7

1973 Words
وقفت ( نانسي ) بجانب الباب وراحت تنظر إلينا ، لكن هذه المرة كانت عيناها خاويتين من كل شيء وكأنها توقفت عن استعمالهما . - " ماذا تريدون أن تفعلوا ؟ " - " هل تستطيعين أن تخبرينا قصة ؟ " - " نعم . " - " إذن احكي . ألا تعرفين أي قصص ؟ " ونظرنا جميعاً إلى ( نانسي ) التي غمغمت : - " نعم ، أعرف . " * * * * * جلست على مقعد بالقرب من المدفأة ، هناك بعض اللهب . أوقدتها قليلاً وأصبح المكان حاراً نوعا . لم نكن نحتاج إلى نار فقد ، كان اللهب كافياً . حكت لنا قصة . كانت تتكلم وعيناها تراقبنا ، أو كأنها صوتها ليس هو صوتها ، أو كأنها تعيش في عالم آخر . تنتظر في مكان آخر ، وكأنها كانت خارج البيت . صوتها وشكلها كانا خارج البيت ، تلك النانسي التي كانت تنحني أسفل السياج ، وهي تحمل بقجة الثياب بتوازن على رأسها وكأنها لا تحمل وزناً أو كأنها تحمل بالوناً ، كانت هناك وكان هذا كل شيء . - " . .وهكذا كانت الملكة تسير صاعدة إلى الأخدود ، وكان الرجل الشرير يختبئ هناك ، وكانت تقول : لو أستطيع فقط عبور هذا الأخدود ، هذا ما كانت تقوله . " - " أي أخدود ؟ أهو أخدود مثل ذلك الذي في الخارج ؟ " - " لماذا تريد الملكة أن تدخل إلى الأخدود ؟ " - " لكي تصل إلى بيتها . .كان عليها أن تعبر الأخدود لكي تصل إلى بيتها . " - " لماذا أرادت أن تذهب إلى بيتها ؟ " نظرت ( نانسي ) إلينا ثم توقفت عن الكلام ، كانت ساقا ( جيسون ) بارزتين خارج بنطاله بسبب صغر حجمه وقال : - " لا أظن أن هذه القصة جيدة ، أريد أن أعود إلى البيت . " - " ربما لدينا قصة أفضل ، أظن أنهم يبحثون عنا الآن! " ثم اتجه نحو الباب . - " كلا . لا تفتح الباب . " نهضت بسرعة وسبقت ( كادي ) نحو الباب وقالت : - " لا تلمس الباب ولا المزلاج الخشبي . " - " لم لا ؟ " - " تعالوا إلى المصباح ، سوف تتسلى . لا تذهبوا . " - " إن علينا أن نذهب ، إلا إذا تسلينا كثيراً . " وعاد هو و( نانسي ) نحو نار المصباح . - " أريد أن أعود إلى البيت . سوف أبلغ عنكم . " - " أعرف قصة أخرى . " ووقفت بجوار المصباح ونظرت إلى ( كادي ) مثلما تكون عيناك تنظر إلى عود موضوع بتوازن على أنفك . كان عليها أن تنظر إلى الأسفل ، لترى ( كادي ) ولكن عيناها كانتا هكذا كأنما يوازنان عوداً . - " لن أستمع إليها . .سوف أطرق على الباب . " - " إنها قصة جيدة ، بل وأفضل من الأولى . " - " عن ماذا تتحدث هذه القصة ؟ " كانت ( نانسي ) تقف بجوار المصباح ، ويدها فوقه أمام الضوء طويلة وسمراء . - " إن يدك على هذه الكرة الساخنة . ألا تشعرين بحرارتها على يد*ك . " نظرت ( نانسي ) إلى يدها على لهب المصباح ، ورفعتها ببطء ، ووقفت هناك تنظر إلى ( كادي ) ، وهي تلوي يدها وكأنها كانت مربوطة بخيط إلى معصمها . - " لنفعل شيئاً آخر . " - " أريد أن أعود إلى البيت . " قالت ( نانسي ) : - " إن لدي بعض الفشار . " ونظرت إلى ( كادي ) ، ثم إلى ( جيسون ) ثم إلي ومن ثم إلى ( كادي ) مرة أخرى . - " إن لدي بعض الفشار . " - " أنا لا أريد الفشار . أفضل الحلوى . " نظرت ( نانسي ) إلى ( جيسون ) وكانت لا تزال تلوي يدها الطويلة السمراء . وقالت : - " بإمكانك أن تمسك بوعاء تحميص الذرة . " - " حسناً ، سوف أبقى إذا تمكنت من فعل ذلك . " أشعلت ( نانسي ) النار وقال ( كادي ) : " انظروا إلى ( نانسي ) إنها تضع يدها في النار ، ما بالك يا ( نانسي ) " ؟ - " إن لدي فشار . " وأخرجت وعاء التحميص من تحت السرير ، كان م**وراً فأخذ ( جيسون ) بالبكاء وقال لا يمكننا أن نحصل على فشار . - " علينا أن نعود إلى البيت على أية حال . هيا يا كوينتين . " - " مهلا . انتظرا سوف أصلحه ألا تريدان مساعدتي في إصلاحه . " - " لا أظن أنني أريد شيئاً ، الوقت متأخر جداً الآن . " - " هل تساعدني يا ( جيسون ) ؟ ألا تريد أن تساعدني ؟ " - " كلا " قال ( جيسون ) : " أريد أن أعود إلى البيت . " - " صه ، راقبني وانظر كيف يمكنني أن أصلحه ، بحيث يمسكه ( جيسون ) ويحمص الذرة " ثم أحضرت قطعة سلك وأصلحت وعاء التحميص . - " إنه لن يمسك جيداً . " - " نعم سوف يمسك ، انظروا جميعاً ستساعدونني في تقشير الذرة . " كانت الذرة موضوعة تحت السرير أيضاً ، قمنا بتقشيرها ووضعها في وعاء التحميص ، وساعدت ( نانسي ) ( جيسون ) في تثبيت الوعاء فوق النار . - " إنها لا تفرقع ، أريد أن أعود إلى البيت . " - " انتظر! سوف تبدأ بالفرقعة وعندها سوف تتسلى . " كانت تجلس بقرب النار ، كان المصباح قد أدير عالياً لدرجة أنه بدأ يدخن . - " لماذا لا تخفضين منه قليلاً ؟ " قلت لها : - " إنه على ما يرام . سوف أنظفه ، انتظروني سوف يكون الفشار جاهزاً خلال دقائق . " كانت الذرة موضوعة تحت السرير أيضاً ، قمنا بتقشيرها ووضعها في وعاء التحميص ، وساعدت ( نانسي ) ( جيسون ) في تثبيت الوعاء فوق النار . - " إنها لا تفرقع ، أريد أن أعود إلى البيت . " - " انتظر! سوف تبدأ بالفرقعة وعندها سوف تتسلى . " كانت تجلس بقرب النار ، كان المصباح قد أدير عالياً لدرجة أنه بدأ يدخن . - " لماذا لا تخفضين منه قليلاً ؟ " قلت لها : - " إنه على ما يرام . سوف أنظفه ، انتظروني سوف يكون الفشار جاهزاً خلال دقائق . " - " لا أصدق أنه سيبدأ بالفرقعة ، يجب أن نعود إلى البيت على أي حال ، فإنهم سيقلقون علينا . " - " كلا ، سوف يفرقع ، ستقول ( ديلسي ) لأمكم أنكم معي ولأنني عملت لد*كم وقتاً طويلاً فهم لن يبالوا كثيراً إذا كنتم في منزلي . والآن انتظروا فإن الفرقعة ستبدأ خلال دقائق . " دخل بعض الدخان في عيني ( جيسون ) ، وبدأ يبكي ثم أسقط الحماصة في النار . أحضرت ( نانسي ) رقعة مبلولة ، ومسحت وجه ( جيسون ) ولكنه لم يتوقف عن البكاء . لم يسكت . أخرج ( كادي ) وعاء التحميص من النار ، وقال : - " لقد احترقت وعليك إحضار المزيد من الذرة يا ( نانسي ) . " - " هل وضعتها كلها فيها ؟ " - " نعم . " * * * * * نظرت ( نانسي ) إلى ( كادي ) ثم أخذت الحماصة من ( كادي ) وفتحتها وسكبت البوشار الأ**د في مريولها . ثم أخذت تفرز الحبوب بيديها الطويلتين السمراوين فيما نحن جميعاً نراقب . - " أليس لد*ك المزيد ؟ " - " نعم ، انظروا! هذه لم تحترق وجميع ما نحتاج فعله . . . " - " أريد أن أذهب إلى البيت ، سوف أبلغ عنكم . " أخذنا نصغي جميعاً ، كان رأس ( نانسي ) قد اتجه نحو الباب المغلق بالمزلاج ، وعيناها تلمعان في ضوء المصباح الأحمر . وقال ( كادي ) : - " صه! هناك شخص قادم . " عادت ( نانسي ) لإطلاق ذلك الصوت مرة أخرى بصوت غير مرتفع . كانت تجلس قرب النار ويداها الطويلتان تتدليان بين ركبتيها ، وفجأة بدأ الماء يقطر من وجهها في نقاط كبيرة ، ويسيل أسفل وجهها في كل نقطة ، منه تجري كرة ضوء نارية إلى أن يصل إلى ذقنها . - " إنها لا تبكي . " - " أنا لا أبكي . . من هناك ؟ " - " لا أعلم . " ذهب ( كادي ) إلى الباب وأخذ ينظر . - " علينا أن نعود الآن إلى البيت ها هو أبي قادم . " - " لقد أجبرتموني جميعاً على المجئ إلى هنا . " * * * * * كان الماء ما يزال يجري على وجه ( نانسي ) ، واستدارت في مقعدها ثم قالت : - " اسمعوا أخبروه أنكم استمعتم هنا ، وأنني اعتنيت بكم جيداً حتى الصباح . أخبروه أن يسمح لي بالذهاب معكم إلى البيت والنوم على الأرضية . أخبروه أنني لا أحتاج إلى فراش . سوف نستمتع معاً ، فهل تذكرون كم استمتعنا في المرة الأخيرة ؟ " - " أنا لم أستمتع أبداً ، إنك سببت لي الأذى وأدخلت الدخان في عيني . " دخل أبي ونظر إلينا . . لم تنهض ( نانسي ) لكنها قالت : - " أخبروه! " - " لقد أحضرنا ( كادي ) إلى هنا ، لم أكن أريد ذلك . " اقترب والدي من النار ، ونظرت ( نانسي ) إليه فقال لها : - " ألا تستطيعين الذهاب إلى العمة راشيل والبقاء عندها ؟ " نظرت ( نانسي ) إلى أبي ، كانت يداها بين ركبتيها . فقال أبي : - " إنه ليس هنا وإلا كنت رأيته ، لم يكن هناك شخص واحد على الطريق . " - " إنه في الأخدود ينتظر . " - " كلام فارغ ، هل تعلمين أنه هناك ؟ " - " لقد وصلتني إشارة . " - " أية إشارة ؟ " - " لقد وصلتني . كانت موضوعة على الطاولة عندما دخلت ، فقد كانت هناك عظمة خنزير ، وعليها بعض اللحم والدم بالقرب من المصباح . إنه في الخارج هناك ، وعندما تغادرون هذا الباب سأكون قد انتهيت . " - " من الذي انتهى يا ( نانسي ) . " - " أنا لست بواشٍ . " - " هراء! " - " إنه هناك في الخارج ينظر من النافذة في هذه اللحظة ينتظر خروجكم جميعاً وعندها سأكون في خبر كان . " - " كلام فارغ " ! اقفلي باب بيتك وسنأخذك عند العمة راشيل . " - " لن ينفعني هذا الأمر بشيء . " - " إذن ماذا تريدين ؟ " - " لا أعرف ، لا أستطيع أن أفعل شيئاً . فقط نسيان الأمر وهذا لن ينفعني بشيء ، أظن أن الأمر عائد إلي ، أظن أن ما سأناله هو عائد إلي . " - " تنالين ماذا ؟ ما الذي لك ؟ " - " لا شيء . .يجب أن تذهبوا جميعاً إلى النوم . " - " لقد أجبرني ( كادي ) على الحضور إلى هنا! " - " اذهبي إلى العمة راشيل . " - " لن ينفعني بشيء ، حتى إن مطبخكم لن ينفعني بشيء وحتى عندما أنام على أرضية الغرفة مع أولادك وفي الصباح التالي ها أنا والدم . . . " - " اقفلي الباب وأطفئي النور واخلدي للنوم . " - " إني أخاف من الظلام ، أخاف أن يحدث الأمر في الظلام . " - " هل تعنين أنك ستبقين جالسة هنا والأنوار مضاءة ؟ " بدأت ( نانسي ) تطلق الصوت نفسه مرة أخرى وهي جالسة أمام النار ويداها مدفونتان بين ركبتيها . - " آه يا الله! هيا يا أولاد حان وقت النوم . " - " عندما تذهبون جميعاً ، أذهب وسأكون ميتة غداً . .لقد وفرت بعض المال لكفني . " * * * * * حمل أبي ( جيسون ) على ظهره ، وخرجنا من باب منزل ( نانسي ) ، وبقيت هي جالسة أمام النار . قال لها أبي : - " تعالي وضعي المزلاج . " لكنها لم تتحرك ولم تنظر نحونا مرة أخرى . تركناها مكانها بجوار النار وباب منزلها مفتوح حتى لا يحدث ما تخشاه في الظلام . * * * * *
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD