دائما"الدنيا تعا** طموحاتنا وتأتي وفق الأقدار وبحسب القضّاء ،ومع كل ذلك يلزمنا الوقت كي نستوعب الذي كتب لنا وأن نزامن أحلامنا وفق واقعنا.
وفي غفلة من الزمن وجدت نفسي وحيدا" وفي غربتي الطويلة واتخذت من القلم رفيقاً تفتّقت عبقريتّي وليس كطبيب وإنّما كأديب وكيف جرت الأحداث وتحولت من طالب في السّنة السّابعة في كلية الطّب قسم الأورام السّرطانية إلى كاتب سرعان ما صار له مؤلفات واسما" ومكانة بين أدباء العصر.
القصّة هي أنّ روفان فقد والديه بحادث سير مروّع وهم في طريقهم من المزرعة إلى المدينة ليحضروا حفل تخرجه من كلية الطب وكي يكونا معه في هذا اليوم الذي كان من المفترض أن يكون الأجمل ولكنه بات أقبح الأيام.
في غرفة العمليات الوالد يصّارع الموت والأطباء يحاولون وقف النّزيف قبل أن يدخل في غيبوبة لشّهر كامل ،أما زوجته روبي لم تتّحمل وافاتها المنية قبل الوصول إلى المشفى.
وفي كل يوم كان روفان الثالث يقرأ لوالده حكاية حب يكتبها .
ثلاثون حكاية وبعدها توقف النّبض وحاول الطبيب اسعاف أبيه عن طريق صعقات كهربائية وباتت محاولاته بالفشل لقد رحل وتركه وحيدا.
لعنّة اليوم المشؤوم جعلته يكفر بالعلم وبالطب فأحجم عن الاختصاص واتخذ لنفسه حزنا"ومداده وجع وألم وفراق الأحبة،
روفان لم يكن يخطر على بال أحد أن يصير أديبا"
وهو اليوم يوقع اصداره الأول بعد عام من النّكبة وسْط الأصدقاء والاعلام والسؤال دائما" لماذا الطبيب أصبح أديبا ؟ شّتّان بين الاثنيْن .
الطب رسالة والأدب رسالات برأي روفان والأدب والكتابة موهبة تجتمع مع امتهان المشاعر والأحاسيس ملكة الكتابة رافدها قلب وقائدها قلم
ومن أعماق الوجدان نستنبط أنماط أبجدية تشذب الأفكار وتهدي ال*قول لغة الروح.
وقع روفان كتابه : "قلمي ودواتي".
وتوالت بعدها اصداراته وكان بيانه يفيض ابداعا"وفصاحته تخطّت المستحيل وبلاغته لامست كل ّوتين.
التقى روفان بعمته رونا وابنتها سيلا واستعاد بهما ذكرياته الجميلة واسترجع كيانه الذي هجره منذ مدة.
سيلا شابة جذابة جميلة مثقفة مالت الى شخصية روفان الغامضة الجامعة للأضداد الواسعة العميقة المثيرة للجدل في كثير من الأحيان والأوقات.
هو يكابر يصاحبها ويكره أن يعترف لها بعشقه يخافتخطى روفان أزماته بمسّاعدة سيلا وأكمل دراسته وتخصصه وفتح له عيادة قرب المزرعة وشاركته سيلا العيادة هو طبيب متخصص وهي طبيبة نفسية .
عملا معاً وانسجما في كل أمورهم الحياتيه .
وبفي أن يشهر روفان حبّه ويعترف بحبيبته ويعلن خطوبتهما بمباركة العمة رونا.
وقع ملف في يدي سيلا ومجرد أن وقعت عينيها عليه سحرت بكلماته وشعرت بها كأنّها مكتوبة لها.
قرأت ما لذ وطاب من روائع الكلمات العاطفية وعرفت مكنونات نفس حبيبها الصامت.
وما ان رأتْه ركضت اليه وحضنته واغرورقت عينيها بالدموع.
كنت على يقين بمدى حبك لي ولكن اليوم أنا في قمة السّعادة لقد أنصت قلبي لروعاتك .
كيف عرفت أن ما في هذا الملف لك ؟
كل همساتك صرخات مدويّة في أعماقي.
فلا أحتاج إلى مترجم ولا إلى مفسّر .كاني بك تناديني وتسمعني نغمات عذبة وتمطرني بقطرات منعشة وتعطرني بالزّهور والورود.
كلّ هذا أنا ؟ الفقد قد أصابته حادثة والديه في ال**يم .
نجحت سيلا باستمالته وطلبت من والدتها البقاء في الريف وقتا" طويلا لقد ف*نتها الحياة بين الأزرق والأخضر وخرير المياه وزقزقات العصافير ..
ووجود الحبيب روفان.