الفصل السابع

4034 Words
=============== ذكريات الوهم التقى بلال بصديقه فقد ازدادت لقاءاتهما بعد اختفاء اسماء المريب ، رجعا قبل زواج بلال يلتقيان بشكل شبه يومي ، بلال كان يشعر بشيء ما بين بدر و نيرمين و بصفته صديق بدر المقرب لم يخجل من سؤاله "انا حاسس ان في حاجة بينك انت و نيرمين" ، يضحك بدر محاولاً إخفاء المفاجأة "بيني و بين نيرمين ؟ انا قولتلك قبل كدا انها ماضي" ، "شوف يا بدر ، اللي بينا يخليني أحذرك لو في حاجة غلط شايفها او حاسسها ، عشان واجبي اقولك على اللي حسيته من آخر مرة جمعتنا يوم الخطوبة" ، "شوف يا اخويا ، انا مش هنكر ان غياب اسماء و وقوف نيرمين جنبي حرك جوايا مشاعر قديمة لكن دا مش معناه أي حاجة لأن ببساطة نيرمين متجوزة صحبي" ، يبدو على بلال الاقتناع "معلش يا صحبي انا عارف الظروف اللي بتمر بيها لكن أظن انت استنيت كتير و لازم تتجوز" ، يضحك "اتجوز؟ طب و أسماء لو رجعت؟" ، "مش عارف يا بدر بس موضوعك شاغلني اوي بجد". ================== ================== عادت إلى منزلها ليلاً لتجد زوجها في انتظارها مستغرباً ، لم تتأخر كالعادة فرحب بها ثم جلسا للعشاء "وليد انا هسافر تبع الشغل للسويس" ، ينظر لها مستغرباً "نعم ؟ هتسافري ازاي يعني؟" ، تضحك بسخرية "هو أيه اللي ازاي؟ بالاتوبيس أكيد" ، يضحك مجاملاً "فاهم ، بس هتسافري لوحدك؟" ، "يعني ايه لوحدي؟ لا طبعاً معايا ناس تانية" ، "قصدي مش هاجي معاكي؟" ، بهدوء "تيجي معايا؟ و مين يتابع الصيدلية! و بعدين انا مش رايحة اتفسح ، دا شغل" ، "بس انا مش هستحمل بعدك" ، "لا تستحمل ، كلها اربع خمس تيام و ارجع" ، "خلاص يا حبيبتي مع انك هتوحشيني ، لكن ادام دي رغبتك خلاص" ، "انا هسافر بعد بكرة الصبح" ، "ايه دا علطول كدا؟" ، "آه هما معرفني من أسبوع بس مجتش فرصة اقولك" ، يهز رأسه في ضيق ثم يبتسم "يبقا لازم نودع بعض وداع يهون علينا الكام يوم دول". ================== بعد يومين في الصباح استيقظت و كانت قد جهزت حقيبتها ، استيقظ وليد "هاوصلك يا حبيبتي" ، تعترض "توصلني فين؟ انت ليه عاوز تحرجني قدام زمايلي؟" ، "لا مش قصدي ، أوصلك لحد الشركة او مكان السفر حتى" ، "لا ، خليك انت ، سلام" ، يودعها و تذهب. كان بدر ينتظرها في محطة الاتوبيس ، أما وليد فكان يجلس في بيته يكاد الشك يقتله ، اتصل بها كانت قد ركبت إلى جوار بدر فأشارت له بال**ت "ايوة يا وليد" ، "ايه يا قلبي ؟وصلتي فين؟" ، "ركبت الاتوبيس و أتحرك اهو و لما أوصل هكلمك" ، "ماشي يا حبيبتي توصلي بالسلامة" ، تُغلق معه و تُمسك يد حبيبها "زنان بشكل مش طبيعي" ، يقبل يدها "انا عارف ان الشك هايموته ، بس عنده حق بردو ، مفيش راجل يوافق مراته تسافر و تسيبه" ، تضحك و تضم يده بين يديها "انت اللي جوزي يا بدر مش هو" ، يمد يده خلفها و يضمها إليه. وصلا سوياً إلى الفندق ، وضع حقائبهما "يلا ننزل نفطر و نقعد شوية عالبحر" ، كانت قد بدلت ملابسها و ارتدت تي شيرت و شورت ، و كذلك كان بدر ، و اثناء إفطارهما يرن هاتفها ، ف*نظر بتملل "يووووه ، وليد" ، يشير برأسه "طب ردي" ، ترد "ها يا وليد ، انا وصلت ، و ينفطر و هانروح الموقع ، لسه مفيش حاجة عشان أديلك تقرير عنها" ، "تقرير ؟ كدا بردو؟ هو انا خنقك للدرجة دي؟" ، "لا مش قصدي ، بس بصراحة مش فاضية دلوقتي" ، "طيب يا حبيبتي ،سلام" . بعد الإفطار قاما سوياً يتمشيان على الشاطيء ، كانت تتأبط يديه بل تضمها إلى ص*رها في سعادة كبيرة "يااااه يا حبيبي ، أخيراً هنقضي كام يوم مع بعض من غير ما اسيبك؟" ، يضحك مداعباً "بس ياريت متزهقيش مني" ، تض*به بقبضة يدها الحرة على ذراعه "تصدق انت رخم؟" ، يضحك بحرية "انا رخم؟" ، ثم يفك يده منها و يلتف ليقف أمامها و يحتضنها بقوة و يرفعها في الهواء و يدور بها في سعادة فتصرخ "بحبك يا مجنوووون" . خلعا ملابسهما و بقيا بملابس البحر ، هو يرتدي مايوه رجالي طويل قبل الركبة بقليل ، و هي بادي بحمالتين عريضتين ضيق ، و شورت استرتش فوق الركبة ، نزلا سوياً للبحر يُمسكان أيديهما ، و يداعبهما موج البحر في رقة ، دخلا إلى جزيرة قريبة من الشاطيء و جلسا على إحدى الصخور و أقدامهما متدلية في الماء احتضنها الي ص*ره و قبل رأسها ، دفء الحب انتزعهما عمن حولهما ، فرفعت رأسها لتلتقي شفتيهما بعشق ، قبلة حب طويلة آفاقهما تهليل من حولهما من شباب و فتيات ، فانتبها ضاحكين في خجل ، فيما رفع هو يده محيياً لهم. كان وليد قد وصل إلى حد الجنون ، فالنهار قد شارف على الرحيل ولا يستطيع ان يصل إلى زوجته ، كلما اتصل بها لا تجيبه ، الشك يقتله بالفعل و الأفكار لا تتوقف (لابد انها الان بين أحضانه ، يمارسان الحب في شوق ، ماذا افعل؟) . خرجا من البحر يضحكان في حرية و الحب في أعلى مؤشراته ، أخذا ملابسهما و ذهبا إلى الفندق ، ودخلو لللمطعم وواخذو يتهامسون بكلمات رومانسية قطع حديثهم صوت هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين ، أحضره لها "خدي ردي على جوزك" ، مدت يدها و أخذت الهاتف و نظرت له ثم و ضعته جانباً و قامت إليه بنظرة عتاب "انت جوزي و حبيبي و دنيتي" ، ثم تعانقا ، تحسس ظهرها العاري ثم همس في أذنها "ردي على التليفون عشان ننزل نتغدى" ، أخذت الهاتف "أيه دا كله يا وليد؟ في أيه؟" ، بعصبية شديدة "ايه يا نيرمين كل دا؟ كنتي فين؟ و مش بتردي عليا ليه؟" ، ترد هي الأخرى بعصبية "ايه شغل العيال دا؟ انا في شغل يا وليد مالك؟" ، "طب ردي حتى عليا طمنيني" ، "منا كلمتك لما وصلت ، و مكانش معايا التليفون في الموقع" ، بعصبية و شك "موقع ايه؟ هو انتي مهندسة؟" ، "في ايه يا وليد ؟ مالك ؟ امال كنت فين يعني؟" ، "انا عارف بقا؟ انا زهقت" ، "زهقت؟ زهقت من أيه يا اخويا؟ خلاص لو زهقت طلقني" ، ثم تُغلق الهاتف ، كان بدر يتابع الموقف دون كلام ، و ما ان اغلقت الهاتف كان الغضب بادياً على ملامحها ، فنظرت له ، و ابتسمت و جريت ترتمي في أحضانه "تعالى خليني أنسى الهم دا". ================== حاول وليد تكرار الاتصال لكن دون جدوى ، الشك الذي أصبح يحمل ملامح اليقين كان ينهش في قلبه ، فكر الاتصال ببدر ، لكنه تراجع عن الفكرة خوفاً ، فاتصل ببلال "ازيك يا بلال ، عاوز اشوفك" ، "تعالى ساعة و أكون على القهوة" . التقيا معاً ، كان القلق و الغضب بادياً على ملامحه "مالك يا ابني عليك غضب كدا ليه؟" ، يرد "هو بدر فين؟" ، بلال مستغرباً "بدر؟ مكلمتوش ليه طيب؟" ، "بعصبية "بقولك بدر فين؟" ، يحاول تهدئة ثورته "بدر في اجازة خد بنته و راح يفسحها" ، تأكدت شكوكه ، ف**ت و خبط بيده على الطاولة دون كلام ، فنظر له بلال مستغرباً "في ايه يا عم مالك؟" ، يقف فجأة "انا هاروح" ، باستغراب "تروح؟ احنا لحقنا قعدنا؟" ، لكنه يتركه و يذهب "سلام". عاد إلى شقته لا يستطيع ان يهدأ ، لم يتوقف عن الاتصال بها ، لكنها لا ترد . ================ . ================ لم تغمض عيناه ، و ما ان طلع النهار و بدأت الحركة تدب في الشوارع ، لم يرتدي ملابسه لأنه لم يخلعها في أصلاً ، خاصة بعدما أُغلق هاتفها ، ذهب مباشرة إلى مقر الشركة التي تعمل بها ، فوجدها مازالت مغلقة ، وقف ينتظرها تفتح ، و ما ان فتحت و بدأ الجميع في التوافد إليها ، دخل إلى الاستقبال ، وقف أمام الموظفة "تحت أمرك يا فندم اتفضل" ، تردد كثيراً قبل ان يسأل سؤاله ، الخوف من تأكد شكه جعله ي**ت "ايوة يا فندم ، أقدر أخدم حضرتك ازاي؟" ، يتنبه "عاوز اسأل عن مدام نيرمين علي" ، "طب ثانية واحدة" ، ترفع سماعة الهاتف الداخلي "مدام نيرمين علي .... أجازة؟ ... طيب شكراً" ، كل شيء قد تأكد أمامه ، وضح كل شيء ، "مدام نيرمين فأجازة لمدة أسبوع يا فندم ، أي خدمة تاني؟" ، لم يرد عليها بل خرج يجر أذيال الهزيمة ، خرج إلى سيارته ، أخرج هاتفه يتصل بها لكنه مازال مغلقاً. ================== يضحكان ثم يحتضنان بعضهما ، ثم يتنبه "ايه دا تليفونك بطل رن" ، تذهب و تمسك هاتفها ، و تنظر له ضاحكةً "دا فصل اصلاً" ، ثم تضعه على الشاحن " تفتح هاتفها ، ما ان تفتحه حتى يرن ، ترد و قبل ان ترد "انتي فين يا نيرمين؟" ، ترد بعصبية "هو انت مبتزهقش ، نمت من التعب و صحيت روحت الموقع و التليفون..." ، يقاطعها "انتي كدابة ، انا روحت الشركة و قالولي انك في اجازة ، أنتي فين؟ و مع مين؟" ، ترد "انت هتفضل متخلف كدا طول عمرك ، شكك هايموتك ، انا هارتاح من ق*فك و اقفل التليفون لحد مارجع و اخلص الموضوع دا معاك" ، ثم تغلق معه و تغلق هاتفها. تبدأ ترتدي ملابسها "يلا خلينا ننزل نفطر بدل الق*ف دا" ، كان هو يرتدي ملابسه "في ايه مالك؟" ، "بيقول راح الشركة و قالوله أني واخدة أجازة" ، ينظر لها بقلق "و بعدين؟ هتعملي ايه؟" ، تقترب منه و تحتضنه "هاعيش في حضن حبيبي ، و مفيش حاجة هاتبعدني عنه" ، "طب و وليد" ، تمسك يده و تسحبه للخروج كأنها لم تسمع "كلم بتوع النضافة يجوا ينصفوا اللي عملناه دا" ، يركبان الاسانسير "هتعملي ايه مع وليد" ، كان معهما بعض الناس في الاسانسير ، فتقترب من أذنه هامسةً "هخلعة " ، فيضحكان بقوة. ============================ (14) ذكريات الوهم كان بلال مع خطيبته ، يشتريان بعض الأشياء و يجهزان بيت الزوجية ، تكلما في كل شيء ، أخبرته عن خطيبها الاول والذي استمرت خطبتهما اربع سنوات ، لكنه لم يكن جاداً فقرر والدها فسخ الخطوبة برغم إلحاح خطيبها على البقاء معها. كانا يجدان اتفاق بينهما على كل شيء ، فلم يدب بينهما أي اختلاف على أي شيء ، والدها كان سعيداً ببلال ، و اثناء وجودهما معاً رن هاتفه فنظر له و ابتسم ثم رد "ايه يا عم نسيتنا ولا ايه؟ هو اللي ياخد أجازة ينسى كل ناسه كدا؟" ، "بس ياد ، انا لسه راجع ، هنام شوية و نتقابل بالليل ، واحشني جداً" ، "قشطة يا ندل ، انا مع سارة بنجيب شوية حاجات ، هنخلص و اقلق نوم أمك" ، يضحكان "طب سلملي عليها كتير ، و قولها بدر بيقولك ربنا يصبرك على ما بلاكي" ، يقول لها ما قاله بدر فتضحك و تأخذ منه الهاتف و تكلم بدر "كدا هاتخليني افكر في الموضوع من جديد" ، يقول مداعباً "نصيحة فكري كويس في الواد دا ، أصله بصراحة جدع اوي" ، يضحك الجميع . ما ان تدخل نيرمين شقتها حتى يستقبلها زوجها "أهلاً يا هانم ، ايه لسه فاكرة ان ليكي بيت و جوز؟" ، تنظر له بلامبالاة "بقولك ايه انا جاية هلكانة و عاوزة اخد دش و انام" ، يمسكها من يدها "طبعاً ، مش طايقة تبصي في وشي ، تعالي اتكلمي معايا هنا كنتي فين؟" ، تنظر له "عاوز تتكلم؟ أوكيه ، تعالى" ، تجلس أمامه ناظرةً له بتحدي "تعم يا وليد ؟ عاوز ايه؟" ، "عاوز اعرف كل حاجة ، كنتي فين ؟ و مع مين؟" ، لازالت نظرة التحدي على ملامحها "متأكد من كلامك دا؟" ، بعصبية "اتكلمي" ، "ماشي ، ذنبك على جنبك ، انا كنت في العين السخنة ، عارف بعمل ايه ؟ كنت بخونك ، ايوة كنت بخونك مع بدر صاحبك" ، ينظر لها غير مصدق فاتحاً عيناه "ايه مش مصدق ؟ لا صدق و كنت بروحله شقته تقريباً كل يوم من ساعة ما مراته اختفت" ، تلمع عيناه بالدموع و ينظر في الأرض دون اي رد فعل "عارف كنا بنعمل ايه ؟ كان بينام معايا كأننا متجوزين" ، يهز رأسه و قد انهمرت دموعه ، فتقف و تقترب منه و تنحني عند أذنيه "الأسبوع اللي غبته كنت معاه في العين السخنة ، عيشت أجمل أسبوع في حياتي" ، يضع يده على أذنيه "كفاية ، اسكتي" ، تشد يده من على إحدى أذنيه ، ثم تبتعد عنه قليلاً "لا لازم تسمع ، مش انت عاوز تعرف كل حاجة ، كنا مع بعض في فندق واحد و اوضة واحدة ، و على سرير واحد ، فكرك كنا بنعمل أيه؟" ، يض*ب على فخذيه بحسرة "اسكتي بقا حرام عليكي" ، تنظر له باحتقار "مش هاسكت ، مش انت عاوز تعرف ؟ اسمع ، عملنا كل حاجة ، عارف كان بينكني ، و كنت باستمتع معاه ، عوضت حرماني منه ، سلمته جسمي و قلبي و حياتي كلها" ، يض*ب بقوة على فخذيه ، فتُمسك يده و تقبض عليها بغل "بدل ما تض*ب نفسك اعمل حاجة زي اي راجل ، زعق اض*بني اشتمني موتني" ، يقوم منفعلاً و يمسكها من يديها ثم يرفع يده ليض*به لكنه يتراجع و يعطيها ظهره و يبكي ، "اعمل زي اي راجل مراته بتعترف انها بتخونه ، عرفت ليه انت مش مالي عيني؟ لانك مش راجل ، انا عاوزة راجل مش خدام" ، ثم تشير لباب الشقة "اطلع برة، و طلقني يا وليد" ، ينظر لها غير مصدق ، فتقترب منه و تقرب وجهها منه "عندك حل من اتنين ، يا تطلقني يا تقتلني ، اطلع برة" ، يُمسك يدها في ترجي "طب ... طب تعالي ننسى ... كل حاجة ... انا مسامحك ... بس ... بس متسبينيش" ، تلقي يده بعنف و تنظر له باحتقار "طبعاً خايف ، خايف عشان اخدت منك كل حاجة ، الشقة و الصيدلية و كل حاجة ، اطلع برة" ، ثم تُمسك يده و تسحبه لباب الشقة فيسير معها دون مقاومة ، تُخرجه و تُغلق الباب. خرج غير مصدق ما حدث ، نظر حوله ، خشية ان يراه احد ، بينما هي دخلت و حملت محفظته و هاتفه و فتحت باب الشقة و القت له بعض أشياءه "مش عاوزه اعرف عنك حاجة ، طلقني يا وليد" ، ثم تُغلق باب الشقة ، لملم إشياءه و ذهب يجرجر أشلاءه كفتاة اغتصبها متشردون ثم تركوها تلملم اشلاءها. دخلت هي إلى غرفة النوم و بدأت تعبأ ملابسه في شنطة سفر ، ثم اتصلت ببلال "بلال ، تعالى دلوقتي خد شنطة صحبك ، و خليه يطلقني ، انا خلاص مش طايقة العيشة معاه" ، المفاجأة صدمته "في أيه يا نيرمين أهدي بس ، طلاق ايه؟" ، بعصبية "الموضوع خلصان يا بلال ، بعد اذنك تعالى فوراً خد حاجاته بدل ما اولع فيهم". بلال تفاجأ باتصالها ، حتى خطيبته استغربت من حيرته "في ايه يا بلال؟" ، "مش فاهم ، نيرمين عاوزه تطلق" ، ثم يروي لها ما دار بينهما في المكالمة "طب كلم وليد جوزها و افهم منه". ترك كل شيء و التقى بزميله على أحد الكافيهات بصحبة سارة ، كانت حالة وليد يُرثى لها "في أيه يا وليد؟" ، "مش عارف ، بجد مش عارف انا مقصرتش معاها في حاجة" ، كانت سارة قد أخذت هاتف بلال و اتصلت بنرمين "ايه يا قمر ، جوزك هايموت هنا ، قاعد معانا عمال يعيط و تعبان اوي ، ارحميه شوية" ، تضحك "ارحمه؟ اصلك متعرفيش حاجة يا سارة ، انتي طيبة اوي" ، "طب أيه اللي جرا لدا كله؟" ، "انتم فين يا سارة؟" ، تخبرها سارة بمكانهم "الأحسن تيجي عشان نتكلم مع بعص" ، كانوا يجلسون ثلاثتهم ، بلال و سارة يحاولان تهدئة وليد دون جدوى ، دقائق و تصل نيرمين ، يفتح لها السائق شنطة السيارة و يضع حقيبة على الأرض ، يراها بلال فيذهب مسرعاً حاملاً الحقيبة و يضعها إلى جوارهما ، ترحب بها سارة و تجل**ن إلى جوار بعضهما "ايه بقا يا ست نيرمين ؟ ينفع كدا؟" ، "هو دا اللي ينفع معاه ، و من غير كلام يطلقني احسنله و احسنلي" ، يختنق وليد فيرد بعصبية "مش هاطلقك ، و اللي حصل ننساه كأنه محصلش" ، "طلقني يا وليد و خليني ساكتة احسن" ، يهدأ بلال الوضع "نتكلم بالراحة عشان نوصل لحل" ، تنفعل نيرمين "الحل الطلاق" ثم تنظر لوليد محذرةً "ولا أتكلم؟" ، يهز رأسه بحسرة و أسف دون رد "البيه بيشك أني بخونه ، و بيحاسبني، و انا عمري ما هاسمحه" ، تنظر سارة غير مصدقة "بيشك فيكي؟ لا ادام وصلت لكدا يبقا مفيش غير الطلاق" ، ينظر لها بلال مهدئاً "يا ستي خليكي محضر خير" ، تقاطعه نيرمين موجهة كلامها لوليد "هتطلقني ولا أتكلم؟" ، لا يرد "انت مش راجل ، بقولك طلقني" ، ينفعل وليد و يشعر بالحرج الشديد ؟ فيقف "انتي طالق يا نيرمين" ثم يذهب. بعد ذهابه يسود ال**ت لحظات ، تقطعه نيرمين ضاحكةً "مالكم ؟ مضايقين ليه؟ دا احسن خبر في حياتي" ، بلال يؤثر ال**ت ، تنظر لها سارة "ليه كدا يا نيرمين؟" ، "هو أيه إللي ليه؟ ليه طلقني؟ طب ليه مسألتيش ، ليه انا استحملته كل دا؟" ، "مش عارفة يا نيرمين ، بس هو بيحبك ، كان باين عليه اوي" ، "يعني يرضيكي يشك فيا؟". ================== في الليل كان بلال يجلس مع بدر يخبره بما حصل ، بدر كان يعرف التفاصيل فنرمين قد أخبرته بكل شيء ، لكنه كان يتفاجأ عندما يُخبره صديقه مدعياً أن هذا الأمر مفاجأة له "طب معرفتش ايه السبب؟" ، "يا ابني منا قولتلك ، نيرمين بتقول بيشك فيها إنها بتخونه" ، يهز رأسه بأسف "طول عمره وليد غ*ي ، بيضيع كل حاجة من أيده" ، ينظر له بلال متشككاً "يعني انت ملكش يد في الموضوع دا؟" ، يُضيق بدر عينيه مستفسراً "مليش يد؟ مش فاهم قصدك يا بلال" ، "مش عارف يا بدر ، بجد برغم غباء وليد لكنه صعبان عليا" ، في هذه اللحظة يرن هاتف بلال ، فينظر لصديقه "دا وليد" ، "رد شوفه عاوز ايه؟" ، "أيه يا وليد ؟ عامل ايه دلوقتي؟..... تبيع العربية ليه؟ .... طيب يا وليد متيجي نقعد شوية و نتفاهم دا بدر قاعد معايا ... طيب متزعلش خلاص ... نتقابل بكرة ، سلام". ينظر له بدر مستغرباً "في أيه ؟ ماله؟" ، يهز رأسه بقلق "مش عارف ، عاوزني ابيعله العربية عشان عاوز يسافر" ، بدر مستغرباً "يسافر فين؟ قصدك يرجع الخليج؟" ، "تقريباً كدا ، بس في حاجة اول ما جبتله سيرتك و قولتله انك قاعد معايا اضايق اوي و قاللي نتقابل بكرة بينما كان بدر مع نيرمين في شقته ، كان بلال و وليد معاً "هتسافر فين يا وليد؟" ، بحزن "هارجع الخليج ، مليش عيشة هنا بعد ما خسرت كل حاجة" ، باستغراب "خسرت كل حاجة ازاي ؟ ايه يعني طلقت نيرمين ، عادي عيش هنا و شوف شغلك و حياتك" ، يبتسم في حسرة "شغل ايه بس انت مش عارف حاجة" ، يهز رأسه بعدم فهم "طب عرفني ، انا فعلاً محتاج أفهم" ، يشرح له كل شيء و أنه قد كتب الصيدلية و الشقة باسم نيرمين و انه لا يملك سوى السيارة و بعض الأموال في البنك ، يستغرب بلال "يا نهارك اسود ، حد يعمل كدا؟" ، بحسرة "خلاص يا بلال ، انا كلمت زمايلي هناك و سألتهم عن إمكانية رجوعي ، و قالولي ممكن عادي و أسبوع بالكتير و أكون هناك ، عشان كدا محتاج أبيع العربية عشان يبقا معايا فلوس" ، بلال متأثراً "طب انت ازاي كتبت كل حاجة باسمها؟" ، بصوت خفيض حزين متألم "الحب يا بلال ، انا حبيت نيرمين ، و فكرت أني كدا هاخليها تحبني ، لكنها .." ، ي**ت و تدمع عيناه و يختنق ، فمد بلال يده و يربت على كتفه "خلاص يا وليد ، انت صح ، الأحسن تسافر". ================== مر أسبوع او أكثر ، كان وليد قد سافر ، أوصله بلال إلى المطار ، لكنه كان يحمل الكثير من علامات الاستفهام ، أسئلة لا يصل لإجاباتها ، حيرة كبيرة ، هل يسأل بدر إن كان عنده تفسير ؟ . بالفعل قرر المواجهة ، كان يجلس مع زميله ليلاً على المقهى الذي شهد صداقتهما ، كان قد قرر أن يواجهه و يسأله عن كل ما يدور بخلده ، لكن بدر قصر عليه المسافات "عندي ليك خبر هايبسطك" ، يبتسم بطيبته المعهودة "أيه يا عم فرحني" ، بدر بتردد "بص ، هو طلب و خبر في نفس الوقت" ، "قول يا عم شوقتني" ، يبتسم و يبدأ بتردد "انت اكتر واحد عارف ظروفي ، و نصحتني قبل كدا اتجوز صح؟" ، بلال و قد بدأت الرؤية واضحة أمامه "صح ، و بعدين؟" ، يظل تردده "بما إنك اقرب حد ليا عاوزك تخطبلي نيرمين" ، صدقت توقعاته "اخطبهالك ؟" ، "آه ، انت عارف أني بحبها ، و بصراحة الفرصة جت تاني عشان نتجمع" ، "أيوة ، يعني أعمل ايه؟" ، "تقا**ها مثلاً انت و سارة و تعرضوا عليها أني عاوز اتجوزها ، و تشوف رأيها". بلال مازال يشك في الأمر لكنه لا يُقحم نفسه في أسئلة قد تكون محرجة ، يعرف بدر جيداً ولا يريد ان يصدق شكوكه التي تدور برأسه ، لذلك اكتفى بأن أخبر سارة بما طلبه بدر ، فوافقت ان تتكلم مع نيرمين ، و بالفعل تم اللقاء بين ثلاثتهم ، و بعد التحية بدأت سارة "شوفي يا ستي ، احنا جايين إنهاردة عشان نطلب أيدك" ، باستغراب مصطنع "نعم؟ تطلبوا أيدي؟" ، "آه ، في حد طلب مننا نعرف رأيك في الجواز منه" ، "بس انا مش بفكر في الجواز خالص ، على الأقل دلوقتي" ، تضحك سارة "دلوقتي؟ انتي محسسانا اننا جايبين المأذون معانا ، بقولك لسه بنشوف رأيك" ، بتردد "طيب أظن من حقي اعرف مين عريس الغفلة دا" ، تضحك "بدر" ، تنظر لها كأنها مفاجأة "بدر مين؟" ، تضحك "انتي تعرفي كام بدر؟" ، كما كان متفق بينها و بين بدر ان ترفض في البداية "لا طبعاً ، بدر بالذات لا ، دا صفحة و اتقفلت" ، هنا يتدخل بلال "ليه لا؟ انا متأكد انه لسه بيحبك ، زي ما انا متأكد انك بتحبيه لسه" ، "مش عارفة ، بس بعد اللي حصل بينا مينفعش" ، "لا ينفع ، انتي عارفة ظروف اللي حصل ، و عارفة ظروفه بعد ما اسماء اختفت ، و هو لو مش بيحبك مكانش فكر فيكي" ، بتردد "طيب انتم أيه رأيكم؟" ، تضحك سارة "رأينا؟ المهم رأيك انتي، احنا موافقين ولا مكوناش كلمناكي" ، لا ترد فيتدخل بلال "طيب بصي يا نيرمين ، خدي وقتك في التفكير ، كدا كدا لسه عدتك مخلصتش ، و انا و سارة فكرنا لو وافقني نتحوز في ليلة واحدة" ، "طيب سبني أفكر كام يوم كدا". ================== لم يعترض أهل نيرمين عندما زارهم بدر و زميله بلال يطلبون يدها ، لأن نيرمين ببساطة قد أخبرتهم ان موافقتهم مجرد تحصيل حاصل ، فتمت الموافقة بل تم الاتفاق على يوم الزفاف و الذي سيكون في يوم زفاف بلال و سارة . كانت أسئلة كثيرة لدى الكثيرين لكنها لم تخرج عن نطاق التفكير ، لم يجرأ أحداً أن يبوح بها ، فقط إيمان أخت أسماء "هتتجوز يا بدر؟ طب و أسماء؟" ، بتردد "عمري ما أنساها يا إيمان ، لكن انا محتاج زوجة ، و كمان بنتي مش هتفضل كل يوم في حتة كدا ، لازم تستقر معايا" ، تبكي و تحاول كتم دموعها "يعني عاوز تحرمنا كمان من ريحة أسماء اللي بقيالنا؟" ، تدمع عيناه "لا طبعاً ، أحرمكم منها ازاي؟ بالع** دا انا اللي هابقا اطلبها منكم لما اعوز أشوفها" ، تبتسم وسط الدموع "انا معنديش مانع ، اتجوز يا بدر ، بس انت وعدتني مش هاتحرمنا من اسماء الصغيرة" ، يبكيان بشدة و يُمسك يدها و يقبلها ، فتربت على يديه "بس ارجوك سامحنا ، مش هنقدر نحضر الفرح". ================= ================== كانت ليلة رائعة ، تنشر السعادة في كل الأرجاء ، حفل زفاف رائع ، الصديقان يحققان حلمهما ان يكون زفافهما في ليلة واحدة ، بل أنهما سافرا بعد الزفاف مباشرةً لقضاء أسبوع من العسل في إحدى المدن الساحلية. دخل بدر و زوجته غرفتهما و السعادة عنوان ، احتضنها كأنه لأول مرة يخلو بها ، اليوم ليست خطيبته ي**قان لحظات من العشق ، و ليست عشيقته يهربان عن الأعين لي**قا لحظات من العشق المحرم ، اليوم هما زوجان أمام الجميع ، فلا خوف ولا سرقة ولا خيانة. أما بلال فما ان اختلى بزوجته حتى نظر إليها بشوق "أخيراً يا قلبي اتقفل علينا باب؟ انا مش مصدق نفسي" ، تحمر وجنتيها و تكتفي بالنظر له "أيه يا حبيبتي ، انتي جميلة أوي ، بجد مكونتش اعرف ان الحب حلو كدا" ، لا ترد فيمسكها من يدها ثم يحتضنها و يضمها إلى ص*ره فيشعر بنبض قلبها يشعر بالحب ، في غرفة نومهما و على سرير دافيء ، يتحسس أجزاءها فتتمنع و هي راغبة ، فيتجرأ هو و يهمس في أذنها مداعباً "و بعدين بقا ، اللي يت**ف من بنت عمه ميجبش منها عيال" ، تضحك بخجل ولا ترد فيردف " و انا بصراحة عاوز نجيب دستة" ، تض*به على كتفه بحنو خجول "احترم نفسك بقا" ، يزيده خجلها عشقاً فيقرر المباغتة ، فيرقدها ثم ينزل بشفتيه فوق شفتيها ، فتبتعد عنه برأسها فينظر لها "أيه شغل العيال دا؟" ، ثم يثبت رأسها و يقترب بشفتيه من شفتيها و يقبلها فتتجاوب معه رغماً عنها ، فليس على العشق سلطان ============================= ============================== ============================== ( ( ( نهاية الجزء السابع ) ) ) مجموعة من المفاجأت و الصدمات غير المتوقعة ... استعدوا لها جيداً مازال في جعبة أبطالنا الكثير فانتظروهم. # # # # # # # # # # # # # # # # ## # # # # # # # # # # # # # # # #
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD