(9)الحلقة التاسعة

1229 Words
أحمد بحدة:بقولك إيه الصنف دة مينفعش معاه الحسنى بقالى إسبوع بحايل فيها،وهى سايقة فيها سيبنى أتصرف بقي.  فاروق:خلاص إطلع إنت وأنا هكلمها، وأجيبها وأطلع .  صعد أحمد إلى الأعلى، وكنت أبكى بمرارة وقهر وسمعت حديت والدته إليه.  الأم بخبث: مانعة نفسها عنك؟ أكيد فيها حاجه وعاوزينك تلبسها ودلوقتى عاوزة تمشى قبل ما تفضحها.  ولاء: فعلًا، أكيد معيوبة.  تعِبَ الصبا… وتنّهدَ العمرُ واهتز تحت رماده كِبرُ وملاحةٌ… عبثَتْ برونقها أيدٍ… وغطى صفوَها كدَرُ لبستْ ثيابَ حِدادِها شيمٌ كانت بها بالأمس… تأتزر لمَّ الندى المعسولُ… أشرعةً وبكى على لآلائه الزهر حملت شذاها اليوم… وارتحلَتْ عنا…. فما لبقية أثر ما صنَّعَتْ حسناءُ زينتَها إلا… وواءَمَها به كُثُرُ كل النساء… لبسْنَ من بطَرٍ ما حاكه التّصنيعُ… لا القدر وخلعْنَ ما خاط الحياءُ… فما فيهنّ… إلا المئزرُ العطرُ أبكي على بيضاء ناعمة للأنْسِ… بين جفونها سهر تهتّز فيها وردةٌ خجلا من نظرةٍ… والطرف ين**ر أشتاقها امرأةً بها خفرٌ وأحبُّ ما في المرأة الخفر يت**ر الصوتُ الخريدُ على فمها الصغير… وينثني الخبر لم تَشْدُ أجراسُ الحنين بها إلا استحى رغم الهوى النظر هي في الرضا… أو في العتاب معا تبكي… ويصهل مدمعٌ عبر يجلو الهمومَ صفاءُ أعينها فلها على شطآنه سفر وتكاد عند ضفاف بسمتها تخضرّ أحلامٌ… وتزدهر يشدو على أسوار ف*نتها عذبُ اللّمى… ويزغرد الحور يرمي التبرُّجُ كل ما حملَت أصباغُهُ الولهى… وينتحر يندى الحياءُ…. على محاسنها ويكاد…. يلبس وجهَها القمر أحمد : بقولكم إيه مش عاوز أسمع كلام كتير ويله ادخلوا جوه.  جلست على سلالم المنزل أبكى، وأبكى ودموعى مثل الشلالات لا تتوقف.  فاروق بجدية:إهدي يا نورا بصى أنا أكبر منك بكتير، وأعرف أكتر منك، أنا عارف إن أحمد إنسان هوائي وجايز يكون غلط كتير.  نورا بقهر:إنت متعرفش حصل إيه؟  فاروق :ومش عاوز أعرف، أنا كل اللى عاوزك تعرفيه إنك فى إيدك تغيرى جوزك، وتغيرى حياتك يا ستى على رأي المثل جوزك على ما تعوديه وكمان إنتِ عارفة، إن الست لما تمنع نفسها عن جوزها الملايكة،بتكون غضبانه عليها.  نورا ببكاء: مش قادرة والله، أعمل إيه؟  هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة.. حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا وتسقط ثقافتي معي. أنا رجل لا يريح ولا يستريح فلا تصحبيني على الطرق المعتمة.. فشِعري مدان ونثري مدان ودربي الطبيعي بين القصيدة والمحكمة. فاروق:معلش يا نورا انتى بدأتى حياة جديدة ولازم تستحمليها بحلوها ومرها. نورا:حاضر هحاول. وبالفعل أخذت بكلامه وفتحت صفحة جديدة مع أحمد وبدأت حياة زوجية مثل أى زوجين طبيعيين، ولكن في كل مرة كان يقترب مني كنت أبكي بعدها بقهر و**ت وأتمني الموت فى كل مرة،عندما أتذكر أن ما يفعله معي هو نفسه ما فعله مع غيري، لكن أصبحت الحياة بالنسبة لي أيام تمضي فقط والغريب أن أحمد كان بالبداية يعاملني بلطف، ولا يفترق عني وبعدها تغير كثيرًا يخرج صباحًا ولا يأتي سوى مساءًا في وقت متأخر، ولكنني لم أتحدث معه تركته يذهب فأنا لا أريده أن يظل معي حتى لا يطالبني بأي حق له. انتهت فترة الأجازة وعودت إلى المدرسة، وتوالت المباركات من زملائي وكنت أحاول أن أرسم السعادة على وجهى وشعرت حينها أننى ممثلة بارعة.                 ********* مرت الأيام حتى ذلك اليوم. في أحد الأيام الساعة الخامسة فجرًا وجدت باب الغرفة يدق بقوة، انتفضت فزعًا من نومى ونظرت إلى أحمد الغارق فى نومه، ونومه ثقيل إلى الغاية شعرت بالتعجب من يطرق الباب الآن؟! إرتديت ملابسي وفتحت الباب، وكانت المفاجأة فلم تكن سوى والدته. والدة أحمد:حصلينى على المطبخ. أغلقت الغرفة على أحمد وتوجهت إلى المطبخ خلف حماتى. حماتى :بقولك إيه من النهاردة الصحيان من بدرى تقومى تنضفى المطبخ، وتجهزي كل حاجه للغدا ،وتيجى من شغلك تعملى الغدا. نورا:طيب يا نينه هو مش فى هنا خدم بيعملوا كدة؟ حماتى:كان، بس دلوقتى مفيش مشيتهم وإنتِ إللى هتعملى بدالهم ولا عاوزانى أعمل أنا وإنتِ زى الهانم؟ نورا:لأ طبعًا، حاضر يا نينه. حماتى:طيب خلصى بسرعة وإطلعى للطيور حطيلهم أكل. نورا:بس أنا معرفش، وعمرى ما عملت للطيور حاجة. حماتى:هطلع معاكِ أعلمك النهاردة، بس بعد كدة هتبقى لوحدك. نورا :حاضر. تركتني وخرجت وأنا أنظر إلى اواعي الطهي الكبيرة، والمطبخ الفوضوي نزلت دموعي بقهر، أه يا أبى ياليتك لم تمت ومت أنا، أه منكى يا دنيا هل أصبح همك الآن هو عذابى فقط؟ يارب ليس لى غيرك أعني يارب، وحسبي الله ونعم الوكيل. كنت أغسل أدوات المطبخ وأنظف وأبكى قهرًا وحزنًا، ففى منزل أبى أبدًا لم أعمل بتلك الطريقة القاسية، وتذكرت موقف لى حين كان أبى على قيد الحياة. فلاش باك والدتي:قومى يا نورا إغسلى الأطباق إللى فى المطبخ. نورا:وأنا مالى، وبعدين أنا ما صدقت ضوافرى طولت . والدتى بحدة:قومى يا بت وبطلى دلع البنات الماسخ ده. الأب :في إيه؟ ما تسيبيها براحتها.  وضمنى إليه بقوة: وبعدين نونو دى بنتى الحبوبة، والرقيقة، ولازم تكون برنسيسة وتتجوز واحد يجبلها خدم. الأم :يسمع من بوقك ربنا يا أخويا. الأب :يارب دايمًا تكون سعيدة. باك..... أه يا بابا فعلًا من بعدك اتعذبت،حياتى اتغيرت فعلًا يا بابا إتمنيت يكون عندى خدم، بس الواقع إختلف وبقيت أنا الخدامة يا بابا وحشتني قوى يا حبيبي. انتهيت من تنظيف المطبخ ونفذت كل ما طلبته حماتى أو ال*قربة كما أطلقت عليها تلك المرأة التي ليس لديها أي ذرة من الرحمة. انتهيت من المطبخ وخرجت منه وتوجهت إلى الصالة لأخبر حماتى بأنني نفذت ما طلبته منى،وجدتها تجلس على إحدى الكنبات بالصالة. نورا:أنا خلصت إللى حضرتك طلبتيه منى. حماتى:طيب يله بينا على السطح، علشان أعلمك إزاى تحطى الأكل للطيور. نورا:حاضر. صعدت خلفها وظلت تكيل لي الأوامر، وأحمل أشياء ثقيله، وأفعل كل ما تشير به حتى تعب ظهري، وجسدي حين نزلت إلى الأسفل كنت أشعر بتعب شديد، والجوع يوجع معدتي الفارغة، أكاد أموت جوعًا وطبعًا لخجلي الشديد لا أستطيع أن أطلب الطعام دون إذن حماتى، والغريب وجدتها تقول: ها يا نورا ها تاكلى، ولا هتستني تفطرى مع أحمد؟ طبعًا نظرًا لخجلى وجدتنى أقول:لأ هستنى أحمد. حماتى :طيب خلاص براحتك.  ولكن بداخلى أعلم علم اليقين أنها قالت هذا الكلام لأنها تعلم أنني أخجل أن أطلب الطعام،وتعلم أيضًا أن أحمد لا يفطر نهائيًا، وبالفعل ظللت بدون طعام حتى موعد الغداء وأنا أعمل وأعمل وأراها هى وبناتها يجلسون بالصالة يضحكون، وصوتهم يصل لي ويأكلون و أنا أقف اتضور جوعًا، هل هناك ظلم أكثر من هذا حتى حان موعد الطعام كنت لا أستطيع أن أقف على أقدامي من شدة التعب، والجوع الذى ينهشني بداخلى بكيت ب**ت فأنا لا أستطيع أن اتحدث هل هناك إناس عديمي الرحمة بتلك الطريقة؟! على الغداء كنت أجلس معهم أعطت الجميع قطع كبيرة من اللحم وأنا قطعة صغيرة لا تكفى حتى طفل صغير شعرت أن الطعام يقف بحلقى من شدة الألم بداخلى يا الله. على الإنسان أن يكون رحيماً، لأن الرحمة تجمع بين البشر؛ وأن يكون أديباً، لأن الأدب يوحد القلوب المتنافرة الرحماء قليلون وهم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض ومن عليها ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب من يدلني على مدينة لم تعرف القصف لأذهب وأعيش فيها.. من يدلني على سماء لم تشهد زرقتها ظلما أو قسوة أو فكرا يغتصب عنوة االحب لا يمكن أن يشيخ أبدا، قد تفقد الأقفال لونها الذهبي، قد تتلاشى نضارة الخدود، ولكن القلوب المحبة سوف تعرف أنه لا صقيع الشتاء وبرده يؤثر فيها بل دفء الصيف لا يزال فيها الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب وصحوة القلوب، ولا يكره أحدا كما يكره الداعين إلى الوعي واليقظة، ولا ينقم على أحد كما ينقم على من يهزون الضمائر الغافية اما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر.. قد يبدو الأمر سهلا، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك في ال**يم نحن وحيدون، حياتنا أشبه بالعلب الصينية: علبة داخل علبة وتتضاءل العلب حجماً، إلى أن تبلغ العلبة الصغرى في القلب منها جميعاً، وإذا في داخلها لا خاتم ثمين من خواتم ابنة السلطان، بل سر أثمن وأعجب: الوحدة الوحدة عاصفة ساكنة تحطّم أغصاننا الميتة وهي مع ذلك تض*ب بجذورها في أقصى أعماق القلب النابض من الأرض الحية. ا
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD