الفصل السابع

1267 Words
دلفت الخادمة لكي تُنبه "ليلى" للحضور، فتفاجأت بها بتلك الهيئة اللطيفة، ولم تمنع نفسها من إبداء إعجابها بها قائلة بإبتسامة: - حضرتك جميلة أوي ما شاء الله!!!! أبتسمت "ليلى" بسعادة على أطرائها الجميل، لتقول بخجل: - شكراً.. ثم خرجا معاً للتوجه لغرفة السفرة، فدلفت "ليلى" بإستحياء، لتجده مترأس الطاولة ووالدته جواره، لتُرحب بها "حنان" قائلة: - تعالي يا حبيبتي!!! رفع عيناه السوداوية الحادة لها، لتتعلق أنظاره بها، بجمالها وخجلها، لم يستطيع التحكم في النظرات التي يرمقها به، ولكنه لملم شتاته سريعاً ثم بدأ يأكل ب**ت تام، جلست "ليلى" جوار والدته، ثم شرعت تأكل بأنامل مُرتجفة، تُفكر بما سيحدث معها و "أحمد" الذي يتوعد لها، كانت شاردة تماماً، تتسائل هل سيخبر "أحمد" أهلها بما حدث، أم سيخفي الأمر ويثأر لكرامته بنفسه، هُنا توقف الطعام بحلقها، لتسعل بقوة ناهضة من فوق المقعد فأنتفض جسده قلقاً عليها، ثم صّب لها الماء في الكوب قبل أن تفعل أمه، ليناولها إياه، لتأخذته وتشربُه بأكمله مرةً واحدة، لتُربت "حنان" على ظهرها قائلة بقلق: - أسم الله عليكي يا حبيبتي..!!! تابعها بعيناه المُتلهفة حتى جلست كما كانت، ليجلس هو الأخر دون أن يتحدث ولكن لازال يتابعها خلسة..!!! • • • • دلف أمجد لغُرفته مع زوجته "هناء" يستشيط غضباً و هي تحاول تهدأته قائلة برجاء: - عشان خاطري يا أمجد أهدى شوية عشان نعرف نتصرف!!!!!! ألتفت لها قائلاً بصوتٍ حاد يضغط على أسنانه بقوة: - أهدى أزاي!!! مسمعتيش ابويا واللي قاله، مش هيرتاح غير لما يلاقي الزفتة دي، و ساعتها هنخسر كل حاجة، لما تقوله أن أحنا اللي حطيناها في المستشفى هناك!!!! كل حاجة هتضيع، ياريتني كنت قتلتها وخلصت!!!! هتفت "هناء" وعبراتها تخرُج كفحيح الافاعي: - قولتلك أقتلها وأخلص منها مرضيتش، هتكوش هي على ورث أبوك اللي كاتبه بأسمها، وأحنا هنطلع من المولد بلا حمص!!! جلس على الأريكة كمن يجلس على جمرٍ موقود، تهتز قدميه بعصبيه مُفرطة قائلاً بصوتٍ حاقد: - كان عندِك حق، مكانش ينفع تفضل عايشة، بس بسيطة، هبعتلها حد يخلص عليها في أقرب وقت..!!! أبتسمت "هناء" بخُبث شديد، ليقطع الهدوء الذي غلّف المكان صوت رنين الهاتف الموضوع بـ جيب "أمجد"، فأخذه سريعاً عندما علِم أن الأسم من المشفى، ليضعه على أذنه قائلاً بحدة: - أيوا يا زفت، في جديد! **ت قليلاً يستمع للصوت من الطرف الأخير، لتتوسع عيناه شيئاً فشيئاً حتى أهتز جسده من فرط صدمته، قفز من فوق الأريكة صارخاً بإنفعال شديد: - يعني أيه اللي أنت بتقوله دة، أزاي تسيبوها تمشي!!!! أزاي متكلمنيش!! تابعت "هناء" حديثه بفزع قائلة: - وطي صوتك يا أمجد لحد يسمعنا!!!!! بدى وكأنه لم يسمعها ليض*ب بهاتفه عرض الحائط صارخاً بزئير كالأسد، لترتعب "هناء" من حالته، حاولت تهدأته حتى لا يأتي أحد من أفراد القصر على صوته ولكنه لم يهتم ليقول إلى زوجته بجنون هيستيري: - هربت يا هناء، بنت الـ *** أتحامت في ظابط وخدها ومشي، لاء وكمان قبض على مُنير!!!! ض*بت "هناء" على ص*ره لا إرادياٌ تُردف بهلعٍ: - يا نهار أ**د، طب وبعدين هنعمل أيه دلوقتي!!!!! أمسك برأسه يض*بها بقسوة: - معرفش معرفش أنا هتجنن يا هناء هعمل أيه دلوقتي كل حاجة بنيتها أتخربت فوق دماغي!!!! - أهدى يا حبيبي متعملش في نفسك كدا أحنا هنفكر بالراحة وأكيد هنلاقي حل متقلقش!!!! قال ممسكة بذراعيه حتى يتوقف عن ض*ب رأسه، ومن ثم قالت لكي تُطمئنه: - هي متقدرش تيجي هنا وتواجه ابوك هو أصلاً مش هيصدقها عشان كدا هتخاف تيجي، وبعدين هي عارفة أنها لو جات أنت هتقتلها مش هتسيبها في حالها، أحنا هندور في كل الأقسام وهنعرف أسم الظابط دة وهنخليه ييجي راكع تحت رجلينا متخافش!!! هدأ ثورانه وخفّ نهيج قلبُه، فكلماتها تغلغلت له لتُعيد الثقة إليه، أستغلت "هناء" **ته لتضُم رأسه لص*رها تمسح على ظهره، وعلى وجهها أبتسامة ماكرة مُخيفة!!!! • • • • بعد أن أنهى طعامه نهض واقفاً وهو بكامل أناقته ووسامتُه، ليشير لها قائلاً بهدوء: - لما تخلصي تعالي على مكتبي!!!! رفعت أنظارها له بتوتر لتومأ برأسها دون أن تتحدث، لتترك الملعقة ثم همت بالنهوض ولكن منعتها "حنان" قائلة: - خلصي أكلك الأول يا حبيبتي... - أنا شبعت الحمدلله!! أومأت لها "حنان" بالموافقة حتى لا تضغط عليها، لتسألها "ليلى" عن مكان مكتبه، فأخبرتها.. سارت "ليلى" في ممر طويل بعض الشئ، حتى تصل إلى مكتبه، تتسائل بماذا سيتحدث معها، عندما وصلت إلى هُناك طرقت الباب ذو الخشب الفخم، فأمرها بالدخول، دلفت "ليلى" تتلفت حولها تتطلع إلى جمال غرفة مكتبه، ولكنها أنتبهت على صوته وهو يقول: - تعالي يا ليلى!!!! تنحنحت بإحراج ثم مضت نحوه لتجلس على المقعد أمامه، لا تنظر له حتى لا تتوتر أكثر، ولكنه وضع ساعديه المفتوليّن على المكتب، ينظُر لها بنظراتٍ ثاقبة، ثم هتف بصوته الرجولي: - عايز أعرف منك كل حاجة عن حياتك!!! من أول مـ أتودلتي!!!! صُدمت من حديثه لترفع عيناها له قائلة بدهشة: - ليه!!!! هتف بإعتيادية بعد أن أراح ظهره على المقعد الجلدي: - عشان مبحبش الغموض، لازم اللي قُدامي أبقى عارف عنُه كل تفصيلة في حياته، دة غير إني عشان أعرف أحميكي لازم أبقى عارف حكايتك ولا أيه؟!!! أبتلعت ريقها بتوتر، ثم قالت برجاء: - بس أنا مش جاهزة أحكي دلوقتي، ممكن يوم تاني؟!!! نهض من فوق مقعدُه الذي يقبع خلف مكتبُه، ثم ألتفت لها ليجلس على المقعد الذي أمامها، يحاول طمأنتها قائلاً برفق: - متخافيش، خليكي واثقة فيا، محدش هيعرف أي حاجة أتقالت هنا، ومافيش كلمة هتطلع برا الأوضة دي!!! وصدقيني كُل مـ عرفتك أسرع كل مـ كان أحسن ليكي!!! تن*دت وكأن ضيق يجثم على قلبها، لتقول وهي تنظر له: - تمام.. هحكي..!!! أنتظرها حتى بدأت تسرد له قصة حياتها من صغرها قائلة بصوتها الرقيق: - أنا عندي 20 سنة، وحيدة بابا وماما، بابا أسمه عز الدين الألفي، وماما ناهد الأسيوطي، من عيلة الألفي أكيد أنت عارفها، للأسف ملحقتش أشبع من حنيتهم، ماتوا وانا عندي 15 سنة، وبقيت أنا الوريثة الوحيدة لكل أملاكهم، وطبعاً كان جدي عايزني أكبر وبعدين يسلمني الورث عشان أقدر أتصرف فيه، وفعلاً لما بقيت عشرين كان المفروض يسلموني الورث اللي بابا كتبه كله بأسمي، بس طبعاً عمي "أمجد" و عمي التاني "ماجد" مكانوش موافقين على حاجة زي دي، قال يعني أني لو خدت الفلوس دلوقتي هصرفها في تفاهات، وكانوا دايماً يقنعوا جدي أنهم ياخدوا هما الفلوس يشغلوها في شركة الألفي، بس جدي مكنش مأمنلهُم لأنه واثق أنهم هياخدوها لنفسهم، و أعمامي بدأوا يعاملوني بطريقة وحشة جداً كأني مش بنت أخوهم، حتى مرات عمي أمجد كانت بتعاملني كأني خدامة عندها لما كان جدي بيسافر، ومحدش كان بيتكلم!!!! ظل مُصنتاً لحديثها بإهتمام بالغ، ورغم جمود تعابير وجهه التي لا توحي بشئ، إلا أن الله وحده يعلم البراكين التي تغلي داخله، كيف لهم أن يُعاملوا تلك الملاك بهذه الطريقة، كيف يُطاوعهم قلبهم بالله!!! وصلت لتلك النقطة في حديثها التي تكاد تقتله من شدة فضوله وغضبُه منها.. عندما بدأت بالحديث عن "أحمد" صديقه: - وبعدين عمي أمجد جابلي عريس.. أحمد، وأقنع جدي أنه شخص كويس جداً، ظابط ومحترم وجاهز من كل حاجة!!! وللأسف جدي أقتنع فعلاً، بس أنا مكنتش مقتنعه بيه، لما قعدت معاه مستريحتش، محسيتش أن هو دة اللي هيعوضني عن كل اللي أنا شوفته، هتقولي طب ليه وافقتي؟!! هقولك أن جدو جيه وأتكلم معايا، قالي أنه نفسُه يشوفني في بيت جوزي لأنه لو مات محدش هيحميني، أتحايل عليا أوافق و عشان جدو عنده القلب وافقت فعلاً، خوفت عليه يحصلُه حاجة لو رفضت، وأقنعت نفسي أن أكيد أحمد الزوج المناسب ليا، لحد مـ جيه يوم الفرح، اليوم اللي بدأوا أعمامي ينفذوا خطتهم، أكتشفت في اليوم دة أكبر صدمة في حياتي!!! لما عرفت أن كل دة كان خطة زبالة من أعمامي ومراتتهم!!!! أكملت بعد أن مسحت دموعها من فوق وجنتيها: - عمو أمجد حطلي منوم في العصير وخدني في عربيه ووداني مستشفى المجانين وطبعاً عشان صيته وسُلطته قدر يخليهم يحبسوني هناك رغم أني مش مريضة، وكمان سجلني في الكشف بأسم فريدة التُهامي عشان لما جدي يدور عليا ميعرفش أني هناك!!!! وبعدين رجع وعمل فضيحة أني هربت وسيبت الفرح في نُصُه!!! وأني جيبت العار للعيلة كُلها، والكلام دة عرفتُه بعدين لما هو جالي في المستشفى وواجهني بنفسه بالق*ف اللي عمله وبمنتهى البرود!!!، جدو طبعاً مستحملش وأغمى عليه، وأحمد كان مصدوم ولو كان طالني وقتها، كان هيقتلني من غير شك أو تردد!!!!
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD