(10)الحلقه العاشرة

1737 Words
أشعر بتعب شديد، والجوع يوجع معدتي الفارغة، أكاد أموت جوعًا وطبعًا لخجلي الشديد لا أستطيع أن أطلب الطعام دون إذن حماتى، والغريب وجدتها تقول: ها يا نورا ها تاكلى، ولا هتستني تفطرى مع أحمد؟ طبعًا نظرًا لخجلى وجدتنى أقول:لأ هستنى أحمد. حماتى :طيب خلاص براحتك.  ولكن بداخلى أعلم علم اليقين أنها قالت هذا الكلام لأنها تعلم أنني أخجل أن أطلب الطعام،وتعلم أيضًا أن أحمد لا يفطر نهائيًا، وبالفعل ظللت بدون طعام حتى موعد الغداء وأنا أعمل وأعمل وأراها هى وبناتها يجلسون بالصالة يضحكون، وصوتهم يصل لي ويأكلون و أنا أقف اتضور جوعًا، هل هناك ظلم أكثر من هذا حتى حان موعد الطعام كنت لا أستطيع أن أقف على أقدامي من شدة التعب، والجوع الذى ينهشني بداخلى بكيت ب**ت فأنا لا أستطيع أن اتحدث هل هناك إناس عديمي الرحمة بتلك الطريقة؟! على الغداء كنت أجلس معهم أعطت الجميع قطع كبيرة من اللحم وأنا قطعة صغيرة لا تكفى حتى طفل صغير شعرت أن الطعام يقف بحلقى من شدة الألم بداخلى يا الله. على الإنسان أن يكون رحيماً، لأن الرحمة تجمع بين البشر؛ وأن يكون أديباً، لأن الأدب يوحد القلوب المتنافرة الرحماء قليلون وهم أركان الدنيا و أوتادها التي يحفظ بها الله الأرض ومن عليها ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب من يدلني على مدينة لم تعرف القصف لأذهب وأعيش فيها.. من يدلني على سماء لم تشهد زرقتها ظلما أو قسوة أو فكرا يغتصب عنوة االحب لا يمكن أن يشيخ أبدا، قد تفقد الأقفال لونها الذهبي، قد تتلاشى نضارة الخدود، ولكن القلوب المحبة سوف تعرف أنه لا صقيع الشتاء وبرده يؤثر فيها بل دفء الصيف لا يزال فيها الطغيان لا يخشى شيئاً كما يخشى يقظة الشعوب وصحوة القلوب، ولا يكره أحدا كما يكره الداعين إلى الوعي واليقظة، ولا ينقم على أحد كما ينقم على من يهزون الضمائر الغافية اما النسيان سوى قلب صفحة من كتاب العمر.. قد يبدو الأمر سهلا، لكن ما دمت لا تستطيع اقتلاعها ستظل تعثر عليها بين كل فصل من فصول حياتك في ال**يم نحن وحيدون، حياتنا أشبه بالعلب الصينية: علبة داخل علبة وتتضاءل العلب حجماً، إلى أن تبلغ العلبة الصغرى في القلب منها جميعاً، وإذا في داخلها لا خاتم ثمين من خواتم ابنة السلطان، بل سر أثمن وأعجب: الوحدة الوحدة عاصفة ساكنة تحطّم أغصاننا الميتة وهي مع ذلك تض*ب بجذورها في أقصى أعماق القلب النابض من الأرض الحية. ........ طبعًا نظرًا لخجلى وجدتنى أقول:لأ هستنى أحمد. حماتى :طيب خلاص براحتك.  ولكن بداخلى أعلم علم اليقين أنها قالت هذا الكلام لأنها تعلم أنني أخجل أن أطلب الطعام،وتعلم أيضًا أن أحمد لا يفطر نهائيًا، وبالفعل ظللت بدون طعام حتى موعد الغداء وأنا أعمل وأعمل وأراها هى وبناتها يجلسون بالصالة يضحكون، وصوتهم يصل لي ويأكلون و أنا أقف اتضور جوعًا، هل هناك ظلم أكثر من هذا حتى حان موعد الطعام كنت لا أستطيع أن أقف على أقدامي من شدة التعب، والجوع الذى ينهشني بداخلى بكيت ب**ت فأنا لا أستطيع أن اتحدث هل هناك إناس عديمي الرحمة بتلك الطريقة؟! على الغداء كنت أجلس معهم أعطت الجميع قطع كبيرة من اللحم وأنا قطعة صغيرة لا تكفى حتى طفل صغير شعرت أن الطعام يقف بحلقى من شدة الألم بداخلى يا الله. مرت أيام على هذا الحال والغريب وما أثار دهشتى أننى كنت أذهب إلى عملي وأعود واجدهم ينتظرونني لكي أعد الطعام وأيضًا كانت حماتى تلك ال*قربة لديها ثلاجة بداخل غرفتها فيها ما لذ وطاب من الطعام، والثلاجة الخارجية لا يوجد بها سوى الجبن الحادق فقط والعيش الذى كنت أكل منهم أنا وحدى وهم يأكلون ما لذ وطاب، أتألم، وأتألم ولا أحد يشعر وأعمل دون أن يشعروا بتعبي كل يوم أذبل عن اليوم الأخر إلى أن أتى ذلك اليوم، كنت يوميًا أستيقظ من النوم أجد المطبخ مليء بأواني الطعام مطبوخ بها الكبدة والعشاء الفاخر لها، ولبناتها وأنا أكل الجبن الحادق كنت أجلس مع أحمد بغرف*نا. أحمد:مفيش عشا؟ نورا:في جبنة حادقة وعيش. أحمد:بس؟ .نورا:ده الموجود بس.َ احمد:بس إيه؟! نورا:إحنا بعد ما ننام كل يوم أمك وإخواتك بيعملوا أكل كبده وبيض وجبنه رومي وحاجات تانية كتير . أحمد:لأ، لأ مستحيل أمي تعمل كدة هتسيب لنا الأكل د، وهما ياكلوا كدة. نورا:مش مصدقنى، طيب إستنى متنمش واستنى بس ساعة وإنت تشوف بعينك. إنتظر أحمد بالفعل وبعد ساعة شم رائحة الطعام وخرج والغضب يعميه كيف تفعل أمه ذلك؟! خرج وظل يسب ويلعن وسمعت صوت ت**ير الأطباق وصوت بكاء إخوته وصراخ أمه عليه، وصراخه عليها كل هذا وأنا صامته أنتظر فى غرفتي وأشعر بداخلى بسعادة لأول مرة منذ أن دخلت هنا. رجع أحمد وصفق الباب خلفه لم أتحدث معه، وبعدها سقطت في نوم عميق فرحًا، ولكن الغريب ذلك اليوم لم تقم حماتي بإيقاظي مثل كل يوم وأنا صراحة لم أخرج سوى الساعة الثامنة والغريب أننى وجدت شرين تنظف المطبخ، وولاء تنظف المنزل والكل يعمل بجد. نورا:صباح الخير. حماتى :صباح النور، معرفتيش اللى حصل إمبارح؟ نورا وهي تدعي عدم المعرفة :لأ، معرفش حصل إيه؟ حماتى حكت ما حدث وصراخ أحمد :خوفنا منه. نورا:أنا محستش بحاجه خالص،طيب عمتا مش عاوزنى أعمل حاجه؟ حماتى :لأ، لأ أنا هطبخ النهاردة. نورا:طيب. ولكن فجأة ...   ............  أرى الصبر أوشك أن ينفذا وأوشكت في القرب أن أبعدا وأوشك قلبي أن يستريح وأوشك طرفي أن يرقدا وكدت أعايش هذا الأنام وقد عشت بينهم مفردا يخيل لي أنني قد أضعت شبابي وقلبي وعمري سدى وأن حياتي وأسبابها خطبت بها عندكم فرقدا تناءيتم زمنا طائلا وبنا كما كان رجع الصدى فإن تلتق اليوم أشباحنا فذاك لقاء غريب المدى تقربه اليوم دنيا الخيال ويبعده كل حاد حدا يذكرنا كل أمس مضى وكل غريب به شدا وما نحن إلا الزمان الذي عدا في الأنام على من عدا نصوره صورة في الضمير ونبدي على ضعفنا ما بدا فيحسبنا الناس أقوى على يد الدهر مما يكيد العدى ولكننا إن خلونا إلى خواطرنا نستجير الردى وإن لاح في بابكم عاذل مررنا به ركعا سجدا نحاذر من أن ترانا العيون ونخشى على البؤس أن نحسدا فعد لي حبيبي كما قد عهدت على الدهر يا سيدي مسعدا وخل النواح ودنيا الانين فقد أوشك العمر أن ينفذا ومد حبيبي إلى من براه غرامك عطفا وأهد اليدا أو اهزأ كما شئت بالذكريات وأذهب في الحب كبش الفدا ....  ودّعَ الصبرَ محبٌّ ودّعَكْ ذائعٌ منْ سرّهِ ما استودَعَكْ يقرَعُ السّنَّ على أنْ لمْ يكنْ زَادَ في تِلْكَ الحُطَا، إذْ شَيّعَكْ يا أخا البدرِ سناءً وسناً حفظَ اللهُ زماناً أطلعَكْ إنْ يَطُلْ، بَعْدَكَ، لَيلي، فلَكَمْ كنت أشكُو قِصَرَ اللّيْلِ مَعَكْ سقطت أرضًا فاقدة الوعي وسط دهشة وصراخ والدته إستيقظ جميع من بالمنزل على صراخ والدة أحمد وهى تراني أسقط أرضًا، فزع أحمد من نومه وتوجه للخارج وجدني فاقده الوعي علي الأرض حملني ووضعني على إحدى الكنب الموجود بالصالة وتجمعوا حولي الجميع يحاولون إفاقتي. أحمد بفزع:فى أيه مالها نورا؟! الأم بتوتر:والنبى يا ابني ما أعرف؟ كانت بتكلمنى وفجاءة وقعت. أحمد وهو يرتدي ملابسه بسرعة:حاولوا تصحوها وأنا هروح أجيب الدكتور وأجى بسرعة. الأم :حاضر. حاول الجميع إفاقتها من سباتها، ولكن لم تفيق نهائيًا رغم محاولتهم الكثيرة.                           ******** علي الجانب الآخر فى منزل محمد يقف على باب المنزل يودع والدته،وسط بكائها المرير. محمد:خلاص بقى يا أمي والله أنا مش مستحمل. والدة محمد:خلاص يا حبيبى أنا هسكت، بس الفراق صعب يا محمد منها لله اللى كانت السبب. محمد بغضب:لأ، يا ماما مهما حصل إوعى تدعى عليها نورا إتظلمت زيى أرجوكى لو ليا معزة عندك إوعى تدعى عليها أبدًا ، مهما حصل لأنك ساعتها هتكوني بتزعلينى قوى. الأم :خلاص يا حبيبى أهم حاجة إنت خلى بالك من نفسك يا محمد وكل كويس يا ابني وإلبس تقيل وأبعد عن أى حد وحش . محمد مبتسمًا:متقلقيش يا أمي إنتِ مخلفة راجل وقد المسؤلية،وإن شاء الله ربنا يكرمني وأعوضك إانتي وإخواتي. الأم :أنا مش عاوزة حاجة غير إنك تكون كويس يا حبيبى خلى بالك من نفسك، ولو عرفت تكلمني كلمنى وإبعتلى كل أسبوع جواب وصورة لانك هتوحشنى قوى يا إبنى. محمد وهو يحتضنها ويقبل يدها:إدعيلى يا أمي هتوحشينى قوى. الام:وإنت كمان يا ابني قلبى وربى راضين عنك. نظر محمد لأمه نظرة أخيرة ،والدموع فى عينيه وحمل حقيبته وتوجه لباب المنزل. الأم ببكاء:لا اله الا الله يا محمد. محمد:محمد رسول الله. وأغلق الباب وخرج مسافرًا إلى دولة الكويت ليعمل مدرسًا هناك ويبدأ حياته ومستقبله، ولكنه ألقى نظرة أخيرة على منزل حبيبته، تمنى لو كان بإمكانه أن يراها ولو مرة واحدة فالله وحده يعلم إن كان فى العمر بقية للقاء مجددًا.                                 ...... في منزل أحمد حضر الطبيب وبعد الكشف على نورا. أحمد :خير يا دكتور مالها. الدكتور:للأسف صحتها ضعيفة قوى، وكمان واضح قلة التغذية وده غلط فى حالتها. والدة أحمد :ليه يا دكتور هى عندها مرض وحش؟ الطبيب:أعوذ بالله لا طبعًا، ألف مب**ك المدام حامل. أحمد بسعادة :بجد يا دكتور حامل؟! الطبيب:أيوة طبعًا ،بس لازم تاخد الدوا دة وتهتم بصحتها كويس وأهم حاجة الانتظام فى الأكل. أحمد:حاضر يا دكتور. والدة أحمد:ليه يعنى هى أول واحدة تحمل،ما كلنا حملنا وعادى. أحمد وهو ينظر لأمه بغضب:طيب يا دكتور هى مش هتصحى. الدكتور:هى بس مرهقة ونايمة،متقلقش ولازم طبعًا تروح لدكتور نسا وتوليد للمتابعة. أحمد:إن شاء الله يا دكتور وشكرًا جدًا. ..ونظر إلى أخيه الأصغر إبراهيم. أحمد:وصل الدكتور يا إبراهيم وهات الروشتة دى وإنت راجع. إبراهيم:حاضر. خرج الطبيب برفقة أخيه ونظر أحمد لنورا الراقدة التى بدأت ان تستعيد وعيها. نورا:ااااه. أحمد بابتسامة :حمد الله بالسلامة وقعتى قلبى. نورا:هو إيه اللى حصل؟ أحمد:اللى حصل ووضع يده على معدتها:إن إنتى حامل ولازم تاخدي بالك من نفسك. نورا بسعادة:أنا حامل؟! حماتي ببرود :مب**ك. نورا:الله يبارك فيكى. حماتي:خدى بالك بقى من نفسك. ونظرت لأحمد:أنا راحة أكمل الأكل، لو عوزت حاجة إنده عليا. نظرت نورا لأحمد. أحمد :مب**ك يا حبيبتي. نورا:الله يبارك فيك. أحمد:لازم بقى تاخدى بالك من نفسك علشان الدكتور قال إنك محتاجه راحة وتغذية. نورا:حاضر بس. أحمد :بس إيه يا نورا مالك؟ نورا:ليا طلب عندك ووحياة إبننا ما ترفض. أحمد :طلب إيه؟ نورا:أنا ..... انا يا امرأة صارت في خارطة المجد إطار يا امرأة تعرف كيف ستبني بين ضياء الحب وبين ظلام الزمن الصعب جدار.. يا امرأة سكبت في صحراء الوجد يقيناً فاض حنيناُ كالأنهار يا امرأة جعلت في لحظات عبق الشمس يعم الدار فتمدت علماً فتحاً عشقاً أدباً يهطل كالأمطار وصباحاً يرحل في الأعماق وحقلاً ينضح بالأشجار يا امرأة في ذاكرة الضوء نهار أغوار البحر تهيم لديها والإلهام ندى كفيها والإيمان العذب مدار من قبل صباحك كان جفاف الساحة نار كان البرق ينام حزيناً في البيداء بدون ستار كان الظل يهيم وحيداً بين ال**ت بجوف الغار كأن الأرض انشقت هماً والنجمات ارتجفت ولهاً والأعماق بلا أسرار ولما جئت تهادى الطيف على الطرقات بكل مسار وهلّ الخير على الآفاق عطاء بعدك ليس يثار ص*ر العصر انفتح سماحاً خط الأفق الأخضر صار من فيض رؤاك يمد رؤاه جحافل وهج واستشعار لا الطوفان تداعى وهناً لا الميقات ولا التيار لا نزف البحر العشق توارى أو تاب الشوق من الإبحار فالفتح القادم يرنو تيهاً والزمن الماضي منك يغار فالعهد الآتي صوبك عيدُ يزدان بأرضك كالأزهار يا امرأة تلهم **ت الرؤيا يا امرأة تبقى حقل نضار وحدائق أنس واستشراق ٍ فجر يتدفق بالأنوار يا امرأة الخير وخط السير رحاب الساحة والأخيار يرعاك المولى والأحداق وهمس النجمة والأقمار يا امرأة تبقى تل عطاءٍ قلعة صدق لا تنهار.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD