الفصل السادس

2264 Words
كان بدر في عمله حين اتصل به صديقه بلال ليخبره بموعد خطوبته ، و يخبره أنها حفلة صغيرة لن يحضر فيها سوى المقربين ، يبارك له و يعاتبه أنه لم يخبره من قبل بل جعلها له مفاجأة ، فيرد بلال "صدقني يا صحبي كل حاجة جت فجأة ، أمي خطبتهالي و نبقا نقعد بعد الخطوبة نتكلم". يُغلق مع زميله ليرن هاتفه من جديد فيرد "أيه يا روحي؟ يومين كتير أوي عليا" ، تضحك "و كتير عليا انا كمان يا حبيبي ، لكن ظروف بقا ، المهم هاتيجي خطوبة بلال إنهاردة؟" ، "أيوة ، انتي جاية؟" ، "أه ، بلال عزم بدر ، و اتفقنا هنقعد مع بعض و نسهر بعد الخطوبة" ، "أيه دا؟ يعني مش هنتقابل لوحدنا؟ دا كدا كتير أوي" ، تضحك "معلش يا قلبي خلينا نسهر إنهاردة و بكرة الصبح مش هاروح الشغل و ونتقابل لوحدنا " ، تنف*ج أساريره "طب مش تعرفيني عشان اخد أجازة؟" ، تضحك "منا بقولك أهو علشان نتقابل ف اي مكان =============== ============ في الليل كان الأربعة يجلسون سوياً على أحد الكافيهات الشهيرة ، نظرات بدر و نيرمين كانت مفضوحة ، كلما تكلم بدر تعلقت عيون نيرمين بكلامه ، تسمع له بكل حواسها ، و كذلك بدر كان يوجه لها كلامه بود و حب واضح ، كان واضحاً كل هذا وليد تضايق لكنه خاف ان يقول شيئاً ، كان كل ما يفعله محاولة المشاركة في الحوار و لفت نظر زوجته لوجوده ، بلال كان سعيداً بخطبته رغم أن خطيبته ليست بينهما قصة حب و لكن تأخره في الزواج جعله سعيداً "بقولكم أيه ؟ انا بكرة هاخرج مع سارة ، ما تيجوا نخرج كلنا نتفسح مع بعض" ، يرد وليد "فكرة حلوة ، إيه رأيك يا روحي" ، كانت نيرمين سارحة في وجه بدر الذي رد حتى لا ينتبه وليد "لا يا عم محبش ابقا عزول" ، يضحك وليد "عزول صح ، انا موافق أجي انا و نيرمين نتفسح و نقضي يوم حلو مع بعض" ، ثم يضع يده على يد زوجته "قولتي أيه يا حبيبتي؟" ، تنتبه "لا مش هينفع انا عندي شغل ، و كمان إظن بدر مش فاضي" ، يبتسم لها بدر "طبعاً مش فاضي ، هو انا شغال في طابونة؟ و بعدين جوزك قال عزول خلاص" ، يرد وليد ناظراً لزوجته "طب يا حبيبتي ، اتصلي بيهم الصبح و قوليلهم أي حاجة و خلينا نخرج مع بدر و سارة" ، يرد بدر مشجعاً لكن بطريقة تفهمها نيرمين "فكرة حلوة ، تبقا انت و مراتك و بلال و خطيبته لكن انا هاجي احب في مين؟" ، يضحك الجميع فيرد بلال "معلش يا بدر ، مفيش أي جديد عن دكتورة أسماء؟" ، ترتبك نيرمين و ترد بسرعة "أخبار؟ أخبار أيه بس؟ هو حد عارف عنها حاجة؟" ، يرد بدر "على رأيك ، دي زي ما تكون اتبخرت" ، نيرمين بضيق "خلاص يا جماعة بلاش السيرة دي بقا" ، فيرد بلال "تمام ، تبقا انتم معانا بكرة" ، أراد وليد قول شيئاً ، لكن نيرمين تسبقه "لا طبعاً مش هينفع عشان الشغل". ============================== ======== ============================== (12) ذكريات الوهم استيقظت فرحة كأنه يوم زفافها ، كانت تدندن ببعض أغاني الحب أثناء ارتداءها ملابسها ، كان وليد مستيقظا فلم يهنأ بالنوم ، رأسه يكاد ينفجر من التفكير ، جلس مسنداً رأسه إلى شباك السرير و نظر لها مبتسماً "الجميل صاحي من النوم رايق يعني، صباح الجمال" ، تنظر له "صباح النور ، رايقة ازاي يعني؟" ، "يعني صاحية بدري و بتغني خليتني اصحى على صوت كروان جميل" ، تضحك "كروان؟ طيب يا عم أي خدمة" ، كان قد انتهت من لبسها ، كانت متأنقة زيادة عن الطبيعي فنظر إليها "بس أيه الشياكة دي؟ و جمال دا؟" ، وقفت عند باب الغرفة "أيه الجديد يعني؟ طول عمري شيك و جميلة ، بس اللي يقدر" ، ثم خرجت في اتجاه باب الشقة ، ناداها "نيرمين ، انا مش بقدر يعني؟" ، لكنها لم تهتم لندائته و خرجت و أغلقت باب الشقة ، وقف متحيراً ، لا يعرف ماذا يفعل ، أسئلة كثيرة تدور برأسه ، حيرة حد البكاء ، الشك ينهش عقله و قلبه لكنه لا يجروء أن يبوح بما يكنه". =============== ============= كان يشعر بالضيق الشديد ، لا يعرف كيف يتعامل معها ولا كيف يُبدد هذه الشكوك؟ كان قد نزل من بيته متوجهاً إلى الصيدلية ، و بعد أن اطمئن على سير العمل بها خرج ليجلس على أحد المقاهي القريبة ، فكر ان يتصل بها بحجة الاطمئنان عليها لكنه تراجع عن الفكرة ، فكر ان يتصل بالشركة لكنه قرر الا يفعل ذلك خوفاً من رد فعلها ، لكنه فجأة أمسك هاتفه و اتصل ، لكن لم يأتيه الرد ، مرة و اثنتين ، بدأت أفكاره تتأكد ، وإلا لماذا لا يرد بدر عليه ؟ ، اتصل بها بعد تفكير فلم ترد أيضاً ، كاد يُجن ، تشتت أفكاره. قطع حبل أفكاره إتصالاً من بدر فرد "ألو ، صباح الخير أزيك يا بدر؟" ، كان بدر واقفاً إلى جوار نرمين تنظر له بابتسامة "صباح الفل يا وليد ازيك ؟" ، "تمام يا صحبي ، عاوز اشوفك و نقعد مع بعض شوية لو عندك وقت" ، "تؤمر يا وليد ، أخلص مدرسة و اكلمك علطول" ، في هذه اللحظة كتمت نيرمين ضحكتها بوضع يدها فوق فمها ، و أمسكت هاتفها و اتصلت بوليد كأنها صدفة ، "طيب يا بدر كلمني لما تخلص ، اقفل بقا عشان ارد على نيرمين ، سلام" ، اغلقا معاً ليرد على زوجته "ايه يا وليد في أيه؟" ، "مفيش يا حبيبتي قلت اطمن عليكي" ، "انا كويسة هايحصلي ايه يعني؟" ، كان بدر قد **ت تماما وهو ينتظر أن تنهي المكالمة ، "طيب يا حبيبتي تمام ، انا هقابل بدر بعد ما يخلص شغل" ، وضعت يدها على كتف بدر "هتقابل بدر؟ ليه في حاجة؟" ، "لا عادي ، عاوز اقعد معاه شوية ، تحبي نتقابل مع بعض و نقا**ه؟". بعد ان اغلقت معه الهاتف احتضنت يد بدر "هايموت من الشك ، انا متأكدة انه بيكلم نفسه دلوقتي" ، ثم تضحك ، يضمها بدر "صعبان عليا وليد ، بس حظه كدا بقا" و يضحك معها "هو اتصل بيكي كتير؟" ، "آه سبع مرات و انت؟" ، تقريباً زيهم ، مش حرام علينا كدا؟ دا هايموت". =================== كان بلال و سارة قد خرجا من بيت أهلها بعد ان ذهب ليأخذها ، نزلا سوياً و ركبا سيارته "تحبي نروح فين يا سارة؟" ، تبتسم بخجل "أي مكان معاك هيكون جميل" ، لا يصدق ما يسمع "ياااااه ، إيه الحلاوة دي يا قلبي؟" ، لا ترد و تكتفي بالنظر للأمام ، فيردف "بجد دا اسعد يوم في حياتي ، عارفة لو كان وليد و بدر جم معانا كنت هندم ندم عمري بجد" ، باستغراب "تندم ليه؟" ، يمد يده ليمسكها و يقبلها "مكونتش هاحس بالجمال اللي حاسه معاكي" ، تحاول تغيير الموضوع "طب هانروح فين دلوقتي" ، "بصي يا حبيبتي كان نفسي أخد حبيبتي في رحلة في النيل في مركب لوحدنا بعيد عن كل الناس ، أيه رأيك؟" ، تبتسم "منا قولتلك ، معاك في أي حاجة". كانا المركب الصغير في منتصف النهر ، يجل**ن إلى جوار بعضهما البعض يُمسك يدها "عاوز أقولك حاجة بس خايف متصدقنيش" ، تنظر له مستغربة "ليه انت ناوي تكدب؟" ، يضحك بخجل "لا طبعاً" ، "شوف يا حبيبي ..." ، قبل أن تًكمل كلامها أوقفها "نعم؟ قولتي أيه؟" ، تبتسم و تحمر و جنتيها خجلاً "خلاص بقا هي طلعت كدا" ، ثم ترسم ملامح الجد على ملامحها "بقولك كلام الصدق مكانه القلب ، لو كلامك من قلبك يبقا صادق ، و آدام صادق يبقا تقوله و متخافش من أي حد" ، أعجبه كلامها فهز رأسه مقتنعاً "كنت عاوز أقول أني بجد بحبك ، و مستغرب إن الحب جيه بسرعة كدا، برغم ان دي أول مرة لوحدنا ، عشان كدا كنت خايف مش تصدقي" ، تبتسم "محدش غصبك تقول حاجة يا بلال ، و الكلمة اللي بتطلع من القلب بتوصل للقلب ، عشان كدا أنا مقولتش بحبك ، لكنها خرجت غصب عني وسط الكلام" ، يقبل يدها "طب سؤال ملوش دعوة بأي حاجة ، عمرك حبيتي قبلي؟" ، تضحك "قصدك عشان كنت مخطوبة أربع سنين؟ بصراحة لا ، مكانش حب ، لما اتقدم عن طريق أخويا كنت مترددة ، لكنهم أقنعوني إن كل حاجة قسمة و نصيب" ، يرد بسعادة "حبيبتي كل اللي فات قبل ما نتقابل كأنه محصلش بالنسبالي و بالنسبالك ، إحنا حياتنا بدأت من بعد ما عرفنا بعض ، يعني مينفعش نحاسب نفسنا على اللي فات ، حسابنا مع بعض يبدأ من دلوقت" ، لم تشعر بنفسها إلا وهي بين أحضانه ، يضمان بعضهما بشوق لا ينتهي ، لكنها فجأة تشعر بخجل فتبعده و تنظر للأرض و تجلس خجلة. ======================== ======================== كان وليد يجلس مع بدر على أحد المقاهي بعدما أخبرته نيرمين أنها لا تريد الجلوس معهم و أنها تُفضل العودة للبيت ، بدأ بدر الحوار "يااااااه يا وليد من زمان مقعدناش مع بعض لوحدنا" ، "ظروف يا صاحبي بقا ، الدنيا لغبطتنا زي ما نكون وقعنا في خلاط كبير" ، يضحك بدر "بس بجد مفاجأة حلوة إن انت اللي تطلب تقعد معايا ، بجد فرحان و مش مصدق" ، "معلش يا بدر ،قولتلك ظروف ، بس لما داقت بيا ملاقيتش حد أحكيله غيرك" ، يهتم بدر "ضاقت بيك؟ أيه الكلام الغريب دا؟ تضيق بيك واحنا موجودين؟" ، يهز رأسه بأسف "مش عارف اقولك أيه بس مجرد الفضفضة هاتريحني" ، بدر باهتمام "لا قول يا صاحبي ، سرك في بير" ، "عارف يا بدر أنك هاتحفظ السر ، عشان كدا ملاقيتش غيرك أحكيله" ، "أحكي ، لو فلوس سداد ، أي حاجة تحت أمرك" ، يضحك وليد "فلوس أيه بس؟ لا طبعاً مش فلوس خالص ن دي حاجة تانية خالص" ، بدر "قول يا عم قلقتني" ، باندفاع مقصود "نيرمين يا بدر" ، كان بدر يعرف مسبقاً ما يرمي أليه زميله ، لكنه نظر له راسماً المفاجأة حتى أنه تفل بعض القهوة من فمه من المفاجأة "نيرمين؟ مالها نيرمين يا وليد" ، كان ينظر ليعرف رد فعله أو يستنتج أي شيء ، لكن بدر كان يعلم كل شيء ، أما وليد فلا يعلم أن بدر و نيرمين على دراية تامة بشكوكه "مفيش يا بدر ، بس حاسسها مش معايا ، كأن دماغها مشغولة بحاجة" ، باستغراب مصطنع "طب و دا من ساعة ما اتجوزتم ولا حاجة جديدة" ، "بص هي من ساعة الخطوبة و هي مش معايا كويسة بس كانت مقبولة و راضية ، لكن من فترة بدأت تتغير أكتر ، اسلوبها اتغير بقيت صعبة مش بتقبل مني كلام ، زاد و غطى غيابها الكتير عن البيت ، و صاحباتها اللي دايماً واخدينها مني و شغلها الجديد و حاجات كدا" ، "مش عارف ليه يا وليد حاسس إنك مكبر الموضوع ، احتويها يا أخي ، خدها و سافروا أي حتة ، حاول تغير يمكن اللي عندها دا ملل" ، يهز رأسه "عندك حق هحاول أشوف" ، كأنه قد تذكر شيئاً "و بعدين ليه مفيش عيال يا وليد لحد دلوقتي؟" ، "أهو دا موضوع تاني كان سبب مشاكل كتير بينا ، بتقول نسنتنا شوية عشان نظبط حياتنا و نأمنلهم مستقبلهم ، مع ان كله تمام و الدنيا كويسة و عايشين أحسن من ناس كتير" ، يهز رأسه كأنه غير مقتنع "معلش ، شوية شوية ، حاول معاها ، و جرب أساليب مختلفة". انتهى اللقاء بلا جديد ، عاد بدر إلى شقته فيما أخبره وليد بالذهاب إلى الصيدلية ، ما أن دخل شقته حتى رن هاتفه كما كان متوقع "أيه يا قلبي عملت أيه معاه" ، يضحك "قلقانة ولا أيه ؟" ، تضحك "قلقانة؟ وحياة حبك ولا يفرق معايا ، بس حبيت أعرف أيه اللي حصل" ، يجلس فوق سريره و يبدأ يروي لها كل ما دار ، في هذه اللحظة يُفتح باب الشقة فتتفاجأ بوليد يدخل ، فترتبك "طيب سلام عشان وليد جيه" ، ثم تُغلق الهاتف و تضعه إلى جوارها "أيه يا حبيبتي بتكلمي مين؟" ، بابتسامة "لا مفيش ، أيه كنت فين كدا؟" ، "مفيش كنت قاعد مع بدر شوية" ، تقف و تأخذ هاتفها و تسير للمطبخ ، فيسير ورائها "و اتبسطت معاه؟" ، "عادي ، انتي ناسية أنه صاحبي من زمان؟" ، "لا مش ناسية ، بس مستغربة من زمان يعني و انت متبقعدش معاه" ، يأخذ هاتفها بعد أن وضعته على رخامة المطبخ "هاتي تليفونك أطلعه برة بدل ما يحصله حاجة" ، تتركه حتى لا يتنبه لقلقها "طيب و اتكلمتم في أيه؟" ، "مفيش بيحكيلي عن ان مراته وحشته ، و أنه بيفكر يتجوز وكدا؟" ، تضحك كاتمةً ضحكها "و قولتله أيه؟" ، كان قد فتح سجل المكالمات و وجد آخر مكالمة بأسم منى فنقل الرقم على هاتفه ليظهر رقم بدر ، لم يأخذ أي رد فعل ، لكنه لم يرد ، فرفعت صوتها "وليد ،مردتش يعني" ، يتنبه و يعود إليها "مفيش ،قولتله بالتوفيق". =========================== فتح باب الغرفة ، فقامت تتثاقل على نفسها و قالت بوهن "لو سمحت هاتمشيني أمتا؟" ، كان يتحدث عبر هاتفه ، فأشار لها بال**ت "تمام يا فندم ، هاستنى المبلغ بكرة ... لا كله تمام ... طول ما في فلوس الهانم في عنينا ... سلام" ، بعد أن أغلق نظرت له "كنت بتكلم مين؟" ، ابتسم في سخرية "أمك ، أصلي وحشتها أوي" ، تنظر له "احترم نفسك ، ومتجبش سيرة امي على ل**نك" ، يقترب منها و يًمسكها من ذقنها و يضغط بعنف "ماشي يا طاهرة" ثم يضحك ، تندفع ناحيته و تُمسكه من ملابسه "طاهرة غصب عنك ، ولو راجل اديني التليفون بس و اجيبلك اللي يربوك" ، نظر لها من أعلى إلى أسفل ثم أبعدها عنه بقسوة و خرج و أغلق الباب من جديد. إنهارت و أنهمرت في بكاء شديد حتى كاد مخزون البكاء عندها أن يجف ، لكن بلا جدوى ، فمن وقعت في أيديهم أناس بلا رحمة ، كانت تُفكر (من يسأل عني؟ من يعلم أنني هنا و يرسل لهم المال ليحتفظو بي؟ ، أنا لم أؤذي أحداً أو أفعل ما يضر أحد ، فلماذا هذه المعاملة) ظلت تدور أسئلتها لكنها لا تخرج من حدود رأسها ، فارتمت على الارض بلا حول أو قوة. ============================== ============================== ============================== ( ( ( نهاية الجزء السادس ) ) ) يبدو أن بدر قد وجد حبه الضائع ، لكنه على حساب أقرب أصدقائه فهل يستمر في غييه ؟ أم هل يفيق قبل فوات الأوان؟ هذا ما سنعرفه في الأجزاء القادمة
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD