مرت الأيام يومًا تلو الآخر، وقد أصبحت شاحبة كالموتي كنت أخرج برفقة والدتي، وأحمد يختارون مايشاؤن دون أن أتحدث حتى فستان الزفاف الذى طالما حلمت به، لم أشعر بفرحته،محمد لم أراه منذ آخر مرة ولم أحاول أن أعرف عنه شيئًا أبدًا علمت أنه تحسن قليلًا ، ولكنه يمتنع عن الخروج وعن كل ملذات الحياة كنا جسدين، ولكن روحنا واحدة تتعذب بشدة المال هو المصيبة دائمًا فلو كان محمد غنى لكان الوضع مختلف، لعنت الظروف التي دمرت حياتى هكذا.
جاء يوم العرس وتزينت بالمنزل والجميع حولي سعداء، ولكن كنت أنا بدنيا أخرى، حتى جاءت لي والدةمحمد استأذنت من والدتى حتى تدخل لتراني بغرفتي كنت أرتدى فستان زفافي وجميلة مثل أى عروس ولكن نظرات عيناي كلها حزن، وألم.
دخلت والدة محمد وكان برفقتي بعض البنات.
والدة محمد:ازيك يا نورا؟
نورا بحزن :الحمد لله يا طنط كويسة.
"لن يفهموك، فأنت تتحدث عن أمرٍ قطعت فيه آلاف الأميال تفكيرًا، ولم يمشوا فيه خطوة واحدة.. لن يشعروا بك، فأنت تشرح شعورًا جال في قلبك كلّ ليلة ملايين المرّات و لم يطرق قلبهم ليلة.. ليس ذنبهم، بل هي المسافة الهائلة بين التجربة والكلمات."
احمد خالد توفيق
والدةمحمد:معلش ممكن يا بنتى أتكلم معاكى شوية لوحدنا؟
وافقت وطلبت من الجميع الخروج،
فجأة نزلت والدة محمد وأمسكت بيدي وظلت تقبلها وترجوني أن لا أترك ابنها حاولت كثيرًا ،سحب يدى، ولكن كانت الأم تبكي بألم وحسرة تخبرنى عن ألم ولدها وأنه يرفض الطعام، والشراب، ولا يحلق حتى ذقنه حبيس غرفته حياته أصبحت بائسة لن تعود له البسمة إلا بعودتي إليه، ولكنى كنت مجبورة على تلك الزيجة و أخبرتها وأنا اتمزق من الداخل أنه لا يمكنني ذلك فاليوم هو يوم عرسي وأنه لم يعد هناك وقت للرجوع، تركتنى الأم وخرجت وهى تنظر لدموعي عيناي ونظرة عينيها تقول لى" اتركي كل شيء وعودي لابني أعيدي إليه الحياة"، نظرت لها وأنا أقول لها بلغه العيون" لا أستطيع فقد فات الأوان"، بعد مرور بعض الوقت سمعت أصوات هرج ومرج بالخارج وعلمت أن العريس وأهله قد وصلوا، ولكن النساء فقط من صعدت إلى الأعلى والرجال كانوا بالأسفل من أجل كتب الكتاب.
دخلت أمي لى وأخذتني لأسلم على والدة العريس وأهله،كنت أشعر بنظرات الاشمئزاز والق*ف منى، وكأنني لست من مستوى تلك العائلة أبدًا سلمت علي الأم بق*ف وجلسنا جميعنا وبالفعل انتهى كتب الكتاب وأصبحت زوجه أحمد،ولكن الغريب حين سمعت والدة أحمد تتحدث مع والدتى بتعالي وعجرفة.
والدة أحمد :بقولك إيه يا حجة، انتم هنا عملتم إللى إنتم عاوزينه.
والدتى بتعجب:يعنى إيه؟!
والدة أحمد :يعنى هناك في بيتي مسمعش زغروطة و حتى السقفة مسمعهاش فى بيتي أظن واضح؟
والدتى بصدمة: بس يا حجة دى عروسة.
والدة أحمد بغرور:والله بيتى وأنا حرة، وإللي أقوله يتنفذ.
والدتى :حاضر يا أم أحمد.
نظرت لوالدتى وكنت سوف أتحدث بغضب لتلك السيدة المتعجرفة لكن نظرت لى أمي نظرة معناها ا**تى، ولا تتحدثى نهائيًا لم أتحدث بالفعل،ولكن بداخلي قهر، وعذاب، وألم.
بعد مرور بعض الوقت والبنات حولي ترقص والأغاني حولي تعلو، ولكني كنت بعالم أخر لا أشعر بأي شيء صعد العريس ومعه أشقائي، وبالفعل سلمنى أخى له نزلت معه إلى الأسفل لنتوجه إلى منزل الزوجية الذى هو غرفه ببيت أهله، ولكنه منزل كبير للغاية، ولكن كانت الصدمة لى حين وجدت محمد بالأسفل بانتظارنا،
كان بحاله يرثى لها ودموعه تغرق وجهه والألم بادى على ملامحه كان يستند على الحائط، وكأنه لا يستطيع الوقوف نظرت له وأنا أخبره بعيني وأقول له "سامحنى" ليس بيدى أى شيء ولكن الغريب أنه لم يأتي باتجاهي وإنما باتجاه أحمد، ووقف أمامه بكبرياء رجل جريح،
نظر له أحمد بتعجب وقال له:
خير إنت واقف قدمنا كدة ليه عدينا؟
محمد بجدية: ليا كلمتين معاك لازم تسمعهم الأول.
أحمد :هو إنت تعرفني أصلًا؟ علشان يكون في بينا كلام.
محمد:ميهمنيش إنى أعرفك، بس كل إللى عاوزك تعرفه إنك أخدت قلبي بس أنا عارف إنه هيرجعلى تانى.
أحمد بغضب :إنت أهبل يا بنى ولا شارب حاجة؟
محمد بجدية وكبرياء:لأ، أنا فايق قوى بس علشان عارفك بقولك كدة، إنت عمرك ما تبقى على واحدة،وعارف إنك إتجوزتها لأنها كانت صعبة عليك، بس كمان عارف إنك هتطلقها وهترجعلى تانى.
تدخل سالم أخى وسحب محمد بعيدًا، ولكن كان يأبى أن يبتعد، ولكن بالقوة سحبوه وأعيننا تتحدث سويًا، يقول لي" لا تتركيني يا حبيبتي،وكأنى أقول له خذنى بعيدًا، اخ*فني ولنذهب بعيدًا عن هذا العالم"، ولكن شعرت بالضغط على ذراعي وسحبه من قبل أحمد الغاضب الذى أدخلني السيارة بغضب وانطلق مسرعًا دون أن ينتظر أحد.
أحمد بحدة:ممكن أفهم مين دة؟وياريت بدون كدب.
نورا:...
قلت وأنا أكذب على أحمد فأنا لا أريد مشاكل من أول يوم فأنا بداخلي،
ما يكفيني.
نورا:دة صاحب أخويا ومعرفش عمل كده ليه؟!
أحمد بشك: يعنى مفيش بينكم حاجة؟
نورا بكذب :لأ مفيش.
أحمد:كويس.
كان الطريق من بلدى إلى بلد أحمد بالنسبة لى مثل الجحيم، أشعر وكأنني أدخل على بركان من النيران،كلما اقتربنا أخاف بشدة حين من دخولي إلى ذلك المنزل.
والآن هي أول مرة أقف أمامه،منزل كبير وعلى مساحة كبيرة أمامه جنائن كبيرة مليئة بالخضروات والفاكهة الرائعة تخرج منها روائح جميلة للغاية نزلت وأنا أنظر حولى بإعجاب شديد.
أحمد وهو يمسك يدى :يله بينا نطلع.
وبالطبع لم يحضر أحد معي من أهلى بناء على رغبة والدة أحمد، ولم يكن هناك أي شيء يدل على وجود عروس جديده تدخل إلى ذلك المنزل.
صعدت مع أحمد إلى الأعلى كان أهله وصلوا قبل وصولنا، ويجلسون مثل ال*قارب ينظرون لى نظرات إستعلاء.
أحمد:أمه أنا هدخل الاوضة عاوزة حاجة؟
الام:لأ يا حبيبى ، سلامتك.
دخلت معه إلى تلك الغرفة،وأنا أشعر بتوتر شديد لم أتوقع أن تلك الليلة سوف تكون بداية رحله عذابي معه.
بينما في الخارج كانت والدته تغلى من الغضب.
الأم : شايفين داخلة رسمة نفسها إزاى ، أه ما الهانم مدرسة.
ش*يقة أحمد وتدعيشرين: فعلًا تقوليش بنت بارم ديله، وهى بنت فراش مدرسة.
ولاء الأخت الأخرى : أنا مش عارفة هى شايفة نفسها على إيه؟ دة أنا أبويا سايبلى عشر فدادين يشتروا أهلها، ولا علشان متعلمة طظ فى التعليم، أهم حاجه الفلوس والأرض.
الأم بتأكيد: طبعًا انتم حسب ونسب ومال وجمال ،تعليم إيه؟
********
فى منزل محمد
يبكى بشدة فى حضن والدته.
محمد بألم :أه يا أمة قلبي بيوجعنى قوى، حاسس إني بتقطع ميت حتة.
الأم بحزن:معلش يا ابنى كل شيء نصيب.
محمد:تعبان قوى حاسس إن روحى راحت منى والله العظيم، أنا حاسس كأن حد ماسك موس بيقطع فى قلبى.
الأم : خلاص يا ابنى ربنا يهد*ك.
محمد بجدية: أنا خلاص هسيب البلد دى كلها وأسافر إعارة.
الأم :ليه يا ابنى؟
محمد:مش قادر لو قعدت هنا هموت، أو هموت نفسى.
الأم :لأ، لأ خلاص يا حبيبى سافر، وإن شاء الله ربنا يصلحلك الحال.
محمد:يااارب.
من أصعب الأمور التي قد تواجه الإنسان في حياته هو فراق من يحب، فيترك الفراق ألماً كبيراً في القلوب، لذلك كتب الشعراء الكثير من القصائد عن الفراق ليواسوا به من رحل أحبته عنه،
.....
لا أحملُ العُقَد القديمة فالسلامُ على ضياعكِ من دمي سكتَ الكلام فلتأذني لي مرةً أخرى لأعُلنَ سرَّ غربتنا وسرَّ حكايةٍ عبرتْ موشحةً بأغطيةِ الظلامْ قالوا حرام.. فقلتُ إن نبقى حرام حزنٌ يجرُ الحزنَ يأسٌ دائمٌ خوفٌ عذابٌ مُنتقى، زيفٌ وألوانُ الكآبة بانسجام لا تنتهي قصصُ الهوى دوماً بوردٍ أحمرٍ أو أبيضٍ أو غصنِ زيتونٍ وأسرابِ الحمامْ نحن ارتضينا قصةً أُخرى فراقٌ رائعٌ لا ينحني للشوقِ والذكرى، ويقبلُ بالملامْ نحن ابتدعنا غربةً كُبرى وصلينا صلاةَ الهجرِ كانت حفلةً كُبرى وكنتُ بها الإمامْ واتفقنا.. قبلَ هذا اليومِ لا أذكرُ أنْ نحن اتفقنا غيرَ أن نُمعن في قتلِ هوانا المستهامْ وتراضينا على النسيانِ أنجبنا حنيناً ميتاً قومي.. ركامُ اليوم يستدعيكِ أن تأتين تابوتاً ركاماً أو حطامْ لا ص*رَ بعد اليومِ يحضننا ولا كفٌ إذا ما لامَسَتْ كفا ً تنامي دفءُ ملحمةٍ وأسرارٍ يُهدهدها الوئامْ قومي.. تبلدتْ المشاعرُ والكلامُ له فطامْ نحن اصطفينا عنفَ خيبتنا وجارينا البرودةَ في مشاعرنا وأبرمنا عقودَ الهجرِ حتى تنتهي الدنيا ويلفظنا الأنامْ واشتبكنا.. لا نرى فَجر خلاصٍ فهوينا للأعالي كقتيلينِ على الأفق ننام.