جاء الصباح، استيقظت تيفاني باكرا من أجل يوم الفسحة.
بحثت عن شيون في أرجاء الغرفة و لكنّها لم تجده.
فتذكّرت فجأة القبلة… شيون الذي كان بدون قميص… و الإعتراف الذي مازلت تعتقد أنّه مزحة من قبله.
“آيش، في ماذا تفكّرين؟ إنسي كلّ شيء، كلّ ذلك كان مزحة” صفعت تيفاني نفسها بلطف ثمّ أسرعت الى الطابق السفلي.
ألقت نظرة داخل المطبخ لعلّ شيون كان هناك، و لكنّها لم تجد أحدا. حتّى سمعت صوتا من خلفها جعلها تقفز “لقد إستيقظتِ متأخّرة!” إلتفتت لتجد نفسها وجها بوجه مع شيون الذي كان يكتّف يديه.
“بشش!” عبست تيفاني.
صدم شيون كتفه بكتفها وهو يدخل المطبخ. فتجمّدت تيفاني مكانها وهي تشتمه في داخلها ’يا له من وقح!‘
“هاي لا تبقي واقفة هناك و تشاهدي. ساعديني” أمر شيون وهو يرتدي المئزر. فلحقت به تيفاني في المطبخ.
“هل أنتَ ثنائي أقطاب
*bipolar*؟”
قالت تيفاني وهي ترتدي المئزر أيضا.
“هاه؟”
“البارحة كنتَ لطيفا، و الآن تتصرّف بوقاحة مرّة أخرى؟ أنت ثنائي أقطاب أكيد” إتّجهت إلى الثلاجة لتخرج المكوّنات.
“أنتي تكرهين جانبي اللطيف ، أليس كذلك؟ و لكن أعتقد أنك تحبين جانبي الوقح و لهذا عدت إلى كوني وقحا” قال شيون وهو يقرأ كتاب الطبخ.
“من أخبركَ أنني أكره الجانب اللطيف فيكَ؟”
“أنتي قلتي ذلك الليلة الماضية. أنسيتي ذلك؟” قال وهو يورّق كتاب الطبخ.
تذكّرت حينها تيفاني ما قالته عن كرهها له “هذا لم يكن ما عنيته! أنا أكرهكَ أكثر عندما تتصرّف بوقاحة….” قالت ثمّ أكملت ” كما أنني أحبّ شيون اللطيف و المبتهج”
أخفى شيون إبتسامته السعيدة داخله “أوهه، هكذا إذا؟ آسف و لكنني قررت أن أعود إلى كوني وقحا و سيّئا” أظهر وجها عابسا الى تيفاني و لكنّه في الحقيقة كان فقط يمازحها.
“حسنا، إذا كن وقحا، على أيّة حال أنا لا أهتمّ للأمر. فقط كن ما تريد، لا يهمّني” أجابت تيفاني وهي تسكب الدقيق في الوعاء. رأى شيون الدقيق ففكّر في خطّة. و بينما توجّهت تيفاني الى المقود لتعدّ المقلات، تسلّل شيون من الخلف ليأخذ وعاء الطحين. ظهرت إبتسامة شريرة على وجهه وهو يتّجه بهدوء إلى ظهر تيفاني و بقي ينتظرها حتّى تلتفت. عندما كانت تيفاني على وشكِ الإلتفاف، شيون كان مستعدّا. إلتفّت تيفاني، ولمفاجأتها كومة من الدقيق قد هجمت على وجهها. أغلقت عينيها و فتحتهم ثانية لترى شيون وقد إنفجر ضحكا على وجهها الذي أصبح أبيضا بالكامل.
“هاهاهاهاها تبدين كشبح!!!” سخر شيون.
“يااااااااااااااااااااا سوف أتأكّد من قتلكَ الآن!!!!!”
شيون أصبح يجري ممسكا الوعاء في يده، بينما أخذت تيفاني سكينا للمزاح لتطارده و تخيفه.
“ياااااا تيفاني آ-آسف!! لا تقتليني، آسف!” قام شيون بحجب نفسه عندما رأى تيفاني تحمل السكين و مستعدّة لمهاجمته.
’هاهاهاها، شيون الخائف. لم أعلم يوما انّ لديه هذا الجانب أيضا‘ فكّرت تيفاني و هي ترمقه بنظرات مخيفة.
“لقد قلت أنا آسف” شيون كان خائفا فنزل على ركبتيه حتّى يترجّى تيفاني.
’أنا لستُ بجبان تيفاني، على أيّ حال لقد كانت حركة جيّدة‘ قال شيون في نفسه.
نظر إليها شيون بعينين رقيقتين تشبه الجرو الصغير ’لن تستطيعي مقاومة هذا
FanyBaby‘
قال في نفسه.
إنبهرت تيفاني و توقّفت حالا. أخذت نفسا عميقا ثمّ قالت “لنعد إلى الطبخ، إنها السادسة صباحا” ثمّ نظرت إلى شيون ثانية و عادت إلى الطبخ.
“حركة جيّدة
FanyBaby
خاصتي، لقد أخفتيني” قال شيون ممازحا.
نظرت إليه تيفاني بطريقة كما لو كانت تسأله *بماذا ناديتني للتّوّ؟!* ثمّ داست بقدمها بقوّة فإبتسم شيون و تبعها ليكملا الطبخ.“كيف يمكنني تقشير هذه الآن؟” كان شيون يزعجا لأنّه لم يستطع تقشير البطاطا.
إتّجهت إليه تيفاني “آيش لم يكن عليكَ التّطوّع إن لم تكن تستطيع القيام بشيء سهل كهذا” قالت وهي تقشّر البطاطا بكلّ سهولة. شيون كان يشاهدها هي بتمعّن عوضا عن مشاهدتها كيف تقوم بتقشير البطاطا.
“كما أنّني أستطيع القيام بأيّ شيء لوحدي، إنتهيتُ… أرأيت، إنه سهل. حاول أنت الآن”. أعطته بطاطا أخرى و تركته، و لكن شيون فقط أمسك البطاطا و بقي ينظر إليها و يلعب بها في يده “لا يمكنني القيام بهذا” هزّ رأسه و ترك البطاطا غير مقشّرة.
“كيف يمكنني تقطيع هذا؟” سأل شيون وهو يحكّ رأسه. أسرعت إليه تيفاني و قامت بذلك وهي تريه كيف. و لكن ككلّ مرّة، كان فقط ينظر إلى تيفاني بإنبهار وبعدها يترك المكوّنات، التي كان عليه تقطيعها، كما هي.
“ماذا عليّ فعل بعد ذلك؟”
“ماذا عليّ وضع بعد ذلك؟”
“كيف يمكنني تغطية هذا؟”
“لا أعرف كيف أقوم بهذا!”
“أوموو إنّه يحترق!”
و بالتأكيد ، في الأخير كانت تيفاني هي من قامت بكلّ شيء و كلّ ما فعله شيون كان النظر إليها.***************************السيد شوي، شيون و تيفاني وصلوا الحديقة على الساعة التاسعة صباحا. الطقس كان جميلا لذلك لم يكن هناكَ أيّ قلق إن كانت ستمطر. شيون كان سعيدا لأنه كان هناك عدد قليل من الأشخاص في الحديقة و هكذا لم يكن هناك أيّ من المعجبات.
“لنجلس هنا!” قال السيد شوي مشيرا إلى مكان ليست به شمس، بجانب بركة.
وضع شيون الغطاء على العشب ووضع علب الطعام على جنب.
بعد دقائق قليلة من توضيب مكانهم جلسوا بإرتياح و نظروا إلى المكان بإعجاب.
“إنني أشعر بالجوع، لنبدأ الأكل الآن!” قال السيد شوي وهو يمسّد بطنه.
أمسكت تيفاني بعلب الطعام ووضعتها أمامهم.
“وواااااااو ! يبدو كلّه لذيذا!!” هتف السيد شوي ثمّ أمسكَ العيدان ليبدأ الأكل.
شيون و تيفاني نظرا إلى بعضهما البعض ثمّ بدأ يأكلان أيضا.
“هذا رائع!! أنتي من طبخه تيفاني أليس كذلك؟” قال السيد شوي وهو لا يتوقّف عن الأكل. فأومأت تيفاني رأسها شاكرة.
“أحم.. أحم..” سعل شيون ليلفت الإنتباه.
“هل طبختَ أنتَ أيضا؟” سأل السيد شوي حفيده الذي إكتفى بالإبتسام كما لو أنّه فعل شيئا حقّا.
“أنتَ لا تعرف كيف تطبخ، كيف أمكنكَ……..” بدأ السيد شوي و لكن تيفاني قاطعته.
“لا جدّي، إنه لم يقم بشيئ على الإطلاق، فقد ترك كل العمل إليّ و كان يتذمّر طول الوقت”
نظر إليها شيون “يااااااااا!!!”
“ولكن تلك الحقيقة، فأنت لم تكن تساعدني” دافعت تيفاني.
“تيفاا….” كان شيون على وشك الصراخ عليها.
“أيغوو… أنتما الإثنان ستحصلان حقّا على مستقبل جيّد معا، أنا لا أمانع ذلك” قال السيد شوي بإبتسامة عريضة.
“هااه؟؟!!!” تأوّهت تيفاني بينما إبتسم شيون.
“بالتأكيد جدّي! ألا تعلم أنّها
FanyBaby
الوحيدة و الخاصة بي” شيون وضع ذراعه حول كتف تيفاني.
“أأووه؟؟؟!!!” فتحت تيفاني عينيها على وسعهما مظهرة إحمرار خدودها.
“أنتما الإثنان تبدوان ثنائيّا لطيفا معا. لقد ذكّرتموني بجدّتكَ فقد كنّا ثنائيا لطيفا جدّا مثلكما تماما. على أيّ حال، تأكّدا أن أحصل على الكثير من الأحفاد.” السيد شوي نظر إلى تيفاني بإبتسامة عريضة على شفاهه.
“أكيد جدّي!! سوف تحصل على دزينة أحفاد… لا بل الضعف” ضحك شيون و جدّه، بينما تيفاني….. وجه تيفاني قد إحمرّ بالكامل. لم تستطع قول أي شيء حينها و فجأة نطقت.
“أمممم….أنا مجرّد خادمة، ليس أكثر” حاولت ضرب قبضة شيون بدون أن يشعر السيد شوي بذلك.
شيون نظر إليها بطريقة كما لو كان يسألها *مالذي تقولينه؟* فنظرت إليه تيفاني بطريقة كما لو كانت تسأله *وأنت مالذي تقوله؟*
“أنا أعلم بهذا الأمر و لكن هذا لا يهمّ. كونكِ خادمة أم لا أنا مازلتُ أريدكِ زوجة لشيون” قال السيد شوي مبتسما.