الفصل الرابع

1489 Words
بسم الله الرحمن الرحيم منذ ان سمعت بما يحدث لابنتها وهي لا تستعب ما قيل لتقرر ان تترقب الامر بذاتها، حيث ان ابنتها شعرت ان كون ليست علي ما يرام المعامله في الحدود فكونها ام مازالت صغيره فهي تتعرض لهذا الموقف الغير معتاد للمره الاولي حيث انها لا تمتلك عائلة لكي تعرض عليهم الامر ويساعدوها أخذت نفسا عميق قبل ان تدق باب ابنتها ومن ثم دلفت وهي تتصنع الابتسامة لتقول: عامله ايه؟ اجابتها ابنتها التي كانت تتمسك بقلمها الرصاص وتقوم برسم شئ ما من مخيلاتها: الحمد لله انتي عامله ايه؟ وجدتها تقبل اليها لتبتسم رنا ومن بعدها اجابت والدتها وهي تجلس بجوارها: الحمد لله قوليلي بترسمي ايه؟ عرضت رنا علي والدتها الرسمه لتجدها جميله للغايه ف*نبهر قائله: الله ايه الجمال ده جبتي الموهبه دي منين؟ -مش عارفه لوحدي كده. اخذت كون نفس عميق وهي تتطلع للرسمه التي كانت عباره عن شخص بوجهين احدهم هادئ طيب والاخر خبيث رمقتها والدتها بهدوء لتقول متسائله: ايه الي خلاكي ترسمي كده يعني استوحتيها من ايه؟ فكرت رنا قليلا لتجيب بنبره طفوليه: من ياسين؟ انذوي ما بين حاجبي كون بتعجب لتسأل: مين ياسين حد معاكي في المدرسه؟ حركت رأسها نافية مجيبه بكل تأكيد: طليقك؟ صدمت فهي تتفوه بمصطلح كبير علي سنها وغير ذلك لن تنطق كلمه ابي اما ما جعلها لا تستطيع ان تجيب انها تنكر الاعتراف بوالدها فهي تراه بوجهيين اي انه منافق من وجهة نظرها الطفوليه التي اصبحت بتفكيرها اكبر من سنها تهكم وجه كون ولم تقدر علي الحديث وضعت اللوحه الخاصه بابنتها جانبا ومن ثم مسدت علي خصلاتها التي تصل لاخر ظهرها ومن بعدها تركتها خارجه من الغرفه وصلت لغرفتها ونظرت للمرأة التي كانت تمتلك **ر بطولها يجعلها منقسمه نصفين وهناك بعض الخدوش التي تجعلها تشوش الرؤية فحاولت ان تركز علي عيونها التي حاولت الا تزرف الدموع امام ابنتها لكن ما ان تواجدت امام المرأة حتي انهمرت عبراتها وكأنها لا تجد حل سوى البكاء فهو اسلم حل لديها الان. استفاقت من شرودها ودفعته بكل ما تملك من قوة فلم يكن صاحب هذا الكتف سوا نوح ذلك المهندس الماهر وصاحت بكل ما اوتي بها من قوة في احبالها الصوتية: انت اتجننت ايه اللي انت بتعمله ده؟ نظر لها ب**ت ونظرة قلقة متجاهلا صوتها الذي التفت على أثره الجميع، فقد كان يطمئن عليها بعينيه بنظرة متفحصة وقال بصوت ملهوف وعالي نسبيا: انتي بتقولي ايه الحمد لله اني كنت موجود، بصي قدامك كويس بعد كده. تركها وذهب وسط ذهولها وذهول كل من تجمع حولهم وأولهم ذلك الصديق الذي اقترب منها وقال بهدوء: انت كويسة؟ لتخبره بحدة لا تمتلك سواها الان: أيوة كويسة انا اصلا مش فاهمة ايه اللي حصل ده؟ نظر بتركيز على نقطة خلفها مما دفعها إجباريا للنظر على موضع تركيزه لتنصدم قليلا فتلك الادوات التي سقطت من عامل الصيانة كانت ستسبب لها إصابة كبيرة لولا تدخل نوح المفاجئ مما جعلها تلعن ذاتها داخل نفسها وتودع ذلك الصديق وتذهب مسرعة تحت مراقبته لها من بعيد. التعامل الاجباري مع شخص ما لا تقبله من داخلك يجعلك وبتلقائية ما ان تراه حتي يظهر علي وجهك عدم الارتياح بل رغبتك في الذهاب مسرعا لكن ما تربيت عليه يجبرك ان تتقبل هذا الشخص سليط ا****ن وحاد التعامل وهذا السبب الوحيد الذي جعل شخص ما غير متقبل من الاخرين فإن كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فكانت ليان المطالب بها ان تذهب الي مديرها الجديد ما جعلها تشعر بالاشمئزاز قبل ان تدلف بل وتتمتم بذكر الله حتي يهدأ قلبها وعقلها الذي يود ان يفتك بذلك العدي دقت بابها ليأذن لها وما ان دلفت حتي وجدته ينظر للاوراق من امامه ليرفع نظره بتلقائية ومن بعدها قال: اتفضلي اقعدي يا دكتوره. جلست بالفعل وهي تترقب في **ت اغلق الملف الذي امامه ومن ثم قال وهو ينظر اليها بتركيز وجديه: الحاله الي اوضه رقم ٣١٣ -مالها؟ اجابها بعدما اخذ نفسا عميق: المفروض كانت داخله تعمل عمليه معينه عملت عمليتين ولما الاهل اتطلب منهم يدفعوا تكاليف العمليه التانيه رفضوا و انتي وافقتيهم واتكفلتي بالدفع انتي صح؟ اجابته بكل تأكيد وصراحه: حصل تهكمت ملامحه لتقول: واظن اني من حقي اعرف قبل اي قرار مهما كان هو اي نظرت للاسفل حاولت تهدأ ذاتها من الحدة التي لامستها في نبرته: يا دكتور اعتبر ان اهل المريض الي دفعوها -وانا قبل كده قولت ده م***ع نظرت لها تحاول تظهر وجهة نظرها: يا دكتور عدي اهله كانوا عاملين حسابهم في مبلغ معين مجمعينه بالعافيه احنا لازم نرأف بيهم -مكنوش جم مستشفي خاصه اخذت نفس عميق وهي تغلق عيونها محاولة ان تهدأ ذاتها اكثر حتي لا ترتكب جريمة به فقالت وهي تجز علي اسنانها: حضرتك كل المستشفيات الحكومه الي اتعرض عليها الولد رفضوا يعملوا العمليه لان الامكانيات لا تسمح واحنا ارخص مستشفي خاصه بتعمل العمليه دي وانا كنت لازم و انا في العمليات مع الجراح اني انقذ الولد ده باي طريقه اضطرينا نعمل عمليه تانيه في العمليه دي من غير ما ناخد اي توقيع علي اقرار عشان كنا لازم نعملها قبل ما يفوق من البنج ضميرنا المهني هو الي دفعنا، يا دكتور احنا بشر ولازم نحس ببعض تخيل حضرتك مش انت الدكتور عدي الي جاي من بره ومستوي حضرتك المهني والاجتماعي عالي وبقيت شخص تاني لا يمتلك الا قوت يومه واتعرضت لحاجه زي كده لاقرب شخص ليك واضطريت تستلف وجمعت مبلغ بالعافيه من طوب الارض ساعتها هتعمل ايه لو مستشفي حطتك في الموقف ده وانك لو مادفعتش هيبلغوا عنك يعني مديون وابنك بين الحيا و الموت واتزليت عشان تاخد الفلوس وكمان هتتحبس لازم يبقي في قلوبنا رحمه لن يجيب عدي يفكر فقط لتنهض هي بنفاذ صبر لتقول: بس مع ذلك انا مش هدفع حاجه بس محدش بقي ليه دعوه لما اديهم انا المبلغ يروحوا يدفعوه في الحسابات صح كده ، عن اذن حضرتك لتتركه وهي تستشط نارا ومن ثم تخرج محاوله الا تبكي من قسوة هذا العالم اما هو فبالفعل بدأت ان توقظ شئ ما بداخله. لن تستطيع النوم طيلة الليل فهي تتململ في فراشها والأمر يشغل بالها نهضت بقوه لتمسك بهاتفها ولا تعي الوقت ولكن من حسن الحظ انها السادسة صباحا لتخرج رقم نضال ومن ثم ترفعه علي اذنها منتظره رده لحظات واجاب بصوت نيام لتشعر في تلك اللحظه انها اخطأت بالتوقيت لتقول: انا اسفه جدا ازعجت حضرتك بس انا لازم اعتذر لحضرتك اعتدل في جلسته فهو لم يكن يعلم من المتصل ولكن ما ان تحدثت حتي علم صوتها نظر للساعه المعلقه علي الحائط ليجدها نشير الي السادسه ليقول بصوت متحشرج: ولا يهمك في حاجه ولا ايه؟ -ينفع اقابل حضرتك انهارده بره المدرسه من غير ما رنا تعرف اماء بهدوء قائلا: طبعا مافيش مشكله قالت مره اخري: ينفع اثناء اليوم الدراسي ؟ فكر قليلا ليقول بالنهايه: مافيش مشكله ممكن الساعه عشره اماءت بانصياع لتقول: هبقي عند حضرتك والمكان الي تحدده حضرتك -هتصل بحضرتك اقولك فين -شكرا جدا سلام عليكم -وعليكم السلام اغلق الهاتف متن*دا وهو يفكر قي امرها لينهض بعد ذلك ليحضر ذاته رغم انه لن يستيقظ قبل السابعه لكن النوم قد تطاير من عينه في اليوم التالي ذهبت إلى العمل بجسد مرهق وعقل مشوش فالنوم لم يطرق بابها طول اليوم فكيف لها أن تنام وذلك الصوت الداخلي المنتمي إلى ضميرها ينهشها من الداخل نهشاً، فذلك النوح لم يكن مخطأً وإنما كان قلقاً بحق، ولكن كيف له أن يحادثها بتلك النبرة الغريبة أمام الجميع ومن أعطى له الحق ليسمك بها بتلك الطريقة هل هي طفلة؟ لا تعلم لما حال على وجهها شبح ابتسامة عندما تخيلت نفسها طفلة صغيرة وهو كان يحميها، لحظة واحدة لما تفكر كثيرا في هذا العناق المنفر، نعم هو منفر أقنعت نفسها بذلك وهمت في النزول من السيارة لتصطدم انهار عسلها الاسود ببندقيتيه لمدة لم تتجاوز الثلاث ثواني حتى تحرك وتركها تقف تنظر الى الفراغ الذي تركه خلفه ولم تلبث أن لحقت به فهي لن تعتذر ولكنها يجب أن تصلح موقفها فهي تعتقد أن هذا النوح هو ورقتها الرابحة في مشروعها القادم. دلفا إلى المصعد سويا ولم يتكلما حتى قارب المصعد على الوصول، كانت تشعر بالضيق حتى اشتعلت في رأسها فكرة وأوقفت المصعد وسط نظراته الذاهلة، تحدثت بحدة وانفعال: بص يا بشمهندس نوح انا متشكرة على موقفك امبارح بس مهما كان مينفعش تعمل ال حضرتك عملته ده! بابتسامة لعوب اجاب: هو انا عملت اي يا بشمهندسة ده الواجب، انا يدوب يعني أنقذت مديريتي في الشغل وهي بعدها زعقت في وسط الشارع بس. لتنظر له باستغراب: وحضرتك مستنيني اعتذر مثلا ولا ايه انا قولت الي عندي وشكرتك وغير كده ملكش عندي حاجة انا كده رضيت ضميري. اقتربت لتشغل المصعد مرة أخرى ولكنها صدمت عندما وقف أمام الازرار مانعا إياها من تشغيله واقترب منها خطوتين وتحدث بنبرة يشوبها بعض البرود: إرضاء الضمير مش كلمتين بنقولهم يا بشمهندسة، إرضاء الضمير انك تعملي اللي بيمليه عليكي. ليتركها مصدومة من كلماته ويخرج من المصعد بابتسامته اللعوب تلك. كان يجلس في انتظارها ليجدها تقبل عليه في ذلك المطعم الذي اختاره هو لينهض ومن ثم قالت اليه بوجهها الباهت قائلا: انا اسفه والله علي الشحططه دي -ماتقوليش كده اتفضلي اقعدي جلست بالفعل لتقول بلهفه: بس بجد مش زعلان مني صح والله كنت مصدومه تبسم لها بلطف مجيب: ولا يهمك يا مدام كون حصل خير تن*دت كون لتقول: في حاجه حصلت امبارح قطب حاجبيه ليقول نضال بترقب: ايه الي حصل؟ كادت ان تجيب ليأتي ذلك الطليق امامهم فيقول بصوت مرتفع: الله الله حلو اوي كده نظرت له بصدمه ونضال كذلك ولا يقوا علي الحديث ليكمل هو بقوله: مابتشربوش لمون ليه مش ده مشروب الحبيبه لتغلق كون عيونها بحرج اما نضال فنهض وعيونه لا تنذر بالخير ابدا لتنشب حرب من جديد. يتبع
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD