لم تستطيع سيلا أن ت**ت أكثر من ذلك ، فـ قالت لها : " كيف تعرف كل هذا ؟ ؟ . "
رد عليها نوح ، قائلا : " لقد كنت ادرس الطب لمدة ثلاث سنوات . "
فقالت سيلا تحاول أن تستدركه في الكلام ، قائله : " و لما تركت الطب إذا ؟ ؟ . "
توقفت يد نوح للحظه تذكر بها الماضي ، تذكر عندما كان يعشق الطب ، و تمني أن يصبح طبيب ، لكنه أدرك نفسه ، قائلا اجابه لا يعرفها سوي القليل من حوله فقط ، و هو يكمل لف اللفافة حول ركبتيها ، قائلا : " لقد توفيت امي بين يدي ، و انا كنت أحاول أن أوقف النزيف . "
تذكر نوح ملابسه الملطخة بـ دماء والدته ، تذكر عندما كان يحاول أن يوقف النزيف ، و وجد الجهاز الذي أمامه توقف و أص*ر الصوت الذي لا يحبه الجميع ، تذكر كل شيء ، اكنه يعيد تلك المشاهد أمام عينه مره اخري ، لم تعرف سيلا ماذا تقول له . . .
احست سيلا ببضع قطرات المياه تنزل علي ركبتيها . . .
كان من الواضح حقا أنه مشوش ، يديه تهتزان بـ شدة ، و بدأت الدموع تنزل من عينيه ، و بدا يعرق بشدة .
لم تعلم سيلا ما تفعل ، جسده بالكامل كان يرتعش و هي احست أنه لديه نوبه من الحزن ، خافت سيلا من أن يحدث له سوء ، لذا هي نزلت من عن السرير ، نزلت الي مستواه ، و أعطته عناق ، قائله : " سوف يكون كل شيء بخير . لا تقلق ابدا . "
بدأ نوح يهدأُ تدريجيا ، و كأن الامان حصر بحضنها الدافئ ، كان يتنفـس بصعوبة قليلا ، يبدو أنه يعاني من نوبه من الحزن و لم يذهب الحزن بعد ، عانقته سيلا و شدته بـ عناقـها ، ربتت عليـه كالطفل الذي ضاعت الخلوي الخاصة به ، قائلة أن كل شيء سيكون على ما يرام ، و لهذا هـو شعر بالأمان معها ، فـ ذهب عنه التوتر .
كانت خالته هي المسؤولة عن تهدئته عندما يصـاب بـ نوبة الهلـع تلك ، و لكن سيلا هي من هدئته تلك المرة . . .
هي شعرت بالتوتر لأنه كان مرتميا عليها ، فـ لم تعد قادرة على التفكـير بما ستفعله ، فـ قالت : " نوح . "
استوعب نوح أخيراً أن من الخاطئ فعل هذا ، لذا هو ابتعد عنها و جلس على الأرض ، و هي جلست أمامـه و مدت قدمهـا المُصابة ، لأنها لم تستطيع تنيها ، **ر ال**ت نوح ، قائلا : " انا اعاني من نوبة هلع عند تذكر الماضي . "
هذا شيء يشعـر بـ الخجل منه ، كل هذا الطول و العرض و لديه نوبـات هلع ! ! ! .
فقالت سيلا له : " نوح لا باس هذا ليس شيئاً تشعر بـ الخجل منه ، يمكنك التغلب على هذه النوبات و السيطرة عليها ، يمكنني مساعدتك إن أردت ، و ايضا آسفة لأنني تسببت في حدوث هذا لك أيضاً . "
نظر لها و قال في نفسه : " انها غير بقية النساء ، الجميع يبحث عن شهرتي و مالي ، و هي لا يفرق معها شيء من كل هذا . "
لكنه قال : " عليك أن تعديني بأَمر مهم ؟ ؟ . "
نظرت له سيلا باهتمام لما سوف يقوله ، فـ أكمل كلامه قائلا : " لا يجب لأي مـخلوق ان يعلم بشأن النوبات تلك ، حسنا ؟ ؟ ؟ . "
لكنها ردت عليه ، قائله شيء لم يتوقعه هو : " أعتقد أننا متعادلان بـ الآن . "
نوح بـ عدم فهم ، قائلا : " متعادلان ؟ ؟ في ماذا ؟ ؟ . "
فقالت سيلا : " أنا أملك سرك و أنت تملك سري لذا لنعد بعضنا ألا يقول أحدنا سر الآخر . "
فـ رد نوح ، قائلا : " حسنا ، انا أوعدك أن لا اقول لاحد ابدا سرك . "
فـ قالت سيلا : " و انا أوعدك أن لن اقول لاحد سرك . " بعدها حاولت سيلا النهـوض بـ استنادها على السرير ، و نجحت بـ ذلك ، و هو الآخـر نهـض معهَـا ، قائلا بعد أن تذكر : " سيلا ، أليس لدينا محاضرة مع دكتور جوردان . "
شردت سيلا ، ثم قالت بـ فزع : " يا إلهي ، لقد تأخرت علي المحاضرة ، يجب أن أذهب . "
فـ رد نوح قائلا : " ليس عليك الذهـاب للمحاضرة أنت لن تستطيع المشي أساسا . "
سيلا : " و لكن ؟ ؟ . "
فـ رد نوح مقاطعها ، قائلا : " اذا كيف سـ تذهبين للقاعة ؟ ؟ يعتبر انتهي نصف المحاضرة أساساً ، لن يكون هناك فائدة من ذهابك الان الي هناك . " لكن خطرت له فكرة بعد أن نظر إليها و وجدها حزينة لأنها لن تستطيع أن تحضر محاضرتها ، فـ قال لها : " ابقي مكانك ، سوف اتي بعد قليل . "
خرج من العيادة لـ يتركها و يتوجه نحو قاعة دكتور جوردان . . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
في القاعة . . .
قرع الباب و من ثم دخل و قاطع شرح دكتور جوردان
سار نحو دكتور جوردان و وقف أمامه ، قائلا دكتور جوردان له : " لماذا تأخرت عن المحاضرة ؟ ؟ ؟ . "
فـ رد نوح عليه ، قائلا : " أعتذر عن عدم مجيئي و لكن سيلا . "
قاطعه دكتور جوردان ، قائلا : " انها ليست هنا ، لم تأتي هي أيضا الي المحاضرة . "
فـ قال نوح : " لا ، انا اتيت لكي اقول لك انها لم تستطيع أن تأتي بـ سبب . "
قاطعه دكتور جوردان ، قائلا : " هل حدث له شيء ؟ ؟ ؟ . "
فـ رد نوح عليه ، قائلا : " لا ، أعني أجل ، لقد سقطت و جزعت قدمها ، و كانت معي ، لـكنها بـ خير الان ، لذا هل من الممكن أن تعيد المحاضرة لي و لها ؟ ؟ ؟ . "
دكتور جوردان : " حسنا ، سوف اعيد لكم المحاضرة غدا بعد المحاضرة الأولي لكم ، و ارسل لها سلامي . "
فـ قال نوح : " شكرا لك . "
دكتور جوردان : " العفو . "
تركه نوح و اتجه للعيادة مرة أخرى . . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
في العيادة . . .
شعرت سيلا بقليل من الممل لأن نوح أخبرها بأَن تبقى بـ مكانها و ذهب و لم يعد الي الان ،
قررت سيلا النهوض و محاولةُ المشي ، و لكن الأمر إنتهى بها ساقطة على الأرض ، بسبب أنها لم تنتبه لـ حقيبة نوح التي تركها هنا ، و ذهب
و في نفـس تلك اللحظـة دخل نوح و رآها على الأرض تحاول أن تقف ، لذا هو تقدم نحوهـا و أمسكها من يدها و هو يرفعها ، قائلا : " أتذكر أنني أخبرتك بـ أن تبقي مكانك . "
فقالت سيلا : " حسنا أنت تأخرت و ، لقد شعرت بـ الملل . "
نوح : " حسنا ، هيا بنا لـ نخرج ، بـ المناسبة دكتور جوردان سوف يعيد لنا المحاضرة التي لم تحضرها غدا بعد اول محاضره ، هل الوقت مناسب لك ؟ ؟ . . "
سيلا : " نعم إنه مناسب . "
نوح : " حسنا هيا بنا لنخرج . "
أمسك بيدها و وضعها علي يده لـ تسند عليه ، و طبعا لم ينسي حقيبته ، و حمل حقيبتها أيضا في اليد الأخرى ، و من ثم خرجوا . . .
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
في ممرات الجامعة . . .
عندما كان يساعدها نوح علي المشي قليلا ، كانت نظرات الغيرة من جميع الفتيات ، و هناك من قال في نفسه ( هل هما الاثنين أحباب ام ماذا ؟ ؟ . . )
لأن نوح لا ينظر إلي فتاة ، فـ كيف في لحظة واحدة يكون مع سيلا ، و سيلا تسند عليه أيضا ، و هو يحمل حقيبتها ، فكان يوجد شيء غريب ، هذا ما كان يفكر فيه الطلاب ،
خرج الإثنين الي خارج الجامعة ، اتجهوا نحو الجراج الخاص بـ العربيات ، اتجه نوح نحو سيارته و كان ممسك بـ سيلا فقالت سيلا له : " لا سوف اذهب بـ تا**ي . "
نوح بـ تسائل ، قائلا : " لما تعالي لـ أوصلك . "
سيلا : " لا شكرا لك ، لقد ساعدتني كثيرا اليوم . سوف اذهب الي المنزل بـ تا**ي ، حتي أنه يوجد الكثير منهم واقف هناك . "
نوح : " حسنا كما تردين ، لكن سيارتك سوف تكون هنا . "
فقالت سيلا له : " سوف اتصل بـ تريس ، سـ أعطيها المفتاح و سوف يكون معها السيارة اليوم . و سوف اجعلها توصلني غدا الي للجامعة أيضا . "
فـ رد نوح عليها ، قائلا : " حسنا سوف اقف معك حتي تأتي اليك . "
سيلا : " شكرا يا نوح ، لكنني لا أريد أن اخرك أكثر من ذلك يكفي أن هناك محاضرة ضاعت عليك بسببي . "
فـ قال نوح لها : " تأخير ماذا ؟ ؟ ، هيا لا يوجد تأخر ، و ما أن ننتهي سوف اقف لك تا**ي أيضا . "
سيلا : " لكن انا ؟ ؟ . "
قاطعها نوح ، قائلا : " يكفي حديث ، لقد قلت سوف انتظر معك . "
سيلا : " حسنا كما تريد . " اتصلت سيلا بتريس . فـ قالت لها تريس : " مرحبا سيلا ، انظري أريد أن أسألك علي شيء . "
سيلا : " علي ماذا ؟ ؟ ؟ . "
تريس : " أريد أن استعير سيارتك لمدة يوم واحد فقط ، لأن سيارتي أخذها اخي من بداية ايام الجامعة كما تعرفين ، و انا سوف اذهب لأزور عمتي و سوف أجلس معها ، و بعدها سوف اعطيك السيارة بدون خدش واحد حتي ، و سوف اضع لك إ**سوارات جديدة لـ السيارة حسنا . "
ابتسمت سيلا علي حظها ، فـ قالت لها : " حسنا تعالي و خذي المفتاح ، انا في الجراج انتظرك . "
تريس : " سوف اتي حالا . "
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿
بعد سبع دقائق . . .
اتت تريس و وجدت سيلا واقفه مع نوح ، فقالت و هي تمد يدها نحوه نوح : " مرحبا انا تريس . "
نظر لها نوح ، لكنه لم يمد يده له ، قائلا بـ شخصية مختلفة عما كان يتكلم به مع سيلا ، قائلا : " مرحبا . "
احست سيلا بحرج تريس فوضعت مفتاح سيارتها في يدها ، قائله : " ها هي المفاتيح يا تريس ، انتبهي علي سيارتي جيدا ، و لا تنسي الا**سوارات . " ابتسمت تريس علي كلامها ، لكنها شعرت بالغيرة عندما قال نوح موجها كلامه الي سيلا ، قائلا و هو يتكلم جيدا معها : " سيلا ، هل انت متأكدة انك لا تريدي ان اوصلك لـ منزلك ؟ ؟ ؟ . "
سيلا : " انا متأكدة ، و شكرا عما فعلته معي اليوم ، يمكنك الرحيل الان . "
نوح : " لقد قلت لكي سوف اجعلك تركبي تا**ي اولا و بعدها اذهب ، هيا . " كان كل هذا أمام تريس ، كانت تريس تتمني لو تصبح علي الأقل صديقه نوح ، او صديقه وليام حتي ، لكن يبدو أنهم لديهم كبرياء ، لكنها نظرت لسيلا التي جعلت نوح يتكلم معها بطريقة لطيفة للغاية نظرت لها بغيرة قليلا ، لكنها لم تتكلم
✿❀ ★✯☆ •°• ✾ •°• ☆✯★ ❀✿