(8)الحلقة الثامنة

1224 Words
فى صباح اليوم التالي. ولاء :إيه يا أمه لسه العرسان نايمين؟ الأم بضيق: طبعًا، هتعمل علينا أبله من دلوقتى. زوجة أمير الأخ الأكبر لأحمد: يا حجة دول عرسان والنهاردة صبحيتهم، فأكيد هيتأخروا فى النوم. الأم :أه طبعًا ما هو إنتِ مش من البلد إنتِ  كمان، وواخدة على عيشة البندر،ولازم شهر عسل بس أحب أفهمك إن هنا مفيش الكلام دة احنا ناس فلاحين وملناش فى التقاليع دى. زوجه أمير: بس يا حجة ما شاء الله في خدم هنا فى البيت، واحنا كمان موجودين، وبعدين انتم تختلفوا كتير عن الفلاحين في البلد. الأم : إزاى يعنى؟! زوجه أمير: قصدي إن مفيش مواشي، ولا ستات بتنزل الأرض. الأم بحدة: متدخليش فى إللى مالكيش فيه يا مرات إبنى. شرين: فعلًا إنتِ كلها يومين وماشية،سيبى أمي تمشى بيتها براحتها. زوجه أمير بإحراج شديد: أنا آسفة بعتذر بس كنت بقول انهم عرسان بس مش اكتر  الأم... اللي ليكي فيه تتكلمي فيه غير كده لأ  شرين... عندك حق يا أمه وبعدين انا مش عارفه هما اخواتي دايما بمدوا لبرة ليه ما البنات  في البلد زي العسل  الأم..بغيظ. عشان انا اشيل الهم والحزن علي دماغي البيه جيبلي مدرسة عشان تعلمني الأدب  شرين بسخرية... لا وانتي الصادقه هتعلمك القراية والكتابه  كانت زوجه الأخ الأكبر تنظر لهم بضيق ولكن هي ساعات وتتلخص منهم فلتتحمل قليلا بعد هولاء  الأم... علام ايه وزفت ايه ما انتم اهو العلام نفعكم لا فلوسكم وارضكم هي اللي تخلي اجدعها  عرسان تتقدم ليكم مش بالعالم وبعدين معدش غير بنت الفراش اللي هتعلمني  شرين.... حاجه تعر انا مرات اخويا ابوها فراش  الأم بضيق... اخوكي ده علي طول جيبلي مصايب وادي آخره مصيبه بس انا مطمنه  شرين... بتعجب... ليه يا امه الأم... لأن عارفه اخوكي مش هيكمل شهر ويطلقها هو بس عجبته عشان كده اتجوزها ما انتي عارفه اخوكي وعمايله شرين... بضحك... عندك حق والله اهو يتسلى شوية  الأم... هو يتسلى وانا اتنقط بس وحياتك لاعلمها الأدب واخليها تندم على اليوم اللي شفته فيه  ودخلت عيلتنا  شرين.... حلاوتك يا امه الأم.... هي لسه شافت حاجه اصبري بس عليا وابقى اتف*جي على اللي هيحصل  هخليها تبكي بدل الدموع دم  شرين بضحك شديد... عسل يا امه الأم بسخرية... ده هي اللي حياتها هتكون عسل اسود ومنيل علي دماغ اللي جابوها أن شاء الله  ..........  فى ذلك الوقت وصلت والدة نورا واختيها أمل وأسماء. والدة أحمد بق*ف :أهلًا. والدة نورا: أهلًا بيكى يا حجة، أخبار العرسان إيه؟ والدة أحمد: كويسين. أسماء: ممكن تصحوا نورا؟ شرين : ليه؟ أمل: علشان احنا جايبين أكل الصباحية. والدة أحمد: وهو دة أكل الصباحية بس؟ والدة نورا: كل واحد على قد حاله يا حجة، بعد اذنكم عاوزين نشوف بنتنا؟ زوجه أمير : حاضر يا أم نورا هصحيهم ليكم. بالفعل إستيقظ العروسان . حاولت كثيرًا أن أمثل السعادة، ولكن الحزن المشع من عيناي لم أستطع إخفائه عن أهلي، ولكنهم ظنوا أن هذا بسبب الفراق عن محمد. جلست أسماء الي جانبي تنظر لي بدقه وهي تراني كالموتي  أسماء... مالك يا نورا فيكي ايه انتي حتى امبارح مكنتش كدا وعنيكي كمان انتى كنتي بتعيطي؟  نورا... لالا مفيش حاجة  أسماء... بجديه... احكيلي وانا والله العظيم ما هقول لماما حاجه وعد  نورا... والدموع تلمع فى عينيها... مفيش حاجه صدقيني فراقكم بس هو اللي تعبني اول مره ابعد عنكم  أسماء.... مش مصدقاكي  نورا... سيبك مني يا اسماء انا خلاص مبقاش يفرق معايا حاجه  أسماء... بجدية... ليه كل ده ليه انا عاوزه افهم حد من ال*قارب اللي بره دول عملك حاجه  نورا.. مشفتش حد منهم لسه  أسماء... عالم بجد وحشين جدا مشفتش ناس زيهم ومغرورين اوى  نورا بسخريه...بفلوسهم بقي  أسماء... واحنا معانا شهادات محدش منهم وصل لربعها  نورا... محدش بيبض للتعليم اهو ماما نفسها لنا جت تجوزني بصت الفلوس مش التعليم  أسماء.... لسه موضوعه مأثر فيكي  نورا... حصل حاجه معاه امبارح  أسماء... معرفش والله انسيه بقي  نورا... انا هنسي ده طبيعي الحمد لله  أسماء... نورا بلاش تحسسنيني انك ميته  كانت تهم بالرد لولا اقتراب والدتها وهي تقول  الأم... عاوزه حاجه يا نورا نورا بصدمة هتمشوا بسرعه كدا  الأم... يدوب يا بنتي خلي بالك من نفسك  قمت بتوديعهم وانا بداخلي اريد ان اقول لهم خدوني معكم فأنا هنا سأموت من القهر والظلم علي نفسي  ‏إن النفس الكئيبة تجد راحة بالعزلة والانفراد فتهجر الناس مثلما يبتعد الغزال الجريح عن سربه ويتوارى في كهفه حتى يبرأ أو يموت مر أسبوع بالكامل وأنا لا أسمح لاحمد نهائيًا بالاقتراب مني. وفي أحد الأيام. أحمد بغضب:أنا زهقت هو فى إيه؟ عمال اتزللك وانتِ ولا إنتِ هنا. نورا:مش عجبك طلقنى وريحنى. أحمد :أه علشان ترجعى لحبيب القلب، ده بعينك. نورا بحدة: وأنا مش هقعدلك لحظة بعد كده. وتوجهت إلى الخارج وكنت أنزل سلالم المنزل. نزلت مسرعة حتى أخرج من ذلك السجن،وأتخلص من عذابى، وليحدث ما يحدث وكانت المفاجأة نزول أحمد خلفى يحمل خرطوم كهرباء أحمر اللون وحبسني فى مدخل المنزل، ومنعنى من الخروج وظل يض*بنى كثيرًا ،وكثيرًا وأنا أتألم،ولكن لم ينقذني أو يدافع عني أحد من الموجودين بذلك المنزل ينظرون من الأعلى ويبتسمون بكل شماته وسعادة وأنا أصرخ من الألم وأبكى ليس فقط من قوة الض*ب،ولكن من التعب النفسى، والقهر، ونظرات الحقد، والشماتة فى عيون أمه وإخوته،فجأة فتحت البوابة ودخل خطيب شرين ش*يقة أحمد وكان رجل محترم وذو أخلاق عالية دفعه عنى بقوة وهو يقول بغضب. فاروق :حرام عليك، إيه إللى إنت بتعمله ده؟! حرام هتموت فى إيديك.َ أحمد بغضب : سيبنى أربيها تستاهل أكتر من كدة، مش كفاية مش عاوزة تدينى حقى وصابر، لأ وكمان عاوزة تمشى من البيت وتفضحنى إيه شيفانى مش راجل؟ فاروق بهدوء:بالحسنى مش بالطريقة دى يا شيخ الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالنساء وقال رفقًا بالقوارير. أحمد بحدة:بقولك إيه الصنف دة مينفعش معاه الحسنى بقالى إسبوع بحايل فيها،وهى سايقة فيها سيبنى أتصرف بقي. فاروق:خلاص إطلع إنت وأنا هكلمها، وأجيبها وأطلع . صعد أحمد إلى الأعلى، وكنت أبكى بمرارة وقهر وسمعت حديت والدته إليه. الأم بخبث: مانعة نفسها عنك؟ أكيد فيها حاجه وعاوزينك تلبسها ودلوقتى عاوزة تمشى قبل ما تفضحها. ولاء: فعلًا، أكيد معيوبة. تعِبَ الصبا… وتنّهدَ العمرُ واهتز تحت رماده كِبرُ وملاحةٌ… عبثَتْ برونقها أيدٍ… وغطى صفوَها كدَرُ لبستْ ثيابَ حِدادِها شيمٌ كانت بها بالأمس… تأتزر لمَّ الندى المعسولُ… أشرعةً وبكى على لآلائه الزهر حملت شذاها اليوم… وارتحلَتْ عنا…. فما لبقية أثر ما صنَّعَتْ حسناءُ زينتَها إلا… وواءَمَها به كُثُرُ كل النساء… لبسْنَ من بطَرٍ ما حاكه التّصنيعُ… لا القدر وخلعْنَ ما خاط الحياءُ… فما فيهنّ… إلا المئزرُ العطرُ أبكي على بيضاء ناعمة للأنْسِ… بين جفونها سهر تهتّز فيها وردةٌ خجلا من نظرةٍ… والطرف ين**ر أشتاقها امرأةً بها خفرٌ وأحبُّ ما في المرأة الخفر يت**ر الصوتُ الخريدُ على فمها الصغير… وينثني الخبر لم تَشْدُ أجراسُ الحنين بها إلا استحى رغم الهوى النظر هي في الرضا… أو في العتاب معا تبكي… ويصهل مدمعٌ عبر يجلو الهمومَ صفاءُ أعينها فلها على شطآنه سفر وتكاد عند ضفاف بسمتها تخضرّ أحلامٌ… وتزدهر يشدو على أسوار ف*نتها عذبُ اللّمى… ويزغرد الحور يرمي التبرُّجُ كل ما حملَت أصباغُهُ الولهى… وينتحر يندى الحياءُ…. على محاسنها ويكاد…. يلبس وجهَها القمر أحمد : بقولكم إيه مش عاوز أسمع كلام كتير ويله ادخلوا جوه. جلست على سلالم المنزل أبكى، وأبكى ودموعى مثل الشلالات لا تتوقف. فاروق بجدية:إهدي يا نورا بصى أنا أكبر منك بكتير، وأعرف أكتر منك، أنا عارف إن أحمد إنسان هوائي وجايز يكون غلط كتير. نورا بقهر:إنت متعرفش حصل إيه؟ فاروق :ومش عاوز أعرف، أنا كل اللى عاوزك تعرفيه إنك فى إيدك تغيرى جوزك، وتغيرى حياتك يا ستى على رأي المثل جوزك على ما تعوديه وكمان إنتِ عارفة، إن الست لما تمنع نفسها عن جوزها الملايكة،بتكون غضبانه عليها. نورا ببكاء: مش قادرة والله، أعمل إيه؟ هناك ثقافة واحدة هي ثقافة القوة.. حين أكون قوياً يحترم الناس ثقافتي وحين أكون ضعيفاً أسقط أنا وتسقط ثقافتي معي. أنا رجل لا يريح ولا يستريح فلا تصحبيني على الطرق المعتمة.. فشِعري مدان ونثري مدان ودربي الطبيعي بين القصيدة والمحكمة.
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD