الفصل الثاني
و بعد انهاء اجراءات الاستقبال فى الفندق يصعدان السلم متجهان الى الغرف يقف أيمن على باب غرفته بينما ينظر فى اتجاه نادين فيجد عيناها متجهتين إليه و هى تشير له بيدها اشارة خفيفة ثم تدخل إلى غرفتها بينما هو يرد عليها بابتسامة عريضة ثم يتجه لغرفته ليتوجه مباشرة نحو سريره بينما تظل عيناه مفتوحتين ، تعود به الذاكرة الى سبع سنوات مضت عندما التقى للمرة الأولى بومضة الضوء - نادين - فى حفل توزيع جوائز العام الذى نظمته إحدى المجلات الرياضية لأفضل الرياضيين لعام 2012 ، و هناك قبل بدء مراسم الاحتفال بقليل ينظر أيمن نحو طاولة بها مقعد شاغر و مقعد آخر تشغله غادة حسناء تنظر إليه بتمعن ، نعم هى ذات الوجه المألوف لأيمن فى كل الاحتفالات التى يكون هو مدعواً لها بصفته الرياضية ، و لكنه فى كل مرة كان يجلس مكانه لا يحادثها أو أنه لم يكن ليهتم بمحادثتها ، بينما فى تلك الليلة عندما رأى دعوة منظمى الحفل لجمهور المدعويين للرقص نظر لنفسه حيث كان بمفرده ثم نظر فوجدها هى الوحيدة التى لم تقم للرقص فتقدم نحوها فى خطوات متباطئة بينما كانت هى تقوم تدريجيا كلما اقترب منها و قبل أن ينطق داعيا إياها للرقص قامت معه و قد أمسكت بيده و اتجهت نحو البيست و هى مبتسمة فقال لها فى هدوء :-
- انا بجد محسود الليلة دى
نادين : ليه يا كابتن ايمن ؟
ايمن : لانى بارقص مع اجمل انسانة فى الحفلة كلها
نادين : حضرتك مجامل اوى يا كابتن
ايمن لا خالص دى مش مجاملة اطلاقا ، انا اصلا عمرى ما طلبت من اى ست انى ارقص معاها
نادين : واضح كده انك مش بس مهارى فى الكورة ده انت كمان مهارى فى الغزل
ايمن : انا ؟ ابدا ده انا حتى عمرى ما اتكلمت بالشكل ده فاعذرينى لجرأتى
نادين :. لكن واضح انك بترقص كويس اوى
ايمن : بالع** ده انا على ادى خالص بس رشاقتك انتى بتساعدنى انى ارقص كويس يعنى تقدرى تعتبرى انى باقلدك فى الرقص و ماشى وراكى فى الحركة
نادين : هههه بس مش شايف ان حاضننى اوى بشكل ملفت
ايمن : هه ! اااااا انا اسف بجد ماكنتش واخد بالى خالص تحبى نقعد
نادين : ايه ايه يا كابتن انا بهزر ، لا خد راحتك خالص
ايمن : لا خلاص نطبق قواعد الرقص العادية بقا و اخد ايدك الشمال كده فى ايدى اليمين ، ايه الدبلة دى حضرتك متجوزة !
نادين : اه متجوزة دكتور رؤوف صالح ، تعرفه طبعا
ايمن : انتى متجوزة رؤوف ! معقولة
نادين : ليه مش معقولة
ايمن : هه ، لا ابدا بس ماكنتش اعرف ، يوم فرحكم كنت معزوم لكن كان عندى ماتش فى جنوب افريقيا فما قدرتش احضره لكن بعتتلكم تهنئة
نادين : اه حصل فعلا بس التهنئة كانت لرؤوف لوحده
ايمن : ماهو انا ماكنتش اعرف اسم حضرتك
نادين : و لا زلت ما تعرفهوش
ايمن : طيب ممكن اعرفه ؟
نادين : نادين !
ايمن : دكتورة نادين برضه
نادبن : اها دكتورة تجميل
ايمن : انا اتشرفت بيكى جدا ، كنت دايما باشوفك فى حفلات التكريم
نادين : اه فعلا انا دايما كنت باحضرها
ايمن : لكن ليه لوحدك مش مع رؤوف ؟
نادين : رؤوف مش فاضى لى يا كابتن بيعتبر دى امور اقل من اهتمامه
ايمن : طول عمره كدا رؤوف
نادين : الرقصة خلصت
ايمن : بالسرعة دى !
نادبن : تعالى نقعد بس المرة دى على ترابيزة واحدة ، ماشى ؟
ايمن : اكيد طبعا ، اتفضلى .. تشربى حاجة ؟
نادين : شربت
ايمن : طيب تحبى نروح مكان تانى ؟
نادين : ازاى و انت اساسا مدعو هنا للتكريم
ايمن : هههههههه تصورى نسيت
نادين : لا انا مش ناسية
ايمن : المرة دى التكريم انا حاسه بشكل مختلف ، مش بس تكريم من المجلة لكنه تكريم من الدنيا انى اتعرفت عليكى
نادين : مهارى مهارى يعنى ، كابتن ! بينادوا اسمك ايه مش واخد بالك و لا ايه ؟ قوم استلم جايزتك
ايمن : اه صحيح ده اسمى هههههه طب لما اقوم استلمها احسن يدوها لحد غيرى .
قطع رنين الهاتف ذكريات أيمن ليلتقط السماعه بضجر حتى يفاجئه صوت نادين الناعم وهى تقول بخفة ظل:-
- أتأخرت ليه في الرد اعترف كنت بتعمل أيه
لا يملك أيمن سوى أن يبتسم وهو يقول : -
- بتيجى دايما في وقتك .
نادين : حبيت أفكرك بميعادنا النهاردة ..هتبقى فاضى امتى .
ايمن : انا تقريبا النهاردة معنديش مواعيد النهاردة اى وقت تحبيه
نادين : الساعه سبعه في اللوبي مناسب ؟؟
ايمن : مناسب جدا هنتظرك .
يغلق أيمن الهاتف وهو يستحث الدقائق والساعات حتى يلتقي بنادين ، و في تمام السابعه يصل أيمن اللوبي ويبحث بعينيه عن نادين حتى يداعب انفه عبير يعرفه جيدا إنه عطرها الذي أسره منذ الوهلة الأولى .
تستقبله نادين بابتسامة عريضة وهى ترتدى فستانا أحمراللون تحت الركبة قليلا بدون اكمام و شعرها النارى منسدل على جانب وجهها الأيمن يزينه طوق ماسي رقيق وهاى هيلز ذهبي اللون جعلها وكأنها ملكة , كان أيمن يتفحصها بعين عاشق محب حتى استقرت عيناه على شفاهها التى تزينت بلون احمر قاني زادها أ***ة .
ايمن : مساء الخير يا نادين أيه الجمال ده .
نادين بابتسامة رقيقة وهى تمد يدها برقة لتضبط له ربطة عنقه :-
- طيب الجمال ده يستحق تسيبله نفسك خالص النهاردة ممكن .
يجيبها أيمن مشدوها :-
- ممكن بس ! ده الواجب .
تتأبط نادين ذراعه وتجذبه برفق ليمشي بجانبها وهو يشعر كأن بذراعه أنثى تضم نساء العالمين .. و بخطوات ثابتة ؛خطت نادين نحو مرسى اليخوت القابع امام الفندق لتشير بأصبعها قائلة :-
- أنا هخ*فك هنا شوية ممكن ؟؟
- اخ*فينى على طول مش بس شوية .
تضحك نادين ضحكة رنانة .. وتمضي وورائها أيمن لا يدري أى سحر هذا الذي يجعله مشدودا لها بهذا الشكل, لا يدري أهو سحر الخليج ، أم سحر عطرها ، أم أنوثتها سبب خدره .. تصعد نادين بخفة أحد اليخوت وتستدير برقة لتشير لأيمن أن يتبعها و إن لم يكن محتاجا لإشارة فلو ذهبت للقمر لاتبعها بدون سؤال .
صعد أيمن ليتفاجئ بطاولة ذات غطاء مخملى قرمزى اللون تضيئها انوار متراقصة على شكل شموع ، زهورالبنفسج التى يحبها ، وعشاء فاخر، وزجاجة شامبانيا .
اطلق أيمن صفارة اعجاب جعلت نادين تطلق ضحكاتها الرنانة ، واستدار أيمن وامسك بكف نادين وقبلها برقه .
دعته نادين للجلوس و أخذ أيمن يتجول ببصره يمينا ويسارا وهو ينظر لليخوت المظلمة من حوله كأنما نادين أضاءت ما حوله هو فقط فأظلم العالم الا ما لمسته هى .
أستأذنته نادين وقامت قليلا لينبعث صوت موسيقى هادئه وبخفة ظلها تقول : -
- اسمح لى النهاردة انا اللى اطلب منك ترقص معايا ؟
ليجيبها أيمن ضاحكا : -
- كده الموضوع ميتسكتش عليه .
التقط ايمن يدها الممدوة له واحتضنها بشوق حاول أن يكبح زمامه منذ بداية لقائهما.. اقترب أيمن يتنفس عبير عطرها :-
- أنا لسه فاكر برفيوم بتاعك ده من يوم الحفلة .
نادين : أنا كمان فاكرة إنه عجبك .
ابتعد أيمن قليلا لينظر لوجهها لتقاطعه قائلة : -
- سبع سنين زمن طويل بس مقدروش ينسونى ولا حرف من كلامك .
ايمن : سبع سنين كنتى فيهم الحلم .
سكتت نادين وكذلك أيمن وحاول أيمن تخفيف وطأة ال**ت ممازحا نادين :-
- أظن حاضنك اوى زى المرة اللى فاتت .
نادين : المرة دى لازم تحضن بقلب ، مش يلا بينا نتعشى .
جلسا سويا يتناولان الطعام وأيمن ينظر إليها من وقت لآخر الى أن قالت نادين : -
- للاسف مفيش مشروبات هنا الا شامبين وميه انا مش انتبهت الا دلوقتى .
ايمن : انتى بتشربي شامبين .
نادين : ولا عمرى شربت اى نوع ، وانت ؟
ايمن : بشرب بس مش على طول ومش كتير ، تحبي تجربي !
نادين : أكيد .
ايمن : لو مش حابة او قلقانة بلاش .
نادين : اقلق ازاى وانت معايا ، أنا ضامنة هلاقي كتف اسند عليه لو دوخت ،
ثم ضحكت برقة طبعت ابتسامة على شفاه ايمن ليرد قائلا بكل ثقة : -
- طبعا أنا دايما موجود جانبك .
أخذا يحتسيان كؤوس الشامبانيا وبدأت تظهر على نادين علامات الدوار ، فطلبت من أيمن أن يرجعا إلى الاوتيل .
وما أن قامت نادين حتى كادت أن تسقط فأمسكها أيمن من خصرها ، ومشيا سويا متجهان للاوتيل القابع أمام المرسى .
وصلا لغرفة نادين ، فتح أيمن باب الغرفة وحاول تركها تشبثت به فقالت له بنعومة و دلال :
* أيمن ارجوك خليك معايا أنا حاسة أنى فعلا تعبانة .
استجاب أيمن لرجائها ودخلا سويا جناحها الفخم و أوصلها لسريرها ، ارتمت نادين على السرير وهى بين الصحو والمنام ، حاول أيمن أن يخلع حذائها وهو يتأملها ورفعها لتنام معتدلة وقام من جانبها
....