الفصل الرابع

2051 Words
الجزء الرابع ... ... مر شهرين بسرعة السعادة كانت هي فقط عنوان حياتهما لم يكونا يحلمان ، بل كانت حقيقة بدر لم يتوقع ان يحب اسماء كل هذا الحب لا يمل منها برغم أنها معه في كل وقت في البيت في الجامعة في خروجاتهما اثناء مذاكراتهما هي لمناقشة رسالة الدكتوراه و هو للانتهاء من رسالة الماجستير . لكن هذه اللحظة مختلفة يخرجان من باب الجامعة بسعادة كبيرة يحيط بهما المقربين بسعادة زغاريد و ابتسامات سعيدة ذكرتهما بليلة زفافهما ، كيف لا؟ وقد حصلت للتو اسماء على درجة الدكتوراه بامتياز لتصبح رسمياً دكتورة أسماء. في الليل اتفق ان يخرجا سوياً كانت مفاجئة لها عندما وجدت أخواتها و ابوها و والدة بدر و المقربين في انتظارهما ، إنه احتفال اقامه بدر بهذه المناسبة في احد النوادي سعادته كانت بادية للجميع حتى أكثر من سعادتها هي ، هكذا كان يلاحظ الجميع ، دعتها أخواتها للرقص ، فبدأت تتمايل بينهن لكنها فجأة تشعر بتعب كأن الأرض تدور بها يسندونها و يذهبن بها للحمام ، كان ينتظر بقلق حين عادت له أمه و الفرح يملأ تفاصيل وجهها ، يبدو ان أبواب السعادة تُفتح كلها في وقت واحد ، احتضنته : الف مب**ك ، أسماء حامل. بعد ان عاد مع زوجته لبيتهما أسندها برفق ، ثم بدل ملابسهما و ارقدها فوق سريرهما "من النهاردة مش هتتحركي من علي السرير وكل حركة بحساب" ، تبتسم بود "يعني الحمل هايجي على دماغي؟" ، يضحك ويغمز بعينة "مين قالك كدة؟ " ، تشعر بخجل فلا تتكلم ، فيضمها لص*ره " كل حاجة زي ما هي لكن بعقل" ، يزداد خجلها " انت فهمت غلط ، مش قصدي اللي في دماغك" ============== كانت نائمة بعد يوم شاق حيث كانت في شقتها طوال اليوم مع العمال الذين يجهزون شقتها بناءاً على توجيهاتها فقط ، وليد أعطاها كامل الصلاحيات في ان تجهزها كما ترى كان يرسل لها من الأموال ما تطلبه . رن هاتفها فنظرت ثم ردت "ايوة يا وليد ، كله ماشي تمام ، بس محتاجة فلوس" ، يرد مسرعاً " انا حولتلك في حسابك كل اللي طلبتيه يا قلبي" ، "تمام انا عديت على الصيدلية خلاص بقيت واقفة على الأدوية و بعتلك صور التجهيزات" ، "معلش يا حبيبتي عارف أني تعبتك معايا بس انتي قدها" ، تضحك و ترد "ولا يهمك ما هو كله لمستقبلنا" ، يكاد قلبه يقفز من السعادة عندما قالت مستقبلنا "ياه يا روحي جميلة اوي لما تجمعينا في كلمة واحدة ، بحبك اوي يا نيرمين" ، ت**ت ، مازالت لا تستطيع ان تناديه بكلمات العشق التي يُغدقها عليها بمناسبة و من غير مناسبة ، فيرد "مفيش كلمة حلوة ولا بوسة تصبيرة كدا؟" ، "بعد ما نتجوز كل حاجة يا وليد". اغلقت معه و جلست كعادتها فوق سريرها ، مقارنة او ذكرى ، كانت تجلس نفس الجلسة حين تتكلم مع حبيبها يتهامسان بحب يلمسان خطوط العشق بحواراتهما ، كان يزداد الشوق و ترتفع ، وجدت نفسها لا إرادياً "بحبك يا بدر" . ============== كان بدر يجلس في مكتب دكتور جمال بسعادة كبيرة "بجد شكراً يا دكتور ، دايماً حضرتك سبب فرحنا" ، يبتسم دكتور جمال بود "عرفت ليه قلتلك لما تخلص الماجستير ؟ عشان لما أكون بتكلم على واحد معاه بكالوريوس غير ماجستير"، "فعلاً حضرتك الناس كانوا كويسين جداً في المقابلة و قالولي شرف لينا انك تكون معانا" ، يبتسم "انت تستأهل كل خير يا بدر" ، "شكراً يا دكتور انا هاروح بقا عشان اخد اسماء عشان هاتولد إنهاردة" ، يقف الدكتور و يحتضن تلميذه النجيب بود "الف مب**ك يا حبيبي". كان بلال ينتظره اسفل شقته حين نزل هو و زوجته اسماء مستندة عليه و اختها إيمان ، و ذهبوا جميعاً لإحدى المستشفيات لولادتها . كان يوماً شاقاً خاصةً أنه لم ينم من الأمس حيث نجح ما كان يُفكر فيه ، حيث كان بناءاً على توصية من دكتور جمال في إحدى المدارس الأجنبية يقدم فيها كمدرس بمرتب مجزي ، كان دكتور جمال قد نصحه بالانتهاء أولاً من رسالة الماجستير حتى يكون الأمر سهلاً و هذا ما تم. بعد ولادة اسماء لابنتهما شوق ، و بينما كانوا لا يزالون في المستشفى حضر والد اسماء و طلب من بدر ان تبيت أسماء عنده حيث تتابعها أخواتها ، وافق بدر و عاد لبيته وحيداً بعد ان أوصله زميله بلال و اتصل به صديقه وليد ليهنئه . بدل ملابسه ثم استسلم للنوم ، عند الواحدة فوجيء بهاتفه يرن ، رقم غير مسجل "الو " ، يرد صوت أنثوي يبدو انه قد نسيه "الف مب**ك يا ابو شوق" ، "ميرسي ، بس مين معايا؟" ، "بجد مش عارف مين معاك؟" ، "معلش يا فندم مش واخد بالي" ، "مش واخد بالك ؟ عموماً انا نيرمين" ، **ت قليلاً "أهلاً و سهلاً بحضرتك" ، تضحك "حضرتي ؟ مفيش يا حبيبتي ولا اي كلمة حلوة من بتوع زمان؟" ، "خلاص بقا دا كان زمان زي ما قولتي" ، "يعني خلاص انا بقيت ماضي؟" ، "طبعاً ، انتي ناسية أني اتجوزت و مراتي ولدت إنهاردة ؟" ، "بس انا منستش يا بدر ، و لسه بحبك، و كفاية بقا الفيلم البايخ دا" ، "فيلم؟ فيلم ايه؟" ، "انت فاهم كويس ، عمرك ما نسيتني ، و كل دا تمثيل" ، بجدية يرد "بصي يا نيرمين ، كل اللي بينا انا نسيته ، وانتهى اي حاجة بتفكري فيها" ، "لو انت نسيت انا منسيتش ، و لسه بحبك يا بدر" ، "لو سمحتي انا دلوقتي راجل متجوز ، و أنتي مخطوبة لأقرب أصحابي ، لازم تنسي" ، "أنسى ، لا مش هانسى ، انا بحبك و هافضل احبك ، و عارفة انك مش قادر تنساني" ، "طيب ممكن اعرف انتي عاوزة ايه دلوقتي؟" ، "عاوزاك" ، "عاوزاني ؟ اللي هو ازاي يعني؟ احنا خلاص يا نيرمين كل واحد خد طريقه ، انا بحب اسماء و كل حاجة خلصت" ، تتغير نبرتها "ارجوك يا بدر انا بموت من غيرك ، عشان خاطري ارجعلي" ، باستغراب "ارجعلك؟انتي عارفة انتي بتقولي ايه؟ فوقي يا نيرمين" ، "مش قادرة يا حبيبي ، مش متخيلة حياتي مع حد غيرك" ، "انا لازم اقفل دلوقتي عشان بقالي يومين منمتش ، سلام" ثم يُغلق معها. بعد ان أغلق معها كانت دموعها قد بدأت تنهمر ، وضعت الهاتف إلى جوارها و أخذتها الذكريات لأيام خوالي لم تقتنع انها لن تعود. ============== ذكريات الوهم ... تمر الأيام و يعود وليد و تحين ليلة الزفاف ، حضر الجميع ، كانت في قاعة مبهرة اختارتها نيرمين بعناية و كالعادة وافق وليد دون تردد . فرحتها كانت ظاهرة للجميع او هكذا كانت تريد ان يراها الجميع ، كانت تريد ان تشعرهم بأنها تحب وليد و انه يحبها ولا يرفض لها طلباً. حضر بدر و زوجته ، سعادتهم على وجوههم ، رقص مع زميله ، كانت ليلة لا تُنسى ، احتفال أسطوري هكذا ارادت نيرمين ، و هكذا فعل وليد ما ارادت . سافرا كما ارادت لقضاء أسبوع على احد الشواطيء ، دخلا الفندق وحدهما في غرفتيهما ، ما ان اغلق الباب حتى احتضنها وليد بشوق ، سعادته لا توصف ، ارادها فتمنعت عنه ، فابتسم ظناً منه انه حياء ، بدلت ملابسها لتلبس قميص نوم مثير ، ما ان رأها حتى جُن جنونه ، اقترب منها ، احتضنها من جديد ، قبلها فلم تمنعه منها ، بدأ يتحسس جسدها بلمسات عاشقة ، تذكرت شيئاً لكنها لم تُفصح عنه . أبعده عنها و جلست أمام الطعام ، كانت تريد ان تؤجل لحظة الم****ة بكل السبل ، لكن وليد كان متلهفاً ، مع اشتياقه لم تستطع المقاومة . ============= بعد أسبوع عادوا إلى شقتيهما ، زارهم الأهل و الأصدقاء ، كان لا يبدو عليهما اي شيء وليد كان كخاتم في إصبعها تفعل به ما تريد ، لا يعرف شيئاً كلما قرر ان يتكلم خشي ان يفقدها ، ابتعد عن بدر قدر المستطاع ، الشكوك برأسه ، لكنه لا يستطيع ان يبوح بما يختلج ص*ره فأثر ال**ت ، **ت إلى الأبد . كان بلال يزور صديقيه يجلس مع كل منهما لكن دون ان يلتقيا ، وليد يرفض مقابلة زميله دون سبب مقنع ، بدر كان يعذره كلما أخبره بلال بذلك "متعرفش ظروفه أيه ؟ يمكن م**وف مني" ، كان بلال يستغرب بشدة "م**وف من أيه ؟ عشان اتجوز خطيبتك يعني؟" ، كان يرد بدر بأن يحرك كتفيه بأنه لا يعلم. ============== ============== كان يوماً غريباً نزل بدر و زوجته كل إلى عمله ، و ابنتهم في إحدى الحضانات أثناء عملهم ، في هذا اليوم تأخرت اسماء ، فاتصلت به ليذهب لأخذ الرضيعة ، فذهب و أخذها إلى البيت ، لكنها تبكي ، لا يستطيع التعامل معها ، يتصل بزوجته فلا ترد ، يكرر الاتصال مرات دون جدوى ، بدأ القلق يفتك به ، اتصل باختها ، جاءت مسرعة قلقة فيما نزل هو باحثاً عن زوجته ، في الجامعة كانت الصدمة ، لم تحضر اليوم ، اتصل بها من جديد ، أُغلق هاتفها ، بدأ الجميع البحث في كل الجهات ، في كل مكان ، انتصف الليل و جاء نهار آخر ، اسماء مختفية لم تظهر ، والدها أصابه المرض ، أُرقد في السرير ، الشرطة استلمت البلاغ و بدأت تبحث لكن لا جدوى ، اتصلت تخبرني ان اذهب لأخذ شوق ابنتنا من الحضانة لانها ستتأخر ، كانت عادية في كلامها ، هكذا كان كلام بدر مع المحقق و مع الجميع ، الشكوك في كل شيء حوله ، هل خُطفت ؟ هل خانته؟ أسئلة ليست عنده وحده و إنما كل من عرفوا اسماء لم يجدوا جواباً ، وليد ظهر بعد غياب عن زميله زاره لمواساته ، نيرمين كانت معه بل انهم شاركوا في فريق البحث ، اسماء اختفت كأنها لم تكن. ============== أيام مرت بلا فائدة "لا حس ولا خبر" ، الخاطفون يتصلون للمساومة ، و هذا لم يحدث ، المقتول يصلون لجثته بعد البحث ، الهارب لابد ان يسأل عن أهله ، الخائن تكون له مقدمات ، كل هذا لم يحدث. من يستطيع أن يؤذي اسماء ؟ و لماذا؟ ، كل النتائج صفر ، رجال الشرطة بعد أسبوعين أعلنوا استسلامهم ، المطارات لم تدون خروجها من البلاد ، أقسام الشرطة المستشفيات و كل شيء لا مكان لها ، بل لا وجود. بدر بدأ ينهار ، ابوها ساءت حالته ، أخواتها لا يستطعن فهم شيء ، القلق و الحيرة ، القلوب تكاد تموت خوفاً ، ال*قول تتوقف عن التفكير. لكن كما هي العادة تستمر الحياة ، لا شيء يتوقف لغياب أحد ، لكن تظل القلوب تحمل جرحاً قد لا يطيب مهما استمرت الحياة. ============== عاد بدر إلى عمله ، و ذات يوم صباحاً يرن هاتفه ، رقم غير مسجل "الو" ، "ازيك يا نيرمين" ، تضحك "عرف*ني يعني المرة دي" ، "عادي يعني ، هعمل أيه؟" ، "طمني مفيش جديد على اسماء؟" ، يرد بحسرة "مفيش ولا حاجة" ، "و هتعمل ايه" ، "هعمل ايه يعني ؟ في ايدي ايه اعمله؟" ، "يا حبيبي ، معلش" ، يبتسم "عادي بقا ، أنتي عاملة ايه مع جوزك؟" ، "عادي ، هاعمل ايه يعني؟" ، "معلش محدش مرتاح" ، "بس انا تعبانة يا بدر ، بجد مش عايشة" ، ي**ت فتردف "راحتي معاك يا حبيبي ، انت و بس اللي ممكن احس بطعم الحياة معاه" ، يشعر بارتباك "مش قلنا مش هينفع يا نيرمين الكلام دا؟" ، تنفعل و يعلو صوتها "لا ينفع يا بدر ، و كفاية تمثيل بقا" ، باستغراب "تمثيل ايه يا نيرمين ؟انا مش فايق ، كفاية اللي انا فيه" ، تهدا نبرتها و تتحول إلى الحنان "عشان كدا يا حبيبي عاوزة اعوضك و انسيك همك" ، "طب اقفلي دلوقتي عشان عندي شغل" ، "ماشي يا حبيبي هاكلمك تاني ، سلام". لا يعرف ماذا حدث ؟ شيء ما تحرك بداخله ، هل حن إليها من جديد ؟ أم أن غياب أسماء المفاجيء أعطى لها فرصة لتجد مكاناً بقلبه ؟ أسئلة كثيرة جعلته يستأذن من عمله و يعود إلى شقته مبكراً ، حتى أنه لم يذهب لبيت والدته ليطمئن على ابنته كما هي عادته ، دخل إلى غرفة نومه ، بدل ملابسه و استلقى فوق سريره . لا يعرف كم نام من الوقت لكن ما يتذكره جيداً أنه كان يكافح كثيراً حتى يصل لمرحلة النوم ، استيقظ على صوت جرس الشقة ، قام مسرعاً مفزوعاً ، فتح باب الشقة و لم يصدق ما تراه عيناه. ============================== ( ( نهاية الجزء الرابع ) ) ) تُرى من رأى بدر عندما فتح باب شقته؟ كيف ستكون الحياة فيما هو آتٍ؟ # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # $ # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # # ## # # # # # # # # # # # # #
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD