مراهقة وشباب

771 Words
ليتني عرفت بكرم الله وبوافر عطاياه ،كنت وفرت على نفسي أيام وشهور لا بل عقد من الحزن والألم وكنت كفكفت دمع العينين في ليالي اليأس والوجع،أنعم الله علينا بصبي بحجم صبيان العالم وبولد من أروع ما خلق،متفوق مميز متمكن ل**نه طليق وشخصيته فذة لقد نصحونا في مدرسته بجعله يلهو أكثر كي يزامن عمره ويعيش طفولته،وهل أفضل من المزرعة مكان للاستجمام واللهو والراحة،التقت العائلة في المدافن مع رونا التي جاءت لتقرأ الفاتحة عن رو ح جديها كانت قبل ذلك مرت على المدافن في المدينة ووضعت زهورا على ضريح والدتها.وجدتها لأمها.كان لقاء جميلا مع أنه في المقابر.قفل الجميع عائدين إلى منزل العائلة في المزرعة ومسرورين بصدفة لقاء العمة رونا.بقيت تلعب وتتسلى مع روفان الثالث ريثما يحضر أخيها وروبي العشاء .وبعد ذلك صعدت مع روفان الى غرفته لتقص عليه حكاية قبل النوم.نزلت لتسهر مع روبي وأخيها ويتبادلان أطراف الحديث ويتناقشان في أمور عدة.أسرت لهما رونا بأنها سترتبط بزميل لها وستستقر في الشرق وقالت ممازحة ش*يقها أخذوني مقابل جدتي رحمها الله.ضحك الجميع وبارك روفان لأخته وطلب منها أن تهتم بنفسها وأن تتواصل دائما معه وفي كل حالاتهاطيعا"الزواج مدني لاختلاف الأديان ورغبتي في ذلك كي أكون أنا صادقة مع نفسي ومع زوجي وكل من حولي.وليس هروبا من الالتزام فقط كي أتتقل بين بلده وبين بلدان العالم بأريحية غير خائفة من قوانين شخصية لا تشبهني،ودعت رونا الجميع وضمت روفان الثالث اليها وقالت سوف آتيك بعد كم عام ومعي عروس .. قال لها بجرأة بانتظارك عمتي الحبيبة وسوف أشاهدك كل يوم على شاشات التلفا ز وعلى اليوتيوب وعبر وسائل التواصل أحبك جدا "شارك روفان الأب ابنه بالنزهة في الريف بين الجلول والبساتين وفي السير الى النهر وأيضا" الى الاصطبل ليرى فرسه ويطعمها ...وكان مشوارا"رائعا"في أحضان الطبيعة وبين الشجر والزهر .كانت روبي في الحديقة تنتظرهما على أحر من الجمر لقد حضرت لهما الحلوى اللذيذة والعصير المنعش.انتهت الاجازة وحان وقت العودة الى العمل بالنسبة لوفان وروبي والى المدرسة بالنسبة لروفان الثالث.هو عامه التكميلي الأول.وفي نفسه زخائر وكنوز ومعنويات عالية حملها روفان الثالث معه وهو ذاهب الى صفه الجديد وعامه الجديد م**م على النجاح وعازم على التفوقروفان الثالث  مع روفان الأب في كافتريا المدرسة يتداولون بأمور علاقة روفان الثّالث مع والدته وكيف يعاني مع تعلقها الشّديد به وبتدخلاتها الكبيرة في أموره الشخصية وفي أدق تفاصيل حياته  -روفان الثالث : أحبّها كثيراً ولكن أرى نفسي مختلفاً عن رفاقي ورفيقاتي حتى السندويش والعصير تفرضّه علي ونوعيه قمصاني  وألوان ملابسي وحتى المتجر الذي أشتري منه . -روفان الأب: يا حبيبي لأنّك تهمنا ونحبّك نعتني بك ونحاول أن نساعدك وخاصّة والدتك أنت بالنسبة لها حياتها كلّها لذلك يجب أن تستوعبها وتحاول أن تبني شخصيتك مع ما يتوافق مع رغباتها وعلى قدر محبتها لك. يا والدي العزيز أنا لم أعد طفلاً أنا أشعر باهانة كبيرة عندما يسألني رفيقي لماذا تحب لون الأزرق ولماذا تحب سندويش الجبنة والشوكولا . أخجل من الرّد لقد كنت احبها منذ زمن ولكنني اليوم أريد أن أختار وأن يكون لي قرار. حتى دروسي لقد تراجعت قليلاً حتى أبيّن لها أنني مستاء من تدخلاتها المباشرة في علاقتي مع نفسي ومع معلماتي ومع رفاقي ورفيقاتي روفان الأب : اليوم نسهر معاً ونعمل على حل كل هذه المشّاكل ونصل إلى ما يرضيك ولا يحزنها. ما رأيك أن نذهب معاً إلى المول كي نشتري لك ألبسّة متنوعة وهكذا تفرح أمك ونخبرها بأنك انت من اختارها وانتى ما يريده وأنك أصبحب شاباً وعليها احترام قدراتك وآراءك وكل رغباتك والرّضوخ إلى خصوصياتك والاعتراف بأنّك امتداد لنا وليس مرآة تشبهنا . روفان الثّالث : شكراً أبي  حقاً إنّنك طيّب ومحب وصديقي الذي أجلّ وأحترم. ترافقا معا" واشترى ما اختاره روفان الثالث البطل من ألبسة وقمصان وأطقم للرياضة وأحذية مريحة وبألوان يحبّها ويراها تناسب ذوقه وعمره . لم تتفاجأ روبي من كثرة الأكياس ولا من المشتريات ولكن حزنت لأنها لم تعد مهمة بالنسبة لابنها ولكن روفان الأب استوعب نقمتها ومازحا قائلاً الشاب صار بعمر الورود وقريباً ستكون له صديقة لذلك قررنا معاً أن ندله على السّوق وأن يبدأ حياته ويقرر ما يناسبه وما يحبه. قبّلها روفان قبلة عميقة وطويلة أحبكما كثيراً ولا غنى لي عنكما وجودكما يعني أنني بخير وأنني أعيش أجمل اللّحظات وأغلاها. تراجعت روبي عن مسحة الحزن في وجهها ورسمت فوق وجنتيها ابتسامة عريضة وقالت له ونحن نحبك كثيراً ونتمنى  أن تكون أروع طفل بالعالم لا بل أحسن شاب بالكون. لست طفلا صرت شاباً يا حنونتي ضحك الجميع وناموا على حلم شاب أحلامه كبيرة وأمنياته عظيمة وعادت الحياة في البيت إلى طبيعتها ورجع روفان إلى حضن أمه معززاً أكثر ومكرماً. وبقيت أواصر العلاقة تشتد بين روفان الثّاني وروفان الثّالث كأنذهما حقيقة صديقين حميمين . وأحياناً تغار روبي من تلك العلاقة وتردد بهمس لو كنت بنتاً كنت استوعبتني أكثر ولا تكونان فريقاً مقابل وحدتي يا غاليين على قلبي ويا روحي الجميلة , راء رائدة وواو عطوفة وفاء فاتحة وألف مستقيمة ونون المداد  وكلها تنصهر في قوالب الود والتراحم والحب والتفاهم وعلاقة تتعدى الحروف إلى الحياة العائلية التي يعيشونها.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD