السّلطان روفان

1172 Words
-بالرّفاه والبنينأعلنت خطوبة سيلا وروفان وسْط اجواء هادئة تليق بعلاقة ظلّت صامتة حتّى وقوع ملف البّوح الدّفين تحْت ناظري وقلب سيلا وبالصّدفة التّي هي خير من كثير من التحضيرات والتصور وسّابق ت**يم. هلّلَّ الجميع وفرحوا وبانت على وجوه العروسين علامات العشق والغرام . وتّمضي الأيام حاملة معها بشّائر الأمل وكل الهناء والسعادة . في العمل معاً وفي البيت معاً وكأنّ سيلا ظلٌّ روفان وكأنّ روفان مرآة سيلا ، وليس فقط بالشّكل وإنّما بالمضامين وبالمعاني. توأم الرّوح كما تناديه سيلا تكراراً ومراراً ،وبدون سأم ولا ضجر ، بالع** كان يطيب للعاشق الولهان سّماع تلك الكلمات وهو الأديب الشّاعر المفعم بالأحاسيس والغنّيّ بمفردات الغزل . اذا ما قلنا عن علاقتهما غرام ،ننتقص من مخزون عاطفتهم الفيّاضة ،ولا نعبر بدّقة عن حقيقة ما يربطهما . في الحقيقة هما توأم يتبادلان الآراء ويكملان جمل بعضهما ، متحابان وفي كل أحوالهما. اللّافت أنّ سيلا سّرعان ما تأقلمت مع حياة روفان ومزاجيته المتقلبة ،فتأرجحت معه بين المدينة التّي يحبها وبيْن الرّيف الذي يعشقه. نقل اليها عشق التّراب ورائحته وعبق الوحل حين تمطر ولو زّخات أو بضع قطرات. حان موعد الارتباط المقدس .وبهيبة ووقار وبحضّور الاحباب والأقارب ،عقد قران سيلا ابنة رونا عمة روفان على روفان الثّالث وبكل محبة وفخر واعتزاز. وبيْن منزل المدينة والمزرعة سيقضيان حياتهما ،في المدينة محاضرات ومستشفى ،وفي الرّيف مستوصف وأرض ومداد أخضر يلهم الأعمى ويزكي الأصّم ويجعل الأبكم يحكي عن روعة المكان ،وسّحر الطّبيعة . حب وعشق وغرام ، وأيْضاً بعض التّرددات والاخفاقات ،إذ لا تخلو الحياة الزّوجية من اختلافات وتضاد في المواقف :وكانت الحلول سّريعة والصلح سّيّد الأحكام .والحب له مفاعيله أيضاً فكان كالسّاحرة التّي تبّدل الأحزان وتمسح الدّمعات عن الوجنات وتزيل من القلب الأوجاع وتلغي الأفكار السّوداء. لا نقول عسل وشهد وإنما توافق وتراض وحبلٌ سري لا يرى وإنّما يقوى مع ازدياد العمر ومع تضّاعف الحب ومع الود والرأفة والعطف والاحترام. -سيلا أريد أن يأتي إلى بيتنا روفان الرّابع . -وتضحك من قلبها ما هذا الشّغف يا حبيبي تكفيني أنت ولنترك لابننا اسماً جديدا" -لا يا غالية روفان ارث بالاسم وبالهوية وبالشّخصية . -حاضر يا سلطاني الثّالث عندما يأتي المولود نسميه روفان الرّابع ولكن اترك لي حق اختيار اسم للبنت اذا ما كان المولود أنثى . أمرك مولاتي لا خلاف اسم الصبي روفان واسم البنت ماذا ياترى ؟ عندما تأتي نكون فد اتفقنا على اسم جميل ومميّز كما اسمك حبيبي . ما رأيك ب: ...... -اتفقنا أنا من يختار اسم ابنتنا يا رجل . والصّبي روفان الرّابع وبكل جوارحي أحبّه وقبل أن ْ يأتي. ومن زحمة الحياة كانا ي**قان نعيم اللقاء ويتبادلان العشق جرعات . يقرأ لها ما جادت به يمينه قبل أن ينشره على وسائل التّواصل ويصحح بعض الكلمات ويشيع باجواء الجلسات غراميات روفان الرّائعة من نثر وخاطرة وأشْعار. كل يوم تشرقين في حياتي ، تشعين أملاً وتضيئين ليالي ، وتزينين لي أمكنتي وتجملين لحظاتي. لا أعلم الكم من الحب أحمله اليْك ولا اهتدي لغاية الآن إلى أسْرار عينيك. خذيني اليك دائماً ولا تتركيني ، أرجوك  كوني معشوقتي التّي لا تنطفىء ،وكوني حبيبتي التّي لا تغيب. -الله الله ! ما أروعك من زوج وحبيب . -أنت الرّوعة كلّها وأنت النّصف الذي يكملني . -وأنت َ كلّي العظيم يا ذاتي ويا توأم روحي. -يلزمنّي من كلماتك بحورٌ ، وأحتاج إلى أن ترفدنّي من معين أبجديتك ،والتّي تجعل نفسي راقصة فوق لهيب الشّوق وعلى أنغام الغزل. -وروفان لا يشعر باللحظة التّي تغيب عن ناظريه سيلا الأميرة . -سنكون معاً في السّراء ولن يكون هناك ضّراء بيننا لأننا سنمنح حياتنا الحبور وندعمها بكل الأفراح. واليك يا عمري النبأ السّعيد : لقد اجريْت ٌ الفحص والنتيجة ايجابية ,وسوف أتأكد غداً عندما أذهب الى المختبر . -يا لفرحتي التي لا يضاهيها فرحة الا بالجنة . -الحمد لله غداً سنبدأ رحلة جديدة مع مولود جديد ولنؤمن له التّحضيرات اللوجستية ، فخامته يستحق سواء كان روفان الرّابع أم ش*يقته . -أهلا به واهلا بها الأهم أن تخففي من دوام العمل وان تهتمي بصحتك وبالمولود باذن الله. حاضر ولك ذلك ولتتحمل التّعب وحدك وغيابي عنك. أنت في قلبي ومعي وفي كل أمكنتي ولحظاتي. وعند الطبيبة النسائية .صرخت سيلا من شدة الفرح ،عندما تأكد خبر الحمل. وأول من يشاركهما فرحتهما رونا العمة والأم . -ألو أمي الحبيبة -ابنتي الغالية -سوف تصبحين جدّة بعد تسعة شهور. -**تت رونا دقيقتين وقالت لابنتها مب**ك سآتي اليكم اليوم كي أكون معك ومع ابنك -جميعكم تقولون ابنك لماذا ليست ابنتك -لا عليك حبيبتي اهلا بابنتك أو بابنك. -أخذ الموبايل روفان وقال لعمته ما رأيك أن يكون الجنين توام. -قالت سيلا واحد واحد سيأتينا ضيوف كل عامين وستكون أب للأبناء والبنات. رجع الزوجين الى منزلهما فرحين بما آتاهما الله من فضله ،ذهبا اثنان ورجعا ثلاثة .... وطيلة حمل سيلا كان الاهتمام سيد الموقف والالحاح على صحة الأم والجنين على السّواء. وقرّرا مجتمعين :روفان وسيلا ورونا البقاء طيلة التسعة أشهر في المدينة ريثما تضع سيلا مولودها ،وذلك حرصاً على سلامة الام والجنين . رغم حنين سيلا للجلسّات الرّائعة في الريف ،الاّ أنها استسلمت لفكرة ضرورة الالتزام بتّوجيها الطّبيبة ،ومحاولة تطبيقها حرفياً ،حتّى لا يمس الضّرر الجنين ولا هي. واستبدلت العائلة الريف بالنادي وهكذا بدأت العائلة ترتاد إلى النّادي حيث الرياضة والرّفاهية وملاقاة الأصحاب. كالطّابة بدت سيلا ، وروفان يخّفّف عنْها ،ويمازحها ، ويردد عليها يستحق السّلطان روفان كل هذا الجهد والتّعب،تضحك قائلة لم نعرف ج*س المولود إلى حين تشْلريفه ،لذا لا تكون واثقاً كثيراً ممكن أن تكون سلطانة . وفي ليلة ممطرة من شهر فبراير ،اشتد الطلق وذهب بها روفان إلى المستشفى واتصل بالعمة كي تلحق بهما ومعها الشنطة التي كل محتوياتها ألوان متفرقة كي تستقبل صاحبها أو صاحبتها بلا قيود ولا شروط،وتليق بجماله أو جمالها كل الألوان والالبسة التي حضرتها سيلا مع والدتها ومع روفان الثّالث. العيّون مثبتة على الضوء ،والآذان مشنّفة لسّماع صوت صراخ طفل صغير أو مولود حديث. طال الانتظار وما أصعبه ،وعند منتصف الليل شقّ السّكون صراخ وليد متقطع،وخرج الاطباء مبتسمين ،ما عدا طبيبة سيلا وطلبت من روفان محادثتها على انفراد، رافقها روفان إلى المكتب ،وهناك باركت له بقدوم المولود وأخبرته عن حال سيلا وكيف اضطروا لاستئصال الرحم . مضطرين لذلك حفاظاً على حياتها وحياة مولودها معاً. واتفقت على زمن لاخبار سيلا ولشرح معطيات العملية ولاغهامها كيف تعيش مع هذه المشكلة اما بالاكتفاء بالسلطان روفان الرّابع أو بعملية تبني كي يكون لها أكثر من ابن ! ممسّكاً بيدها مهنئاً بقدوم روفان الجميل الرّابع ،ومطلقاً عليها "أم روفان" مبارك لنا المولود الجميل ومبارك لك أمومتك حبيبتي وقدّرنا الله على تربيته والاعتناء به وجعله من الصّالحين . وفي طريق العودة جرى الحديث عن لقاء بين الطبيبة وبين سيلا بعد أسبوع من الولادة . السّعادة العامرة التي غمرت العائلة لا توصف ، قدوم وتشْريف السّلطان الرّابع لم يتوقع الزوج روفان أن تتلقف سيلا الخبر بهدوء وروية وكانسانة مثقفة واعية ومؤمنة ،ردت قائلة الحمد لله الذي سلم لي السلطان وهذاقضائي وقدري وحسبي أنني نلت مرادي لقد تزوجت بروفان وأنجبت روفان وأمسكت العز من طرفيه .. ولو أن مسحةالحزن غالبة في وجهها ولكن كابرت وصارت هي تهون عليهم المصاب وتحاول جاهدة أن تظهر متقبلة راضية  ولايهمها الانجاب ثانية. تفردت بالاهتمام بروفان الرابع ولم تترك لهم مجال لمساعدتها أرهقت صحتها وهي التي وضعت حديثا " وتعرضت لصدمة كبيرة بالنسبة لأنوثتها اذ لا مجال للشك أن الرحم يعني للمرأة أكثر من الحمل والولادة هو يكاد يكون دليل أنوثتها وعلامة تحديد ج*سها كامرأة في هذا الوجود. وتعالت عن الافصاح عن مكنونات ذاتها وتخطت مشكلتها وحدها ولو بوجود أمها وزوجها وكلاهما يبلي حسنا" في حبها ورعايتها والاهتمام بها وبروفان السلطان الكبير...    
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD