bc

حكايات في الظلام

book_age18+
5
FOLLOW
1K
READ
mystery
scary
small town
supernatural
like
intro-logo
Blurb

في هذا اللقاء تتجسد كل الخيالات المرعبة.. الليلة نجتمع ونحكي.. كل واحد منا سيحكي قصة جديدة في حلقة رعب وسط ظلام دامس حيث اجتاح مدينتنا وباء رهيب.. وباء أجبرنا جميعا على المكوث في بيوتنا بجوار المدفأة وقصص الرعب الرهيبة!

chap-preview
Free preview
1
حكايات في الظلام مقدمة في هذا اللقاء تتجسد كل الخيالات المرعبة . . الليلة نجتمع ونحكي . . كل واحد منا سيحكي قصة جديدة في حلقة رعب وسط ظلام دامس حيث اجتاح مدينتنا وباء رهيب . . وباء أجبرنا جميعا على المكوث في بيوتنا بجوار المدفأة وقصص الرعب الرهيبة! وكان معنا ضيوف من كل مكان في العالم فمن يحكي لنا أول قصة ؟ عند باب غرفة الملابس ، وقف الرئيس مرتدياً بزّته كاملة ما عدا الحذاء . جامداً مسمرا في مكانه . كانت الساعة تدور في السابعة صباحاً . قطع الثلج تتساقط خارج النوافذ ، فوقف يتأمله نحو ساعة من وراء الزجاج . وها هو يقف بجوربيه خلف الباب المؤدي إلى البهو ، محنياً قامته المديدة كأنما يركز سمعه عند نقطة معينة ، وقد ارتسم على محيٌاه قلق بالغ ، هو القلق ذاته الذي لم يفارقه منذ نحو ثلاثة أسابيع . كانت تتدلى من يده مرآه يد فاخرة ، فرنسية الطراز ، يجدر بنا أن نراها على نضد الزينة الخاص بامرأة لا في أي مكان آخر ، لا سيما أنه ما من امرأة يمكن أن تستعملها قي تلك الساعة المبكرة من أيام فبراير . * * * * * أخيراً ، أمسك مقبض الباب ، وفتحه بمقدار بوصات قليلة محاذراً ألا ينم عنه أي صرير ، ثم دس رأسه من الشق ورأى العظمة ملقاة على بساط البهو السميك . كانت عظمة مطبوخة ، ضلعاً علقت به كتل صغيرة من اللحم عليها ، وإن على نحو خفيف ، آثار أسنان بشرية في قضمات متداخلة اتخذت أشكالا هلالية . من ف*جة الباب نفسها تناهت إلى مسامعه الأصوات أيضاً . ظل حريصاً على ألا يص*ر أي صوت وهو يخرج المرآة قليلاً من الباب المشقوق . لبرهة لمح وجهه في المرآة فتأمله بنوع من عدم التصديق البارد – إنه وجه مقاتل جسور ، ذلك القائد الحصيف الذي لا يعرف الزلل في توقع أفعال البشر والسيطرة عليها ، والذي يجد نفسه الآن غارقاً في عجز طفل حائر . أمال المرآة قليلاً بعد حتى يتمكن من رؤية الرواق منع**اً فيها . عندئذ رأى رجلين يقتعدان البساط مثلما يتواجه شخصان على ضفتي نهر . لم يكن يعرف هذين الوجهين ، وإن عرف الوجه ، إذ أن صورته لم تفارقه نهاراً ، ولا فارقت أحلامه ليلاً منذ ثلاثة أسابيع . إنه ذلك الوجه المربع القاتم المفلطح بعض الشيء ، الوجه المنغولي ، المتجهم ، الغامض ، السري الذي لا يكشف شيئاً عن نوايا صاحبه . ولطالما رأي هذا الوجه حتى تخلى عن محاولة عد المرات أو تقدير العدد؛ حتى في هذه الأثناء وهو يرى الرجلين يجلسان القرفصاء في المرآة ، ويسمع خصوتيهما المكتومين ، فقد أحس ، ربما في برزخ ما بين النعاس والتعب ، أنه ينظر إلى وجه واحد فقط . * * * * * وفي ما عدا التفصيل الثانوي المتعلق بعدم ارتدائهما صديرياً وياقة ، كان كل منهما يعتمر قبعة من الفراء ويلبس معطفاً جديداً من الصوف ، لقد كانا متأنقين بالكامل حتى الخاصرة ، وإن كان الوقت ما يزال مبكراً بعض الشيء حتى يحل ضحى النهار . لكن من الخاصرة ولأسفل ، كانت ثيابها تنتهك كل حس بالذوق والأناقة . فنظرة واحدة إليهما تجعل المرء يظنهما خارجين للتو من إنجلترا على عهد بيكويك ، دعك من أن سرواليهما التحتيين الضيقين وفاتحي اللون لا ينتهيان بأحذية فيكتورية طويلة ، ولا بأي أحذية على الإطلاق ، بل بأقدام قاتمة حافية . ورأى على الأرض ، بجانب كل واحد منهما ، صرٌة من القماش الغامق لفت بعناية ، وزوجين جديدين من الأحذية ، وضع كل زوج منهما مقابل الثاني كأنما ينتعلهما جنديان من الأشباح . فجأة ، ومن غطاء سلة مصنوعة من لحاء البلوط الأبيض ، وموضوعة بجانب أحد الرجلين ، برز رأس د*ك مصارعة يشبه الأفعوان ، لمعت في المرآة الباهتة عينه الصفراء المدورة الهائجة . ومن هناك جاء الصوتان ، جذلين محتشمين ، هامسين : - " لم يفدك كثيراً وجود الد*ك معك هنا " . - " هذا صحيح . لكن من يعرف ؟ بالتأكيد ما كان في وسعي تركه في المنزل مع أولئك الهنود الأوغاد ال**الى . تعرف جيداً أنني كنت سأجده ، حين أرجع ، منتوف الريش بالكامل . لكن من المزعج أن أضطر لحمل هذا القفص ليل نهار " . - " لو أردت رأيي فإنني أجد هذه المسألة في غاية الإزعاج " . - " عدّاك العيب . أن نقبع هنا خارج هذا الباب طوال الليل بلا سلاح ولا أي شيء . افترض أن أشراراً أو سواهم حاولوا اقتحام الغرفة في أثناء الليل ، فلا أعرف عندئذ ماذا سنفعل . أعرف أنني لست راغباً في دخول الغرفة " . - " ومن يقبل شيئا كهذا ؟ إنها مسألة كرامة " . - " كرامة من ؟ كرامتك ؟ كرامتي ؟ كرامة فرانك ويديل ؟ " . - " كرامة الرجل الأبيض . أنت لا تفهم البيض . إنهم كالأطفال ، عليك التعامل معهم بحرص لأنك لا تعرف البتة ما ستكون خطوتهم التالية . وإذا كانت الأعراف تنص علي أن يقبع الضيوف هنا خارج باب هذا الرجل طوال الليل في البرد ، فعلينا فعل ذلك فحسب . إلى ذلك ، ألا تفضل المكوث هنا على أن تكون مع البقية هناك في الثلج في واحدة من تلك الخيمات الملعونة ؟ " . * * * * * - " معك حق . يا له من طقس . يا لها من بلاد . لا أقبل بها ولو وهبوها لي مجانا! " . - " بالطبع لن تقبل . لكن البيض هم هكذا : لا حسبان عندهم للذوق . لذا ، ومهما طال مكثنا هنا ، فإننا مضطران إلي التصرف مثلما يعتقد هؤلاء القوم أنه يجدر بالهنود الحمر أن يتصرفوا . لأننا لا نعرف ماذا يمكن أن نقول أو نفعل يثير حفيظتهم . فقد يشعرون بالإهانة أو الخوف . مثل اضطرارنا إلي التكلم بكلام البيض طوال الوقت . . . . " . سحب الرئيس المرآة إلي الداخل وأقفل الباب ببطء شديد . مجدداً وقف ساكناً جامداً في وسط الغرفة ، مطرق الرأس ، شاردا ، حائراً ، لكن صلباً متماسكا ، فليست هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الصعوبات؛ أما منشأ حيرته فهو أنه لا يواجه عدواً في ميدان مفتوح ، بل يجد نفسه محاصراً في مكتبه رفيع المقام هذا ، يحاصره أولئك الذين يعتبرونه ، قانونياً على الأقل إن ليس بتفويض إلهي ، أباهم . شعر ، في ذلك الصمت الشتوي المطبق ، أنه يخترق الجدران ، ويتوحد مع المقر الرئاسي الجليل الساهر . غير مرئي ، شعر أنه يعيش حالاً من الرعب الذاهل من كل واحدة من مجموعات ضيوفه الجنوبيين – تلك المجموعة الصغيرة القابعة خارج بابه ، والأخرى الضخمة في ساحة القصر التي يشبه أفرادها الوجوه المحفورة في حجارة هذا المبنى الدائري الصلب الذي هو التجسيد الحي لكبرياء الأمة الشابة – في قبعاتهم الفرو الجديدة ومعاطفهم الصوف وملابسهم التحتية القطنية ، في سراويلهم المطوية بعناية تحت أذرعتهم ، وأحذيتهم الجديدة محمولة على الأيدي؛ قاتمون ، لا زمنيون ، محتشمون ، وساكنون ، تحت الوجوه المذهولة والبزات المليئة بالشارات الذهبية ، والسيوف والنجوم ، شارات الدبلوماسيين الأوروبيين . غمغم الرئيس في سره : " ا****ة . ا****ة . ا****ة " . * * * * * مشى في الغرفة وتوقف لكي يحمل زوجي حذائه من مكانهما قرب الكرسي ، ودنا من الباب المقابل . توقف ثانية وفتح الباب بخفة وحرص شديدين اعتاد عليهما خلال ثلاثة أسابيع خفية أن يقتحم أحد ضيوفه الباب ويقتله . لم يجد خلف الباب سوى زوجته تنام وادعة في سريرها . اجتاز الغرفة ، حاملاً الحذاء ، متوقفاً لكي يضع المرآة على نضد الزينة بين أشياء أخرى من المجموعة التي قدمتها الجمهورية الفرنسية الجديدة هدية لرئيس سابق ، ثم أنه تابع سيره على أطراف أصابعه ، حتى دلف إلى قاعة الانتظار ، حيث رفع رجل يلبس عباءة طويلة رأسه نحوه ثم نهض على قدميه ، وفي قدميه جوربان أيضاً . تبادلا النظرات برصانة . ثم سأل الرئيس الرجل بصوت خفيض : - " أكل شيء على ما يرام ؟ " . - " لا بأس ، هل . . . . . " . أخرج الرجل عباءة أخرى طويلة . قال الرئيس : " حسن . حسن " وطرح العباءة على كتفيه قبل أن يتحرك الآخر لمساعدته . - " والآن أعطني الــــــــــ . . . . " . هذه المرة استبقه الآخر ، وناوله القبعة التي اعتمرها الرئيس ثم أخفضا إلى وجهه . غادرا الغرفة على أطراف أصابعهما ، وفي يد كل منهما حذاؤه . كان السلم الخلفي بارداً ، فتكورت أصابع أرجلهما وهي تطأ درجاته ، وارتفع بخار أنفاسهما في دوائر حول رأسيهما . هبطا السلم بتؤدة وقعدا على الدرجة السفلى وانتعلا حذاءيهما . كان الثلج ما يزال يهطل في الخارج؛ وبدا أن ندف الثلج غير المرئية في السماء البيضاء ، وعلى الأرض المفروشة بالثلوج ، قد تجسدت بعنف مباغت عند بوابات الإسطبلات المعتمة . بدت كل جنبه في حديقة القصر أشبه ببالون أبيض يهبط بخفة وجمود فوق الأرض البيضاء ، وبين هذه الأركان تناثرت بنوع من الترتيب المنتظم نحو اثنتي عشرة كومة أشبه بالخيام ، ترتفع منها أعمدة الدخان نحو الثلج الذي لا رياح تعوقه ، كأنما الثلج نفسه يشتعل بهدوء . ألقى الرئيس عليها نظرة عجلى غضوب ، ثم قال لمرافقه " تقدم " فمشى هذا بخطوات سريعة ، مطرق الرأس ، مغطياً وجهه بعباءته ، ودخل إلى الإسطبل . انتهت الأيام التي كان الرئيس يخاطب الجندي بكلمة " تقدم " هذه ، لكن الرئيس كان قريباً منه إلى حد أن أنفاسنا شكلت سحابة معتمة واحدة . وانتهى اليوم الذي كانت غالباً ما تستعمل فيه كلمة " فرار " . لكنهما ما كادا يدخلان إلى الإسطبل حتى ظهرا ثانية ، وقد امتطى كل منهما جواده ، واجتازا المرجة ، مروراً بالخيام المغطاة بالثلوج ، إلى البوابات التي تفضي إلى تلك الجادة التي مازالت في طور الإنشاء ، والتي ستحتفل بفخر مستقبلاً بالصفوف المهيبة من شباب الأمة ، وسط إعجاب ودهشة العالم القديم وحسده ، أما في تلك اللحظة فقد كان يحتل البوابات متنبئون حقيقيون بالمستقبل . * * * * * " انتبه " ، قال الرجل الآخر ، وهو يرتد إلى الخلف . انتحيا جانباً- وغطى الرئيس وجهه بالعباءة ، مفسحاً في المجال لكي تمر المجموعة : أولئك الرجال غامقو البشرات مربوعو القامات ، بقبعاتهم الفرو ، ومعاطفهم الرسمية ، وأرجلهم الصلبة المغطاة من الفخذ حتى الركبة بجوارب من الصوف . اخترقت ثلاثة جياد الحشد وقد طُرحت على ظهورها ستة غزلان ميتة . أكمل الحشد طريقه دون أن يعيروا الرجلين التفاتة . تمتم الرئيس : " ا****ة . ا****ة . ا****ة " ؛ ثم بصوت عال أردف : " لقد كان صيدكم وافراً " . حانت نظرة خاطفة من أحد أفراد المجموعة نحوه ، وقال بصوت جذل وسريع : " وهو كذلك " . انطلق الجوادان مجدداً ، وقال الرجل الآخر : - " لم أر معهم أي أسلحة " قال الرئيس بتجهم : - " أجل ، يجب أن أنظر في هذا الأمر . " بثياب النوم وبلحية غير حليقة ، جلس الوزير إلى مائدة الإفطار محاطاً بأطباق لم يذق منها شيئاً ، بدا على محياه الامتعاض وهو يحملق في الصحيفة الموضوعة على الطبق الفارغ أمامه . أمام المدفأة وقف رجلان – أحدهما جندي من سلاح الفرسان لم يذب الثلج بعد عن عباءته ، جلس على مقعد خشبي طويل ، بينما الآخر ، الذي من الواضح أنه مساعد الوزير ، ظل واقفاً . هب الجندي منتصباً حين دخل الرئيس ومرافقه . قال له الرئيس : - " اجلس ، اجلس " . واتجه إلى المائدة وهو ينضو عنه العباءة التي أخذها منه المساعد . - " قدم لنا بعض الإفطار " ، قال الرئيس ، " لا نجرؤ على الذهاب إلى البيت " . ثم جلس . قدم لهم الوزير الطعام شخصياً . سأله الرئيس : - " ماذا هنالك الآن ؟ " قال الوزير : - " هل تسأل ؟ " . ثم حمل الصحيفة مجدداً وأخذ يحملق بها : - " من بنسلفانيا هذه المرة " . وهوى بالصحيفة فوق راحة يده ، " أولاً ماريلاند ، نيويورك ، والآن بنسلفانيا؛ من الواضح أن الشيء الوحيد الذي يستطيع إيقافهم هو أن يذوب الصقيع وتجري المياه ثانية في نهر بوتوميك " . صاح بحدة وانفعال ، " شكاوى ، شكاوى ، شكاوى : هذا مزارع قرب جيتسبرج . كان عبده الز**ي في الحظيرة يحلب البقرة على ضوء القنديل بعد هبوط الظلام ، حين - بلا شك ظن الز**ي أنهم مائتان ، ما دام المزارع قد قدرهما بعشرة أو أحد عشر - قفزوا فجأة من العتمة معتمرين القبعات ، وشاهرين الخناجر وهم عُراه من الخصر لأسفل . والنتيجة : تدمير الحظيرة وقتل البقرة واحتراق الشعير بنيران القنديل الذي تحطم؛ كما شوهد العبد يفر من المكان صوب الغابات ، حيث بالتأكيد قضى خوفاً أو التهمته الح*****ت المفترسة . التعويض المترتب على حكومة الولايات المتحدة الأمريكية : للحظيرة والشعير مائة دولار ، للبقرة خمسة عشر دولاراً ، للعبد مائتا دولار . ويطلب الرجل أن يُدفع له التعويض بالذهب " . قال الرئيس وهو يأكل بسرعة : - " هكذا إذن ؟ أحسب أن الز**ي والبقرة اعتبرهم من الجنود المرتزقة " . قال الجندي : " أتساءل ما إذا ظنوا البقرة غزالاً " . قال الرئيس : " أجل ، هذه مسألة أخرى أود أن . . . " . قال الوزير : " ومن الذي لا يتوهمهم أي شيء على سطح الأرض أو في جوفها ؟ إن ساحل الأطلسي برمته ، إلى شمال نهر بوتوميك ، يحتشد بكائنات قبعات الفرو والمعاطف والجوارب الصوف ، إنهم يخيفون النسوة والأطفال ويشعلون الحظائر ويهرٌبون العبيد ويقتلون الغزلان . . . . " .

editor-pick
Dreame-Editor's pick

bc

دواركا

read
1K
bc

Lazord

read
1K
bc

البارمينوس|| BARMENOS

read
1K
bc

Dark Magic 2

read
1K
bc

ساحرة الظلام

read
2.5K
bc

رفيقة الهجين The Hybrid's Mate

read
1.1K
bc

بئر الحيات

read
1K

Scan code to download app

download_iosApp Store
google icon
Google Play
Facebook