الحياة بحلوها ومرها

554 Words
نزل روفان مع سيلا للاطمئنان على صحة رونا التي انت**ت قبل أن تدخلها سيلا الى المركز لد توقفت ذاكرتهافي الماضي البعيد وصارت في أوقات كثيرة تقوم بأعمال تؤذيها وتتفوه بعبارات نابية لا تليق بهامعاملة الصغار أسهل بكثير من معاملة الكبار جربت معها كل أساليب الاهتمام والرعاية واستنفذت طاقتي واهتديت الى المركز عساهم يعالجونها وتتحسن وتشفى ولو بنسبة ضئيلة كما قال طبيبها،هناك رونا منفصلة تماما عن الواقع وحتى أنها لم تكلمهم ولم تعرفهمتغيب في اليقظة وتنقطع عن محيطها الى حين.حزن روفان لحال عمته القوية الشخصية القادرة والتي واجهت الحياة وحدها .وتكلمت سيلا مع الطبيب وشرح لها حالة والدتها ولم يخفي عليها حالتها الذهنية تتدهور أكثر من صحتها الجسدية.روفان يقول هذا هو أرذل العمر يعود الانسان طفلا " من ذوي الحالات الصعبة.شفاها الله .خرجا وعلى أمل أن يكتب لها الطبيب الخروج في المرة القادمة حتى يأخذاها معهما الى الريف تنعم بالهواء المنعش وبالجو البديع.أثناء العودة توقفا قرب مطعم شعبي وقالت سيلا حقا أنا جائعة وأنا كذلك قال روفان تبادلا الحديث وتجاورا واسترجعا ذكرياتهما .ورجعا الى المزرعة وكلاهما مشتاق لعناق روفان الرابع البطل الشاب والذي أصبحت معالم الرجولة بارزة على محياه وفي صوته وفي أعماله.يستعجل السلطان وها هو يشابه أباه في الحكمة والرشاد ويبلي سرعة في الرصانة والهيبة .ولا يشبهني قط لا هو جميل مثلك تماما.رونا في المزرعة لا احد يعرف بما يجول في ذاكرتها ومتى تكون واعية ومتى تضيع.بقيت حوالي الشّهر وبعد ذلك اعادوها الى المركز على أمل ان تجىء في الاجازات حتى تلقى العناية الضرورية في المركز وهكذا يكون روفان ومعه سيلا  اتخذا القرار الصّائب للجميع.وسيلا الام المتعلقة بابنها الذي بدت عليه ملامح الرجولة تظهر وبصوته وتصرفاته استعانت بروفان الأب كي يدلها على صيغة للتعامل معه .صاحب روفان الرابع بضعة صبية منحلين وكاد ان يهوى معهم لولا كرم الله ومساعدة أبيه وأمه.شكرهما كثيراً ووعدهما بأن يبقى ص**حاً معهما وبأن لا يقدم على أي عمل بدون استشارتهما حتى ولو صار في الجامعة .وبالفعل بقي محافظاً على الوعد ولو اختلف احياناً معهما اذ لكل جيل هواه وأساليبه وطرائق عيشه .وللحرية معهم شأن عظيم ومع ذلك لا يستغني روفان عن استشارتهما ول اعن مناقشتهما في أمور خاصة.تابع روفان كما سائر اترابه التّدرج في الدراسة ووصل الى المفرق الصعب الشهادة الثانوية وركز كثيراً وتفوق كعادته ونال معدل يخوله الدخول الى كلية الطب كما كان يريد وهو صغير ولكنه غير مواقفه وصار يريد التخصص في مجال الهندسة الالكترونية وحتى يتخرج بسرعة ويعمل وليس كما الطب سنوات دراسته طويلة والعلم فيه دقيق ويلزمه نفس طويل وصبر جميل.وافق الوالدين ودخل الى الاختصاص الذي أراده.وسنوات مرّت وتخرج الشاب المجتهد وعمل في شركة عالمية وفاز وترفع  في الشركة وصار مديراً وسعادة والديه تغمرهما .وهو النشيط الع**د المثابر على النجاح دائما والمراعي للتطور وللحداثة كان الرجل المناسب في المكان المناسب .رحلت الجدة رونا ولكنها تركت لها آثاراً كبيرة في حياة العائلة  من تقاليد لا زالت تحافظ عليها ومن امور ظلت تقوم بها احتراماً لذكراها.ولم يحزن روفان الثالث أمر بقدر اجباره على التّخلي  عن العيش في المزرعة وكان يردد دائماً عندما يتزوج روفان سوف نعيش في المزرعة ونتركه هنا مع زوجته وعلى هذا بقي يصبر الأب على حياة تشبه المفروض وعلى ضجيج لا يسبه الا المدينة واما سيلا  لقد صارت مساعدة لزوجها في الكتابة والتدقيق والتمحيص وفي التنقيح وفي ادارة صفحاته ومنصاته الادبية كانت حياتهما مليئة لاعطاء وبالكتابة وبالاصدارات وحتى تبوأ روفان الأب مكانة كبيرة في اتحاد الكتاب وكان له مركز رفيع بين أدباء العصر وهو يتفوق عليهم  باصداراته المتّعددة اللغات  فكانت له سيلا خير معين لا بل الملهمة والرفيقة والصاحبة والحبيبة ,وأم روفان الرّابع. .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD