(15)الحلقة الخامسة عشر

1299 Words
                   ............ . إنّ الأيام دول، فهي لا تدوم على حال، ولا تدوم لإنسان، ويجب أن يعلم الظالم بأنّ كل شرّ يفعله، وكلّ خير يمنعه سوف يُردّ عليه يوماً ما، فلو أدرك المُسيء طبيعة الحياة لما قدّم إلا خيراً ينفعه عندما تنقلب عليه الأيام ويتعرض لنوائب الدهر ومصائبه، فلا يبقى للإنسان إلا الخير الذي كان قد فعله في الرخاء والأثر الطيب الذي تركه وراءه يقول علي بن أبي طالب في قصيدته "أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ" الأبيات الآتية:[١] أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي وعند الله تجتمعُ الخصومُ ستعلمُ في الحساب إذا التقينا غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ ستنقطع اللذاذة عن أناس من الدنيا وتنقطع الهمومُ لأمرٍ ما تصرّفت الليالي لأمرٍ ما تحركت النجوم ..... علي الجانب الأخر في منزل أحمد. شرين: إيه يا أمه أحمد اتاخر يعنى؟ الأم بسخرية: هتلاقى السنيورة خلته يخرجها تشم هوا اصلا كاتمين علي نفسها. شرين بغيرة: دة مدلعها قوى وعلي ايه كل ده ولا شعرها اللي فرحانه بيه يا ما نفسي امسك مقص واقسه بأيدي بدل ما انا بتحسر على شعري البايظ وهي تلبس وتخرج ولا كأنها ممثلة ولا مذيعة من اللي بنشوفهم في التليفزيون. الأم: صبري عليا، إن ما كنت أخلى حياتها جحيم مبقاش أنا المصيبة انها ساكته البت بنكشها عشان ارد ولا تعلي صوتها عشان اعمل المشكلة لكن ابدا كله طيب حاضر طيب حاضر لما زهقت جبلة مبتحسش مبطقهاش شرين... واحمد موافق ليه انها تشتغل من الأساس هو محتاج يعني لشغلها ده ما يقعدها بدل ماهي راحه جايه ورجاله معاها في الشغل ومش حامل وتعبانة الأم... شرطت عليه انها تفضل تشتغل بعد الجواز والمعدول وافق ولو فكر يقعدها هتطلق بس هو اخوكى بيحبها شرين... هو أحمد اخويا بيحب حد اي ست بتعجبه وخلاص وياخد عرضه وينسى الأم... إلا البت دي البت دي اخوكى متعلق بيها جامد غير اي واحده عرفها وحتى مراته الأولي ولا اللي عرفهم عمري ما شفت احمد كده شرين...يا خوفي تبقي هي الأمر الناهي والبيه مالوش لازمه الأم... صبرك عليا بس ويا انا يا هي عدنا إلى المنزل ولم يتحدث أي منا طوال الطريق، فلم يعد الكلام يجدي فقد فقدت روحي حين إعتقدت أنه من الممكن أن يساندني أحد من اهلي، ولكن كلها أحلام. مرت الأيام ولكن إزداد عذابي عذاب رهيب من والدة زوجي لم تراعى أنني احمل في أحشائي طفل صغير ولا التعب البلدي على وجهي، ولا إنني إمرأة عاملة كانت ترهقني بشدة فى العمل بالمنزل وأنا لا أستطيع الحديث نهائيًا مرت الشهور والأيام وأنا أذبل يوم عن الأخر حياتي كالجحيم وزوجي لا يشعر بي نهائيًا، كنت أصلي وأناجي ربي أن يجعلني أتحمل وألا يطيل عذابي لم أفكر نهائيًا أن أعود منزل أهلي بعد ما حدث وعدم وقوف أمي إلى جانبي نهائيًا ،وعودتي إليه بتلك الطريقة المهينة ها أنا الآن فى شهري السابع ولا أتحرك إلا بصعوبة شديدة. وفي أحد الأيام وجدت والدته تحدثني وتقول والدة أحمد: نورا. نورا:نعم. والدة أحمد بجدية : بصى أنا هطلعلك الدقيق وتعجنى عجنه حلوه علشان هنعمل عيش صابح لإن كل ولادى هيتجمعوا النهاردة وهما يحبوا العيش سخن وطازة. نورا: بتعجب.. بس أنا تعبانة، وكمان بطنى قدامى هعجن إزاي ومش بعرف للآسف عمرى ما جربت أعجن انا فعلا لا بعرف أعجن ولا حاسة اني هقدر اعمل كده انا حاسة اني تعبانه والدة أحمد بأمر ولهجة لا تقبل النقاش: هقف جنبك وأعلمك وبعدين هو إنتِ أول واحدة تحمل علشان كل حاجه تعبانة ولا ايه ما انا كنت بحمل واسرح الغيط واشتغل في الدار والأرض وعادي وكان معايا بدل العيال تسع عيال ولا هو انتي غيرنا لم أستطع الرد عليها بكلامها القاسي فأنا لست في حاله تسمح لي بالرفض أو الاعتراض ليس أمامي سوي الموافقة علي كل شيء دون أن اشتكي أو افتح فمي قلت لها بحزن وألم وأنا أكتم الحسرة فى قلبى :حاضر. وبالفعل صعدت معها وقمت بتحضير كل شيء كما طلبت حماتي وكنت أشعر بألم شديد للغاية، حتى جاء موعد تسوية الخبز لم أنجو من كلام حماتي السيء وشكواها أنه لا يصلح للأكل، وأنه شيء فظيع،لم أرد وكانت دموعي تنهمر بقوة وحين إنتهينا نزلت مسرعة ودخلت غرفتي أبكي بقوة شديدة فقد انقضى اليوم ما بين إعدادي للطعام، والعجن وغيرها من المهمات المتعبة بشدة، دون أن أظهر أي ألم،ولا حتى مجرد تنهيدة فغير مسموح لي بالمرة لم أشعر كيف غلبني النوم؟ واضح من شدة التعب وحين استيقظت كان على صوت أحمد . احمد.... نورا... نورا نورا... بصوت نائم... ها نعم أحمد : صحيتى ؟صحى النوم. حين نظرت إليه شعرت بأنني سأموت جوعا فأنا لم أضع في فمي ولا لقمه واحدة وغلبني النوم دون أن اتناول اي شيء نورا:أحمد أنا جعانه قوي. أحمد: إنتِ متغدتيش ولا ايه؟ نورا:.لأ بصراحة، كنت نايمه لانى تعبت قوي من الشغل انهارده والنوم غلبي من التعب هاتلي اكل معلش لان بجد مش قادره اقوم وهت**ف وجعانه قوي أحمد :طيب، استنى هطلع أجبلك أكلك وأجي على طول مر بعض الوقت وانا انتظر احمد علي أحر من الجمر عاد أحمد يحمل بيده عيش وجبن حادق نظرت إلى ما في يده بصدمه وظننتها مزحة بالتأكيد نورا بدهشه :إيه ده؟! فين الأكل إللى أنا طبخته مجبتش منه ليه؟ احمد بتوتر: أصل أمي بتقول كبوه للطيور وغسلوا الحلل خلاص نورا بألم وبكاء :وأنا أكل إيه؟ بجد كفاية كده حرام عليكم، أنا بشر يا أخي لو مش حياتي تهمكم على الأقل تعملوا حساب اللى فى بطنى انا طول النهار متبهدلة وكأني خدامة أو عبدة عندها اعملي ده يا نورا حاضر كل حاجه بقول حاضر تعبانه وعلى أخرى في الحمل وبرده مفيش رحمه رغم أن اخواتك موجودين وممكن تجيب حد بس ازاي الجارية اللى حضرتك جبتها هنا تشتغل تموت بقي من التعب مش مهم تموت من الجوع مش مهم كلبه وراحت صح احمد: معلش يا نورا انا غلطان ليكي كلى من ده دلوقتي انتي جعانه نورا بإصرار :مستحيل وهتودينى دلوقتى عند أمي يا إما قسمًا برب العزة هرمى نفسى من البلكونة واللي يحصل يحصل. أحمد : بتفكير فهي بالفعل في حاله يرثي لها.. طيب خلاص، ألبسي هدومك.                          ******* فى احدى الدول العربية حيث يوجد محمد. سيف :مالك يا محمد شكلك حزين قوي كده ليه؟ و دايمًا قليل الكلام. محمد: مفيش حاجة بس الواحد مبيخلاش من الهموم والتفكير سيف :يا عم كفاية حزن، كفاية علينا الغربة لوحدها تخلى الواحد كئيب محمد: ربنا يهون الأيام على خير ويستر علينا سيف :يارب بقه نفسى أرجع واتجوز واخلف واستقر بقى، وانت نفسك في إيه؟ محمد: أنا مفيش عندى أي أحلام نهائى، ولا ناوى أتجوز أصلًا كل اللي بفكر فيه تجهيز اختي وجوازها واطلع اني تحج واحسن من حياتنا إنما الجواز مش بفكر فيه سيف: إيه يا عم البؤس ده؟ ماله الجواز؟ محمد بحزن... كان نفسي اتجوز يمكن من كام شهر وهتجنن واتجوز وكنت عامل زيك بس خلاص سيف.. ليه؟ محمد.. بحزن وألم.. لأنها اتجوزت وبقي ليها حياه تانيه وانا للأسف مش هقدر احب غيرها سيف.. بضيق.. دي خاينه عشان سبتك محمد...بخب وألم وحزن... عمرها ما كانت خاينه اتظلمت زيي بالظبط واضطرت تتجوز الفلوس واني مش جاهز وحاجات كتير تانيه وقفت بينا سيف.. واضح انك حبيتها قوي محمد.. حبيتها اكتر من نفسي وده مش كدب لان هي نفسي لما كنت بشوفها كنت بطير من الفرح ولما بعدت عني حسيت روحي راحت مني عايش ميت وعارف انها زيي بس القدر ربنا كاتب لينا كده سيف... متزعلش وان شاء الله ربنا يعوضك بكل خير ربنا كرمه كبير ورحمته واسعه وهتنسي مع الايام بس هيفضل جواك جرح بسيط أو ذكري جواك ربنا يصلح ليك الحال محمد: يا رب، سيبك هناكل إيه النهاردة؟ سيف : عملك شوية ملوخية خضرة إنما إيه، هتاكل صوابعك وراها. محمد بابتسامة : أه يا بطنى. سيف .. يا ابني ده انا شيف عالمي اسمع مني محمد... بضحك... انت هتقولي طبيخك مفيش منه اتنين لو في كمان واحد كانت البشرية خربت صحك محمد ولكن تفكيره ذهب إليها كيف حالها؟ هل هي بخير؟  ..........  تَسَاءَلتْ في حَنَان عَن حُبّنا، كيفَ كَانْ؟ حرِائِقًًا في ثَوَانْ صِرنَا ضِياءً وصِرْنَا فالنَّاسُ لوأبصَرَنَا قَالُوا: دُخان الدُّخانْ وأَينَ هَذا المَكَانْ؟ هَل كَانَ جِذْعًا عتِيقًا أمْ كَانَ مَنزِلَ رَاعٍ مُسَربلًا بالأَغَانْ ؟ فَأصْبَحْت مهرَجانْ فحيْثُ رَفَتْ خُطَانا وحيثُ سَالَ شَذانَا وتفَتّحتْ وردَتَانْ كُنّا لهُ شمعَدَانْ نُهديهِ حتّى كَأنَّا فحيثُ رَفتْ خُطانَا تفَتَّقتْ نجْمتَانْ فحيْثُ رَفَتْ خُطَانا وحيثُ سَالَ شَذانَا ويَعرِفُ الليلُ أنّا كُنّا لهُ شمعَدَانْ نُهديهِ حتّى كَأنَّا لليلِ غَمّازتانْ
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD