6

1809 Words
همست ( نانسي ) شيئاً : مثل آه أو لا ، أعلم وكأن أحداً لم يقلهما ، أو أنهما قدمتا من مكان غير معروف ، وذهبتا إلى مكان آخر غير معروف ، وكأن ( نانسي ) لم تكن هناك أبداً . كنت أنظر إلى عينيها عند الدرج بحدة ، شعرت وكأنهما انطبقتا على جفني ، مثلما تفعل الشمس ، عندما تغمض عينيك ولا تراها . همست ( نانسي ) : - " يا إلهي! " - " هل هو ( جوبا ) ، هل حاول أن يدخل إلى المطبخ ؟ " - " يا إلهي! " وظلت ترددها إلى أن اختفى الصوت كما يختفي ضوء الشمعة . - " هل تستطيعين رؤيتنا يا ( نانسي ) ؟وهي تستطيعين رؤية أعيننا أيضاً ؟ " - " أنا لست إلا ز**ية سوداء ، الله أعلم . " - " ما الذي رأيته في المطبخ ؟ من الذي حاول الدخول ؟ " - " الله أعلم . " وكنا نستطيع رؤية عينيها . لقد تحسنت حالة ( ديلسي ) وجهزت لنا الغداء ، وقال لها أبي : - " تستطيعين أن تبقي في الفراش يوماً أو يومين آخرين . " - لا يمكن! لو تأخرت يوماً أو يومين ، لتحول هذا المكان إلى زريبة ، اخرجوا من هنا الآن ودعوني أعيد تنظيم مطبخي مرة أخرى . " جهزت ( ديلسي ) العشاء أيضاً في تلك الليلة قبل حلول الظلام . وجاءت ( نانسي ) إلى المطبخ . - " كيف تعرفين أنه عاد ؟ فإنك لم تريه . " - " ( جوبا ) أ**د . " - " إنني أشعر به ، أشعر به مختبئاً في ذلك الجب . " - " الليلة ؟ هل هو هناك الليلة ؟ " - " ( ديلسي ) ز**ية أيضاً . " - " حاولي أن تأكلي شيئاً . " - " لا أريد شيئاً . " - " أنا لست ز**ياً . " صبت لـ( نانسي ) فنجاناً من القهوة ، وأضافت : - " هل تعلمين أنه هناك الليلة ؟ وكيف تعلمين ذلك ؟ " قالت ( نانسي ) : - " أنا أعلم أنه هناك ينتظر ، أعلم ذلك علم اليقين ، لقد عشت معه طويلاً وأعرف ماذا يريد أن يفعل حتى قبل أن يعرف هو . " غمغمت ( ديلسي ) : - " تناولي بعض القهوة . " رفعت ( نانسي ) الفنجان إلى فمها ، نفخت فيه وخرج فمها منه ، كالأفعى تفح ، وكأنه فم مطاطي أو كأنها لم تبق من شفاهها أي لون وهي تنفخ في القهوة . قال ( جيسون ) : - " إني لست أ**د ، وأنت سوداء يا ( نانسي ) . " - " يا الله ، لقد ولدت هكذا يا بني . وقريباً لن أكون شيئاً ، سأعود قريباً من حيث أتيت . " بدأت تشرب قهوتها ، وهي تمسك الفنجان بيديها الاثنتين ، ثم بدأت بإصدار ذلك الصوت مرة أخرى . أطلقت الصوت داخل الفنجان فسقطت القهوة على يديها وثوبها وكانت عيناها تنظر إلينا ، وهي جالسة منحنية تستند على ركبتها تمسك الفنجان بكلتا يديها وتنظر من خلال الفنجان المبتل وتطلق هذا الصوت . قال ( جيسون ) : - " انظر إلى ( نانسي ) ، إنها لن تطبخ لنا الآن فقد عادت ( ديلسي ) إلى صحتها . " هتفت ( ديلسي ) : - " اخرس أنت! " في حين كانت ( نانسي ) تطلق ذلك الصوت ، وهي تنظر إلينا ممسكة الفنجان بكلتا يديها ، وبدت كأن هناك اثنتين منها واحدة تنظر إلينا والأخرى تص*ر ذات الفحيح . توقفت ( نانسي ) عن الشرب ، وهي ما تزال ممسكة بالفنجان بيديها السمراوين ، وحاولت أن تشرب القهوة مرة أخرى ، ولكن سكب الفنجان على يديها وعلى ثوبها . فوضعته جانباً في حين مضى ( جيسون ) يتأملها . - " لا أستطيع ، إنني أحاول ابتلاعها ولكنها لا تنزل . " قالت ( ديلسي ) : - " انزلي إلى الكوخ ، سيجهز لك ( فروني ) فراشاً وسأوافيك بعد قليل . " سألتها ( نانسي ) : - " ألن يوقفه أي ز**ي ؟ " قال ( جيسون ) : - " أنا لست ز**ياً ، هل أنا كذلك يا ( ديلسي ) ؟ " - " لا أظن ذلك! ماذا ستفعلين الآن ؟ " حملقت ( نانسي ) فيها ، وكانت عيناها تدوران بسرعة دون أن تتحرك ، كانت خائفة من أن لا تجد الوقت لتنظر ، وتحدق بنا نحن الثلاثة في وقت واحد ثم قالت : - " هل تذكرون تلك الليلة التي نمت فيها في غرفتكم ؟ " أخبرتنا كيف استيقظنا في اليوم التالي ، و***بنا بهدوء على فراشها إلى أن استيقظ أبي وصار لزاماً عليها أن تنزل لتحضير الفطور . - " اذهبوا واسألوا أمكم إذا كنت أستطيع البقاء هنا الليلة . أنا لا أريد فراشاً ويمكننا أن نلعب المزيد . " سأل ( كادي ) أمي وكذلك ( جيسون ) . - " لا أستطيع أن أترك سوداً ينامون في بيتي . " ظل ( جيسون ) يبكي إلى أن هددت أمي بأنه لن يتناول الحلوى لثلاثة أيام ، إذا لم يتوقف عن البكاء . عندها قال أنه سيتوقف إذا قامت ( ديلسي ) بصنع كعكة شيكولاتة ، وكان أبي واقفاً هناك . - " لماذا لا تفعل شيئاً حول الموضوع ؟ " قالت أمي " لماذا يوجد رجال شرطة هنا ؟ " قال ( كادي ) : - " لماذا تخاف ( نانسي ) من ( جوبا ) ؟ هل تخافين من أبي يا أمي ؟ " وقال أبي : - " ماذا يمكنهم أن يفعلوا ؟ إذا كانت ( نانسي ) لم تره بعد فكيف يمكن للضباط أن يروه ؟ " - " إذن لماذا كل هذا الخوف من طرفها ؟ " - " تقول إنه هنا ، تقول إنها تعلم أنه الليلة هنا . " - " ومع ذلك فنحن ندفع الضرائب . " كانت هذه من أمي ، " وأنا علي أن أنتظر هنا في هذا البيت الكبير وحدي ، بينما أنت ترافق امرأة سوداء لبيتها . " - " إنك تعلمين أنني لا أبيت الليل في الخارج ، ومعي سكين! " - " سوف أتوقف إذا صنعت ( ديلسي ) كعكة شيكولاتة! " * * * * * أمرتنا أمي بالخروج وقال أبي لـ( جيسون ) إنه لا يعلم إذا كان سيحصل على كعكة شوكلاته أم لا ولكنه يعلم ما الذي سيلاقيه ( جيسون ) بعد دقيقة ، عدنا جميعاً إلى المطبخ وأخبرنا ( نانسي ) . قال لها أبي أن عليها العودة للبيت وتوصد الباب وسوف تكون بخير ، وقال ( كادي ) : - " هل ( جوبا ) غاضب منك ؟ " كانت ( نانسي ) تحمل فنجان القهوة بين يديها ، تستند على ركبتيها والفنجان بينهما وكانت تنظر في الفنجان . - " ماذا فعلت حتى غضب منك ( جوبا ) ؟ " أفلت الفنجان من بين يدي ( نانسي ) ، وسقط على الأرضية ولم ين**ر ، لكن القهوة اندلقت . جلست ( نانسي ) ، وقد لفت يديها على هيئة فنجان ، ثم بدأت بإطلاق ذلك الصوت مرة أخرى ، ليس عالياً كأنها تغني ولا تغني وأخذنا نراقبها . هتفت ( ديلسي ) : - " هيا توقفي عن هذا . .تمالكي نفسك وانتظري هنا فسوف أطلب من فيرني أن يرافقك إلى المنزل . " ثم خرجت ( ديلسي ) ونظرنا إلى ( نانسي ) ، كانت كتفاها ترتجفان . ولكنها توقفت عن إطلاق الصوت . ظللنا نراقبها . وقال ( كادي ) : - " ماذا سيفعل لك ( جوبا ) ؟ " نظرت ( نانسي ) إلينا : - " لقد غادر! " - " لقد تمتعنا في تلك الليلة التي أمضيتها في غرفتكم أليس كذلك ؟ " قال ( جيسون ) . - " كلا . أنا لم أتمتع . " وقال ( كادي ) : - " لقد كنت نائماً! إنك لم تكن معنا . " قالت ( نانسي ) :- " لنذهب إلى منزلي ونتمتع أكثر إذن! " قلت لها : - " إن أمي لن تسمح لنا ، كما أن الوقت متأخر الآن . " - " لا تقلقوها سوف نخبرها في الصباح ، لن تقلق كثيراً! " - " إنها لن تسمح لنا . " قالت ( نانسي ) : - " لا تطلب منها الآن . لا تزعجها . " وقال ( كادي ) :- " لم يقولا بأننا لا نستطيع الذهاب . " قلت له :- " لأننا لم نسأل! " قال ( جيسون ) :- " إذا ذهبتما فسوف أخبر عنكما! " - " سوف نتمتع كثيرا ، ولن يباليا كثيراً ، فقط إلى بيتي . لقد عملت عندكم وقتاً طويلاً ، لذا فهما لن يباليا . " - " أنا لست خائفاً من الذهاب ، ( جيسون ) هو الذي يخاف ، وسوف يخبر عنا . " قال ( جيسون ) : " أنا لست خائفاً! " قال ( كادي ) : " بل أنت خائف ، وسوف تخبر عنا . " - " أنا لن أخبر عنكم ولست خائفاً . " - " ( جيسون ) لا يخشى بأن يذهب معنا ، هل أنت خائف يا ( جيسون ) ؟ " كان الممر الضيق معتماً ، ممرنا عبر بوابة المرعي . وقال ( كادي ) : - " إذا قفز علينا شيء من خلف ذلك الباب ، فإن ( جيسون ) سوف يولول . " - " لن أفعل ذلك! " سرنا عبر الممر الضيق ، فيما كانت ( نانسي ) تتكلم بصوت مرتفع . - " لماذا تتكلمين بصوت مرتفع هكذا يا ( نانسي ) ؟ " - " اسمعوا! كوينتين و( كادي ) و( جيسون ) يدّعون بأني أتكلم بصوت مرتفع . " - " إنك تتكلمين وكأننا أربعة هنا ، تتكلمين وكأن أبي هنا أيضاً . " - " من ؟ أنا أتكلم بصوت مرتفع يا سيد ( جيسون ) ؟ " - " لقد نادت ( نانسي ) ( جيسون ) بلقب سيد . " - " اسمعوا كيف يتكلم ( جيسون ) وكوينيتين و( كادي ) . " - " إننا لا نتكلم بصوت مرتفع ، بل إنك أنت التي تتكلمين وكأن أبي . " - " صه . اسكت يا سيد ( جيسون ) . " * * * * * كانت تتكلم بصوت مرتفع ، عندما عبرنا الأخدود وانحنينا لنمر عبر السياج ، الذي كانت تنحني لتمر خلاله حاملة الثياب على رأسها ثم وصلنا إلى بيتها . كنا نسير بسرعة وعندما فتحت الباب كانت رائحة البيت تشبه رائحة المصباح ، أما رائحة ( نانسي ) فكانت كرائحة الفتيل . وكأنهما كانا ينتظران رائحة أخرى . أضاءت المصباح وأغلقت الباب وأقفلته بالمزلاج ثم بدأت تتكلم ، لكن بصوت منخفض وهي تنظر إلينا : - " ماذا سنفعل ؟ " - " ما الذي تريدون كلكم أن تفعلوه ؟ " - " لقد قلت أننا سنستمع . " كان هناك شيء في منزل ( نانسي ) ، شيء تستطيع شمه ، حتى ( جيسون ) شم ذلك ، هتف : - " لا أريد أن أبقى هنا ، أريد أن أعود إلى البيت . " - " إذن عُد . " - " لا أريد أن أعود بمفردي . " - " سوف نتسلى قليلاً! " - " كيف ؟ "
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD