2

1658 Words
في ذلك الصباح، إستيقظت تيفاني باكرا على الأريكة أين نامت تلكَ الليلة. جسدها كان متيبّسا لأنّ الأريكة التي نامت عليها لم تكن مريحة و ليّنة. جلست مستقيمة و مدّدت ذراعيها. وبينما هي تحاول فتح عينيها، ظهرت لها هيأة شخص ما يستند على النافذة. فركت عينيها لتتّضح الرؤية لها حتّى أنها و قفت و إتّجهت الى ذلك الشخص. شيون كان ينظر إلى الأسفل من النافذة، يشاهد جدّه وهو يتمشّى و يستمتع بالحديقة. إلى أن شعر بأحد ما يقف بجانبه و قد عرف أنّها كانت تيفاني. “تشاهد جدّك؟” سألت بينما شيون لم يكن ينظر إليها. “شيون، ألا تظنّ أنّ الوقت قد حان حتّى تسامح جدّكَ؟ أنظر إنّه لم يعد بتلك القوّة التي عرفته بها. كما أنّه هو كلّ ما بقي لكَ من عائلتكَ” أكملت تيفاني و قد بدى القلق على صوتها. “أنا.. أنا لا أعرفُ تيفاني.. لا أعرفُ” قال شيون بصوته الأجشّ و هو يهزّ كتفيه. “لن يُحلّ أيّ شيء إن لم تحاول مسامحته. شيون ما حدث في الماضي لم يعد مهمّا الآن و لكنّ الأكثر أهمية الآن هو الحاضر. أعلم أنّه كان أنانيّا معك من أجل مصلحة الشركة، و لكن ألم تلاحظ أنكَ أنتَ كذلك كنت أنانيّا تجاهه لمصلحتكَ الخاصّة؟ أنظر إلى جدّكَ الآن، إنّه قد أصبح مسنّا و ضعيفا أليس كذلك؟ أنا آسفة لقول ذلك و لكن ماذا لو مات، فإنّك ستندمُ لأنّك لم تسامحه؟ فكّر مليّا بما أخبرتكَ به.” شيون كان منبهرا بتلك الكلمات التي قالتهم له تيفاني، في الواقع لقد أثّرت فيه تلك الكلمات ما جعله يستيقظ من عمائه. إبتسم في نفسه ثمّ عاد ينظر الى جده الوحيد في هذا العالم، السيد شوي. *************************** لقد كانت ساعة متأخرة من الظهيرة عندما كان شيون في الحديقة وهو يفكّر في بعض الأمور. لقد كان يتمشّى عندما لاحظ جدّه و هو يقوم بقصّ الأعشاب الميّتة. لقد كان الآن أو أبدا لشيون، فأسرع إلى جدّه و قام بإحتضانه بإحكام. “شيـ – شيون، مالأمر؟” سأل السيد شوي و قد كان متفاجأ من ردّة فعل حفيده. “جدّي.. أنا آسف جدّا…” إعترف شيون. لقد كان السيد شوي مصعوقا و قام بإسقاط المقصَ الذي كان يمسكه ما إن دخلت تلك الكلمات عقله. هو نفسه لم يصدّق ذلك من حفيده الوحيد. مباشرة إحتضنه هو كذلك و قد صار يبكي فرحا. “أنا أسف على كل تلك السنوات حيث كنت أعاملكَ بسوء.. أنا آسف لتحميلكَ ذنب موت والديّ.. أنا آسف على كلّ شيء.. آسف…” كان شيون يبكي وهو يعانق جدّه بإحكام. فجأة، إبتعد السيد شوي و قام بإمساكِ شيون من كتفيه بإحكام “أنا آسف كذلك. أنا آسف لأنني كنتُ دائما أحثّكَ على أن ترث الشركة و كنتُ عائقا لتحقّق أحلامكَ.. أنا آسف حقّا” ثمّ عانقه ثانية بدموع على عينيه. لم يكونا يعلمان أنّ تيفاني كانت تشاهدهما من الخلف. في الواقع لقد كان صدفة عندما كانت تبحث عن شيون. و هناك رأت شيون و قد إهتمّ بإصلاح الوضع ’على الأقلّ هما على وفاق الآن‘ هذا ما فكّرت فيه تيفاني حينها. “أنا أسامحكَ جدّي” قام شيون بقطع العناق وهو يبتسم. “إتبع قلبك دائما، آراسوو؟ من الآن فصاعدا سأساندكَ في كلّ قرار تتّخذه. و أنا أسامحكَ أيضا” إبتسم السيد شوي و قام ببعثرة شعر شيون. بعد لحظات، لاحظا وجود شخص ما وراءهما. إلتفتا الإثنان ليريا تيفاني التي كانت تشاهدهما. “أووبس.. آسفة” قالت تيفاني ثمّ إلتفتت و همّت بالمغادرة. “إنتظري!” نادى عليها السيد شوي. إلتفت تيفاني بإبتسامة عريضة. “شكرا لكِ تيفاني لجعلنا ندركُ العديد من الأشياء… أنا أدينُ لكِ كثيرا” قال السيد شوي وهو ينحني إليها. شعرت تيفاني بالغرابة لكلّ ذلك الشّكر و لكنّها كانت سعيدة لأنهما قد تصالحا. ثمّ إنحنت هي بدورها للسيد شوي. “تيفاني، شكرا لكِ” قال شيون بإبتسامته الرّائعة ما جعل قلبها يهتزّ في مكانه. نظر إليهما السيد شوي و قال مبتسما “سأترككما، عليّ أن أعدّ طعاما لذيذا لأجلِ العشاء” ثمّ إبتسم ثانية و غادر. *************************** بقي الإثنان لوحدهما. إتّجه شيون إلى تيفاني وهو ينظر إلى عينيها. “مـ – ماذا؟” رجعت تيفاني خطوة إلى الوراء و لكن قبل أن تستطيع الرجوع أكثر، كانت شفاه شيون قد لامست شفاهها. عندما إبتعد شيون بعد ذلك، إحمرّ وجه تيفاني بالكامل ثمّ قامت بلمس شفاهها التّي لم يقبّلهما أحد من قبل كما لو أنها لم تدرك ما حصل للتو، و لكنها سرعان ما إسترجعت نفسها فقامت بصرّ أسنانها ثم نظرت إلى شيون الذي كان هو الآخر محمرّ الوجه “شيون!!” صاحت تيفاني على شيون المبتسم. لقد كانت على وشكِ ضربه بقوّة على ذراعه و لكنّه سبقها و هرب يجري. “سوف أقتلكَ شيون!!!! سوف أقطّع جسدك إلى قطع صغيرة حتّى يخرّب كلّيا!!!” كانت تطارده في كامل أرجاء الحديقة. في الخفاء، كان السيد شوي يشاهدهما بسعادة من النافذة وهو يأخذ رشفة من قهوته “سيكوّنان ثنائيّا لطيفا مع بعض” تمتم مبتسما. *************************** “أيّها الأ**ق لما قبّلتني؟!!!” “لأنّني رغبتُ في ذلك!” شيون نظر إليها ثمّ أكمل جريه. “شيون الغ*ي!!!!!!!!!!!” صاحت تيفاني من كلّ جوارحها. “ناديني أوبا! أنا أوباتكِ الآن!” صاح شيون من بعيد بينما كانت تيفاني تلاحقه. “دعني أقتلكَ قبل أن أناد*كَ أوبا!! يا سارق القبلات!!” صاحت تيفاني ثانية بينما قام شيون من بعيد بإخراج لسانه إليها و يجري ثانية. كانا يجريان كما لو أنهما أطفال في الحضانة. لقد كانا يتبادلان كلمات سخيفة و بالطبع كانا يسخران من بعضهما البعض. لَعِبُ لعبة المطاردة جعلهما سعيدان للغاية و جعل أيضا كامل القصر يشعّ بعد الجو الكئيب و الحزين الذي كان يسوده، بسبب هذان الشخصان اللذان كان قلبيهما المتلهّفان يدقّان دقّا لبعضهما. *************************** أثناء العشاء، شيون كان يلقي نظرات سريعة على تيفاني التي مازلت تشتعل غضبا وهي تأكل. القبلة مازلت جديدة في عقولهما. حسنا لقد كانت طريقة شيون حتّى يشكرها، و لكن من يستطيع أن يقاوم قبلة منه؟ على تيفاني أن تشعر بالفخر لذلك فهي لا تعلم كم أنّ معجبات شيون يحلمن بذلك. تيفاني كانت تأكل في صمت حتّى لفتت إنتباهها نظرات شيون المبتسمة إليها. بسبب ذلك، إختنقت بالأكل و أسرعت بأخذ كوب الماء الذي كان أمامها. “هل أنتِ بخير؟” السيد شوي وقف بجانب تيفاني ثمّ ربّت على ظهرها. “أنا بخير” قالت تيفاني وهي تشير بيدها أنّها كانت بخير. ثم نظرت إلى شيون الذي كان أمامها، و لكنّه إكتف بالأبتسامة إليها إبتسامته الكاريزماتيكية. ’لقد سرقت منّي قبلتي الأولى، عليكَ أن تموت‘ فكرت تيفاني و هي تقطّع الطعام بصرامة وهي تتخيّل أنّها تقطّع شيون إلى قطع صغيرة. شعر السيد شوي بالتوتر الذي كان بينهما، ولذلك قرر أن يغيّر الأجواء قليلا. “أحم…” مرّر يده على جبينه ، فإلتفت إليه الإثنان. “حسنا، لقد كنتُ أخطط أن نقوم بفسحة معا غدا صباحا. بما أننا الآن أنا و شيون على وفاق، علينا أن نحاولَ تعويض كلّ ما فاتنا” نظر إلى شيون مبتسما، ثمّ إلتفت إلى تيفاني و أكملَ “مع تيفاني بالطبع”. على ذكر إسم تيفاني، فتح شيون عينيه للإثارة و البهجة “هذا رائع!” هتف بحماس. أومضت تيفاني عينيها غير مصدّقة لحالة شيون الذي كان يتصرّف كطفل صغير يذهب لأول مرّة في فسحة. “أقترح أن نقوم أنا و تيفاني بإعداد الطعام، أليس كذلك تيفاني؟” إلتفت السيد شوي إلى تيفاني بإبتسامته المشعّة. هي لم تكن تملك شيئا لتقوله فإكتفت بأومأة رأسها موافقة. “إذا، إتّفقنا!” قال السيد شوي بسعادة و هو يبتسم لكلاهما. *************************** أدارت تيفاني مقبض الباب وهي تتنهّد، فهي لم تنسى بعد القبلة. فلم يكن ذلك متوقّعا. و ما يزعجها أكثر هو أنهما يتشاركان غرفة واحدة. ’ماذا لو فعل لي شيئا غريبا مرة أخرى‘ فكّرت. ما إن دخلت حتّى مرّت من أمام حمام. فجأة خرج شخص ما من هناك. ألقت تيفاني نظرة سريعة لترى شيون الذي كان لا يرتدي قميصه و فقط كان يضع منشفة تغطّي أسفل جسده. و ما جعله يبدو أكثر إثارة كانت قطرات الماء التي كانت تتساقط من شعره على جسده المكتمل العضلات (أوووووه سأموت و أنا أتخيل ذلك ههههه حسنا لنعد الآن إلى الرواية ). أسرعت تيفاني بإغلاق عينيها و إبتعدت قليلا وهي تتمتم “أنا لا أنظر…… أ-أنا لا………”. كان شيون ينظر إليها مبتسما. “ياااا هل قمتَ بتغطية نفسكَ؟ لا يمكنني أن أرى أين أضع قدـ… أوموو!!” تعثّرت و لكن قبل أن تسقط، أمسكها شيون بإحكام من خصرها وهو يبتسم. “شيون؟” سألت و عينيها مازلت مغلقة، لقد كان بإمكانها الشعور بأنفاسه السّاخنة. “همم؟” “يـ – يمكنني فتح عينيّ؟ لقد إرتديت ملابسكَ، أليس كذلك؟” كبت شيون ضحكته و قال “نعم آنستي، يمكنكِ الآن فتح عينيكِ” ثمّ إبتسم. فتحت تيفاني عينيها ببطء لترى شيون و هو لم يرتدي ملابسه بعد و يمسكها بإحكام قريبة منه. إبتسم شيون برضاء “هذا ما تحصلين عليه لعدم مناداتي أوبا” عضّت تيفاني على شفاهها لتكبت رغبتها في الصراخ في وجهه و بسرعة قامت بضرب جبينها على جبين شيون بقوّة، فجفل شيون من الألم بينما هي إغتنمت الفرصة للإبتعاد عنه و قامت بإخراج لسانها . “آآيش!” تأوّه شيون و أمسك تيفاني من معصمها “لقد كان ذلكَ مؤلما و الآن قد حان دوركِ” و في لمحة البصر، قام شيون بحصرها بينه و بين الحائط. حاولت تيفاني أن تتحرر منه و لكنّها لم تستطع. بينما كان شيون يضحك. “يااا شيون الشرير مابك الآن؟ تحاول أن تظهر كم أنت منحرف؟” “أه؟ أنا منحرف؟ هذا الوجه البريء، منحرف؟” إبتسم بسخرية. “ماذا عن القـ – قبلة قبل قليل؟ فقط الشباب المنحرفون يقومون بسرقة قبلة بدون إذن، كما أنّك سرقت منّي قبلتي الأولى” “إذا أنا كنت قبلتكِ الأولى؟ رائع عليكِ أن تكوني شاكرة” “أهه؟ أفضّل أن أحصل على قبلتي الأولى من كلب على أن تكون منكَ!” إحتجّت. شيون يبتسم إبتسامة عريضة ثمّ تركها. بسرعة إبتعدت تيفاني عنه و صاحت في وجهه “أنا أكرهك شيون الشرير! بشش!”. و لكنّ شيون إلتفت إليها و نظر في عينيها و قال “إذا ماذا لو كنتُ أنا معجب بكِ؟” تجمّدت تيفاني مكانها و أصبح قلبها يدقّ بسرعة و شعرت بذلك الإحساس الغريب ثانية. ’معجب بي؟ لا لا، إنّه فقط يمزح معي‘ فكّرت تيفاني و هي تضرب رأسها ذهنيا لتبعد تلك الأفكار. ثمّ أسرعت بالدخول الى الحمام. ’أنا أعني ذلك تيفاني، أنا حقّا أعني ذلك‘ قال شيون في نفسه وهو ينظر اليها وهي تختفي عن نظره. ********************
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD