11

351 Words
جاء الصراخ من بعيد ، أنثوياً وطفولياً ثم الفرقة مجدداً ، هادرة ، مثل صراخ الرجال ، مرحة ببؤس ، هستيرية ، لكن أكثر من أي شئ أخر ، بائسة . تثاءبت القنطرة في الضوء البارد بفراغ عميق وصامت ، مثل بوابة تؤدي إلى مدينة أخرى ، إلى عالم أخر . فجأة تركنا ( سرتورس ) . مشي بثبات نحو الجدار واستند إليه ، وجعل يتقيأ . قال ( بلاند ) : - " ا****ة ، أريد شراباً " والتفت نحوي : - " أين قنينتك ؟ " . أجبته : - " فرغت " . - " فرغت كيف ؟ كان معك اثنتان ؟ " . - " ليس معي واحدة الآن . اشرب ماء " . - " الماء ؟ من بحق العلي القدير يشرب الماء ؟ " . ثم عادت الكرة الساخنة الصلبة إلى معدتي مجدداً ، جذلة ، لا تحتمل ، حقيقية؛ مجدداً تلك اللحظة التي تقول فيها الآن يمكنني التخلي عن كل شئ ، وقلت له : - " سوف تشرب الماء أيها الحقير " . لم يكن ( بلاند ) ينظر إليٌ . قال بنبرة هادئة شاردة وفي وجوم : - " مرتين ، مرتين في ساعة واحدة ، ما رأيك بهذه الثمالة ؟ " . ثم يمم وجهه شطر نحو البركة . عاد ( سرتورس ) ، ماشياً بثبات . اختلط صوت الفرقة بالبرد الذي يفتت العظم . سألت : " ترى كم الساعة الآن ؟ " . نظر ( سرتورس ) إلى ساعة رسغه ورد : " الثانية عشرة " . قلت : " لا يمكن ، لابد من أننا تجاوزنا منتصف الليل " . زمجر ( سرتورس ) : " قلت لك إنها الثانية عشرة بالضبط " . كان ( بلاند ) منحنياً فوق البركة . كان ثمة ضوء قليل هناك . حين وصلنا إليه تسمّر في مكانه ، مسح وجهه . كان الضوء يغمره . وفكرت لبعض الوقت أنه لابد ملأ وجهه كله الماء ، حتى اكتشفت أنه كان يبكي . وقف هناك ، يمسح وجهه ، ناشجاً ، إنما بصمت . ثم ناح كالأطفال : - " زوجتي الصغيرة المسكينة ، زوجتي الصغيرة المسكينة! " * * * * *
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD