الفصل السادس و الثلاثون 3️⃣6️⃣?

1890 Words
قال نوح تلك الجملة و هو يشير إلى الكتب التي في يده ، فقالت له سيلا قائله : " اه هذه من دكتور جوردان قام بدعوتي لتناول العشاء معه و . . . . " قاطعها نوح قائلا : " دعاك لتناول العشاء ؟ ؟ . " لم يعجبه ذلك أبداً ، رغم أنه يعرف دكتور جوردان شخصياً ، و لم يسمح لها بإكمال ما تقوله حتى ، كل ما سمح لأذنيه أن تلتقطه العشاء و الدعوة رأى الأمر من زاوية مختلفة جدا ، سيارتها كانت هنا مما يعني أنها لم تذهب بسيارتها و أيضاً هناك زهرة مع الكتب و عشاء في الليل و مع رجل غريب عنها ! ! ! . فقالت سيلا لنوح : " أجل مع زوجته ، زوجته لطيفة جدا هي من قامت بإهدائي الزهور ، أخبرني أنها عائدة لروسيا و أنها ترغب برويتي قبل ذهابها هناك . " كان نوح قد شعر بالراحة قليلا ، و ذلك لأنها لم تذهب معه وحده بل زوجته أيضا ، و الذي أراحهُ أكثر بأنه يعلم أنه رجلٌ متزوج ، إضافة إلى أن الكتب و الزهرة لم تكن من دكتور جوردان بل كانت من زوجته ، و كأن سيلا قرأت أفكاره و علمت معتقداته الخاطئة عن دعوة العشاء . . . فقال نوح و هو يتجهز للذهاب قائلا : " هكذا اذاً حسناً ، يبدو أنك بخير ، لذا أنا سوف أغادر . " كان نوح سوف يذهب حقا ، ولكن سيلا أمسكت بذراعه بخفة التفت إليها ، فقالت له : " ابي في الخارج ، و لن يعود الليلة ، لذا لا تغادر الآن بق قليلا ، نجلس قليلا و ناكل شيء . " ليس لدي سيلا أصدقاء سوي نوح ، و لن تحب أن يغادر بهذه السرعة . . . ❥ ❦✿❀★✯☆•°• ✾ •°•☆✯★❀✿❦ ❥ في منزل سيلا . . . دخل نوح منزل سيلا ثم ألقى نظرة خاطفةً على المنزل إنه يملك ت**يماً جميل حقا . كان أول ما فعلته سيلا هو أنها ذهبت للمطبخ المفتوح لغرفة المعيشة و وضعت حقيبتها هناك و خلعت عدساتها ، ذلك لم يكن مريحا لعينيها أبدا ، فقالت سيلا و هي في المطبخ و هي تنادي علي نوح قائله : " نوح ، ماذا تحب أن تشرب ؟ ؟ . " نوح : " عصير ، إذا امكن . " قال نوح تلك الجملة و هو يجلس على الأريكة المريحة . اخذت سيلا اكواب زجاجية و وضعتها أمام نوح و ذهبت مرة اخري و أخذت زجاجة العصير التي في الثلاجة و بعض الافلام و وضعتهم أمام نوح ، ثم قالت له : " اختار فيلم ، الي أن أتي . " قال نوح و هو يمسك الافلام التي وضعتها أمامه قائلا : " حسنا . " تركته سيلا للمرة الثالثة و توجهت نحو خزانتها السرية التي في المطبخ و أخذت اكياس الشيبس ، و الم**رات أيضا ثم وضعتهم في أطباق ثم توجهت سيلا لتجلس إلى جانب نوح . خلعت سيلا معطفها و الكوفية و رمتهما على مقربة منها ، ثم جلست بجواره و سكبت له العصير و قدمت الكوب له ، التقطه نوح الكوب منـها و نظر لعينيها لقد خلعت عدساتها ، أحب كونها تتصرف بأريحية معه ، امسكت سيلا طبق الشيبس و بدأت تأكل منه . ابتسم لها نوح علي شكلها اللطيف ، ثم شرب القليل من العصير و من ثم أعاد ظهره للخلف ، و وضع ذراعه اليسرى على الأريكة من الخلف ، و سيلا كانت ترفع قدميها على الأريكة و تجلس على مقربة منه . فقالت سيلا لنوح و هي تبتسم و في نفس الوقت تأكل الشيبس قائله : " لن نتحادث على الهَاتف اليوم كما يبدو . " فرد نوح عليها قائلا : " علي ما يبدو . " كان جزء منه سعيداً لأنها لم تجعل موقفها مع هنري يؤثر عليها كثيرا ، أو أن هذا ما يبدُو له ، فهي في أعماقها كان كل جزء منها يشعر بالحزن ، و لكنها لم ترد أن تظهر شيء له أو أي شيء يذكرها بما حدث معها اليوم ، رغم أن سيلا حزينة للغاية . فقال نوح موجها كلامه الي سيلا قائلا : " لد*ك منزل جميل . " نظر نوح بالأرجاء و هي نظرت للأرجاء تتبعاً لنظراته . كان منزل سيلا كبير للغاية و به الكثير من اللوحات الفنية و الإضاءة الخافتة الملونة ، كان المنزل عندما تدخله تحس انه قصر . لكن قالت سيلا لنوح : " و لكنه مخيف للغاية ، لقد وجدت منزلك مع السيدة اماندا أجمل و الطف ، كان به أرواح نقية تسكنه ، أعتقد أن هذا ما ينقُص منزلي . " فرد نوح عليها قائلا : " هل تقصدين انك لست روح نقية ؟ . " قال نوح تلك الجملة و هو يعدل من جلسته بجوارها و اقترب منها قليلا ، كانت فكر بأنها لم تعد نقية . فرد سيلا عليه و هي تنظر الي الطبق الذي في يدها قائله : " شيء من هذا القبيل ، ليس بعد أن تـ . . . . " قاطعها نوح قائلا : " ليس بعد أن تعرضت لمحاولة ا****ب ؟ " أصبح نوح يعلم الطريقة التي تفكـر بها سيلا ، هو يعلم الألم الذي كانت تمر به إنها نوعاً ما مثله من جهة ما . كانت سيلا تنظر لزاوية فارغة عن ، كان تفهم نوح لها هو أكثر ما يصدمها ، تشعر أحيانا أنه يقرأ أفكارها . تراكمت دموع سيلا بعينيها برقة ، زمت شفتيها ثم صنعت ملامحاً باكية و دفنت وجهها بكفيها ، وضع نوح كوبه على الطاولة الزجاجية التي امامه ، و اقترب منها كثيراً هذه المرة و احتضنها ، احتضنته سيلا بشدة و بدأت تبكي . . . كانت سيلا تسمح لنفسها أن تبكي أمامه حتى ترتاح و أن تظهر له كل آلامها بلا خوف و قلق ، لا تعلم حقا ما الذي كانت ستفعله بدونه ، في تلك اللحظات تذكرت كل آلامها منذ نعومة أظافرها و إلى حد الآن ، و كان هذا سبب بكائها بتـلك الهستيرية ، ليست مضطرة لانخفاض صوتها و هي تبكي لأن لم يكن هناك شخص غريب في نظرها ، كان نوح يمسح على شعرها بخفة و بطء ، آملا أن تهدأ . دائماً كانت سيلا تشعر بدفئه المنبعث حولها ، و في كل مرة يعانقها كانت تشعر بالأمان معه فقال لها نوح و هو يحاول أن يهدئها : " هل تعلمين ؟ ؟ ، انت اقوي فتاة قابلتها في حياتي ، و اجملهم أيضا ، لم أكن احبك في البداية ، لكن عندما تعرفت عليك أصبحتي افضل اصدقائي ، انت اول فتاة تكون صديقتي ، قلت في البداية انك صديقتي فقط ، لكن الان انت افضل صديقة لي في حياتي . " كانت سيلا هادئة كثيراً عندما أخبرها ذلك بلطف و هدوء ، كانت تشعر بالسكينة التي وضعت بها لصوته العميق و هو يتكلم بهدوء . . . كان يعبث ب*عرها بخفـة بينما ، ثم عندما أحس نوح ب**تها قال لها : " هل هذا ساعدك ؟ ؟ . " ردت سيلا عليه قائله : " بل ساعدتني كثيراً ." قالت تلك الجملة و هي تبتعد عنه و تفرك عيناها بخفة لتمسح دموعها . . . الاحمرار الطفيف الذي على و جنتيها سيلا و أنفها كان شكلها لطيفاً ، كان هناك دائماً نقطة لطيفة بها رغم حدتها من الخارج ، اجمل ما بها كان عيناها ، بعيدا عن لونهما الفريد إلا أن رسمة عيناها كانت جميلة للغاية هذا ما لفت انتباهه تلك الليلة . كانا يتحدثان عن أمور عادية كعادتهما دائما ، و لكن الشيء الذي اختلف هو أنهما يتبادلان أطراف الحديث وجهاً لوجه ، أما تصرفات سيلا عندما تريد النوم ، اكنها ثملة ، هناك بعض البشر عندما يشعرون بالنعاس الشديد . . لا يعرفون ما الذي يحدث حولهم ، و سيلا من هؤلاء الناس ، ابعد نوح بعض الخصلات المبعثرة على مقدمة رأسها . فقالت سيلا لنوح و هي لا تعرف ما الذي تقوله حتي قائله : " نوح ! نوح ، نوح ، اسمك جميل لكن هل من الممكن أن اند*ك ب نوني ؟ ؟ . " فرد نوح عليها قائلا بنفي : " لا . " فردت سيلا عليه قائله : " لما لا ؟ ؟ . " رد نوح عليها و هو يعدل جلسته و ينظر إليها و هو يسند يده علي الاريكة و كفه علي وجه قائلا : " لأنه اسم طفل . " فقالت سيلا : " إذا ما رايك ب نوحي ؟ ؟ . " فرد نوح عليها بنفي أيضا قائلا : " و هذا أيضا لا . " فقالت سيلا بتذمر : " لما لا هذه المرة ، أنه جميل . " رد نوح عليها قائلا : " لأن خالتي تناديني بهذا الاسم احيانا ، و هي فقط من تقول هذا . " فقال سيلا له : " إذا هل يمكنني أن اكون السيدة اماندا تلك المرة . " فقال لها نوح : " لا يعني لا يا سيلا . " نظرت له سيلا بحزن ، ثم فكرت قليلا و قالت له : " إذا ما رايك ب نيمو ؟ ؟ . " فرد نوح عليها قائلا : " هذا يشبه كل شيء معاهدة اسمي ؟ ؟ ! . " فقالت سيلا له : " لديه اول حرف من اسمك ، و اخر حرف من اسم نيمو هو ثاني حرف من اسمك . " فقال لها نوح : " حسنا لقد أقنعتني ، يمكنك مناداتي نيمو . " فقالت لها سيلا : " نيمو هل تشعر بالنعاس مثلي ؟ ؟ . " قال نوح و هو ينظر لوجهها بنظرات مليئة بتعابير لطيفة قائلا : " لا ، ماذا عنك انت هل تشعرين بالنعاس ؟ ؟ . " ردت سيلا عليه قائله : " نعم ، اعتقد ذلك . " فقال لها نوح : " لما تعتقدين ذلك ؟ ؟ . " فردت سيلا عليه قائله : " لأنني أراك كـ رجل وسيم للغاية ، و أنا كنت دائماً أقنع نفسي بأنك أقبح رجل رأيته بحياتي كلها . " كانت سيلا تنظر إلى نوح بعيون ناعسة للغاية كانت قد كانت تقف على الجسر الذي يفصل الوعي عن النوم ، كانت شبه نائمة و هي تقول بذلك ، تركها نوح و ذهب الي الحمام لكي يغسل وجه ، و عندما انتهي و هو ينشف وجه ، خرج من الحمام و وجد الساعة الثالثة و النصف . . . لم يشعر نوح بالوقت و هو مع سيلا ، نظر لسيلا و وجدها نائمة فهز شعرها قليلا لكي يتأكد انها نائمة . أمسك رجليها من الخلف ليحملها لغرفتها ، و لكن سيلا تكلمت فاجأ و هي نائمة قائله : " هذا يولمني للغاية . " ثم أكملت نومها كما لو لم يحصل شيء . لم يفعل نوح شيئاً ليؤلمها ، فقط ضغط على فخذيها بخفة ليحملها ، شك فوراً بكونها تعرضت لض*بة على ساقها من الخلف بقوة . . . بنطال سيلا كان واسعاً لذا كان من السهل رفعه لحد الركبة ، كان من السهل رؤية تلك الكدمة العملاقة التي على ساقها ، لقد اصطدمت صلب و قوي عندما رماها هنري على الارض في ذلك الوقت كان نوح قد غضب بالفعل و لكنه أخفى ذلك عنها ، فيبدو أنها لا تعلم بأمر تلك الكدمة التي خلف ساقها ، لقد كانت تلك الكدمة ضخمة و مؤلمة جدا . استيقظت سيلا مجددا عندما شعرت بيد أحد علي جسدها ، و من حسن حظ نوح إنها استيقظت بعد أن أرجع بنطالها كما كان لم يرغب بإثارة خوفها و حزنها أكثر لذلك ابتسم لها قائلا : " لقد قرصتك لكي تستيقظي . . هيا سأذهب الان ، من سيغلق الباب خلفي ؟ ؟ . " فردت سيلا عليه و هي تعدل جلستها قائله : " سترحل ؟ ؟ كم الوقت الان ؟ ! . " فرد نوح عليها قائلا : " انها تقترب من الرابعة . "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD