4

883 Words
واستدار نحو الوزير في اللحظة نفسها تقريباً . - " والآن بخصوص مسألة المعبر النهري الملعون " . سقطت شمس الخريف دافئة علي كتفيه ، وقال الرئيس بهدوء ، " هذا كل شيء " واستدار إلي مكتبه بينما غادر الوزير . وحين رفع الرسالة وفتحها سقطت الشمس علي يديه وعلي الصفحة ، مؤشرة إلي النهاية الرائعة للشتاء ، ولاقتراب موسم الحصاد وارتفاع أعمدة الدخان فوق المداخن المسالمة . فجأة أجفل الرئيس . فتح الرسالة بين يديه ، محملقاً بها ، مصدوماً ومركزاً انتباهه بينما الكلمات تتدافع أمام ناظريه وعقله كالرصاص . * * * * * سقطت شمس الخريف دافئة علي كتفيه ، وقال الرئيس بهدوء ، " هذا كل شيء " واستدار إلي مكتبه بينما غادر الوزير . وحين رفع الرسالة وفتحها سقطت الشمس علي يديه وعلي الصفحة ، مؤشرة إلي النهاية الرائعة للشتاء ، ولاقتراب موسم الحصاد وارتفاع أعمدة الدخان فوق المداخن المسالمة . فجأة أجفل الرئيس . فتح الرسالة بين يديه ، محملقاً بها ، مصدوماً ومركزاً انتباهه بينما الكلمات تتدافع أمام ناظريه وعقله كالرصاص . * * * * * سيدي وصديقي العزيز : هذا مضحك حقاً . لقد تسبب مجدداً ابن أختي العنيد هذا الذي ورث شخصيته من قوم أبيه ، ما دامت لا تشبهني بشيء- بالمتاعب لي ولك . إنه ذلك المعبر اللعين مجدداً . لقد جاء إلي منطقتنا رجل أبيض آخر لكي يصطاد بسلام كما ظننا ، وبما أن غابة الرب والغزلان التي يضعها فيها هي ملك للجميع . لكنه هو أيضاً بات مهووساً بفكرة امتلاك المعبر بعد أن سمع بابن جنسه الذي ، على غرار التقليد الفضولي والمستمر للبيض ، وجد جانباً واحداً من النهر متفوقاً كفاية علي الجوانب الأخرى بحيث يقوم الناس بدفع المال له لكي يمروا . فتمت المسألة مثلما يشتهي هذا الرجل الأبيض . ربما كنت مخطئاً ، ستقول . لكن ها أحتاج إلي أن أقول لك ؟ أنا رجل بسيط ، وقريباً سأصبح عجوزاً بكل تأكيد ، والتدخل المستمر لأولئك الرجال البيض الذين يرغبون في العبور وجمع النقود والاهتمام بها هو مجرد إزعاج . إذ ما الذي يمكن أن يمثله المال لي ، وأنا قدري أن أنفق سنواتي الآفلة تحت الأشجار القديمة التي قام صديقي وزعيمي الأبيض العظيم بإزالة وجه كل عدو من أفيائها ، خلا وجه الموت ؟ هذه كانت فكرتي ، لكن حين تقرأ أكثر ستري ماذا حدث . مرة أخرى هو هذا الفتي المتهور والعنيد . يبدو أنه تحدي الرجل الأبيض الجديد هذا ( أو الرجل الأبيض تحداه؛ سأترك الحقيقة لحكمتك النافذة لكي تحلها ) لمباراة سباحة النهر ، والرهان هو المعبر الملعون إياه مقابل بضعة أميال من الأرض التي ( هذا سيميتك من الضحك ) لا يملكها ابن أختي المتحمس هذا . تم السباق ، لكن لسوء الحظ فشل رجلنا الأبيض في الخروج من النهر إلا ميتاً . والآن وصل مفوضك ، ويبدو ،أنه يشعر بأن هذا السباق لم تكن إليه حاجة ربما ، وما كان يجب أن يجري من الأساس . والآن ليس أمامي ما أفعله سوي أن أحرك عظامي القديمة وأحضر هذا الفتي المتهور إليك لكي تقوم بتأديبه . سوف نصل في غضون . . . * * * * * مد الرئيس ذراعه إلي الجرس وسحبه بعنف . حين وصل مساعده أمسكه من كتفيه وقاده إلي الباب ثانية . " أحضر لي وزير الدفاع ، وخرائط كل المناطق من هنا حتى نيو أورلينز " ، صرخ كالمجنون ، " بسرعة " . وهكذا رأيناه ثانية؛ اختفي الرئيس وحل محله القائد العسكري الذي وقف بجانب وزير الحرب خلف طاولة الخرائط ، مقابلهم وقف قائد سلاح الفرسان . علي الطاولة انهمك الوزير في الكتابة بينما الرئيس ينظر إلي الخلف . " اكتب بخط كبير " قال ، " بحيث يكون الكلام واضحاً حتى للنهود . فليكن معلوماً للجميع ، أن فرانسيس ويديل وورثته ، والمنحدرين منه من الآن فصاعدا وإلي الأبد . . .لا يحق لهم . . .هل كتبت لا يحق لهم ؟ حسناً ، لا يحق لهم عبور الجانب الشرقي من النهر المشار إليه أعلاه . . . والآن اكتب لمفوض الحكومة اللعين " ، قال ، " ينبغي أن تكون الإشارة مضاعفة ، علي جانبي المعبر : الولايات المتحدة الأمريكية لا تتحمل مسؤولية أي رجل أو امرأة أو طفل ، أ**د كان أم أبيض أم اصفر أم أحمر ، يعبر هذا المعبر ، ولا يحق لأي رجل أبيض شراء أو استئجار أو قبول هدية تحت طائلة العقوبة القصوى . هل يمكنني فعل ذلك ؟ " قال الوزير : - " أخشي أن لا ، يا صاحب الفخامة " . قال الرئيس بسرعة : - " ا****ة . . احذف هذا الجزء الأخير إذن " . ففعل الوزير . طوى الرئيس الورقتين وسلمهما إلي قائد سلاح الفرسان وقال له : " اذهب ، أوامرك هي أن توقفهم " قال الكولونيل : - " افترض أنهم امتنعوا عن التوقف ، هل أطلق الرصاص عليهم ؟ " . قال الرئيس : - " أجل أطلق الرصاص علي كل حصان ، وبغل وثور . أعرف أنهم لن يأتوا سيراً علي الأقدام فلننطلق الآن " خرج الكولونيل . استدار الرئيس نحو الخرائط- وهو ما يزال متخذاً وضعية الجندي : متحمس ،سعيد ، كـأنما يقود الفرقة بنفسه ، أو كأنه قام روحياً بنشر الجنود بمكر ودراية عميقة في المكان الذي لا يكون في صالح العدو أبدا ، ووصل قبله ، " سيكون هناك " قال ، ووضع إصبعه علي الخريطة ، " حضر الحصان أيها الجنرال ، حيث أستطيع أن أواجهه عند النقطة وأرده على أعقابه خاسئا " . أجاب الوزير : - " أمرك أيها الجنرال " .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD