بقيت تلك الكلمات ترن في رأسي و أنا أقود سيارتي عائدا إلى شقتي. هيون جونغ كان محقا، تيفاني لغز من الصعب حله. و أنا.. و أنا غ*ي.
و لكن إن كانت مدة سكنها المجانية لم تنتهي بعد، إذا لماذا غادرت بدون قول أي شيء؟
هل كان أمرا مستعجلا؟
ماذا تيفاني؟
لماذا لم تخبريني أنك ستغادرين؟
لماذا غادرت عندما بدأت كل الأمور تتحسن اﻵن؟
لماذا تيفاني؟ لماذا؟
ﻻ يمكنني تحمل أن أعيش بدونك.
أنتِ كل شيء في عالمي. أنتي مركز حياتي. حياتي أصبحت لها معنى عندما ظهرتِ أنتِ فيها. لقد لوّنتي حياتي. كل شيء هو أنتِ.
تيفاني أنتِ حياتي.
إذا غادرتي، علي أن أذهب معك. علينا أن نكون معا مهما حصل.
لماذا تركتني و رحلتي؟ لماذا؟
ضربت قبضتي على مقود السيارة. و سالت دمعة من عيني و أنا أفكر في سبب جعلها ترحل.
لماذا رحلت بعيدا عني بدون قول أي شيء؟ و ﻻ حتى قبلة أو وداعا. لماذا؟
تحول الضوء اﻷحمر إلى أخضر فإنطلقت بسيارتي بأقصى سرعتها و قلبي يتقطع بداخلي. دموعي كانت تسيل على خدودي و لم أستطع السيطرة عليها. و تيفاني هي سبب كل هذا.
إزداد قلقي.
“إحجز لي للطائرة المتجهة إلى لوس أنجلس غدا” أمرت عبر هاتفي و أغلقت الخط مباشرة.
واصلت السياقة ﻻ أعلم إلى أين.
سوف أجدك.
إنتظريني تيفاني…
عليك أن توضحي لي بعض اﻷمور.
End of SiWon’s POV
*في اليوم التالي*
Tiffany’s POV
لقد أصبح اﻵن اﻷمر واضحا وضوح الشمس. أوما و آبا قاما بإيضاح اﻷمر لي.
ببساطة، عائلتي كانت ترغب بالعودة إلى كوريا، موطننا اﻷم. فقد إشتاقوا إليه كثيرا. في البداية كانوا يخططون للعيش ثانية في سيوول، لكن بسبب عدم إيجادهم لمنزل يناسب ما نملك من مال، حاولوا اﻹتصال بأقاربنا في بوسان و سألوا مساعدتهم. لحسن الحظ أن هؤﻻء اﻷقارب إقترحوا علينا أن نسكن منزلهم الثاني الذي بجانب منزلهم.
هذه الهجرة كانت من المفروض أن تكون مفاجأة إلي. و هذا كان السبب في عدم إتصالهم بي لمدة طويلة، و هكذا كانوا سيفاجئونني بزيارتهم لي في سيوول.
لسوء حظهم، لقد هدمت مخططهم في مفاجأتي و عدت إلى المنزل دون إخبارهم . و عدت تحديدا عندما كانوا هم على وشك المغادرة في اليوم التالي.
لحسن الحظ سننتقل إلى بوسان و ليس سيوول. ﻷنه إن لم يكن كذلك، لم أكن ﻷستطيع منع نفسي من اﻹسراع إلى أحضان شيون.
علي أن أنتظر و عليه كذلك أن ينتظر. أعلم أنه سيتفهم سبب ما فعلته. فهذا قد كان لصالحك، شيون. أنا أثق أنك ستبقى في إنتظاري.
بعد أن إنتهيت من توضيب كل شيء، رؤية سواري في يدي ذكرني به. لقد كان السبب في موافقتي على أن أكون خادمته في بداية اﻷمر. نظرت إلى المرآة ووضعت يدي على قلبي. أغمضت عيني ثم أمسكت بالعقد الذي أهداني إياه. لقد كان رمز حبه إلي. فمرت كل الذكريات في ذهني و كأنها فيلم.
الهاتف الذي قدمه إلي، جعلني أبتسم ثانية و أنا أفتحه. مازلت أتذكر عندما قدم لي هذا الهاتف بسبب ظروف العمل. لقد إشتراه حتى يتمكن من أمري أين كان.
ما إن فتحت الهاتف حتى وجدت إتصاﻻت عديدة و رسائل منه. هيون جونغ أوبا و فيكتوريا أوني إتصلوا بي عديد المرات أيضا. إذا لقد علموا بما جرى…
نزلت دمعة من عيني بإبتسامة ضعيفة. لقد إهتموا بي جميعا و قلقوا علي… أنا حقا شاكرة لهم…
لكن أنا آسفة ﻷنني تركتكم جميعا، و خاصة أنت شوي شيون..
أعدت غلق هاتفي بسرعة و بدون أن أقرأ أيا من رسائلهم، ﻷنني أعلم أنني إذا قرأتهم فسيؤلمني ذلك أكثر مما أنا اﻵن.
بنفس عميق، مسحت دموعي التي نزلت على خدودي و أجبرت نفسي على اﻹبتسام أمام المرآة ثم خرجت من غرفتي و حقائبي في يدي.
ألقيت نظرة سريعة على منزلنا للمرة اﻷخيرة فرسمت إبتسامة صغيرة على شفتيّ.
“أوني، مالذي يؤخرك؟ سوف نتأخر على الطائرة!! أسرعي!!!”
قبل أن أغادر المنزل، ألقيت نظرة ثانية. الوداع يا منزلي.
سحبت حقيبتي ثم خرجت من حديقتنا الصغيرة. إتجهت نحو عائلتي الذين كانوا مستعدين للمغادرة و العودة إلى كوريا ثانية.
End of Tiffany’s POV
SiWon’s POV
إنسحبت من مكتب المدير غاضبا.
إذا هذا هو سبب رحيلها؟
بسببي أنا. أنا هو المشتبه به، السبب و المذنب في قرارها الرحيل.
تبا!! كل شيء بسببي!!!
كيف عرفتُ؟
في الصباح الباكر، إتجهت بسيارتي إلى الشركة الترفيهية ﻷخبر الرئبس و مدير أعمالي أنني أريد أسبوعا للراحة. حسنا، بالطبع أنا لم أكن أخطط للراحة، لقد إستغليت ذلك كعذر ﻷلقى بعض الراحة بعد تلك الشائعات. لكن الحقيقة هي أنني كنت سأذهب للبحث عن تيفاني كامل اﻷسبوع في لوس أنجلس.
إكتشفت أن الرئيس كان على علم بإختفاء تيفاني. فإنتابني الفضول كيف كان بإمكانه أن يعرفها؟ و عندما سألته، لم يجد غير أن يخبرني بكل شيء.
ﻻ أعلم إن كان علي أن أغضب منه أم ﻻ. أنا أعلم أنه لم يكن يرغب في فعل هذا، هو فقط لم يجد خيارا آخر، كما أن حلمي كان على المحك بسبب تلك اﻹشاعة اللعينة. عملي كان في المحك. و ﻻ أي شركة كانت ترغب بأن أصور لها فيلما دعائيا أو إشهارا… و اﻷسوأ لقد توقفت كل حفلاتي. تبا لهذا الصحفي الذي إفتعل كل هذا!! تبا له!!
إذا هذا ما قصدتِه عن رحيلكِ، تيفاني…
*عودة إلى الماضي*
“هل تحبين علم الفلك (الكواكب)؟” سأل شيون و قد نظر هو أيضا إلى اﻷعلى.
ساد صمت طويل.
إبتسمت تيفاني “أوبا، ماذا لو أنه قد حان الوقت حتى أتركك؟” سألت وهي ﻻتزال تنظر إلى اﻷعلى.
إلتفت إليها شيون حائرا “ياله من سؤال غ*ي… هل ستموتين؟” حاول ممازحتها معتقدا أن تيفاني كانت فقط تمتحنه.
“بشش. أنا لن أموت! أوبا، هل سوف تنتظرني؟” قالت بنبرة جدية.
“تيفاني، هل هناك مشكل ما؟ لماذا تسألين أسئلة كهذه؟ هل سوف تتركينني؟”
“فقط فضول…” إلتفتت عليه تيفاني ثم سألته من جديد “هل سوف تنتظرني عندما أغادر؟” نظرت إلى عينيه بعمق.
بدأ شيون يشعر باﻹنزعاج من سؤالها المفاجئ هذا و لكنه أجاب عليه رغم كل شيء “أنا شخص غير صبور، كيف بإمكاني اﻹنتظار؟ اﻹنتظار ليس من قاموسي!!” قال ممازحا.
عبست تيفاني “نعم… كيف تنتظر فتاة مثلي، فأنا ﻻ أساوي شيئا”
شعر شيون بطعنة في قلبه ‘أنا كنت فقط أمازحك!’ قال في نفسه.
ضحك شيون.
“هل يبدو لك هذا مسليا؟ أنا أتكلم بجدية!!” عبست تيفاني و قد ضمت يديها عند ص*رها.
“لقد كنت أمزح.. حسنا قبل أن أجيبك أخبريني لما تسألين؟ هل ستتركيني؟”
“أنا فقط أريد أن أعرف إلى أي مدى تحبني، هذا كل شيء” قالت تيفاني.
نظر إليها شيون بعمق في عينيها. فإلتقت نظراتهما.
“أنا مستعد ﻹنتظارك حتى بعد ألف سنة” قال شيون بكل إخلاص.
شعرت تيفاني براحة كبرى لسماعها تلك الكلمات منه، لقد شعرت بثقة من ما قاله لها. فرسمت إبتسامة عريضة على وجهها.
“و ماذا لو تركتك أنا؟ هل ستفعلين ذلك أنتي أيضا؟” سأل شيون.
“ﻻ” هزت تيفاني رأسها.
ملامح الصدمة ظهرت على وجه شيون. “حقا؟ هل سوف ترمينني و تتركينني بينما أنا أنتظرك؟! هذا غير منصف!!!”
ضحكت تيفاني “غ*ي! من المؤكد أنني سأنتظرك. إذا كنا حقا هذا قدرنا فحبنا سيجد طريقا ليجمعنا ثانية”
نظر شيون إلى تيفاني بشك، لقد بدى له كما لو أنها كانت تخفي شيئا ما، لقد بدى كما لو أن كل ما قالته حول المغادرة يمكن أن يكون صحيحا. تيفاني فقط إكتفت باﻹبتسام إليه بما أن كل كلمة كانت تخرج منها بدت كاللغز.
*عودة إلى الحاضر*
أنا آسف تيفاني. أنا آسف ﻷنني كنت أ**قا مغرورا.
إن كنت أعلم أن مهنتي ستكون العائق أمام علاقتنا، لكنت تخليت عن حلمي على أن أخسرك و تبتعدين عن أحضاني.
أنا أحبك..