1
إعجاب؟!! أوبا؟!!
أشرقت الشمس في أعين شيون الذي كان نائما، فتح عينيه و إذا به يشعر بشخص ما يعانقه بإحكام. ألقى نظرة فوجد تيفاني التي لا تزال نائمة تمسكه بإحكام من خصره و رجليها متشابكين برجليه. عبس حاجبيه في البداية و لكن فجأة إبتسم بينه و بين نفسه و داعب شعر تيفاني ’أعتقد أنّ البقاء هنا في القصر لمدّة أسبوع ليست فكرة سيّئة أبدا‘ هذا ما فكّر فيه شيون.
بقيوا على تلك الحالة لدقائق عديدة حتّى تحرّكت تيفاني، شعر شيون بذلك فإدّعى أنّه كان نائما ووضع وسادة على وجهه. قامت تيفاني بتمديد ذراعيها و فتحت عينيها ببطء. حينها شعرت أنّها مستلقية على مكان ناعم. أمسكت بملاية الفراش ’هل أنا على السـ- السرير؟‘
جلست مصدومة و عينيها مفتوحتان على وسعهما ’مالذي أفعله على السرير؟‘ . إلتفتت الى الجانب الآخر للسرير. وضعت يدها على فمها من الصدمة عندما رأت شيون نائما إلى جانبها.
“واااااااااااااااااااااااو!!!!!!!!!” صرخت تيفاني وهي تقوم بركل رجليها.
كادت أذني شيون تنفجر من صوت تيفاني. أبعد الوسادة عن وجهه، مدّعيا أنه يجهل ما يجري. و لكن عند إبعاده للوسادة التي على وجهه، وسادة أخرى قامت بضربه على وجهه مباشرة.
“مالذي فعلته بي، أيّها الأ**ق؟؟!!!!” صرخت ثانية و هي تغطي جسدها بيديها. جلس شيون و بقي ينظر إلى تيفاني بوجه قلق و قام بتكتيف يده، و لكنّه كان يبتسم بينه و بين نفسه.
“ماذا؟!! وضّح هذا أيّها المنحرف!!!” تيفاني تطلب توضيحا وهي تضمّ يديها عند ص*رها. و لكنّ شيون لم يقل كلمة واحدة و لكنّه كان يبتسم.
“يااااااا!!!!” تيفاني تصرخ و ترمي بالوسادة عليه ثانية “عليك ان تفسّر كل شيء!! إفتح فمك شيون المغفّل!!”
“يااا، تـ-توقفي أولا عن فعل هذا!! آآآوو!!” قال شيون وهو يغطّي رأسه بيديه.
“لن أتوقف!! أوضح لي ما جرى حالا!!!!” بقيت تيفاني تضربه بالوسادة دون توقّف.
“آآآوو! آرااسو!!” أمسك شيون بمعصمي تيفاني بإحكام و نظر إلى عينيها.
“منحرف!!” أبعدت يديها عنه و نظرت إلى شيون.
“منحرف؟؟! هه!!” إبتسم ثمّ أكمل “لو انّكِ فقط تعلمين كم كنتِ تحضنينني بإحكام كما لو كنتُ وسادة طيلة اللّيل. إذا من المنحرف بيننا الآن؟”
لم تستطع تيفاني أن تقول كلمة واحدة فقد تذكّرت كيف أنّها كانت تعانق شيئا دافئا بإحكام عندما كانت نائمة ’إذا كان ذلك دفء شيون الذي شعرت به؟‘ هذا ما جال في خاطر تيفاني حينها.
إحمرّ وجهها و حينها قامت بضرب شيون ثانية “يااااا، إذا أيّها المنحرف لما أنا على نفس السرير معك؟”
“توقّفي عن ضربيي!! لماذا؟ هل أعجبك النوم في الخارج؟ أنتِ تدينين لي بحملكِ الى الداخل ووضعكِ على السرير؟”
“كنتُ أفضّل النّوم في أيّ مكان بدونِكَ إلى جانبي، لماذا لم تضع مجموعة وسادات بيننا”
“آآآوو!! توقّفي عن ضربي!! لقد وضعت مجوعة وسادات بيننا” أوضح الأمر.
نظرت تيفاني إلى الأرض لترى مجموعة وسادات مبعثرة فإستنتجت أنّها هي من قامت برميهم على الأرض أثناء نومها.
“أرأيت، إنّه خطأكِ” إبتسم.
“أوه، أغلق فمكَ!” إقتربت منه تيفاني و أخذت تضربه حتّى…………………………
………………………….
………………………….
………………………….
………………………….
“أووووووه!!!” تأوّه إثنانتهما.
سقط الإثنان من السرير و قد وقع شيون على تيفاني. لقد كان كما لو أنّ الوقت توقّف بينهما و بدأت قلوبهما بالخفقان و إلتقت عينيهما. لقد كانت المرّة الأولى لهما بهذا القرب.. لاحظ شيون بشرة تيفاني النّاصعة و شفاهها. ’أنا حقّا معجب بها‘ هذا ما جال في ذهن شيون حينها.
سمعوا أحدا يفتح الباب “سيّدي الإفطار جاهـ — أوبس أنا آسفة” قالت الخادمة و لكن عندما رأتهما فوق بعضهما البعض إعتذرت و خرجت ثم أغلقت الباب.
“أحم… هل بإمكانكَ النّهوض عنّي؟ إنّك ثقيل ” قالت تيفاني و قد كانت خدودها الحمراء واضحة على وجهها.
نهض شيون عن تيفاني و هو خجول. “أنظري إلى المرآة، إنّ وجهكِ محمرّ!” مازحها شيون و في الواقع لقد كان ذلك صحيحا.
“أهه؟! لست كذلك!!” إحمرّ وجهها أكثر وهي تقول في نفسها ’لماذا أشعر هكذا؟ لماذا قلبي لا يتوقّف عن الخفقان؟‘
بينما كان شيون يفكّر ’سوف أسخر منها أكثر!‘ فقال وهو يقلّدها كيف كانت تعانقه وهي نائمة “هل كنتي معجبة بي إلى هذا الحدّ لتعانقينني هكذا”.
“يااااا”
“إذا أنتِ معجبة بي، هذا يفسّر ما جرى!” قال وهو يشير إلى وجهها الأحمر.
إلتفتت إلى المرآة لترى وجهها الذي كان يشتعل إحمرارا و قالت صدومة “أومو!!”
“أرأيت، أنتِ معجبة بي… لا تقلقي إنّني أقبل مشاعركِ” لقد كان مستمتعا بالسخرية من تيفاني.
تيفاني قامت بصرّ أسنانها ثم داست برجلها على الأرض بقوّة و هي متّجهة إلى الباب.
أمسكَ شيون بيدها و قال “آيغوو، لم أكن أعلم أنّك معجبة بي في السّرّ. فقط إبقي بهذا الوجه المحمرّ دائما، إنّك تبدين جميلة هكذا” لقد كان شيون يعني حقا ما قاله.
سحبت تيفاني يدها و نظرت محدّقة به “أنا لـ- لستُ… أغغغغ” لم تكمل كلامها و إتّجهت إلى الباب و أقفلته بقوّة بعدما خرجت.
إستندت على الحائط و أمسكت مكان قلبها الذي لا يكفّ عن الخفقان ’ما هذا الذي أشعر به؟ هل أنا معجبة به؟‘.
كانت تيفاني تتجوّل في أنحاء غرفة الجلوس الواسعة، عندها فجأة أمسك شيون بمعصمها لتلتفت إليه. و أخذ يسخر منها ثانية.
“آيغوو، هذا جيّد. فقط إحتفظي بهذا الإحمرار على خدودك ، آراسوو. هذا يعجبني”
تيفاني قامت بصرّ أسنانها بإزعاج ثمّ سحبت يدها منه و قالت “أنظر، أنا لست أشعر بأيّ إحمرار في وجهي! أنت فقط مستمتع بالسخرية مني”
“أوه، حقّا؟ إذا دعيني أمازحكِ هكذا طيلة الأسبوع، إنّ هذا سيسرّني جدّا” إبتسم شيون.
لقد أصبحت تيفاني منزعجة جدّا الآن. لذا و قبل أن يهجم عليها ثانية، فكّرت في شيء ما ثمّ داست على قدم شيون اليسرى.
“آآآوو!!” قال شيون بألم ممسكا برجله، بينما هربت تيفاني بعيدا عنه.
“ياااا!! تيفاني!!! سوف أقتلكِ!!!” بدأ شيون يجري وراءها و أصبحوا يركضون في كلّ أرجاء القصر.
“أنا أكرهكَ شوي شيون!!!” قالت تيفاني بصوت عال و هي تجري في الرواق.
كانت تجري و تجري و شيون خلفها يحاول اللحاق بها.
أصبحا الآن في الطابق العلويّ و مازالا لم يتوقّفا.
كانت تيفاني تصطدم بالخدم و تعتذر ثمّ تواصل الجري أمّا شيون فمازال يحاول الإمساك بها.
كان الخدم يبتسمون لرؤيتهما يطاردان بعضهما.
“هوانغ مي يونغ!!!” نادى عليها شيون. فأخرجت تيفاني لسانها و هي تلتفت إليه و تواصل الجري “بلاه بلاه يلاه!”
مازالا يجريان بدون توقّف.. حتّى أمسكَ بها شيون و سحبها إليه.
“لقد أمسكتكِ! لن تستطيعي الهرب منّي ثانية،
Coffee Girl!”
قال شيون بنبرة إنتصار.
كانت تيفاني تحاول سحب يدها منه لكنّها لم تستطع لأن شيون كان يمسكها بإحكام. فنظرت إليه و قالت “يااااا! توقّف عن هذا!!”.
“آنيوو! لن أترككِ إلاّ عندما تقولين أنّكِ معجبة بي!” طلب شيون.
“ماذا؟؟!! هل جننتَ؟! ألا تحتاج إلى طبيب؟! إنّك تتصرّف بغرابة حقّاا” قالت تيفاني.
نظر إليها شيون و قال “حسنا، ربّما أنا بحاجة لطبيب كي يفحصني..”
“أحم، أحم”
شيون و تيفاني نظرا إلى بعضهما ثمّ إلتفتا الى مكان الصوت. كان السّيّد شوي يقف أمامهما. شيون ترك يد تيفاني و إختفت إبتسامته.
“هل يمكنني التّحدّث إليك لدقيقة؟” طلب السّيّد شوي من شيون.
نظر السّيّد شوي الى تيفاني بنظرة كأنه يطلب منها أن تتركهما لوحدهما، فلبّت تيفاني طلبه.
“عن ماذا سوف نتحدّث؟” قال شيون بإستهزاء.
“شيون أنظر، لديّ الكثير من الأشياء التي أريد أن أوضحها إليكَ، أنا…….”
“آنيوو، لا أرغب في سماع توضيحاتكَ، لا أريدك أن تتحكّم بي ثانية، أتركني أعيش حياتي” قاطعه شيون و هكذا غادر تاركا جدّه وراءه.
كانت تيفاني قد شاهدت كلّ ما جرى ’شيون إنّك تسيء فهم جدِّكَ، كان عليك سماعه‘ قالت بينها و بين نفسها.
*************************
إتّجه شيون إلى سيّارته و قد كان جاهزا عندها و فجأة ظهرت تيفاني من ورائه تنظر إليه مندهشة.
“إلى أين أنت ذاهب؟” تيفاني سألت بفضول.
تصلّب شيون مكانه و قال “إلى مكان ما. لماذا؟ هل تريدين المجيء معي؟”
“آنيوو، كان ذلك فقط فضولا. حسنا، أتمنّى لكَ سفرة آمنة” قالت تيفاني ثمّ إلتفتت لتغادر.
“تعالي معي!” قال شيون بصوت لطيف.
توقّفت تيفاني قليلا ثمّ أكملت سيرها. حينها و فجأة شعرت بيد تسحبها ثمّ وجدت نفسها داخل السّيارة “أومو! ياا! لقد قلت لكَ لا أريد الذهاب، ألم تفهم؟!”.
إكتفى شيون بالإبتسام ثم أقفل باب السيارة.
أثناء الطريق، قامت تيفاني ب**ر حاجز الصّمت وهي لا تزال تشتعل غضبا كيف أنّه قام بجرّها و إدخالها داخل السّيّارة “إلى أين نحن ذاهبون؟” سألته بوضوح.
“سوف ترين” أجابها بإختصار وهو يبتسم.
“آآيش!” شعرت تيفاني الغضب من إجابة شيون الغير مفهومة. فبقيت تنظر من النّافذة وهي تنتظر إلى أن سيأخذها. بعد دقائق،
توقّفت السيارة فجأة.
شيون كان أوّل من نزل من السّيّارة و تبعته تيفاني. نظرت تيفاني من حولها و كلّ ما رأته كان محلّ أزهار أمامهم. دخل شيون المحلّ و تبعته تيفاني.
نظر شيون في أرجاء المحلّ يبحث عن الباقة المناسبة التي سيشتريها. بينما كانت تيفاني منبهرة بجمال الأزهار المعروضة في المحل، لقد كانت تنظر إليهم بإنبهار متناسية أمرى شيون. كانت تتنقّل من زهرة إلى أخرى و تشتمّ عبيرها.
بعد دقائق من البحث، إنتبه شيون أنّ تيفاني لم تكن إلى جانبه. حتى جلب إنتباهه مظهر شخص بجانب مدخل المحل كان ينظر إلى الأزهار بإعجاب شديد، لقد كانت تيفاني نفسها. إكتفى بالإبتسام لرؤيته تيفاني التي كانت جذابة حينها ثمّ أكمل بحثه عن الباقة. فجأة إتجهت نحوه سيّدة كبيرة في السنّ آتية من الدّاخل “شيون-شي، هل هذا أنت؟” قالت من وراء شيون.
إلتفت إلى الوراء ليجد تلك السّيّدة تبتسم إليه “آجوماا، كيف حالكِ؟” كان شيون متفاجئ لرؤية تلك السّيّدة ثانية.
“أنا بخير، و أنتَ كيف حالكَ؟ إنّك تبدو أوسم من ذي قبل. آيغوو، إنّكَ تكبر جيّدا!” قالت السيدة.
“أنا كذلكَ بخير” أجاب شيون مبتسما.
“هل تبحث عن باقة أزهار؟” سألته.
كان شيون يحدّق في الأزهار و إكتفي بأومأة رأسه.
“لقد مرّ وقت طويل لم تزرهما فيه، أليس كذلك؟”.
أومأ رأسه ثانية حتى رأى باقة الأزهار المثاليّة. فإلتفتَ إلى السيّدة و قال “آجوماا، سوف آخذ هذه” أشار إلى الباقة فإلتفتت السيدة إلى حيث أشار شيون.
“وااااو إنها جميلة جدّا!!” لقد كان صوت تيفاني الذي إنتشر في أرجاء المحل.
السيدة و شيون إلتفتوا إلى مص*ر الصوت ليروا تيفاني التي كانت تنظر إلى باقة الأزهار بسعادة.
“من هي؟ هل هي معكَ؟” سألت السّيّدة شيون فإبتسم و أومأ رأسه.
“حبيبتكَ؟” سألت ثانية.
شيون لم يقل شيئا بل إكتفى فقط بالإبتسام ، فأكملت السيدة قائلة “إنّها لطيفة جدّا، أنتما الإثنان حقا تمثلان ثنائيّا رائعا! إنّكما تليقانِ ببعضكما كثيرا”
“أمم… هل بإمكاني أخذ هذه الآن؟” قاطع شيون السيّدة التي كانت لا تزال تنظر الى تيفاني.
“أوه! نعم، سوف أعطيك إياها حالا” أخذت السيدة باقة الأزهار و أعطتها إلى شيون.
“هاهي الأزهار، إنني أعلم أنهما سيحبانها كثيرا” قالت السيدة و هي مبتسمة.
أخذ شيون الأزهار و بإبتسامة قال “شكرا لكِ آجوماا، سوف أزوركِ هنا أكثر من الآن فصاعدا!”
“مع حبيبتكَ، أراسوو؟” قالت و هي تلقي نظرة على تيفاني. إبتسم شيون و إتّجه إلى تيفاني ، ثمّ خرجا هما الإثنانِ و صعدا السّيارة. كانت السيدة تشاهدهما و هما مغادران “بإمكاني رؤية أنهما سيعيشان معا بسعادة في المستقبل” قالت ثمّ عادت إلى عملها.
في البداية، كانت تيفاني تشعر بالفضول لرؤية باقة الأزهار التي كان يحملها شيون حينها و فجأة خطر على بالها ’نحن ذاهبون إلى قبر والديه، لقد كنت أشعر بذلك‘
حينها أوقفوا السيّارة بجانب أرض عشبيّة. لقد كانت تيفاني محقّة فقد وصلوا إلى المقبرة.
نزل شيون من السيارة أوّلا و قد تبعته تيفاني. كانت تمشي وراءه و فجأة توقّف أمام قبر.
رأت تيفاني شيون وهو يضع باقة الأزهار على القبر و قال
” Umma و Appa
كيف أنتما الإثنان في الآن؟ يمكنني الشعور أنكما بأفضل حال هناك. هل إشتقتم إليّ؟”.
وقفت تيفاني بجانب شيون و بدأت تقدّم نفسها إلى القبر
“Annyeong!
تشرّفتُ بلقائكما، أنا خادمـ….”
قاطعها شيون قائلا
“Coffee Girl!”
ثمّ أكمل قائلا “أنا سعيد بأن أقدّم لكم
Coffee Girl
خاصّتي،
Umma و Appa .
إسمها هو تيفاني. تبدو قبيحة، أليس كذلك؟” إبتسم فنظرت إليه تيفاني بغضب.
“يااااا، أنا خادمـ…”
” Umma و Appa،
آسف لصوتها الصاخب و المزعج و لكنّها خرساء” قال مبتسما.
نظرت إليه تيفاني بغضب و لكنّها حاولت التهدئة من نفسها. فرغم غضبها الشديد، رؤية إبتسامة شيون المرسومة على وجهه وهو يحدّث والديه جعلتها تمرّر له ذلك.
نظر إليها شيون و لكنّها إلتفتت الى الجهة الأخرى. شعرت بصمت غريب فسألته رغم أنّها كانت تعرف الإجابة مسبقا “أمم… حسنا، أعلم أنّ هذا سؤال حسّاس. و لكن كيف ماتا؟” قالت تيفاني وهي تبتلع ريقها.
نظر إليها شيون بإهتمام ثمّ إبتسم و قال “تريدين معرفة القصّة؟”
أومأت تيفاني رأسها.
“لقد كان ذلك منذ سنوات، عندما ماتا في حادث سقوط طائرة. إنني أكره التحدّث عن الأمر، و لكنّهما ماتا في يوم عيد ميلادي. لو أنّ جدّي لم يقم بطردهما بسبب حلمي المستقبلي، لما كانا قد ماتا و ربّما لكانا الى جانبي إلى حدّ الآن و يدعمانني في كلّ شيء أقوم به”
شعرت تيفاني بألم في قلبها لسماعها للقصّة من جانب شيون.
أكمل شيون “حسنا، كما تعلمين فإنني أكره جدّي لكونه لا يهتمّ إلاّ لأمر الشّركة . فهو يريد أن يقرّر كلّ شيء لوحده دون الإكتراث بما يشعر به الآخرون. مثل أبي، أحلم أن أكون مغنّي مشهور. و لكن قبل أن أبلغ ذلكَ، جدّي كان يرفض الأمر تماما لأنّه كان يريدني أن أكون وريث الشركة رغم أنني لم أكن أرغب في ذلك. لهذا هربت من البيت و واصلت حلمي و هذا أنا الآن مغنّي مشهور في كوريا.” ثمّ إبتسم.
شعرت تيفاني بدفء في قلبها لأنّ شيون فتح لها قلبه و أخبرها بماضيه. لكنّها شعرت بشفقة تجاهه لأنّه لا يملك عائلة متكاملة بما أنّ عائلتها هي كانت قويّة متماسكة و متفهّمة. إبتسمت لإبهاج الأجواء و لكن شيون قطع ذلك عندما قال “Umma،
مارأيكِ بـ
Coffee Girl
خاصتي؟
هل علمتي أنّها قامت بإفسادِ قميصي المفضّل بسبب كوب من القهوة؟” لقد كان كطفل يكلّم أمّه بنبرة حزن.
“لستُ
Coffee Girl
خاصّتكَ! لقد كان ذلك حادثا، لم أكن أقصد الإصطدام بكَ” إحتجّت تيفاني.
“أوموو، لقد إحمرّ وجهكِ ثانية!” كان شيون يمزح معها رغم أنّ هذه المرّة لم يكن الأمر صحيحا.
قامت تيفاني بلمس وجهها و عندها إحمرّ وجهها حقّا.
“آيغوو،
Appa
أنظر إنها معجبة بي” قال وهو ينظر إلى القبر.
بدأت تضربه بيدها بسبب الإنزعاج “توقّف عن السّخرية منّي و إلاّ ستندم على ذلكَ”.
“إفعلي إن إستطعتي!” أمسك شيون بكلتا معصميها فتوقّفت تيفاني عن ضربه و نظرت إليه عابسة حاجبيها “أنتَ أ**ق!! هل جننتَ؟!!” صاحت في وجهه.
فجأة فقد شيون إتّزانه فسقط الإثنان معا و قد كانت تيفاني هي فوق شيون هذه المرّة.
إحمرّت وجوههما.
“نعم، أنا حقّا لا أعلم كيف جعلتني أجنّ بسببكِ تيفاني” إعترف لها شيون بإبتسامة على شفاهه.
“ماذا قـ-قلت؟” سألت تيفاني لجعل الأمور واضحة في ذهنها لأنّها كانت تشكّ أنّها سمعت شيئا خاطئا.
“إنّكِ تجعلينني أجنّ بكِ تيفاني، أشدّ الجنون..” إعترف شيون.
أومضت تيفاني عينيها لما سمعته فقالت في نفسها ’إنّه فقط يمازحني‘.
إبتعد الإثنان عن بعضهما و بقيا يتذكّران ما حصل للتّو و قلوبهما تنبض بسرعة.
’أنا فعلا معجب بكِ تيفاني، أنا حقّا كذلكَ. فقد سبق و أظهرت لكِ هذه المشاعر التّي تشتعل في داخلي‘ قال شيون في نفسه.
’إنّه فقط يتلاعب بي ثانية، إنّه فقط يسخر من مشاعري.. و لكن هل أنا أقع في حبّه الآن؟‘ قالت تيفاني في نفسها.
وقفت تيفاني بسرعة و قامت بنفض الغبار عن ملابسها. كانت تلقي نظرات سريعة يمينا شمالا بسبب الشعور الغريب الذي كان بدخلها حينها. بعد ثوان، وقف شيون أيضا، كان مقابل تيفاني. فظهرت إبتسامة على وجهه عندما لاحظ النظرات الحرجة في عينيّ تيفاني. “لقد كنتُ محقا، أنتِ تكنّين لي مشاعر إعجاب” إقترب منها وهو يبتسم. سمعته تيفاني و تحوّلت ملامح وجهها إلى ملامح غضب و نظرت إليه بنظرات مُم**تَةٍ. و فجأة إصطدم رأسها برأس شيون “آآآآوو..”
“يااااا” أمسك شيون بجبهته المتألّمة، لكن قبل أن يستطيع الإمساك بتيفاني حتى ينتقم منها كانت هي قد ذهبت بعيدا.
“في خدمتِكَ دائما شيون القبيح!” قالت تيفاني وهي تخرج لسانها و تسخر منه. ركض شيون بسرعة تجاه تيفاني التي هي أيضا كانت تجري مبتعدة عنه.
لقد كان مساء عندما عادا إلى القصر مخفيان إبتساماتهما لما حصل معهما سابقا.
لقد كانت خدود كليهما محمرّة خجلا بعض الشيء. فإنّ كلّ شيء مازال جديدا في ذهنهما، كيف أنهما كانا يمازحانِ بعضهما البعض و كيف كانا يطاردان بعضهما البعض دون توقّف. لقد كانا الإثنان غارقان في ذكرياتهما. دخلا إلى الداخل جنبا بجنب عندما أعادهما إلى الواقع ترحيب السّيد شوي “آيغوو.. مساء الخير تيفاني و شيون”. قامت تيفاني بالإنحناء بينما وقف شيون و قام بتكتيف يديه.
“أين كنتما؟ لقد كنت أبحث عنكما الإثنان في الأرجاء، خاصة أنتَ شيون، أريد التّحدّث معك بشأنِ أمرِ مهمّ…” قال السيد شوي بإبتسامة ضعيفة.
نظرت إليهما تيفاني بقلق، فالجوّ لم يكن جيّدا أبدا. لقد كانت تشعر بذلك.
“ماذا؟ عن الشركة؟” تهجّم شيون. كان السيد شوي على وشك مقاطعته و لكنّه لم يستطع لأنّ شيون لم يفسح له المجال ليقول أيّ شيء و أكمل “جدّي، كم مرّة عليّ أن أخبرأ أنني لا أهتمّ أبدا بهذه الشركة الحمقاء!! ليس هناك ما نتحدّث عنه” داس برجله بقوّة و صعد إلى الطابق العلوي تاركا جدّه و تيفاني مصدومان بسبب هيجانه المفاجئ.
شعرت تيفاني بالغضب منه لأنّه لم يكن يحترم ما بقي له من عائلته، السيد شوي.
إتّجهت تيفاني إلى السيد شوي الذي كان على وشك البكاء وهو يضع يده على جبينه مخفيا عينيه. لفّت تيفاني ذراعها حول السيد شوي و حاولت التخفيف عنه.
“ربما هو بحاجة لبعض الوقت حتّى يفكّر. لا تقلق سوف أحاول مساعدتكَ. ششش” ربّتت تيفاني على ظهر السيد شوي حتى تطمئنه.
“فقط أريد أن أقول أنا آسف لما فعلته..” قال وهو يبكي و يضع رأسه على كتف تيفاني “شكرا لكِ تيفاني… شكرا لقلقكِ… و شكرا لكونكِ دائما هنا لأجل شيون..”
بعد دقائق، فتحت تيفاني باب الغرفة، التي يتقاسمانها، بهدوء. و لكنّ شيون لم يكن هناك.
“أين هو؟” سألت نفسها و هي تدخل الغرفة و تجول بنظرها في الأرجاء باحثة عنه و لكنّها لم تجده. تنهّدت تيفاني و مباشرة توجّهت إلى الحمام لتستحمّ. بعد أن أكملت إستحمامها و غيّرت ملابسها، وقفت أمام المرآة و ذهنها مشغول بشيون فقط.
’منذ أن عرفتُ حقيقة ماضي شيون، و أنا لا أكفّ عن التفكير فيه…. مالذي يمثِّلهُ بالنسبة لي؟‘ سألت نفسها.
أخيرا نظرت إلى لمرآة مرّة أخرى و أخذت نفسا ببطء لتستعيد تفكيرها.
عندما فتحت الباب، رأت ظهر شيون الذي أسرع بالقفز على السرير و دفن وجهه بين الوسادات. إتّجهت إليه تيفاني عابسة حاجبيها “هاي! هاي! هاي! لا تقل لي أنّك ستنام هناك؟”
نظر إليها شيون “إذًا؟ هناك يوجد أريكة، إكتفي بها” ثمّ دفن وجهه ثانية بين الوسادات. داست تيفاني بقدمها على الأرض بقوّة بسبب الغضب، مع يديها على خصرها “شيون الحقير و القبيح و الشّرير! لعنة عليكَ” تمتمت بصوت مسموع.
“بماذا ناديتني؟” نظر إليها شيون و قد رفع حاجبيه.
“شيون الحقير و القبيح و الشّرير! لعنة عليكَ” أعادت بصوت ممازح.
“هكذا إذا؟ حسنا، قولي ما تشائين و دعيني أنام” قال و عاد الى دفن وجهه بين الوسادات.
“تشش. لقد إعتقدتُ أنّك قد أصبحت لطيفا الآن… همم وووو مخيف جدّا!” كانت تمازحه و هي لم تستسلم بعد من جعله يترك لها السرير كي تنام عليه لوحدها.
إلتفت إليها شيون ثانية “هل تريدين النوم بجانبي؟” قال وهو يضرب بيده على الفراغ الذي بجانبه على السرير.
هزّت تيفاني رأسها لتقول لا و عبست بشكل ظريف.
“وواااو، هل يمكننكِ أن تعبسي مرّة أخرى” أمرها.
نظرت إليه تيفاني مستغربة.
“لقد قلتُ إعبسي مرّة أخرى”
’هل هذا ما يريده؟ حسنا سوف أظهر له عبوسي الأكثر ظرافة، هكذا سيتركني أنام على السرير‘ هذا ما جال بعقل تيفاني حينها.
عبست.
“مرّة أخرى” قال شيون كابحا ضحكته.
إمتثلت لأوامره و أظهرت له عبستها الجذّابة. ضغط شيون على شفاهه لكبت الضحكة التي بداخله.
“إعبسي بـ
aegyo “
أمرها. بينما كانت تيفاني تتبع كلّ أوامره فهي لم تكن تعلم أنّه كان فقط يسخر منها.
’تيفاني الحمقاء. لكنني أعترف أنّكِ تملكين العبسة الأكثر جاذبيّة التي رأيتها في حياتي. آسف هاهاها‘.
“و الآن إلتفّي” أمرها مرة أخرى فإلتفّت تيفاني.
“و نامي على الأريكة” أمرها أخيرا مبتسما.
بدأت تيفاني تمشي بإتجاه الأريكة و عندما أيقنت مالذي كانت تفعله نظرت إليه بغضب و قالت “شيون-شي!”.
حاولت السيطرة على غضبها و إبقاءه داخلها و لكن سماع قهقهة شيون التي لا تتوقّف جعلها تغضب أكثر.
إلتفتت و توجّهت إلى السرير لتضرب شيون.
و لكن قبل أن تفعل ذلك، فقد كان كما لو أنّه كان يسمع أفكارها، فأسرع و أمسك بمعصميها بكلتا يديه و إقترب من أذنها و همس “بالمناسبة، إبتداء من الآن ، ناديني أوبا”.
“أ-أوبا؟؟” قالت تيفاني مصدومة.
********************