الفصل الخامس

1808 Words
الجزء الخامس ... 15-1-2020 (9) ذكريات الوهم وقف مندهشاً ناظراً لها دون ان يحرك ساكناً ، فابتسمت له بدلال "أيه مفيش اتفضلي ؟" ، فتح الباب "اتفضلي" ، كانت تنظر إلى الشقة في كل مكان في الصالة لتجلس على أحد مقاعد الانتريه "مغيرتش حاجة عن اللي عملناه مع بعض" ، مازال الاندهاش مسيطراً عليه ، لكنه رد "مكانش في وقت نعمل حاجة مختلفة" ، تبتسم و هي تنظر له "طب اقعد ، انت مالك كدا" ، يجلس ، أمامها لكن دون ان يقول شيئاً فتردف هي "موحشتكش ولا ايه ؟" ، يشعر كأنه بدأ يفيق من غيبوبة المفاجأة ، في قلبه احساس ، و على ل**نه كلام ، لا يمكن ان يجتمعان ، شعرت به فاختارت اللحظة المناسبة و اقتربت منه وهو صامت فوقف فأمسكت كلتا يديه بيديها و نظرت في عينيه "بس عارف انت موحشتنيش يا بدر ، لأنك كنت معايا في كل لحظة ، بجد عمرك ما فارقتني" ، **ت للحظة ، ثم ابعدها عنه "مش هينفع يا نيرمين" ، كان قد أعطاها ظهره و ابتعد عنها قليلاً فمشيت خلفه و احتضنته من ظهره "هو أيه اللي مش هاينفع يا بدر؟" ، فك يديها من فوق خصره و ابتعد عنها و كان بادياً عليه الارتباك "مش هاينفع يا نيرمين ، انتي .. انتي متجوزة اعز أصحابي ، و انا متجوز" ، تمسك يده و تجلسه و تجلس إلى جواره " كفاية بقا يا بدر ، فين مراتك ؟ محدش يعرف عنها حاجة ، اختفت من حياتك ، مش يمكن لاقت حب و هربت معاه ، ولا هي فين أصلاً؟" ، أراد ان يقول شيئاً ، فوضعت يدها على شفتيه لتكمل كلامها "و انا متجوزة صاحبك ، و هو عارف أني مش بحبه ، و عارف كويس أني بحبك انت ، انا معشتش معاه يا بدر ، انت اللي معايا في كل وقت ، في كل لحظة في كل مكان ، انت عايش مع كل نفس بتنفسه ، عايش في كل دقة من دقات قلبي ، كفاية حرمان بقا" ، "يا نيرمين ، مينفعش ، الحياة اتغيرت ، احنا مش لبعض" ، ضايقتها كلماته فوقفت في عصبية أمامه "لا لبعض ، انت عارف كويس انك اقرب ليا من جوزي ، و انا اقرب ليك من مراتك اللي سابتك و مش عارفين راحت فين" ، ثم تجلس إلى جواره من جديد و تُمسك يده بحنو "احنا ملناش غير بعض يا بدر ، انا بموت ، انت ايه يا أخي؟" ، ثم تقبل يده و قد بدأت عيناها تترقرق بالدموع ، يدق قلبه بشدة فيمد يده خلف رأسها و يضمها إلى ص*ره و يتحسس شعرها دون كلام ، فتبتسم و سط دموعها "عارف انا سامعة دقات قلبك بتقول كل دقة اسمي ، بلاش نبعد تاني يا بدر" ، ثم تمد يدها لتحتضنه من عند خصره و تضمه اليها "يااااه أخيراً حسيت بالأمان ؟ أخيراً بدأت احس أني عايشة؟". ================= ================== تظل هكذا فيما يضمها هو و يقول بعد مقاومة "بحبك يا نيرمين" ، لم تصدق ما سمعته فرفعت وجهها و اقتربت بشفتيها من شفتاه فالتقيا في قبلة تفاعل معها فيبدو ان قلبه مازال يحملها بداخله برغم كل شيء ، فأسند رأسها بيديه ليثبتها على شفتيه ، لحظات تمر بلقاء الشفاه ترتفع درجة حرارة الحب بينهما ، فتبتعد عنه و تقف ماسكةً يديه ، ترتمي بين أحضانه "وحشتني يا بدر" ، يقبلها فوق رأسها "اشتقاتلك يا روحي" ، يسمعان أخيراً صوت هاتفها ، فيبتعد مسرعاً ، يحضره لها ، ينظر لها هامساً قلقاً "دا وليد" ، تأخذ منه الهاتف بلا مبالاة "اسكت ، واسمع" ، تفتح الاسبيكر "آلو ، نعم يا وليد في أيه" ، "مفيش حاجة يا روحي بس قلقت عليكي" ، " ليه عيلة بريالة خايف عليها تضيع؟" ، "لا يا روحي أصلي اتصلت كتير مردتيش" ، تمد يدها و تمسك يد بدر و تجعله يحوطها في حضنه "و لما اتصلت مردتش ، عمال تتصل كتير كدا ليه؟ في أيه يعني" ، "أنا أسف يا روحي ، انتي فين كدا" ، "مالك يا وليد هو أيه اللي فين ؟ من أمتى بتسألني السؤال دا؟ انت جرالك حاجة؟" ، "أبداً صداقيني ، بطمن بس" ، ترفع شفتيها و تقبله بشفتيه "طب اطمن أنا كويسة و جاية في الطريق أهو" ، "طب قوليلي انتي فين و اجي أخدك بالعربية" ، "لا بقولك جاية أهو" ، "طب يا حبيبتي بسرعة عشان جعان و مستنيكي ناكل مع بعض" ، "ومكلتش ليه انت؟" ، " هو ينفع الأكل من غيرك يا روحي" ، "ماشي انا خلاص قربت ، سلام" ، ثم تُغلق الهاتف. كان بدر مستغرباً من رد فعل زميله ، لكنه لم يقدر على أن يتحدث في شيء ، تُلقي الهاتف نظرت له و "سامحني يا قلبي ، نفسي أفضل معاك العمر كله ، لكن أد*ك شايف" ، يبتسم و ينظر لها "نيرمين اللي حصل دا مش لازم يتكرر تاني" ، كانت قد ارتدت ملابسها ، ف اقتربت منه مبتسمة "لا أنا هاقدر و لا انت" ، ثم تتحرك ف اتجاة باب الشقة ، فيذهب مسرعاً يلحق بها خلف باب الشقة و يقبلها و يتبادلان حضن كأنه فراق الموت "لو عليا مسبكيش يا حياتي" ، ترجع و تلقي حقيبتها فوق الانتريه "موافقة ، خلينا نقضي حياتنا مع بعض زي ما كان مكتوبلنا" ، يأخذ حقيبتها و ويضعها في يديها "معلش ، أكيد هنتكلم مع بعض في الموضوع دا ، سلام". بعد خروجها أغلق الباب و ظل و اقفاً كأنه يتشمم رائحة عبيرها . قلبه لازال ينبض باسمها . نيرمين لما عدتي بعدما طاب القلب منك ؟ نيرمين يا كل العشق تأكد الآن الا أحد يملأ في الفؤاد مكانها. عيناك ليل و دنيا انتي سمائها و انتِ لقلبي الدنيا و ماءك ماءها. مولاتي ظننت يوماً انني نسيت اللقاء و اليوم تأكدت ان قلبي كاذب وقتها. نيرمين لقد عادت إلى الحياة فما أحلى أن أحيا لها كيف كانت حياتي و كيف أعيش و قد علمت قديماً ألا حياة بدونها. أهواكي شوقاً جارفاً إعصار أنا في الدنيا ولا نجاة إلا بها. ========================== ========================== ذكريات الوهم ما أن فتحت باب شقتها ، حتى جاء مسرعاً بلهفته المعتادة "أيه يا حبيبتي قلقت عليكي" ، ثم تقدم منها و قبلها في خديها بحرارة كبيرة ، لكنها كعادتها في معاملته بجفاء سلمت له خديها يقبلهما ، ثم تركته و دخلت غرفة نومها ، هروا ورائها "أنا جهزت العشا يا روحي و مستنيكي تفتحي نفسي ، كانت قد خلعت ملابسها الخارجية و ارتدت بيجامة بيتية ، جلست على طرف السرير "طب أنا مليش نفس يا وليد ، كٌل انت" ، يجلس إلى جوارها و يُمسك يدها ليقبلها "مالك يا روحي؟ حاسس في حاجة شغلاكي" ، تنظر له بنفاذ صبر "مفيش بقولك مفيش ، تعبانة و عاوزة أنام" ، يقف في قلق "تعبانة ازاي يا قلبي ، قومي نروح أي مستشفى ، ولا اتصلك بأي دكتور يجي لو مش قادرة ..." ، تقطع كلامه في حسم "مرهقة يا وليد مش محتاجة دكتور ، محتاجة أريح بس" ، ثم تنام فوق السرير و تعطيه ظهرها "روح انت كُل" ، ينام إلى جوارها بخيبة أمل "لا خلاص مش هاكل ، انا هنام" ، "أحسن بردو". ========================== كانت سعادتها كبيرة بلقائها بمن تحب ، تمنت أن تظل معه بلا انتهاء ، كرهت عودتها إلى منزلها ، حتى أنها تمنيت لو لم تجد وليد في انتظارها ، لكنها مازالت تشعر بلمساته ، بدفء أنفاسه ، ببجة صوته التي تعشقها ، مازالت هذه اللحظة كلما سرحت في تلك اللحظات مع عشقها الأبدي الذي لا تغيره الأيام و لا السنين ، ارتسمت ابتسامة فوق محياها ، فذهبت في نوم لم يفارقها فيه بدر ، كان معها في كل لحظة كما كان معها في كل حياتها رغم الفراق. بدر بعد أن تركته و عاش أوقات الحب مع نفسه بعد رحيلها يتذكر لحظات تمناها لا تنتهي اتصل بوالدته يطمئن على ابنته و أخبرها أنه كان يشعر بشيء من الإرهاق فعاد لبيته مباشرة ، كما أخبرها أنه سيراها غداً. ========================== كان في المدرسة ، يعمل كعادته بجد و اجتهاد ، لكن فكره المشتت بين زوجته الغائبة ، والتي ظن معها أنه نسي حبه القديم ، و بين نيرمين التي أحيت فيه ما ظن أنه انتهى إلى غير رجعة ، يقطع هاتفه حبل أفكاره "صباح العسل يا نور قلبي وحشتيني" ، "بجد يا بدر وحشتك؟" ، "دي كلمة قليلة يا روحي أنا معرفتش انام منك كنتي معايا طول الليل ، ريحتك كانت مونساني" ، وانا طول الوقت وانت معايا" ، "ياااااه يا روري يا حب الحب يا حياتي ، نفسي ابقا معاكي كل عمري" ، "عندي مشكلة كبيرة ، قلبي علطول بيدق مجرد ما افكر فيك" ، "يضحك ، اجمل ما فيكي رومانسيتك دي روري" ، "تضحك ، مين اللي علمني غيرك يا حياتي؟" ، "بعشقك". يشعر بمكالمة على الانتظار تقطع وصلة العشق المحرم "طيب يا قلبي إيمان اخت أسماء بتتصل بيا ، هاشوف في أيه و ارجعلك" . يرد "استاذ بدر ، بابا مات" ، "طيب أنا جاي يا إيمان خلاص" ، يذهب مسرعاً فيجد أخوات زوجته المفقودة جميعهم متواجدون ، يقومون بما يجب أن يتم مع الميت ، و في الليل كان يقف ليأخذ العزاء ، جاء وليد و بلال يصبرانه ، و يواسيانه في حماه و زوجته المفقودة. طلب منه بدر أن يخرج لتعزيه نيرمين ، كانت تقف إلى جوار صيوان العزاء ، كان يسير إلى جوار وليد ، نظرت لهما و هما يتقدمان و يقتربان منها ، لم ترى وليد ، كأنه لا وجود له ، فقط كانت ترى من تريد أن تراه "البقية في حياتك يا استاذ بدر ، شد حيلك" ، تمد يدها بالسلام فيمد يده "اشكرك يا مدام نيرمين ، تعبتوا نفسكم ليه بس؟" ، تنظر له في لوم "تعبنا نفسنا؟ مش عيب تقول كدا؟ عموماً شوف وقت بعد العزا كدا و الدنيا تهدى نزورك أنا و وليد" ، يبتسم ممتناً "في أي وقت تنوروني". ========================== كانت نائمة فوق سرير صغير بالكاد يحمل جسدها الواهن على غير عادتها ، لم تكف عن البكاء ، و قد استنفذت كل أساليب الرجاء و طلب الرحمة ، فُتح باب الغرفة ، فقامت متثاقلة محاولةً الوقوف ، إنه هو ذلك السجان اللعين، استندت إلى كرسي قريب ناظرةً له ، فنظر إلى الطعام على طاولة في طرف الغرفة "بردو مكلتيش؟ هاتموتي كدا" ، كأن صوتها يخرج من داخل أعماقها "مش عاوزة أكل ، انا عاوزة ارجع لبيتي و لجوزي و لبنتي" ، يضحك "ما قولنا ننسى الموضوع دا بقا ، انتي غ*ية ولا أيه؟" ، " يجلس على مقعد بجوار الحائط ، ففثاقل و تتحامل ذاهبة إليه و تجثو على ركبتيها عند قدميه و تُمسك يده تقبلها "أرجوك رجعني وانا مش هأقول أي حاجة" ، يضحك بصوت لا رأفة فيه "ارجعك؟ لا يا ستي ، اطلبي أي حاجة تانية يمكن أوافق عليها" ، تترجاه "طيب انتوا عاوزين مني أيه؟" ، يضحك مرة أخرى "أنا شخصياً مش عاوز حاجة ، أصل انتي مش مودي ، دا مجرد شغل" ، تنزل عند قدميه لتقبلها " اتوسل اليك سبني ارجع لبنتي وجوزي ======================== # # # # # # # # # # # # # # # ## ## # # # # # # # # # # # # # # ( ( ( نهاية الجزء الخامس ) ) ) الحياة أبداً لا تعطينا كل ما نريد لحظات السعادة دوماً تخبيء خلفها حزن ينسينا هذه السعادة أنتظروني # ## # # # # # # # # # # # # # # # # # # # #
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD