة ، كانت تنتظر سعد الذي خرج فاقتربت منه "عاوزة رقمك" ، ينظر لها غير مصدق "رقمي أنا؟" ، تضحك "آه رقمك ، مستغرب ليه؟" ، ترن عليه و تحفظ الرقم "كلمني في أي وقت ، ولو مكلمتنيش أنا هاكلمك". =============== لا يستطيع أحد أن يُفسر ما حدث ، بدر كان حاضراً ، شاهد كل شيء ، في طريق خروجها استوقفها "هاتروحي فين؟" ، تنظر له "انت فاضي؟ عاوزة اتكلم معاك شوية". على أحد الكافيهات جلسا سوياً ، نظر لها بشوق "وحشتيني يا أسماء" ، تنظر له بجدية "طلقني يا بدر" ، كالصدمة نزل طلبها على مسامعه ، لحظة **ت في ذهول "نعم؟ أطلقك ، انا كنت بموت يا أسماء ، و كنت عايش على أمل إنك ترجعي" ، تضحك "عايش على أمل؟ عشان كدا ما صدقت إن نرمين اطلقت و اتجوزتها؟ هو دا الأمل؟" ، تتلعثم الكلمات ، يهز رأسه يبحث عن أي شيء يقوله ، لكنها لا تسمح له "مينفعش يا بدر ، طلقني أرجوك". مازال لا يستوعب ما حدث ، ولا يفهم ما يٌقال ، عينيه تترغرغ بالدموع ، هي لم تتأثر ، تنظر ل في تحدي يقتله "مينفعش نكمل مع بعض ، اللي حصل خلانا نتأكد ، انت لسه بتحب نيرمين يا بدر ، و انا مكش هظلمك ولا هاظلمها" ، شهقات الألم لا تجعله يستطيع الكلام فتخرج حروفه مشتتة "طيب ، نكمل ، نجرب ... يمكن ..." ، تقاطعه "دا قراري ، فكر أو متفكرش ، انا مش رجعالك تاني ،سلام" ، ثم تقوم و تتركه و ترحل. لم يتحرك من مكانه ، ظل يتابعها و هي تبتعد أمامه ، لم تلتفت له حتى اختفت عن ناظريه ، لا أفكار ، لا كلمات ، ولا أي شيء ، صدى كلمتها يتردد على مسامعه "طلقني يا بدر" ، طلقني يا بدر" ، "طلقني يا بدر" ، الصوت يعلو "طلقني يا بدر" ، و يعلو "طلقني يا بدر" ، يضع يديه على أذنيه و يصرخ "كفااااية". يقوم مترنحاً ، لا يعرف إلى أين تقوده قدماه ، يرن هاتفه ، يُخرجه ، يرد "انتي فين يا نيرمين؟ أنا تعبان و مش عارف أروح" ، "انت فين يا حبيبي ، أنا جيالك ، استنى مكانك". ============================== ============================== ============================== ( ( ( نهاية الجزء التاسع ) ) ) هل طلبت أسماء الطلاق ، لعلمها بزوج بدر من نيرمين؟ ... هل هناك ما جد لا نعرفه؟ لماذا براءت اسماء سعد وبقية المختطفين هل هناك ما تنوي فعلة ؟ هل يطلقها بدر؟ ماذا ستفعل نرمين. ؟ ... أسئلة و أسئلة ... نجد أجوبتها في الجزء العاشر ..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD