التّاريخ يعيد نفسٌّه

598 Words
عندما يتفق المرء مع نفسه  ويصالح أغلى ناسه يكون بمرتبة الزاهدين. وروفان عندما وجد من سيلا الاهمال وعدم المبالاة لم يحزن ولكن ترك لها فسحة كي تقرر تصويب العلاقة ودعها وقبل السلطان روفان الرابع وسلم على رونا وانطلق معتكفا" ليزاول متعته الباقية في الكتابة والتعبير بدون عوائق ولا منغصات والى أن يقضي الله أمرا" كان مفعولا. بين طاولته والحديقة ومكتبه وأمكنته الساحرة أفاض الأديب الطبيب روائع أفكار وطيب كلمات وجرأة مواقف جعلته يستعيد مركزه الذي تركه فارغا" فترة ارتباطه وقبلها بقليل.. ومن أول منشوراته رسالة الى الحبيب الصغير عن حب وجنين رجوت ربي أن يرزقني بنات وبنين وعندما أشرقت في حياتي أشعر وكأنك شمس نهاري وقمر ليلي. السلطان روفان ذو الوجه البشوش والقلب العطوف أشتاقك وأنت في حضني فكيف حالي اليوم وأنا على بعد ساعات من رؤيتك عسى طفولتك تكون جميلة وحياتك هنية لذا كلما صاح الد*ك هنا وزقزق العصفور وصهل الحصان أتصورك تركض وتتأرجح وتتسلق وتضحك والى أن يتم سوف أبلي حسنا" برؤيتك من وراء الشاشات. أنت الحبيب الذي سيمحو عني الكدر وأنت الصبي الذي يستطيع أن يتربع في أقوالي وأن يسيطر على أفعالي. زدني حبك واهمس لوالدتك أن ترضعك مع اللبن عشق التراب. أجيال وراء أجيال وارثنا العظيم هو الأرض . أنتظرك بشغف كي أملأ  نتؤات قلبي بحبك وأزين لحظاتي بقربك والدك روفان الثالث... ومن ضمن التعليقات  كان لسيلا نراك على خير. ولم يلتفت للبقية عاش حالة الانتظار وسيطر على وضعه بالصبر وكلما نزل الى المدينة يذهب لرؤية عائلته التي انفصل عنها بحسب اتفاق غير رسمي . وكأن التاريخ يعيد نفسه الفرق هنا أن تحديث شخصية روفان بالميزان واختلاف  الشخصيات والظروف المحيطة بين القدماء من الأجداد والآباء الجدد. روفان صار أكبر وأجمل وبدأ يمشي خطوات ويثثر ببضع كلمات وأول كلمة قالها بابا..نعم  قال ماما ولكنه قال بابا أولا.. بشارة خير اعتبها روفان وحمل فرحته بابن ورجع الى صومعته يهزي ويكتب .. مجنونتي لم أنت في وطن وأنا في كوكب  آخر هل تتنازلين عني وعن مغامراتي وأشواقي أولا تتذكرين  نظراتنا قبلاتنا عناقنا صراعاتنا نسيت يا روحي أنني توأمك وأن قلبك بين ضلوعي ينبض. لا تلومينني احترمت أمومتك ورضخت لحزنك أين أنت من وحدتي ومن عزلتي ومن ضجيج سجني الافرادي... تعال نمضي معا" ونتلو أناشيد الغزل نمسك بيدي السلطان ونغرف من معين الهوى أماني وأحلام وآمال في كل ليلة أشهد فيها النجمات عن جفا اليعد وأشكوك للنسمات وأحملها عطرك الساحر أغزو بخيالاتي الفضا ء وأراك ملكتي وتاجك بين يدي أضعها فوق رأسك وصولجانك من زمرد وياقوت وبقربك يقعد ابننا البطل وأنا أنحني لكما وأردد أمرك مولاتي... نزل روفان مع سيلا للاطنئنان على صحة رونا التي انت**ت قبل أن تدخلها سيلا الى المركز لد توقفت ذاكرتهافي الماضي البعيد وصارت في أوقات كثيرة تقوم بأعمال تؤذيها وتتفوه بعبارات نابية لا تليق بهامعاملة الصغار أسهل بكثير من معاملة الكبار جربت معها كل أساليب الاهتمام والرعاية واستنفذت طاقتي واهتديت الى المركز عساهم يعالجونها وتتحسن وتشفى ولو بنسبة ضئيلة كما قال طبيبها،هناك رونا منفصلة تماما عن الواقع وحتى أنها لم تكلمهم ولم تعرفهمتغيب في اليقظة وتنقطع عن محيطها الى حين.حزن روفان لحال عمته القوية الشخصية القادرة والتي واجهت الحياة وحدها .وتكلمت سيلا مع الطبيب وشرح لها حالة والدتها ولم يخفي عليها حالتها الذهنية تتدهور أكثر من صحتها الجسدية.روفان يقول هذا هو أرذل العمر يعود الانسان طفلا " من ذوي الحالات الصعبة.شفاها الله .خرجا وعلى أمل أن يكتب لها الطبيب الخروج في المرة القادمة حتى يأخذاها معهما الى الريف تنعم بالهواء المنعش وبالجو البديع.أثناء العودة توقفا قرب مطعم شعبي وقالت سيلا حقا أنا جائعة وأنا كذلك قال روفانتبادلا الحديث وتجاورا واسترجعا ذكرياتهما .ورجعا الى المزرعة وكلاهما مشتاق لعناق روفان الرابع البطل الشاب والذي أصبحت معالم الرجولة بارزة على محياه وفي صوته وفي أعماله.يستعجل السلطان وها هو يشابه أباه في الحكمة والرشاد ويبلي سرعة في الرصانة والهيبة .ولا يشبهني قط لا هو جميل مثلك تماما..
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD