تيفاني لم تستطع قول أي شيء ثانية و قلبها كان يهتزّ فرحا لم تفهم سبب ذلك. شيون لاحظ ملامح تيفاني و قام بسحب يدها في قبضته بلطف.
’أنا حقا لا أمازحكِ أو ألعب معكِ، كل شيء قلته و فعلته لم يكن لعبا بالنسبة لي، لقد كنت أعني كلّ ذلك. ألا تشعرين بذلك؟ أنا واقع في حبّك……. أنا حقّا كذلك‘ هذا ما جال بخاطر شيون حينها.
’لماذا تدقّ بهذه السرعة ثانية؟ بماذا أشعر تجاهه؟ هل أ-أنا حقّا مـ – معجبة بشـ – شيون؟ كيف أعرف ذلك؟ أوه يا إلاهي، ساعدني! أنا حائرة جدّا‘ هذا ما جال بخاطر تيفاني حينها.*في صباح اليوم التالي*“أين البقية؟ الخدم… حسنا، الجميع ليسوا هنا حتى جدي” قالت تيفاني بقلق إلى شيون الذي كان حائرا أيضا “لماذا نحن الوحيدون الباقون هنا؟”
شيون نفسه لم يكن يعلم بماذا يجيبها، حتى رنّ هاتفه.
“شيون!!!” جدّه حيّاه بمرح على الخط الآخر.
تيفاني بقيت تنظر إلى شيون حائرة.
“جدي أين أنت؟ أين الجميع؟” بدأ شيون يسأل.
“لا تقلق الجميع في يوم راحة.، بالمناسبة، أريدكَ أنت و تيفاني أن تذهبا إلى مدينة الملاهي عند التاسعة صباحا … حسنا، عليّ الذهاب الآن، إستمتعو” قال السيد شوي مبتسما.
“إنتظر….” شيون كان على وشك السؤال أكثر و لكن السيد شوي كان قد أغلق الخط.
تيفاني كانت تشاهده وهو يضع هاتفه في جيبه “ماذا قال؟” سألت رافعة حاجبها.
’لقد خطّط جدي لكل هذا، يجب أن أحتفظ به سرا عنها في الوقت الحالي‘ فكر شيون قبل أن يجيبها.
“لقد قال أنهم جميعا في يوم راحة و أنه علينا الذهاب إلى مدينة الملاهي عند التاسعة صباحا”
“أتساءل لماذا…. مممم” عبست تيفاني بلطافة.
“لم يذكر لماذا…. لكنني أعتقد أنني أعرف مسبقا…” هزّ شيون كتفيه و مشى بعيدا.
“هاي، إذا ماهو؟” تيفاني نادت عليه و قد إزداد فضولها.
“سوف ترين لاحقا… لا تكوني متحمّسة جدّا” لوّح فقط بيده و تركَ الغرفة تاركا تيفاني و قد إزداد فضولها و حيرتها.
’جدي أنتَ الأفضل!‘ هتف شيون في نفسه.وصل الإثنان إلى مدينة الملاهي قبل التاسعة. تيفاني لا تدرك بعد لماذا هما هنا. بينما شيون كان يبتسم إبتسامة عريضة لم يظهرها طيلة حياته. كانت تيفاني منجذبة الى أل**ب معينة و لكن طبعا فقط كونها في مدينة الملاهي مرة أخرى بعد سنوات طويلة جعلها ذلك تكون سعيدة و متحمسة كأنّها فتاة صغيرة.
“إنه جميل!!! آخر مرة زرت فيها مدينة الملاهي كانت عندما كنت في العاشرة من عمري، و الآن ها قد عدت!!!” قالت بحماس واضح و بدأت تجري في كلّ مكان و شيون ينظر إليها ببهجة.
“هاه.. لماذا نحن الوحيدون هنا؟” ثم لاحظت تيفاني أنهم الزبائن الوحيدون في ذلك اليوم. من المعتاد، أن يكون هناك عائلات و أصدقاء و ثنائيات يأتون إلى هنا للإستمتاع. و لكن هذه المرة كان إستثناء فشيون و تيفاني كانا الزبونان الوحيدان هناك مع العاملين.
“شيون، هاي!!” نادت تيفاني.
“أوه؟” أجابها شيون.
“لماذا نحن الوحيدان هنا؟ عدى العمال؟” نظرت إليه بإستغراب فإبتسم لها شيون “لماذا؟” نظر بتمعن في عينيها.
“آيش، توقف عن النظر إليّ بهذه الطريقة فأنت ترعبني…. الآن قل لي مالذي نفعله هنا بالتحديد؟” سألت.
بعد صمت قصير…
“نحن الآن في أول موعد لنا” إبتسم شيون وهو يعض على شفاهه.
“مـ – موعد؟؟!!!” إنخفظ فكّها و قد صُدمت تيفاني.
بقيت واقفة في صدمة حتّى أمسك شيون بيدها و لفّها بيده “هيا بنا!! لنجعل هذا الموعد الأوّل ممتعا” قال بإبتسامة عريضة وهو يجرّ تيفاني التي لاتزال مصدومة.“الأفعوانية!!!!!! لنذهب هناك!!!!!” أخذت تيفاني تقفز في مكانها من الحماس ثمّ قامت بجرّ شيون.
“لـ-لا….” تمتم و لكن تيفاني قد سبق و دخلت.
تيفاني كانت سعيدة جدا ما إن جلست على الكرسي و بجانبها شيون الذي بدا عليه القلق. بدأت اللعبة. تيفاني كانت ترفع يديها الى الأعلى لتشعر بالهواء الذي كان يضرب وجهها. لقد كانت فعلا سعيدة. بينما شيون بقي يبتلع ريقه بصعوبة لأنه كان خائفا. أغلق عينيه محاولا عدم فضح نفسه، و لكن….
بدأت الأفعوانية تتقدم بسرعة أكبر.
صاحت تيفاني من الحماس “آآآآآآآآآآهههههههههه”
’كيف لفتاة أن تحب لعبة مخيفة كهذه؟‘ سأل شيون في نفسه.
“شيون لماذا تغلق عينيكَ؟؟!!!” قالت بصوت عال وهي تتكئ عليه. المركبة كانت على وشك الوصول الى القمة “إفتح عينيكَ!!! لا تكن خائفا!!! هيااا بنا!!! وااااااااااا” و نزلت العربة بأقصى سرعة، ثمّ دارت ووصلت إلى عقدة و شيون مازال خائفا.
تيفاني كانت تضحك بأعلى صوتها مستمتعة باللعبة. العربة الآن كانت تمشي على سكّة مستقيمة و لكن شيون مازال مغلقا عينيه. نظرت إليه تيفاني “لا تكن رجلا خائفا، لا تقلق أنا هنا”. ما إن سمعها تقول ذلك حتى إختفى خوفه و على الأقل قام بفتح عينيه لتظهر إبتسامة على وجهه.
باقي الجولة أصبح ممتعا و حماسيّا لشيون حيث كان يمسك بيد تيفاني بإحكام.
’ما دمتِي معي، فلن أشعر بالخوف ثانية أبدا‘ ذلك ما جال بعقلِ شيون حينها.
’لقد أدركتُ للتو كيف أنّ الأمر ممتع معكَ‘ ذلك ما جال بعقلِ تيفاني حينها.لقد كانا يشعران بدوار طفيف ما إن خطوا خارج الأفعوانية. عيني شيون و تيفاني كانتا تغازلان بعضهما و هما مازالا ممسكان بيدي بعضهما البعض.
بعد ذلك، توقفا أمام بيت الرعب. غمز شيون “أقترح أن ندخل هنا!” قال وهو يجرّ تيفاني معه.
“هناك؟؟! آنيوو… فقط أدخل وحدك” قالت فظهرت إبتسامة خبيثة على شفاه شيون.
عندما أصبحوا داخل بيت الرعب، شيون كان سعيدا لرؤيته الجانب الخائف منها وهي تلتصق به.
ما إن وصلا إلى أحد الأركان، يد باردة لامست رجل تيفاني ما جعلها تقفز و ترتمي في أحضان شيون “آآآآآهه!!!! لنخرج من هنا!!” ترجته تيفاني و قد أصبحت في أحضانه وهو يحملها بين يديه و يديها ملتفّة حول عنقه. وضع شيون تيفاني على الأرض بلطف و قام بشبكِ أصابعه بأصابعها “لا تخافي، أنا هنا إلى جانبكِ” طمأنها وهو يمسك يدها بإحكام. شعرت تيفاني بالطمأنينة و أكملت السير في بيت الرعب.
بعد دقائق، ظهر أمامهما فجأة وجه كله دماء “واااااااااااا” صاحت تيفاني.
شيون كان فقط يقهقه لظرافتها.. لقد كان يضحك على كلّ حركاتها.“و أخيرا، خرجنا!” قالت تيفاني.
“أترغ*ين في جولة أخرى؟” ضحك شيون.
“إذهب بمفردكَ!” داست بقدمها بقوة ثم مشت بعيدا عنه.
“أنا فقط أمزح!! تيفاني!!!” أسرع إليها يتبعها.
توقفت تيفاني عن المشي أمام كشك.
“أنا آسف ” قال شيون لحظتها.
السبب الذي وقفت لأجله تيفاني كان لأنها لمحت دبّا ورديا ضخما سيقدّم هدية لمن يتمكن من ضرب الكرة الصغيرة بالسّهم.
“لكي أسامحكَ، إذهب و إربح لأجلي ذلك الدبّ الوردي الضّخم هناك!” إبتسمت تيفاني لشيون.
“هذا كل شيء؟!!” سخر شيون. “أوكي، آجاشي أعطني أسهما” إبتسم الرجل و قدم له الأسهم.. شيون ضرب بقوة المرة الأولى و لكنّه لم يكن ينجح إلاّ مع السهم الأخير.
“يااااا لقد فعلتها!!” قفزت تيفاني فرحا وهي تتحصّل على الدب و تحتضنه بإحكام.
“سامحتني؟” سأل شيون، و لكنها عبست ثمّ ذهبت و تركته.
“ياااااا! لقد حصلتُ على ما تريدين!!” صاح و لحق بها.تناول الغداء في أحد المطاعم هناك. و بعد الأكل طلبوا آيس كريم.
“لد*كِ آيس كريم هنا” قال شيون وهو يشير الى شفته السفلى. فقامت تيفاني بمسحها مباشرة بالمنديل الورقيّ و لكنها لم تمسح المكان الصحيح.
“آيش، ليس هناك” قال شيون و هكذا وقف هو و مسح شفاهها بيده بلطف.
’ليس ثانية‘ فكرت تيفاني بينما كان قلبها يدقّ بسرعة.
رسم شيون إبتسامة على شفاهه و أكمل آيس كريمه بينما تيفاني لم تستطيع القيام بأيّة ردة فعل بعد.
بعد الإنتهاء تماما من أكل الآيس كريم، إتفقا على ركوب جميع الأل**ب الموجودة في مدينة الملاهي. ففعلا ذلك إلى أن نزل الليل و لم تبقى سوى لعبة واحدة وهي العجلة الضخمة. فقررا دخولها و قد أصبحت السماء داكنة تماما لظهور الليل.
“لم أكن من قبل في العجلة الضخمة…” قالت تيفاني و هي تنظر إلى العجلة الضخمة الرائعة.
“كذلك بالنسبة لي، لم أركب واحدة من قبل. إذا إنها المرة الأولى لكلينا” إبتسم شيون و أكمل “هيا ندخل إذا!!”
منظر الأضواء المبهرة للمدينة جلبت إنتباه تيفاني بينما كانت العجلة تدور و تصعد بهما أكثر و أكثر.
“واااااااوو، جميلة جدا!!!” هتفت تيفاني وهي تتكئ على البلّور .
شيون كان يقف أمامها و يشاهد كلّ حركاتها مع إبتسامة لا تختفي من شفتيه.
“لم أكن أدرك كم أنّ سيوول رائعة، و لكنني الآن أعترف بذلك….. إنها جميلة جدا”
ذهب شيون إلى جانبها و إتكأ هو الآخر على البلور.
“أنظر، شيون أوبا. إنّها جميلة، أليس كذلك؟” إلتفتت تيفاني إلى شيون مبتسمة.
“أوبا؟؟!!! هل ناديتني أوبا؟؟!!!”
“أنت قلت لي أن أناد*كَ….” قالت تيفاني و لكن قبل أن تكمل قام شيون بتقبيلها على شفتيها و كانت تلك قبلتهما الثانية.
بقيا في تلك الوضعية في السماء و بعيدا عن الأرض و هما في داخل العجلة الضخمة التي لا تزال تدور بهما مع أضواء سيوول الجميلة.
تلك الليلة كانت رومنسية و جميلة مع قلبينِ إتحدا مع بعضهما بسبب قبلة ناعمة مفعمة بالحب.في مكان آخر في سيوول.
“هيونغ، متى سيعود شيون؟” سأل هيون جونغ وهو يعدّل غيتاره.
“غدا مساء” أجابه مدير أعماله.
تحمس هيون جونغ، فوضع الغيتار جانبا و وقف “حقا؟”
“نعم” قال مدير أعماله ثم غادر غرفة التدريب وتركه هناك وحده.
مباشرة، أخرج هيون جونغ شيئا من جيبه. كان ممسكا بصندوق أحمر صغير في كفّه. فتحه، فظهر عقد ذهبيّ في شكل قلب مع حرف
في وسطه.
’تيفاني، هل ستقبلين بي؟‘ قال هيون جونغ في نفسه و قد رسم إبتسامة عريضة على شفتيه.