طوال الطّريق كان عقل سيلا مشغول بـ ما سـ تتحدث معه ؟ ؟ أين سـ تجده ؟ ؟ ، أين سـ يجل**ن ، هل يتسلى بها ام لا ؟ ؟ .
و جزء كبير منها يشعر بـ التوتر ، كانت تقترب من عنوان المطعم و شعرت بـ ض*بات قلبها تزداد ، و هناك الكثير من الفراشات في معدتها .
عندما فتحت باب المطعم قا**ها ذلك النادل ، قائلا لها : " ما اسمك ؟ ؟ يا سيدتي . "
فـ ردت سيلا عليه قائله : " اسمي سيلا كايدن كيران . "
فـ قال لها النادل : " تفضلي معي إذا . "
أشار لها بـ أن تسير أمامه ، أخذتها خطواتها نحو الداخل لـ تقابل تلك الثريا الضخمة الألماسية بـ الوسط . . .
كان كل شيء مثيراً لـ الانتباه ، ترتيب المكان و الطاولات ، و رِداء النادِلين الموحد ، كان كل شيء جميل للغاية . . .
كانت تنظر للمكان حتى قابلت عيناها عيون هنري ، كان يقف ، و معه باقة زهور لونها احمر .
و بذلة رسمية سوداء ، بدا لها وسيما للغاية ، لم تستطع الإنكار ، تقدم منها و ابتسم لها ثم أعطاها باقة الزهور ، قائلا لها : " تبدين جميلة للغاية . "
صوته هو نفسه و لكنه أكثر خشونة و عمقاً .
مد لها يده في الهواء لـ تصعد على الدرجة من السلم .
حدقت بِه و من ثم وضعت يدها على يده و صعدت السلم الصغير ، أزاح هنري الكرسي لها و جلست عليها ، كانت سيلا مصدومة ، هنري كان مختلفاً لـ درجة . . . لـ درجة أنها شكت في أنه هنري حقا ! !
جلس أمامها و ابتسم لها مرة أُخرى .
فـ قالت سيلا بـ تساؤل : " هل أنت هنري حقا ؟ ! ، ام انني أخطأت الشخص ؟ ؟ ! . "
ضحك هنري ضحكة صغيرة ، ثم قال لها : " أعلم ، أبدو مختلفا خارج الجامعة ، بـ الجامعة أكون ذاك الذكي الذي يأكل الكتب ، و لكن خارجها أكون أنا ، هذا ما أنا عليه . "
**تت و نظرت له ، و كـ أنه حقا شخص آخر . . .
جاء النادل ، قائلا موجها كلامه الي سيلا : " إذاً ما الذي تودين تناوله يا آنستي ؟ ؟ . "
تصفح هنري قائمة الطعام و سيلا أيضا . . .
ثم جاء النادل مرة اخري ممسكا بـ دفتره الصغير و لـ يكتب ما يطلبونه . .
تكفل هنري بـ الطلب ، و لكن أكثر ما أقلق سيلا ، هي معدتها التي أصبحت تولمها بـ شدة ، و فاجأ
لم تعلم أتستمع لـ حديث هنري ، أم لـ تقلصات معدتها ، بدا الألم و كـ أنها حقا أكلت شيئاً فاسد
كان هناك تضارب في خلاياها العصبية ، الألم و حديث هنري ، شعرت بـ الغضب حقا لأن كل شيء يبدو مزعجاً بـ طريقة لعينة ، ص*رها كان يرتفع و ينزل ، كانت متوترة و الألم يزيد تدريجيا و لكنها حاولت إخفاء ذلك قدر المستطاع .
كان ينظر لها هنري بـ اهتمام ، أما هي بـ الكاد أظهرت ابتسامة لطيفة
فـ قال لها هنري : " ما نوع الموسيقى الذي تحبينه ؟ ؟ . "
ردت سيلا عليه قائله : " احب الموسيقه القديمة ، و الهادئة . "
فـ سألها هنري مره اخري ، قائلا : " هل تحبين الح*****ت ؟ ؟ . "
سيلا و هي تضع يدها علي بطنها ، و تشهدها قدر المستطاع ، قائله له : " نعم ، احب الح*****ت الأليفة . "
كان هنري يسألها ، و سيلا تجاوب ، الي أن استأذن من سيلا و ذهب لـ الحمام و أصبح أفراد الطاولة أمامها أكثر وضوحاً ، و فرد منهم كان يحدق بها بـ عيونه ، لقد التقى بها بـ نفس المطعم ، مطعم خالته فـ قال بدون أن يحس ان نبرة صوته عالية : " وجهها لا يبدو بـ خير ، إنه مصفر . "
نظرت اماندا خلفها ، قائله له : " هل تعرفها ؟ ؟ . "
فـ رد نوح عليها قائلا : " إنها فتاة معي في الجامعة . . . "
لم يشعر نوح أن سيلا بـ خير ، كانت مصفرة و شاحبة الوجه . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
قررت سيلا أن تذهب لصيدلية قريبة لتأخذ مسكنا أو شيئا يزيل ذلك الألم الذي في معدتها ، لذا هي وقفت علي أقدامها و سارت ، و من شدة الألم لم تنتبه أن نوح الذي يقف أمامها ، و فاجأ شعرت أنها لم تعد قادرة على حمل جسدها ، و جسدها أصبح ثقيلاً و أقدامها لم تعد تتحرك ، شعرت بـ عيونها التي كانت تضعف و كل شيء تراه كان يدور ، لم تحملها أقدامها ، سقطت مغميا عليها ، و آخر ما شعرت به هو يد شخص أمسكت بـ ظهرها و منعت جسدها من ملامسة الأرض . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
كان نوح يراقب خطواتها ، و وجهها الذي يبدو فاقداً لـ وعيه بـ الفعل . .
كـان متيقناً بـ داخله بأنها سوف تفقـد وعيها ، و لكنـه لن يكن متأكداً متى بـ الضبط راقب أقدامها و هي تفقد توازنهـا لـ يسرع نحوها و يمسك ظهرها سريعا ،
سقطت سيلا عليه ، امسك رأسها و وضعها بـ رفق على الأرضية ، فـ كون الذي حصل معه يعلم الإجراءات اللازمة لإيقاظ شخص من غيبوبة موقتة . .
هزها قليلاً و ض*بها بـ خفة على وجهها ، و نادى بـ اسمها ، ثم أمسك عنقها لـ يتفقد النبض ، اجتمع حشد حولهما و الجميع بدا قلقاً ، حتي خالته بدت قلقة
قال نادل موجها كلامه الي نوح : " سيدي لما لا نأخذها للمستش . "
فـ رد نوح عليه قائلا : " أنا أعلم تماماً ما أفعل . . " اقترب لـ يسمع نفسها ، لكن سيلا كانت تعاني ضيق تنفس ، فـ أغلق نوح أنفها و أمسك ذقنها ، و أعطاها نفسا ، عاد نفسها ، لـ يتوقف عن التنفس الاصطناعي ، و يلجأ لـ رش المياه على وجهها و ض*بها بـ خفة على وجهها ، و اخيرا استيقظت ، تن*د نوح بـ راحة و هي أخذت تتنفس بـ قوة ، و نظرت له بعينيها المتعبة ، تحاول استيعاب ما حصل . . .
بعدما استيقظت سيلا ، اختفى الحشد و ذهبوا ، و بقي نوح و خالته ، و هي بدت تستوعب أنها تمسك بـ يد نوح بـ قوة ، لـ تتركها و تقول : " ما الذي حدث لي ؟ ؟ . "
فـ قال نوح لها : " لقد فـقدتي وعيك ، هل كنت تعانين من صداع أو ألم في أي مكان ؟ ؟ . "
حينها تذكرت الصداع الذي كان برأسها و ألم بطنها الشديد . .
فـ ردت سيلا عليه قائله : " أجل ، كان لدي صداع و الم في المعدة . " كانت تبحث فِي الأرجاء بـ عينيها عن ذاك الذي يدعى هنري ، لم يكن موجودا ، حينها حاولت الوقوف و لكن أقدامها كانت لا تزال مرتخية العضلات و لم تكن قادرة على السير لـ وحدها ، فـ لا تزال تشعر بـ الدوار . .
شاهدها و هي تحاول الوقوف لـ يجلسها مكانها .
فـ قال نوح لها : " لقد استيقظت لـ توك ، دماغك يحتاج لـ الدماء حاليا فعلينا أن نجد مكاناً لـ تستلقي ، فـ هذا يساعد القلب على ضخ الدم بـ شكل أفضل . "
كان يساعدها على أن تقف و تسير لـ يأخذها لغرفة خالته بـ المطعم ، فـ هو مطعم خالته و يعرف كل مكان فيه . .
كانت خطواتها لا تزال مترنحة و تستند عليه معظم الوقت ، في الواقع هي لم تكن تسير و بدت و كـ أنها ستفقد وعيها مرة أخرى . .
ليس من الجيد أن تسير بعدما أفاقت من الغيبوبة مباشرة ، لاحظ نوح خطواتها الثقيلة و الغير ثابتة و وضع يدا خلف ظهرها و أمسك رجليها ، و حملها بين يديه ، أما هي كانت شبه مستسلمة و لكنها كانت تعارض حمله إياها بـ أي طريقة ممكنه ، كانت تحاول النزول و المراوغة ، فقط لأنها خائفة من أن يراها أحد ما و هي بين يديه بـ هذا الشكل ، تحركها ذاك أزعجه و لكنه لم يتكلم . .
سيلا و هي تحاول الابتعاد عنه و النزول ، قائله : " يـمكنني المشي . "
نوح و هو يشدها نحوه ، قائلا : " أنا لا أريدك أن تمشي . "
صعد الدرج و هي بقيت تنظر له و لـ وجهه ، فـ بعد كل ذلك هو لديه جانب لطيف متبقي ، و إن كان بالجامعة مقطب الحاجبين على الدوام .