نظرت له سيلا لتجده يمسك بِساعتها بيده ، أخذت منه الساعة سريعا ، و وجدتها هي لكن الزجاج مخدوش ، لكنها اخذتها و احتضنتها ، قائله : " حمدا لله اني وجدتك ، نوح شكرا لك ، شكرا لك كثيرا ، أنت لا تعرف ماذا فعلت لي ، شكرا لك مره اخرى . "
فرد عليها نوح ، بـ تسأل : " هل هي مميزه لتلك الدرجة ؟ ؟. "
فردت عليه سيلا ، قائله : " هذه الساعة لا يمكنني فقده ، إن فقدتُ سـ أشعر أنني فقدتُ حياتي معه ، أنه مميز جدا لي ، اين كان ؟ ؟ ، فرد عليها نوح ، قائلا : " لقد كان في مكتب دكتور جوردان ، لابد أنه وقع منك هناك . "
سيلا : " نعم ، نسيت أن أبحث عنه هناك ، شكرا لك مره اخرى . " ثم تركته و ذهبت دون أن تترك له المجال ليقول لها : " العفو . "
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
كانَت سيلا سعيدة ، لأنها لم تفقد ذلك الساعة ، على الاقل جزء من والِدتها بقي عالقا معها ، من الجيد أنها لم تخسر اخر شيء تبقي من والدتها ، من الصعب للغاية أن يبتعد عنك من تحب ، خصوصا إن كانوا أشخاصا مهمين لا يمكن أن يكررهُم القدر ، و لكن بطريقة ما ، يبقى جزء منهم ملتصق بك ، و لو فرقتكم المسافات ، سيبقون عالقين في قلبك ، وعقلك و في شيء بسيط حصلت عليِه منهم ، كتلك الساعة . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
بينَما نوح بدَأ يقُود سيارته بهدُوء و يشغل اغاني قديمة ، التي يحبها و يستمع إليها ، توقف عند الإشارة الحمراء لينظر إلى جانبه و يجدها بجانبه بسيارتها تتأَملُ ساعتها و تضحك و كأنها طفلة وجدت دميتها وجه نظره نحو الأمام ، ظهرت ابتسامة صغِيرة رسمت على شفتيه ، قائلا : " غَبية . "
و عندما تغير لون إشارة المرور ، وجد سيلا اتجهت الي اليمين ، لكنه اكمل للأمام
وَصل نوح مَنزِله ، و خلع حذاءه وصعد لغرفته ، لـ يستحم كما يفعل كـ عادته .
و يذاكر ما أخذه اليوم من المحاضرات ، كمَا يفعل دائِما . . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
في غرفة سيلا . .
كانت سيلا تُحدق بساعتها التي ذهبت لإصلاحِه فورًا ، فهِي لا تُريد أي تَلف يُلحق بِهذِه القِطعةِ الثمينة ، و ضعتها في علبة الساعات ، ثم أخذت تذاكر ما اخذته اليوم ، ما أن انتهت ، ذهبت للنوم . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
في الصباح . . .
استيقظت سيلا متأخرة ، ملِك ساعةً واحِدةً فَقط لتكُون في مُحاضرتِها الأولى
لمَا على مُحاضراتِها أن تكُون صَباحيَّة رُغم أنها ليست صديقةً للصباح ، خصوصاً في الشتاء ، اعتقد أن جميعنا هكذا ، و أصعب شيء من الممكن معايشته في الشتاء ، هو ترك ذلك الفراش الدافئ الجميل لتذهب نحو الخارج المليء بـ البارد ، ارتدت سيلا كنزة كشميرية اللون و واسعة ، و عليها بنطال رمادي مخطط مربعات باللون الكشميري أيضا ، و ادخلت الكنزة من الأمام في البنطال ، و تركت الموجدين بالخلف كما هما ، و سرحت شعرها علي شكل ذ*ل حصان للأعلى ، و تركت بعض الخصلات من الامام لتعطيها شكل جذاب و جميل ، لم تنسي أن ترتدي ساعتها ، و بعدها نزلت للأسفل سريعا و ارتدت حذائها الابيض ، ذهبت بسرعة لسيارتها المركونة تلك ثم أدارت مفتاح السيـارة ، اتسعت عيـناها لترى وقود سيارتها المنتهي ،
تن*دت بغضب لـ توجِه نظـرها لـ هاتفها ، كم يستغرِق طلب سيارة أجرة من الهاتف ، نظرت لـ دقائق و جدتها ثلاثين دقيقة ، و لم تنظر للساعة نظرت للدقائق فقط ، و لا توجد أية سيارة أجرة قد تمر من هنا الان ، ذهبت للشارع الرئيسي ، بـ التأكيد سـ يوجد سيارات أجرة كثيره هناك ، لكن اغلبيتها كانت ممتلئة ، و هناك من يتجاهلها ، و من لم يراها . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
أما بالنسـبةِ لـ نوح ، فـ هُو كان يَقود سيارته بهدوء و قد كان في مزاج جـيد ، حتى أنه كانَ يدندن مع الأُغنية التي كان يعيدها مرارا بسيارتِـه .
لمح تِلـك الوَاقفة التي تؤشر بيدها لسياراتِ الأُجرة بيَأس ، و لكن لا توجد أي سيارةٍ تقف لها .
عندَما أصبحَت سيـارته قريبة قليلاً منها اتضحت ملامِحها وعَرف بأنَّهـا سيلا .
أوقف سيـارته عندمَا أصبحت سيارته تجاوِرها و انزل النافذة ليتبادَلا النظرات ، قائلا موجه كلامه إليها : " ظننت أنك تملكيـن سيارة ؟ ؟ ."
نظَرت بعيداً نحو السيارات التي تسير ، قائله : " املك واحدة بالفعـل و لكنني اكتشفت أن وقودها فارغ . "
فرد عليها نوح ، قائلا : " أي نوع من الأشخَـاص لا يتفَقد خزان الوقود قبل أن يتحرك بسيارته ؟ . "
فردت عليه سيلا ، قائله : " نَسيتُ ، إنها طَبيـعةُ الإنسـان . "
حدق بها و بعيونها تِلك التي تنظر بعِيـداً ، بِيديها التي قبضتها ، واضح انها غاضبه ، ثم قال لها : " هيا اركبي . " قال تلك الجملة و هو يشير بِرأسه للداخِل
فردت عليه سيلا ، قائله : " أركب أين ؟ ! . "
فرد عليها ، قائلا : " أين تركبين ؟ ؟ ؟ بـ سيارتـي بالطبع ، أين ستَركبِيـن إذاً ؟ ؟ . "
و لكِن مَوقف نوح صحيح ، سـ يكُون مِن قِلة اللباقة تركها بعدما رآها و حدثها هكذا . .
لذلك عَرض عليهَا ذلك
على أيةِ حال , لا تُوجَـد سيارة اجرة تقف لها أساساً و نوح هُو الخِيار الوحِيد ، لذا لم تجِد حلّا آخر
حركَ سيارتهُ أخيراً و لا تزال تلك الأغنية على حالها
نظَر لـ ساعتها التي تزين يَدها ليوجه نَظره نَحو الأمام
ثُم قال لها " أرى أنكِ أصلحت ساعتك . . . "
نظَرت لهُ ثم ابتسمت ، قائله : " أجل ، لقَد أخذتُه لصائِغ قبلَ أن أذهَب لـ منزلي بالأمس . "
همهَم كإجابةٍ لهَا ، قامَ بتَشغِيل أُغنية أخرى عِندمَا توَقف على إشارة . .
و بالصُّدفـة ، تِلك الأغنية هي أغنية سيلا المُفضلة ، لذا كَانت تُدندن مع الأُغنية ، هُـو عكر ما بين حاجبيه و ابتسم ، قائلا : " هل تعرِفين هذِه الأغنية ؟ ؟ . "
فردت عليه سيلا ، قائله : " أجل ، إنَّها المُفضلةُ لدي . "
هُو شعَر بالرِّيبة لأنهُ ، مِن النادِر أن يجد شخصاً بِـ مـثلِ ذَوقِه الغَـريب في المُوسيقى ، فقال لها : " هل تستمِعين للأغاني القدِيمة عادة ؟ ؟ . "
فقالت سيلا : " أجل ، أعرِف الكَثير مِنها ، حتى أنني أُحب الاستماع إليها أكثر من الأغانِي الحالية . "
ضَحك فجأة عليها ، جاعلاً مِنهَا تنظُر لهُ مُتسائلة ثم قالت له : " لِم ذوقُكِ بالمُوسيقى يبدُو حقاً كَكبار السن . "
فرد عليها نوح ، قائلا : " أنا أُحبها فـ حـسب ، لا أعلم . "
ثم أوقف السيارة ، أمام محل القهوة ، فقالت له سيلا : " نحن متأخرين علي محاضرتنا الاولي ، هذا ليس وقت القهوة . " فـ قال نوح لها بتسأل : " كم الساعة ؟ ؟ . "
فقالت له سيلا : " انها التاسعة و النصف . . "
امسك نوح هاتفه الموجود جانبه بسرعه و بـ فزع ، و عندما رأي الساعة استريح ، ثم وجه الشاشة نحوها ، قائلا : " انها الثامنة و نصف ، ما زال باقي علي أول محاضره نصف ساعه . " أمسكت سيلا هاتفها سريعا ، و بالفعل وجدتها الثامنة و النصف ، كانت تتخيل كل هذا انها التاسعة و النصف ، نظر لها نوح ثم قال بـ استهزاء ، هو يفتح الباب : " سوف اجلب قهوتي سريعا ، قبل أن أتأخر علي المحاضرة أكثر من هذا . " تركها و ذهب نحو المحل ، و طلب قهوة له ، لكنه نسي أن يسألها ماذا تريد ، لكنه تذكر عندما رآها هنا و كانت ممسكة بكوب قهوة مثلج ، و به بعض قطع الثلج و الكريمة ، لذلك طلب كوب اخر ، لكن ليس مثله قهوة ساده ، فـ طلب لها اسبريسو مثلج لها عليه بعض الحليب و الكريمة ، و ما أن أحضر العامل له الكوبين ، دفع الحساب ، ثم اخذهم و أتجه نحو سيارته ، فتح الباب و ما أن دخل ، اعطي سيلا كوبها ، فقالت له و هي تمد يدها لـ تأخذه : " شكرا . "
فرد عليها نوح ، قائلا : " العفو ، بالمناسبة انا نسيت أن أسألك علي نوعك الذي تشربيه ، لكنني تذكرت عندما رايتك هنا و كنتي ممسكه بـ قهوة مثلجة ، لـ ذلك أحضرت اسبريسو مثلج . "
فردت عليه سيلا . قائله و هي تأخذ رشفه منه : " واو يبدو أن ذاكرتك قويه ، لكنني كنت ممسكة ايس كوفي ليس اسبريسو مثلج . "
فرد عليها نوح ، قائلا : " هل تريدين أن أبدله لك ؟ ؟ . "
فردت عليه سيلا ، قائله : " لا شكرا ، في الواقع الأسبيرتو المثلج مذاقه افضل من الآيس كوفي ، شكرا لك . "
فرد عليه نوح ، قائلا : " العفو . " ثم أدار مفاتيحه ، و اتجه نحو الجامعة ، استغرقوا خمسة عشر دقيقة في الطريق ، لأنه كان خالي قليلا ، و عندما وصلوا الي الجامعة ، و قبل أن ينزل نوح ، قالت له سيلا : " كيف سـ أنزل ؟ ؟ . "
بعد إعادة التفكير ، هناك العديد من الفتيات يراقبن نوح و سيارته ، سـ تحصُل مشكلات لسيلا إن رأوها تنزل من سيارة نوح ، كـ التنمر و الإشاعات و ما إلى ذلك ، و والدها سوف يغضب .