الفصل العاشر

3440 Words
(19) ذكريات الوهم استسلم للنوم ، كان يشعر بألم شديد ، لكنه لم ينم كثيراً ، حيث استيقظ يشعر بألم في جسده ، كما يشعر بصداع شديد ، بصعوبة فتح عينيه فلم يجد أحداً إلى جواره ، أراد ان يقوم لكن بلا جدوى يشعر كأن جسده م**راً ، عيناه لم تكف عن البكاء ، لازال يُفكر فيما سمعه من أسماء ، كيف وصلت إلى هذا الحد من القسوة؟ هل هي على حق في طلبها؟ يعترف لقد أخطائت عندما لم انتظرها. تدخل نيرمين الغرفة "بدر ، لسه نايم؟" ، يلتفت لها بعينين مغرقتين بالدموع ، فتجلس إلى جواره "مالك يا حبيبي" ، ينظر لها دون كلام ، فتتضايق "مالك يا بدر؟ فهمني في ايه؟" ، يستند بظهره على السرير بمساعدتها ، و ينظر لها و يقول بتردد "أسماء طلبت الطلاق" ، تنظر له باستغراب "مطلقها" ، "ازاي بس يا نيرمين؟ اسماء مراتي و ام بنتي" ، بلامبالاة "طب و ايه المشكلة؟" ، "مقدرش أطلقها يا نيرمين" ، تبدأ تشعر بضيق و تزداد عصبية "يعني ايه متقدرش؟ انت لسه بتحبها بعد ما سابتك؟" ، "مسبتنيش يا نيرمين ، اسماء كانت مخطوفة" ، تضحك مداريةً عصبيتها "مين اللي مخطوفة ؟ هي نفسها قالت انها مش مخطوفة و طلعت سعد و اللي معها براءة" ، يتنبه "و انتي عرفتي منين؟" ، تتلعثم في الإجابة "انت قولتلي ، انت نسيت ولا ايه؟" ، يُفكر للحظة "لا مقولتلكيش يا نيرمين" ، تقف متوترة "لا قولتلي ، و طلقها يا بدر و ريحنا منها بقا" ، "مينفعش يا نيرمين انا بحب اسماء" ، تزداد توتراً و عصبية "بتحبها؟ طب و انا؟ بعد كل اللي عملته عشانك بتحبها؟ انت ايه مبتحسش ؟ مبتفهمش" ، لا يصدق ما يسمعه "مبحسش؟ انتي عملتي ايه يعني عشاني؟" ، تقف واضعة يدها في وسطها و قد أعماها الغضب "طبعاً ما انت متعرفش حاجة ، انا خونت جوزي عشانك ، حاربت الدنيا عشانك ، عرضت نفسي للخطر عشانك ، كنت ممكن اروح في داهية عشانك" ، ينظر مستفهماً "ايه دا كله ، انتي مش عارفة بتقولي ايه" ، تقترب منه و تنظر في وجهه بعصبية "لا عارفة ، عارفة اللي متعرفوش ، انا شيلت اسماء من طريقنا عشان بحبك ، و لو وصل الأمر أني اقتلها ، انت بتاعي انا لوحدي فاهم؟" ، يتنبه "يعني ايه شلتيها من طريقنا؟ انتي اتجننتي يا نيرمين" ، تزداد عصبيتها "عملت ايه ؟ طبعاً ما انت حقك تسأل ، انا اللي رخصت نفسي" ، يحاول الرد ، لكنها تستمر قي ثورتها ، "على فكرة انا اللي خ*فت اسماء و بعدتها عن طريقنا ، و مستعدة اقتلها لو هتقف في طريق حبي ليك ، مستعدة اعمل اي حاجة عشان تفضل ليا لوحدي" ، كانت صدمته كبيرة فلم يجد رداً فيما استمرت هي "مش هاسيبك ليها يا بدر ، انا خدعت وليد و خونته عشانك ، و متحاولش يا بدر ، لو فكرت تبعد هقتلك و موت نفسي و اخلص" ، شعر بصدق تهديدها فاختار ان يجاريها و يأخذ منها كل الاعترافات ، فغير أسلوبه إلى الود المصطنع ، وقف و اقترب منها و احتضنها "يااااه ، يا نيرمين ، عملتي كل دا عشاني؟ مكونتش اعرف انك بتحبيني للدرجة دي" ، تضمه بقوة و تدمع عيناها "عشان عمرك ما هتعرف بحبك قد ايه؟" ، يأخذها من يدها و يجلسها على السرير "اهدي يا قلبي ، انتي حامل متتعبيش نفسك" ، تضمه إلى ص*رها و تقبله و تهمس في أذنه بعد ان ترقد إلى جواره بحبك يا بدري ومستعدة اقتل الدنيا كلها علشان تفضل معايا. ================ قابل زميله بلال على القهوة ليلاً ، كان بادياً عليه القلق ، فلاحظ بلال ذلك "مالك يا بدر؟" ، "انا تعبان يا صحبي ، مش عارف اعمل ايه؟" ، "مالك يا بدر؟" ، ينظر له "انا هاحيكلك كل حاجة ، نيرمين لما كانت لسه متجوزة وليد ....." ، حكى له كل شيء بداية من خيانة وليد إلى لقاءه الأخير بنرمين ، كما حكى له موقف أسماء و طلبها الطلاق. أشياء كثيرة مما رواها بدر كانت محل شك عند بلال و تأكدت لديه ، لكنه لم يعاتبه عليها ، لكنه استغرب من موقف اسماء ، و طلبها الطلاق منه "بس اسماء لازم تعرف كل حاجة و تعرف المؤامرة اللي حصلت" ، ينظر له مؤكداً كلامه "بس المشكلة أني مش عارف اعمل ايه؟ نيرمين لازم تاخد جزاءها على اللي عملته ، انا ناوي ابلغ عنها يا بلال" ، يُفكر بلال لحظة "طب ازاي و اسماء قالت انها مكانتش مخطوفة ، طلعت اللي خ*فوها براءة؟" ، بحماس و غضب "مش عارف ، بس انا هبلغ و هرجع القضية تاني ، مستحيل اعيش مع نيرمين اللي خلت بنتي تعيش يتيمة و ابوها و أمها عايشين ، لازم اخد بطاري انا و اسماء و بنتنا" ، "بص يا صحبي مع أني المفروض ازعل من خيانتك لوليد و من حاجات كتير ، لكن دا مش وقته ، انا معاك في اللي هتعمله" ، يبتسم بود "مش غريب عليك يا بلال طول عمرك اجدع واحد فينا ، اللي عاوزه منك تقعد مع اسماء و تتكلم معاها ، و تحاول تعرف منها ليه عاوزة تطلق ، و توصلها كل اللي قولتهولك ، و انا هاروح النيابة و ابلغ عن اعتراف نيرمين ، لازم نصلح كل اللي حصل دا". =============== عاد إلى بيته متأخراً ، فوجدها في انتظاره قلقه "كنت عند الهانم بتتحايل عليها؟" ، ينظر لها مستغرباً "هانم مين؟ و أتحايل على ايه؟ انا كنت مع بلال" ، تساعده في خلع ملابسه و الشك يكاد يقتلها "الهانم طلبت الجواز من سعد" ، مستغرباً "هانم مين ؟ و مين سعد دا؟" ، تضحك بعد ان تجلس أمامه على أحد كراسي الانتريه ، ناظرةً له بتحدي "أسماء هانم عاوزه تتجوز سعد اللي كان خاطفها ، فهمت بقا؟" ، ينظر لها مستغرباً "تتجوز اللي خ*فها؟ طب و انتي عرفتي منين؟" ، تضحك "طيب اوي انت يا بدر ، انا كلمت سعد و قاللي كل حاجة" ، يهز رأسه غير فاهم "كلمتي سعد؟ أنتي اصلاً تعرفيه منين؟" ، تضحك "مش مهم عرفته منين ، المهم ان اسماء بقيت مريضة نفسيه عندها حاجة اسمها متلازمة استوكهولم ، عارفها؟" ، يفتح عينيه على اتساعهما "أيه ، التعاطف مع الخاطف؟ طيب ليه؟" ، تضحك "تعاطف ايه؟ بقولك عاوزة تتجوزه ، دي بتحبه يا بيه" ، يقف بعصبية و يقترب منها "انتي كدابة ، و بتقولي اي حاجة عشان أكرها و ابعد عنها" كان قد أمسكها من كتفيها بعنف ، ف*نظر ليديه ، ثم تنظر في عينيه بتحدي "انت هتض*بني عشانها ؟ اض*بني يا بدر" ، يتركها و يجلس ناظراً لها ، فتُمسك هاتفها و تجري إتصالاً و تفتح الاسبيكر "معلش يا سعد ، ممكن تحكيلي اسماء عاوزه منك ايه؟" ، "يا مدام منا قولتلك ، اخدت مني الرقم بعد التحقيق ، و اتصلت بيا و قالتلي انها بتحبني و عاوزه تتجوزني بعد ما تطلق من جوزها ، و قالتلي انها بتشتغل دكتورة و عندها دخل كبير و هاتطلب نقلها لأي جامعة في محافظة تانية و نتجوز و نسافر نعيش هناك" ، كان بدر يسمع كلامه غير مصدق ، "و انت قولتلها ايه؟" ، "قولتلها اطلقي الاول بس و بعدين نشوف ، و طلبت مني نتقابل بكرة بعد الجامعة ، عشان هتروح بكرة تعمل طلب نقل" ، كانت تنظر لبدر بتحدي "شكراً يا سعد ، هاشوف و اكلمك" ، توجه كلامها له "قلت ايه بقا بعد اللي سمعته؟" ، لا يرد فتردف "بتحبه و عاوزه تتحوزه" ، لم يرد بل ظل صامتاً "مراتك مريضة بحب الخاطف يا بدر" ، كأنها قد أشعلته ناراً لكنه تمالك أعصابه و عاد لخداعها من جديد ، فغير طريقته مهدئاً نفسه "دي كدا تبقا اتجننت رسمي ، اسماء عارفة كل دا؟" ، يجلس إلى جوارها و يضمها لص*ره "احنا لازم ننقذها منه و نخليها تصرف نظر عن موضوع الجواز دا ، و انا خلاص هاطلقها ، كدا ملهاش عيش معايا ، كدا نيرمين و بس" ، ثم يقبلها فتبادله القبلات. =============== في الصباح كانت اسماء تجلس مع دكتور جمال طالبةً منه النقل إلى أي محافظة ، و رغم اعتراضه إلا أنه طلب منها التفكير بعد ان أعطاها أجازة لمدة أسبوع ، و ما ان خرجت من الجامعة حتى كان بدر يجلس أمام دكتور جمال ، حكى له كل شيء و طلب منه مساعدته في علاجها فرحب بذلك و اخبره أنه سيرفض طلبها ، ثم خرج من عنده و اتصل بإيمان أخت أسماء و أخبرها بكل شيء ، في البداية لم تصدق ما قاله لكنه بعد ان شرح له اقتنعت و قررت ان تساعده. في بيت والدها المتوفي حيث تسكن اسماء مع ابنتها دق جرس الباب لتجد إيمان اختها و بلال صديق بدر ، جلسوا جميعاً ، بدأ بلال الحديث "ايه يا دكتورة مزعلة جوزك ليه؟" ، تنظر له "يعني ايه مزعلاه؟ انا طلبت الطلاق منه ، و اظن دا حق اي واحدة مش مرتاحة مع جوزها" ، بعد حوار طال ، كانت أسماء تتهرب دون حجة مقنعة صدمتها اختها "عاوزه تطلقي من بدر الراجل المحترم اللي بيحبك و ابو بنتك عشان تتجوزي سعد المجرم اللي خ*فك و عذبك؟" ، صراحة اختها صدمتها فلم تتكلم فأكملت "عاوزه تحققي اللي نيرمين عاوزاه يا اسماء؟" ، تتنحنح و تنظر لها ولا يخرج منها صوت سوى "نيرمين؟" ، هنا يتدخل بلال بعد طول **ت "أيوة يا دكتورة ، نيرمين اللي عملت المؤامرة دي عليكي و على بدر . اتفقت مع سعد عشان يخ*فك عشان تبعدك عن طريقها و يخللها الجو و تستفرد ببدر ، و نجحت و لعبت عليه بعد ما ضحكت على وليد و طلقها و اتجوزت بدر" ، تتلعثم "بس انا مكونتش مخطوفة" ، بعصبية تُمسكها إيمان من كتفيها و تهزها بقوة "فوقي بقا ، عارفة معنى كلامك دا ايه؟ معناه انك خونتي جوزك و كنتي عايشة في الحرام كل الشهور دي" ، يهدئها بلال و يجلسها ، "اهدي يا مدام إيمان" ، ثم ينظر لأسماء "يا دكتورة لازم تساعدينا ناخد حقك و حق بدر و حق بنتك اللي اتحرمت منك كل دا" ، كانت قد بدأت تبكي بشدة "بس بدر اتجوز عليا ، ازاي أسامحه؟" ، ترد إيمان بهدوء "بدر كان في مؤامرة زيك بالظبط ، نيرمين لعبتها صح و ضحكت علينا كلنا ، بدر قبل ما يتجوز جالي بعد ما فقدنا الأمل و بعد بابا ما مات قهر عليكي و استأذني انه يتجوز ، و انا اللي شجعته عشان بنتك تتربى مع ابوها و طلبت منه ميحرمناش منها" ، كانت اسماء تبكي بشدة "يعني بابا مات بسببي؟" ، تبكي إيمان و تضم اختها إلى ص*رها بعد ان جلست إلى جوارها "بابا مات حزن عليكي ، كلنا كنا بنموت يا اسماء ، و لو انتي مش هامك حق ابوكي انا هاقتل نيرمين و اخد بطار أبويا ادام انتي مش هامك" ، تقبل اختها "دا أبويا يا إيمان ، بس اعمل ايه بعد ما اتنازلت عن القضية؟" ، هنا يبتسم بلال بعد ان دمعت عيناه متأثراً "هو دا الكلام يا دكتورة . ============================ (20) ذكريات الوهم بدا بدر طبيعياً في علاقته بنرمين ، و قد أحسن خداعها ، بينما كانت أسماء قد عادت إلى النيابة لتٌعيد القضية من جديد "أنا كنت تحت التهديد، و كنت خايفة على بنتي منهم ، بس دلوقتي اطمنت و جاية أتهم سعد بخ*في و محاولة ". بالفعل عادت القضية من جديد ، كان المحقق سعيداً بعودة القضية من جديد ، لأنه كان يشك منذ البداية في الأمر ، تم القبض على سعد بعدما اتصلت به أسماء لمقابلته ، و تم إحضار مساعديه غريب و رامي الذين اعترفا من قبل ، تحت الضغط اعترف سعد بكل شيء "شوف يا باشا ، أنا كنت بنفذ تعليمات عن طريق التليفون ، كانت بتجيلي من رقم مقفول طول الوقت مش بيتفتح غير لما تكلمني ، هي خططت و انا نفذت ، كان كل همي الفلوس اللي كانت بتبعتهالي أو تسبهالي في أماكن مختلفة ، مرة في قهوة أو عند ميكانيكي أو عن طريق البوسطة من غير مرسل ، احنا ملناش دعوة يا باشا بنفذ تعليمات و بس" ، يرد المحقق "طب معاك الرقم ولا تحب تشيل القضية انت و صحابك لوحدكم؟" ، يُخرج هاتفه "الرقم أهو ، حضرتك لو اتصلت بيه هاتلاقيه مقفول ، هي اللي بتتصل بيا لما تكون عوزاني أو في تعليمات جديدة" ، يأخذ المحقق الهاتف من سعد و يسجل الرقم ، ثم يطلب من أحد معاونيه أن يذهب به لشركة الاتصالات للحصول على ملخص بالأماكن التي كانت تتم منها الاتصالات بعد استخراج إذن من النيابة . أسماء كانت لا تتحدث مع بدر مطلقاً ، كانت تشعر بالذنب لما فعلته مع سعد ، بدر ظل على خداعه لنيرمين ، رغم أنها حامل منه إلا أنه قرر الإنتقام ، أسماء بعد أن أفاقها لقاءها مع أختها و بلال أصبحت تريد الانتقام لوالدها و لابنتها و حتى لنفسها ، عندما شاهدت سعد أما المحقق لتتعرف إليه من جديد لم تشعر بتلك المشاعر من الحب أو غيره ، بل أنها كادت تفتك به لولا أن منعها الملتفين حولها ، بدر كان ينتظرها في الخارج ، لكنها عند خروجها لم تهتم لوجوده ، لا تعلم هل السبب أنه تركها و تزوج نيرمين ؟ ، بدر بدوره لم يهدا وجلس مع المحقق و اتفقا على خطة محكمة ، و لكنهم أجلوها حتى يتم إحضار حركة الاتصالات من شركة الاتصالات ، جاء الخطاب من شركة الاتصالت بالعناوين التي كان يتم منها الاتصال بسعد من الرقم المجهول الذي تستخدمه نيرمين ، وجدوا أن الأماكن كانت شقتها التي كانت تسكن بها مع وليد في بداية الأمر و كذلك صيدليتها ، ثم شقتها مع بدر ، و أماكن أخرى متفرقة ، لم يتوقفوا عند هذا الحد بل ذهبوا إلى عدة اماكن من التي كانت تترك فيها المال لسعد و سألوا من استلم منهم سعد المظروف ، فأخبروهم أن سيدة منتقبة كانت تأتي تسلمهم الظرف و تترك لهم بعض المال ليسلموه لسعد ، البعض كان يعرف سعد و البعض الآخر كان أول مرة يراه عندما يسلمه المظروف بعد أن يتأكد من رقم بطاقته الذي اعطاه لها سعد ، تأكدوا أنها نيرمين و كان لابد من القبض عليها متلبسة. =================== كانت في صيدليتها عندما اتصل بها بدر "وحشاني يا حياتي ، مستنيكي في البيت محتاجك و محتاج اتكلم معاكي شوية" ، هي عاشقة أو مغرمة بحبه ، لم تُكذب خبراً ، دقائق معدودة كانت تفتح باب الشقة ليستقبلها زوجها بالأحضان "وحشتنين يا قمر ، أنا طلقت أسماء" ، تحتضنه فرحة "بحبك يا بدر و مقدرش أعيش من غيرك" ، يجل**ن سوياً في الأنتريه "عاوز اتأكد من حاجة أخيرة" ، تضحك و ترتمي في ص*ره "تتأكد من أيه يا حبيبي بعد كل اللي عرفته؟" ، يضحك و يضمها أليه "انتي بجد يا مجنونة خ*فتي أسماء؟" ، تنظر له مبتسمة في لحظة عشق "آه يا حبيبي ، ومستعدة أعمل أي حاجة عشانك ، مستعدة أقتل كمان" ، ثم تضع يدها على رقبته مداعبةً "و مستعدة أقتلك انت كمان لو فكرت تسبني و اقتل نفسي ، أهو لو معرفتش أطول في الدنيا أطولك في الآخرة و ساعتها مش هتقدر تهرب مني" ، يضحك و يضمها أليه "طب أنا عاوز اتأكد من حاجة تانية ، ممكن تتصلي بسعد و تشوفيها اتصلت بيه بعد ما طلقتها ولا لا؟" ، تبتعد عنه و تذهب لغرفة نومها و تخرج شريحة مخبأة في دولاب الملابس و تٌدخلها بهاتفها "عنيا يا قلبي هاسمعك كل حاجة بودانك "الو يا سعد ، ايه اسماء اتصلت بيك؟" ، يبدو مرتبكاً "آه يا هانم ، كلمتني من شوية ، و بتقولي اطلقت من جوزها ، و في الجامعة وافقوا على النقل ، و هنسافر مع بعض" ، تضحك "الف مب**ك يا سعد ، سلام" ، تغلق معه و تنظر لبدر "شوفت بقا يا حبيبي ، عرفت الحقيقة" في هذه اللحظة يخرج مجموعة من رجال الشرطة من غرفة الأطفال المغلقة "تمام يا نيرمين وقعتي و اعترفتي ، المكالمة متسجلة و سعد عندنا" ، تنظر لبدر غير مصدقة "أيه دا يا بدر بتسلمني بعد كل دا؟" ، يقف بدر مبتسماً محاولاً منع دموعه "لازم يا نيرمين تاخدي جزاءك بعد اللي عملتيه فينا" ، يقترب منها أحد رجال الشرطة ليقبض عليها فتجري مسرعةً في حركة مفاجأة ناحية الشباك "لو حد قرب مني هارمي نفسي" ، يقف الجميع متسمراً ، ثم يرد أحد رجال الشرطة "اللي بتعمليه دا مش هيغير حاجة يا نيرمين ، سلمي نفسك في هدوء" ثم يقترب منها ، لكنها تفاجيء الجميع و تُلقي بنفسها من الشباك ، لبمفاجءة جعلت الجميع يتحرك بغير هدى ، بدر وقف أمام ناظراً من الشباك ليجد جثتها ملقاة على الأرض و بقعة دم حمراء حولها. ====================== ============================ في الرعاية المركزة كانت ترقد ، خرج الطبيب متأثراً ، كان في جنين في بطنها متحملش الوقعة و مات ، يرد بدر "مات؟ ، طب و نيرمين؟" ، شوية **ور و جروح قوية لكن الأمل كبير جداً في إنها تعيش متقلقوش ، كان قد تم فرض حراسة مشددة على غرفة الرعاية المركزة حيث ترقد ، فيما استمرت التحقيقات مع سعد و غريب و رامي ، لم ينكروا أي تهمة ، لكن سعد لم يذكر شيء عن ا****بها خوفاً من زيادة الأحكام عليه ، خاصةً أنه يعلم انها لن تتكلم في هذا الأمر . لا يعرف بدر بعد وفاة الجنين في بطن زوجته نيرمين يشعر براحة نفسية أم يتألم لفقدان ابنه أو ابنته منها ، بلال كان إلى جواره ، احتضن زميله "خلاص يا صحبي قضاء و قدر" ، لكن بدر ينظر له مبتسماً "فين أسماء؟" ، بلال "تعالى نروحلها عند بيت أبوها زمنها مستنياك". طرق باب الشقة ، أراد أن يذهب لها وحده ، ما ان فتحت الباب حتى نظرت له ثم ذهبت جالسةً على كرسي الأنتريه كما كانت ، احتضن ابنته و قبلها ، ثم جلس أمامها "نورتي الدنيا يا أسماء" ، تنظر له دون رد فيبتسم بود "موحشتكيش؟ تقريباً حضنتي كل الناس ماعدا أنا ، نفسي في حضنك يا أسماء" ، تدمع عيناها و تحاول التهرب فتقوم ذاهبةً إلى المطبخ "أنا هعمل قهوة تشرب معايا؟" ، "لا ، وانتي كمان مش هتشربي قهوة يا أسماء ، تعالي عاوزك" ، يقف و يفتح ذراعيه مبتسماً بحنو "تعالي في حضني ، نفسي أضمك يا قلبي" ، كانت تعطيه ظهرها و ظلت واقفة دون رد ، لكنها أيضاً ظل على وضعه "أنا موحشتكيش يا قلبي؟" ، كانت تبكي في خوف و قلق و حيرة و شعور بالذنب "مش هينفع يا بدر بعد اللي حصل" ، كما هو "يعني موحشتكيش؟ ردي ، قولي لا موحشتنيش" ، ازدادت نحيباً ، فجاء أمامها و ضمها إليه فكانت مستسلمة بلا حراك "ياااااه يا أسماء ، قد أيه وحشني الحضن دا ، أد أيه وحشني ضمتي ليكي" ، كانت تبكي بشدة ، بدأت يداها ترتفع في تردد و تعود إلى سابق وضعها ، هو لم يفلتها كان يعلم أنها ستحتضنه ، كان يعلم أنها تفتقده مثلما يفتقدها "ضميني يا أسماء ، عوضيني الحرمان منك ، سامحيني بقا" ، تبتعد و تهرب منه فيفك يده و تبتعد عنه ، وتجلس مسندةً يدها فوق ركبتيها و واضعة رأسها فوق قبضتيها و بكاءها يزداد "أنا مش هاسامح نفسي يا بدر ، مش قادرة أنسى اللي حصل" ، يجلس إلى جوارها و يُمسك يدها و يقبلها "تسامحي نفسك على أيه؟ أنك اتخ*فتي؟ ، يا أسماء يا حبيبتي اللي حصل كان غصب عني و عنك ، انسي بقا" ، يُمسك يدها الأخرى و يبتسم برغم الدموع و الألم "كان غصب عنك يا أسماء ، لكن انا خونتك بمزاجي ، انتي المفروض تسمحيني مش أنا اللي أسامحك" ، تبعد يدها عنه و تقف بعيدة ظهرها له "مش هينفع يا بدر ، انسي يا أسماء ، خلينا نعوض كل اللي فات ، أنا بلغت عن نيرمين و انتي عارفة ، انا بحبك انتي يا أسماء" ، مازالت تبكي "أنا مسمحاك يا بدر ، انت مش هتقدر تسامحني" ، " أسامحك على أيه ، و عموماً ، وحياة بنتنا مسامحك ، خلينا نعوضها اليٌتم اللي عاشته و احنا عايشين" ، تلتفت له ، دموعها تسيل كنهر جارٍ ، مع ابتسامة كشمس بين الغيوم "يعني هاننسى كل اللي فات؟" ، كانت تنظر في عينيه ، هو الآخر كانت الموع تنهمر منه بقوة ، يهز رأسه بنعم لا يقوى على الكلام ، و يفتح ذراعيه ، فترتمي بينهما و تضمه ببكاء الشوق "بحبك يا بدر". ===================== الحب ليس تملك ، ولا سيطرة طرف على آخر ، ولا استغلال ضعف الحبيب للمحبوب ، الحب مشاعر متبادلة ، لا يمكن التعبير عنها أو وصفها ، لذلك فهو لغة القلوب التي تدق عشقاً للمحبوب ، و تغُني طرباً في أحضان كل عاشق . في بيتهما بعد أن جاءت والدة نيرمين لتأخذ متعلقاتها ، لم يسمح بدر لأسماء بالعودة إلى شقتيهما حتى غير كل شيء ، لون الحوائط و الد*كور ، و كذلك الأثاث ، كان ينزل معها يختارن سوياً كل شيء ، أرادا أن يبدأ حياة جديدة كأنهما زوجين جديدين ، كان يلتقي معها في الحدائق و الأماكن العامة ، اعادا سوياً فترة الخطوبة ، بلال و سارة لم يفارقهما ، كان يشتاق إليها و تشتاق إليه ، لم يدم الحرمان طويلاً ، بلال و زوجته و بعض الأقارب زفاهما كزوجين جديدين ، عند باب الشقة أخذت ايمان ابنتهما ليكونا معاً بلا عزول. أُغلق عليهما باب شقتيهما كزوجين اليوم دخليهما ، كانت ترتدي فستاناً جديداً أنيقاً اختاره هو لها ، و هو كان يرتدي بدلة عريس ، ما أن أُغلق عليهما باب الشقة ، حتى احتضنها "بحبك" ، التقت الشفتان بعد طول غياب ، دموعها كانت سعيدة ، أمسكها واضعاً وجهها بين يديه "هانعيط تاني ليه يا قلبي؟ م**وفة يا عروسة؟" ، تضحك ، ويظلان معاً ، حتى تدخل الشمس بين فتحات ستارة الشباك لتعلن عن عٌمر جديد ، كتبا بالأمس مقدمته. ============================== ========================== = = = = = = = = = = = = = = = : = = = = = = = = = = == = = = = = = = ( ( ( النهاية) ) )
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD