تيفاني و شيون عادا إلى القصر في صمت غريب. القبلة مازالت جديدة في ذهنهما و ربّما ستكون السبب في لهفتهما على بعضهما البعض. لكن تيفاني لا تزال حائرة فهي غير متأكدة بعد من مشاعرها. بينما شيون كان سعيدا جدّا بما جرى في موعدهما.
“مرحبا بكما!! كيف كان موعدكما؟!” السيد شوي رحّب بهما ما إن دخلا القصر.
تيفاني كانت تحمل الدبّ تيدي الذي فاز به شيون لأجلها و لكنّها لا تزال معقودة اللسان و تتصرّف بغرابة و لكنّها رسمت إبتسامة على شفتيها. شيون إبتسم بخجل ثمّ نظر إلى تيفاني التي لا تزال تحت صدمة القبلة، رغم أنها كانت المرّة الثانية التي تتلامس فيها شفاههما.
“الموعد كان رائعا جدّي. لقد إستمتعنا!” قال شيون.
إلتفت السيد شوي إلى تيفاني ليسمعها تقول شيئا و لكنّها لم تنطق بكلمة واحدة حول الموعد و لكنّها إعتذرت مبتسمة “أحم.. سأذهب لأستحمّ الآن. سوف أصعد الى الطابق العلوي”
“ماذا حصل معها؟” سأل السيد شوي “هل إعترفتَ لها؟”
إستعاد شيون وعيه “لم أفعل بعد… أنا أخطّط أن أفعل ذلك عندما نعود. و لكنني لستُ واثقا بعد من هذا”
“لقد كنتُ أعلم من البداية أنّكَ معجب بها. لماذا؟ هل أنتَ خائف من أن ترفضكَ؟ شيون، لتفوز بالحبّ، عليكَ أن تكون مستعدّا لكلّ العواقب، على الأقل إتبع ما يمليه عليكَ قلبكَ. إن لم تفعل فستندم لأنّك لم تخبرها بمشاعركَ، أو ربّما سيسبقكَ أحدهم و يعترف لها، هل تريد أن يحصل ذلك؟” قال السيد شوي وهو يربت على كتف شيون ثمّ تركه يفكّر فيما نصحه به جدّه.
“بالمناسبة شكرا لكَ على المـ موعد، أنتَ أفضل جدّ على وجه الأرض!”
إبتسم السيد شوي ثمّ غادر.*في الغرفة*
إستحمت تيفاني بسرعة و إتجهت إلى الأريكة حيث كانت قد وضعت عليها الدب تيدي. ركعت أمامه و بدأت تحدّث الدّب تيدي.“تيدي، لماذا أشعر هكذا؟ لماذا قام بتقبيلي؟ هل كانت لعبة أخرى من أل**به الغ*ية؟ لماذا بدأ قلبي يدقّ بسرعة عندما لامس شفاهي؟ لماذا؟ هل هو معجب بي؟ أم أنّه فقط يستمتع بالمزاح معي ثانية؟” قالت وهي تلاعبُ يدي الدّب “هل أنا واقعة في الحب؟ كيف سأعلم؟” لقد كانت حائرة تماما.
“آآآآآآغغغ!! ماذا فعلتَ بي شيون الشرير لكي أشعر بهذا الشعور الغريب؟ أناا حااااااائرة!!” تأوّهت تيفاني و حينها فتح باب الغرفة. إرتمت بسرعة على الأريكة ووضعت الغطاء على رأسها ليظنّ شيون أنها قد نامت و أخيرا. شعرت بأحد يقترب منها و كانت تعلم أنّه كان شيون.
“تصبحين على خير تيفاني، إحظي ببعض الراحة” همس شيون بينما كان قلب تيفاني يدقّ بسرعة فقط بسبب هذه الكلمات اللطيفة التي قالها. الآن شيون قد أصبح يشعرها بالجنون!! شعرت به يبتعد. حاولت إغلاق عينيها و لكنّها لم تستطع، فالقبلة من اليوم الفارط و قبلة اليوم خلال موعدهما لا تزال تزعجها و تلك الكلمات اللطيفة زادت من حيرتها أكثر. كلّ شيء بقي يدور في ذهنها ’هل هذا هو ما يسمونه الحب؟‘“لا أصدّق أنّ أسبوعا كاملا قد مرّ و عليكما العودة إلى سيوول الآن. هذا محزن حقّا!!” قال السيد شوي بنبرة حزينة.
كانوا في غرفة الجلوس و أمتعتهما جاهزة. شيون و تيفاني عليهما العودة الآن فشيون لديه مواعيد عليه أن يهتمّ بها فهذه هي حياته كمغني و أيدولز بينما تيفاني ستعود لكونها خادمة من جديد.
“شيون، قبل أن تغادر هل يمكنكَ أن تعزف على البيانو لأجلي. أريد أن أسمعك تعزف ثانية” وقف السيد شوي عن كرسيّه و إتجه نحو غرفة والدي شيون و لحق به كل من شيون و تيفاني. شيون كان سعيدا جدّا من طلب جدّه فهذه كانت المرة الأولى التي يطلب فيها منه أن يعزف له. إبتسم شيون ما إن دخل غرفة والديه. الغرفة لا تزال نفسها كقبل. لا يزال يتذكر عندما كان يدخل على والديه في غرفتهما ليعانقهما. و ما إن رأى البيانو بجانب النافذة حتّى شعر بحماس. جلس مباشرة أمام البيانو، نظر إلى المفاتيح و إبتسم لنفسه.
تيفاني كانت سعيدة جدّا لرؤية شيون يتصرف بتلك الطريقة كما كانت تشعر بحماس كبير لسماع عزفه.
السيد شوي و تيفاني بقيا يشاهدان شيون من الخلف بينما هو مدّ يديه و بدأ بالعزف.
قام بعزف معزوفة بيتهوفن “Für Elise” بكلّ مشاعره و حماسه. تيفاني و السيد شوي كانا مشدودان بشدّة إلى عزفه و مهاراته و بقيا يشاهدانه في روع وهو يعزف.
ما إن إنتهى، حتى صفقا له.
تيفاني شعرت بإنجذاب قويّ لمهارات شيون الرائعة في العزف على البيانو و من الداخل كان قلبها يهتزّ بسرعة قصوى.
“شكرا لكَ جدي. لن أنسى أبدا هذا الأسبوع الذي قضيته معك” شيون إحتضن جدّه فجأة.
السيد شوي ربت على كتفه “أنا شاكر لأننا و أخيرا قمنا بحلّ جميع مشاكلنا. و شكرا لتيفاني أيضا” قال وهو يدعو تيفاني أن تنظمّ اليهما في العناق.
“سوف أشتاق إليكما الإثنان” السيد شوي ربت على ظهريهما ثمّ إبتعد و أكمل “أوه لقد نسيتُ أن أخبركما، الأسبوع القادم سيكون هناك إفتتاح فرع جديد لفنادقنا في سيوول. و بعد الإفتتاح سيكون هناك حفل و أنتما الإثنان مدعوان لحضور الحفل.” السيد شوي قدّم لهما دعوات “لا تنسيا أنتما الإثنان ستكونان شريكين في الحفل، آراسوو. سأنتظركما”
إنحنا الإثنان للسيد شوي ثمّ ودّعاه ملوحين بأيديهما.
“إعتنيا بأنفسكما، شيون و تيفاني. لا تنسيا الحفل، سأراكما هناك ثانية” لوّح السيد شوي بيده و بقي ينظر لهما و هما يختفيان.*في مكان آخر بعيد عن سيوول و أضوائها و بالتحديد في الولايات*“أبي؟ متى سوف نعود إلى سيوول؟ أنا أشتاق إلى أصدقائي هناك!”
“أنا أعلم سونيا. غدا سوف نسافر لذا لا تقلقي! كذلك جهزي أغراضكِ الآن، أراسوو” أمرها والدها وهو يغادر غرفتها.
سونيا فقدت كلّ الكلام ما إن سمعت أنهما سيرحلان غدا، ثمّ عادت إلى الواقع بعد أن سرحت بعيدا بسبب فرحتها “تشينشا؟!! يااي سوف أرى شيون أوبا مرة أخرى” قالت بحماس و لكنها ما إن إلتفتت إلى والدها حتّى وجدته قد غادر.
’أخيرا، أوبا سيراني الآن كآنسة جميلة. لقد قمتُ بكلّ ما يلزم لأبدو جميلة. لن يتجاهلني كما كنّا صغارا. أنا لم أعد قبيحة و غير جذّابة مثل قبل. من المؤكد أنه سوف يصدم لرؤية شكلي الجديد و هكذا سأجعله يصبح ملكي‘ قالت لنفسها مع إبتسامة جانبية على شفاهها. أمسكت هاتفها و قامت بطلب رقم.
“آنييونغ، أنا سونيا. لديّ شيء أطلبه منك” قالت على الخطّ و أكملت “تعقّب شيون أوبا لأجلي بينما لا أزال في أمريكا. تحقّق من كل شيء يخصّه قم كذلك بإلتقاط بعض الصور له و كذلك إعرف لي إن كانت لديه حبيبة” قالت سونيا وهي تركّز على كلمة حبيبة و أكملت “إبدأ في ذلك من الآن و أخبرني ما حصلت عليه من معلومات بعد ذلك. لا تترك أي خبر يخصّه. و إعلم أنني سأعود إلى سيوول غدا لذا قم بعملك جيدا، هل فهمت؟” قالت و ما إن وافق الشخص حتى أغلقت الخطّ و إبتسمت بينها و بين نفسها ’أنا أعني ذلك عندما قلتُ أنني سأفعل أيّ شيء لأجعلك ملكا لي. لا يهمّني إن قلتَ عني أنني مهووسة لأنني حقا مهووسة بكَ شيون أوبا و هذا منذ أن كنّا صغار‘*في سيوول*“فيكتوريا؟ ماذا تفعلين هنا؟ لقد إعتقدتُ أنّكِ إختفيتِ، إعتقدتُ أنّكِ إستقلتِ” سأل هيون جونغ عندما تصادم مع فيكتوريا.
فيكتوريا إنحنت له و إبتسمت بخجل “أنيايو، لقد قمت فقط بفترة إستراحة لأفكر بما فعلته لتيفاني و أندم على كلّ شيء سيّئ قمتُ به”
هيون جونغ إكتف بأومأة رأسه ثمّ إبتسم ثانية لشعوره أنّ فيكتوريا قد تغيّرت حقّا “أرى هذا. هل تريدين رؤية تيفاني ثانية و تعودا كونكما صديقتان مثل ذي قبل؟”
“بالطبع أنا كذلك، أريد أن يحصل ذلك ثانية. في الواقع، أريد أن أعتذر منها ثانية و أن أعطيها شيئا ما” إبتسمت فيكتوريا رغم أنّها لا تزال تخفي شيئا بداخلها ’لم أستسلم بعد، تيفاني. أعتقد أنّكِ لم تتذوّقي إنتقاما حلوا من قبل في حياتكِ‘طول الوقت على الطريق، تيفاني كانت نائمة على مقعد المسافرين بينما شيون كان ينظر إليها من حين إلى آخر. بعد ساعات عديدة، وصلا و أخيرا إلى سيوول. شيون لم يكن يرغب في إيقاظ تيفاني لذلكَ قرر أن يأخذها إلى شقته.
ما إن وصلا إلى البناية أين تقع شقّة شيون، حتّى نزل هو من السيارة و فتح الباب أين كانت تيفاني جالسة. حملها بين ذراعيه ثمّ أغلق باب السيارة.
ما لم يكونا يعلمانه أنّ شخصا ما كان يشاهدهما من السيارة الأخرى المقابلة للمبنى. لقد كانت الجاسوسة التي وضفتها سونيا حتى تأتيها بكلّ أخبار شيون. أخذت الفتاة مجموعة صور لشيون الذي كان يحمل تيفاني بين ذراعيه وهما يدخلان المبنى. الفتاة لم تبعد نظرها عنهما و بقيت تشاهد ما يحصل حتّى تنقله إلى سونيا في الحال.
“يوبوسايوو، سونيا؟” قالت الفتاة.
“هل وجدتِ شيئا مهمّا؟” أجابت سونيا مباشرة.
“لقد كان مع فتاة…. و لكنني لم أتأكّد بعد إن كانت حبيبته أم لا!”
“ماذا؟؟؟!!! فتاة؟؟؟!!! من تكون؟؟!!!” تأوهت سونيا على الخطّ “حسنا، أبقي عينيكِ عليهما. فقط تعقّبيهما و أرسلي إليّ تقريركِ. ربما غدا سيكون بإمكاننا التحدث عن هذا الأمر و التخطيط لشيء ما. لا تقومي بأيّ خطوة خاطئة و إلاّ… أنتي تعلمين ما أعنيه بهذا. فقط تحرّكي بسلاسة”
سونيا كانت تشتعل غضبا و مخططات شريرة بدأت تدور بخاطرها.
Tiffany’s POV
Soon
لقد قامت بإختطافي.
“بعد عقود عديدة، أخيرا إستيقظت أميرتنا” قالت سونيا تلك.
“هنمجهفف” تبا!! أبعدي هذه عن فمي!! أريد أن أتحدث معك!!
“آيغوو. اﻷميرة ليس بإستطاعتها الكلام.. كم أنك بائسة…” ضحكت سونيا. كانت تمشي بإتجاهي فكنت أستمع إلى صوت كعبها.
أمسكت بشعري بقوة “آرررمنهفففت” أتركيني!!! سونيا، لقد تماديتي كثيرا!!
“واصلي الكفاح!!” قالت و هي تسحب شعري بقوة. أوو.. شيون..
كان هناك صمت طويل.
شيون…
ساعدني…
لمفاجأتي، الشيء الذي كان يغلق على فمي قد تم نزعه. تن*دت.
“واصلي الصراخ! سيكون ممتعا جدا سماعك و أنتي تطلبين المساعدة… رغم أنه ﻻ يوجد أحد بإمكانه مساعدتك… مسكينة… فارسك على جواده اﻷبيض ليس معك… أعني فارسي أنا على جواده اﻷبيض” ضحكت سونيا بشرّ.
“سونيا، أنتي مجنونة! توقفي عن هذا!” قلت بصوت عال.
أنا أعلم أن شيون سيحاول إيجادي…
أنا أعلم…
“مجنونة؟ أنا أعلم أنني كذلك. منذ اليوم الذي إلتقيت فيه بأوبا، أصبحت مجنونة! مجنونة بحبه! و لكنه لم ينظر إلي أبدا. قمت بجميع العمليات التجميلية ﻷصبح أجمل. و لكنه لم يتغير شيء. فهو لم يحبني! رغم أنني أحببته كثيرا! أنا.. مجنونة!! أسمعتني؟!!” ضحكاتها إنتشرت في كل أرجاء المكان.
“سونيا، إن كنتي تحبينه فأتركيه. حبك الكبير هذا تجاهه و لمدة طويلة وهو ﻻ يحبك لن يؤذي أحدا غيرك! عليك أن تواصلي حياتك سونيا!”
“أغلقي فمك!!! ﻻ أريدك أن تتحدثي معي!! لذا أغلقي فمك!!” صاحت في غضب ثم أكملت بصوت عال “من تظنين نفسك حتى تطلبين مني أن أواصل حياتي؟ حبيبته؟ أووه، هذا صحيح، أنتي حبيبة أوبا!! تبا، ﻻ!! أنتي قمتي بسرقته مني!!!”
“يااا!!! ﻻ يمكنك أن تسكتيني! هذا خطأك ﻷنك أبعدتي عن فمي ما كان يقيده!! كما أنني لم أسرقه منك!! سونيا…” قلت بصوت عال ثم أكملت مخفضة صوتي “أنتي دفعتي بنفسك عليه… ﻻ يمكننا إجبار أي أحد على حبنا سونيا… حب شخص هو جعله سعيدا… عليك أن تتقبلي أنه ﻻ يمكننا إختيار من نحب… ﻷن القلب وحده هو من يختار…”
كان هناك صمت غريب.
ثم سمعت صوت بكاء… لقد كانت سونيا تبكي…
بعد لحظات…
“تيفاني!!!!!… تيفاني!!!” سمعتُ صوت شيون ينادي علي…
إنه هنا!!
End of Tiffany’s POV