التربية أصعب مهنة والأمومة أقدسها ولو جمعنا موسوعات وكتب ومراجع لا تساوي لحظة محبة وعطف وجنان توليها الأم الساهرة على صحة وليدها النفسية والجسدية والراعية له كطفل صغير تتعب معه لأجل أن يكبر عاما"بعد عام.ومم لا شك فيه أن الأم هي المدرسة والبيت والشارع وكل الأمكنة التي يرتادها ابنها لا بل هي الزمان الذي يعطي منه كي ينمو طفلها ويترعرع في حضنها وفي بيته وغرفته وحديقته وحضانته وملعبه .روفان الثالث الجيل الثالث الذي حل أهلا"ووطىء سهلا" كان هو المحور وهو الأهم على الاطلاق فوالديه بالرغم من ذلك سوف يخضعانه لتربية ليست قاسية وانما نوعا"ما قوية حتى يتدرب على مواجهة الأيام ويعد العتاد والعدة للحياة التي تصعب كل يوم أكثر والتي هي أوقات للصراع والغلبة للأقوى علما"وعمرا"وحكمة ورشادا وحماسة وسدادصراخه كان سمفونية رائعة ضحكاته كانت موسيقى ساحرة تأتآته غنج ودلال ووقعها على مسامعهم تراتيل صلاة وزحفه بطولات وتنقلاته انتصارات ...عام بعد عام وحبه يعظم في قلوب والديه وعمته وجديه وفي اتفاله بعامه الثالث قدم له روفان الأول صك ملكية المزرعة الأرض والمنزل ودمت له جدته جواهرها ووالدته أهدته لعبة يحبها ووالده جلب له جهاز أيباد .وفرح الجميع من حوله ولقد فاق بالذكاء أترابه هو يحفظ عوا** الدول وأسماء القارات والبحار والمحيطات ويتقن لغات ثلاث ويتميز بالحيوية والنشاط.كان حقا"هدية أهداهم اياها الله سبحانه وتعالى.
في الصّالة في المدرسة التي سيسجل فيها روفان الثالث انتظر الوالدين وفي الموعد دخلا ألى الادارة كي يجريا مقابلة ولاخضاع روفان ابن الثلاثة اعوام لاختبار أو لبضعة أسئلة كي يستطيع الدخول إلى الصّف الرّوضة للأطفال المميّزين .وفاز البطل سر الوالدين وحضنوا ولدهما ومنذ ذلك الوقت والاهتمام بتفاصيل دراسته وشخصيته زادت وكانا معه خطوة بخطوة وهو الابن الذكي المتجاوب مع قدراته والحاصل على تشجيع وتحفيز المدرسين والأهل والذي يبلي حسناً في التّفاعل مع المعلومات ومع الأساليب والطرائق الحديثة.
صار لروفان مدرستين وصّفين في المدرسة وفي البيت وهو الطفل المجتهد المتفوق المسرور بذلك.
وبدأت رحلته في تعلم ثلاثة لغات مختلفة العربية والانكليزية والفرنسية كما هي رغبة والدته معلمة اللغات .وهو المتفوق في مادة الرياضيات كما هو والده الذي علمه الأرقام والأعداد وعمليات الحساب الذهني السّريع.
امتلك روفان الثّالث مواهب شّتى وأتقنها كلّها وكان مثال الطفل الخارق وليس لانه يلقى العناية ومزيد من الاهتمام وإنّما لأن الله خصّه بملكة العلم وزاده من نعيم ال*قل والذكاء .
تدّرج روفان في الصّفوف وتصّاعد في الدّراسة ووصل إلى الاعدادية قبل أن يكمل الثّامنة من عمره.