الفصل السادس وعشرين

2666 Words
كانت رهف بعد لقاء موسى ساهمة في قصتها الجديدة وماجد هذا يستبيح منها الضعف.. تن*دت وهي تتذكر فصتها القديمة، عيناها كانت شاخصة في حياتها السابقة.. ********* كان صباحا مشرقا بالنسبة لها, سعيدة بأنها أخيرا ستتزوج من اختاره القلب. رغم الصعاب التي واجهتم حتى يصلوا الي هذا اليوم ،إلا انهم حاربوا كل هذا سويا. تذكرت رفض والدها لجمال متحججا بأنه يحمل شهادة متوسطة وهي بالجامعة، الا انها استطاعت أن تقنعه. فالحب لايري تلك الفروق.الحب يأتي ويقتحم ويتسرب الي خلايا الروح دون إذن او تنبيه. رن هاتفها الشخصي ..لتخرج من شرودها علي صوته الحامل لاحدي نغمات ام كلثوم , التي خصصتها لحبيبها اسرعت لتمسك به مجيبه : -كيف حالك جمال. . أتاها صوته الأسر لقلبها: - كيف حالك رهف.اشتقت لك حبيبتي ابتسمت بخجل هامسة: - وانا أيضا. . بادلها همسها : -(لا اصدق اننا ستتزوج بنهاية هذا الأسبوع.) . هتفت بسعادة ورقة : -وانا أيضا. ..اخيرا جمال انا لا أصدق حالي, سنتزوج اخيرا كانت ملهية معه بالحديث الي ان دخلت صديقتها تخبرها ان الان موعد المغادرة من السكن الجامعي , نظرت للساعة في يدها لتجد انها بالفعل تأخرت لتكمل حديثها معه: -اسفة حبيبي سأضطر ان انهي معك المكالمة الان , لتحضير حقيبتي من اجل السفر ..سلام. أنهت مكالمتها وبداخلها تختال فرحة عارمة ..ثم نظرت لغرفتها بالسكن الجامعي مبتسمة وبداخلها تعرف جيدا انها ستشتاق الي تلك الأيام التي جمعتها بأصدقائها بعيدا عن عائلتها. ..ستفتقد تلك التجمعات التي طالما احتوتهم يمرحون ويضحكون, يحلمون بالغد. منهن من تحلم بالعمل. .وغيرها بالعائلة. ابتسمت بحب. ..وان كانت تحلم بالعمل وان تكمل ما بعد الدراسة بالتقديم على الدراسات العليا.الا أن رفض جمال متعللا بغيرته جعلها ترمي بكل أحلامها عرض الحائط وبداخلها صوت واحد.انه يكفي وحده, حبه سيعوضها عن كل الأحلام. .ثم انه حبها الذي فتح قلبها لعالم العشاق.ولا تريد منه سوى ان يبقي يحبها ويعشقها وحينها ستكون سعيدة.. خرجت من سكنها تنظر بساعة يدها هاتفة لحالها: سأصل بتلك الطريقة مبكرا. ثم القت نظرة علي جموع الفتيات وهم يخرجون من السكن الجامعي حاملين حقائبهم كما يحدث في هذا الوقت كل عام عند انتهاء فترة الامتحانات.وبداخلها لمعة حزينة وحنين وشوق مستقبلي .. وبداخلها تشعر بالاشتياق منذ الان .نفضت كل هذا ثم تن*دت بحب وتفكيرها يهفو نحو الحبيب, فبالتأكيد سيقا**ها جمال بمجمع السيارات القريب من قريتها كالعادة.. ابتسمت وهي تتخيل هذا اللقاء بينما بيدها تشير الي اي سيارة أجرة تمر من أمامها متلهفة العودة الي قريتها.والتحضير لعرسها .. اما هو كان من بعيد يراقبها بأعين خبيثة ..هذا الغزال الذي أحبه منذ الصغر.كيف استطاعت رفضه وتفضيل هذا الحقير عليه.هل هو أفضل منه.تلك الجميلة التي سلبت عقله قبل قلبه.هلاكه ونجاته.يعشقها بطريقة مرضية, هو يعلم ذلك ولكن ما عساه ان يفعل.ابنة عمه رهف.تتمكن منه ومن قلبه. أمسك بإحدى تلك الحبوب الم**رة الذي اعتاد علي تناولها. مفترسا في جسدها الشبيه بقد الغزالان ليتأوه بداخله برغبه.منتشا بمجرد النظر لها. ابتسم بقسوة وجنون عشق مرضي بينما يده من بعيد تتحرك على ملامح جسدها من بعيد بهوس هاتفا بين حاله: -ستكونين لي, الليلة رهف ستدفئين فراشي وبعدها انت من سيطلب الزواج.لن اتركك لغيري ابدا ابتسم مجددا وهي تركب احدي سيارات الأجرة , تلك السيارة التي اتفق مع سائقها علي ان يساعده با****فها بعد ان اخذ منه مبلغ كبير ولكنه بالنسبة له لا شيء مقابل ان يحظى برهف, تابع السيارة وهي تتحرك لجهتها ليصيح بعدها بغبطة: -أخيرا ستكونين لي رهف. ***************************** في منزل جمال كان يجلس مع أخيه ووالدته.يتناولون وجبة الغذاء في منزلهم البسيط .. لتبتسم والدته بسخرية هاتفة بلهجة متهكمة: - متي تصل خطيبتك جمال. ترك الطعام من يده متأففا هاتفا بحنق: -ستأتي اليوم امي ..لا اعلم لما تكرهينها.تهربت من الاجابة هاتفة بنبرة لأئمة : - وابنة خالك.ما بها ،لقد وعدتها بالزواج ثم تركتها لأجل رهف. هب من مكانه صائحا بعصبية: _اذا هذا سبب كرهك لها. تأملته مليا قبل ان تجيبه بنبرة حزينة: _لا بني انا لا أكرهها. بالع** انا احبها كابنة لي.ولكني أخاف عليها منك انت لا تحبها جمال انت فقط تحب وضعها المالي الجيد, تحب عائلتها ذات الصيت العالي بالقرية. رفعت نظرها له ثم اكملت باتهام : -لا تنكر انك رسمت الحب عليها وهي مازالت فتاة غرة لا تعلم شيء من الحياة. ..أشفق عليها منك بني.: هتفت جملتها الاخيرة بنبرة متألمة علي تلك الفتاة التي قد تري مع ولدها حياة سيئة. ..ولدها المتطلع الي ما هو افضل .دائما ما كان ينقم على حياته وظروف المعيشة, لم يحمد ربه ولو لمرة واحدة, وتلك المسكينة تحبه بطريقة حالمة غير واعية لجوانبه الأخرى بشخصيته الغير قنوعة. .. اما هو كان مصدوما من حديث والدته, لا ينكر أنه لا يحب رهف. هي فقط تعجبه .بالإضافة أنه سيتفيد من تلك الزيجة, فتجارته الصغيرة بالقرية نمت كثيرا .بعد أن اقترن باسم عائلتها.. ابنه خاله يحبها ولكن تطلعاته المستقبلية جعلته يبتعد عنها غير اسفا. فليذهب الحب الذي لا يسمن ولا يحي من جوع. .وليبقي المال هو المسيطر عليه وعلي حياته.. بادل والدته نظرات لامبالية.متجاهلا حديث والدته.متطلعا الي الإمام. ******************* كان في طريقه الى احدى المستشفيات لزيارة صديقه الوحيد في مقر عمله.. صديقه الذى طالت مدة سفره بالخارج .. كان متلهفا للقاء صديقه بعد غياب ولكن ما الذى يفعله فذكرياته تطارده.. جميع الاماكن التي كان يعيش بها في مصر مع زوجته الراحلة تذكره بها ..زوجته الجميلة الناعمة.حبه وعشقه.التي تركته في حادث شنيع..افضي بحياتها وبداخلها صغيرهم ..دون أن يرى النور.. امسك موضع قلبه متاوها بألم داخلي ينحره ويدمره. .. بينما الذكريات تنهال على عقله دون رحمة حتي تذكر ذلك اليوم المشؤوم. .. حيث كانت تقف تتأمل حالها أمام المرأة تلمس بأناملها بروز بطنها.بفرحة تلمع في أعينها ذات اللون العسلي..التي لطالما اسرته. التفتت له هاتفه بحب: -متشوقة لرؤية طفلنا غدا عند الطبيب. ..سيخبرنا بنوعه. .. اومئ لها مبتسما بحنان وهو يقترب منها محتضنا جسدها من الخلف دافنا وجهه في عنقها هامسا بصوت غلبته العاطفة: -وانا أيضا متشوق ..ولكن لشيء آخر. .. ابتسمت بخجل كونها تعلم الي اين يسير بمنحني حديثه.الا انها أحبت تراوغه قليلا : -ماذا تريد صبي أم فتاه. لم يلتفت لمراوغتها طابعا عدة قبلات متفرقه على نحرها ذائبا فيها ثم اطلق تنهيدة حارة متمتما بصوت اجش: - اريدك انت فريدة.اريدك انت يا جميلة.. التفتت له لتقع بين احضانه تبادله رغبته بنظراتها العاشقة , تلمس خصلات شعره بحب .. وبدون اي فرصة للحديث كانت تطير بين يده محمولة كالريشة.وضحكتها المثيرة تطرب اذنه فيقع في حبها أكثر .. خرج من تلك الذكري بأعين دامعه ..فاليوم التالي كان بعمله.. بينما هي خرجت من المنزل تسبقه للطبيب , الا انها قبل ان تصل اصطدمت بسيارة امام منزلهم ..لتفارق الحياة في لحظتها.. حجب دموعه سريعا حتي لا يشهد عليها سائقه الخاص. .فيكفيه شفقة من الجميع. بعد ساعة كان يجلس في شقته المطلة علي البحر بعد ان وجد ان الوقت تأخر عند وصوله الي المشفى التي يعمل بها صديقه وبالسؤال عنه كان قد غادر منذ فترة . بعد ساعة وقف شاردا وهو يتأمل البحر في ظلام الليل, منصتا لأمواجه العالية , مسترسلا بذكرياته مع نادين ليقطع شروده صوت أحدهم يحاول فتح شقته. هز رأسه بيأس.فمن قد يفعل ذلك غير شقيقته.منار. كانت قد دخلت بالفعل تتأمله بانزعاج.بينما هو مازال جالسا مكانه.يعطيها ابتسامة لامبالية . كزت علي اسنانها لتقترب منه متحدثة بغضب وغيظ: -لما لا تجيب على هاتفك يا دكتور. .لقد قلقت عليك. رمقها بطرف عينيه هاتفا بلا مبالة: -منار شقيقتي المزعجة. ..لما اتيتي ..ومن قام بتوصيلك في ذلك الوقت. جلست علي أرجوحة من الخشب معلقة في احدي جوانب الشرفة قائلة بامتعاض: -زوجي الغالي.. عندما شاهد جنوني من قلقي عليك.احضرني الي هنا. هتف بخبث قاصدا اغاظتها : - اراح حاله.و بلاِنِ بك منار.. أمسكت بوسادة موضوعة بجانبها تقذفه بها : -هذا جزائي لخوفي عليك .موسى من لي غيرك اخي منذ ان توفي والدنا. . كانت توشك علي البكاء كعادتها منذ ان حملت ليقترب منها يحتضنها بيده رابتا علي ظهرها بحنو. .هاتفا بمرح : -منار يا صاحبة الهرمونات المتقلبة.منذ ان أصبحت حامل في توأمك وانت تبكين وتضحكين في وقت واحد. اتبع حديثه بضحكة.جعلت الابتسامة تشق وجهها هامسة بحنان: -توأمي الغالي بقي ثلاثة أشهر ويظهروا لي.اشتقت لهم. باغتها : _وانا أيضا عزيزتي ولكن وتعلمين انا خائف أجابت مستفهمة: مما. .. هتف بجدية زائفة : -الا يقولون بالأمثال لا تخف من المجنونة.بل يجب ان تخف مما ستنجبه وتبلينا به.. القي كلماته مهرولا بعيدا عنها.ضاحكا بصوت عالي.بينما صراخها باسمه يشق سكون الشقة.قائلة : -انا مجنونة .موسى , لا تهرب .تعال هنا.لن تفلت مني.. ************************** امام احدي المستشفيات القتها سيارة بدون أرقام. ..مجهولة الهوية.كانت جثة هامدة لا حياة بها.تنزف بغزارة ..لاحظها إحدى أفراد الأمن المشهد , ليهرول صائحا ببعض الممرضين بالمشفى. .. لتُحمَل الي الداخل بينما احدي الممرضين يضعها علي سرير نقال. .. كان المظهر أمامهم يوضح الصورة. ..لا يحتاج الي اي تفسير.ملابسها الملطخة بالدماء والممزقة التي بالكاد تستر جسدها الممتلئ بالكدمات..الواضحة لاعين الجميع. .. حينها هتف أحدهم بصوت عالي لرفيقه: فلينادي أحدكم دكتور كمال بسرعة.نبض الفتاة بطئ.نكاد نفقدها. .. كانت نائمة علي فراشها الأبيض بغرفتها بالمستشفى ودموعها تتسابق علي خدها الأبيض الممزوج بألوان ارجوانية وحمراء نتيجة للض*ب والاعتداء.التي تعرضت له.رفعت نظرها الي سقف غرفتها تتأمله بشرود.غير واعية لشيء.وكلمة الاعتداء تتكرر بداخلها بصدي موجع لها ولقلبها.وجسدها وعند تلك النقطة اهتزت بداخلها لقد فقدت شرفها, ولو كان بغير رضاها .. يظل الامر متشابه ويفضي الي نتيجة واحدة لقد خسرت اهم ما قد تملكه المرأة العفيفة .. والان لا تشعر سوي بالخواء وبداخلها امل ان من سيحميها جمال.فقط هو من سيرمم الشرخ الموجود بداخلها.أغمضت أعينها. .تهز رأسها بيأس مما هي فيه وجسدها يهتز من شدة بكاءها. . وسؤال اخر ساخر يتردد: -هل سيقبل جمال بها بعد ان اصبحت كالمعطوبة؟.. بينما جمال كان في طريقه الي المشفى الموجودة بها ومعه اشقائها الكبار عادل و مصطفي ووالدهم الحاج عبد الرحيم. حالة من الهلع تزعزعهم داخليا من شدة القلق عليها. اما جمال بداخله تدور عدة حسابات. .لقد علم بما أصابها من الهاتف الذي اتاه باكرا ,وهنا بدأت حساباته للقادم. بداخله شيطان لن ينكر ذلك, ولكنه لن يتزوج بها . وبداخله وسواس خبيثي لما لا يستغل الأمر جيدا. وي**ر والدها هذا الرجل الذي رفضه عدة مرات, الآن هو من سيرفضها.وسيتشفى فيهم .لمعت نظرات الخبث منه, وبداخله متمنيا تلك اللحظة التي سيطلب فيها مقابل لزواجه منها او ل**ته. بعد ساعة او اقل بدقائق وصلت السيارة التي تقلهم تقف امام المستشفى. خرج اشقائها مهرولين بحثا عنها للاطمئنان, وهو معهم متظاهرا باللهفة هامسا بداخله -لقد اتت الفرصة ************* استيقظ .موسى في وقت مبكر من الصباح. .كان يجري بجانب البحر مستمتعا بنسمات البحر. .وصوت الأمواج يتلاحق ضاربا الصخور محدثا ضجيجا لا يشبه ما بداخله من ركود المشاعر. .. وبداخله الف سؤال متي تنتهي تلك الاحزان المتفاقمة بقلبه, الن يأتي اليوم الذ ي يجد به المرسى , يجد شاطئ ينثر به اوجاعه فيمتصه كما تمتص الرمال الماء , ليجد ان الصباح اتي وكأن لم يكن.. انتهى من تريضه قاصدا شقته ..في نفس الوقت الذي كانت شقيقته تضع طعام الإفطار على مائدة مستديرة تتوسط مطبخه. ما ان دخل حتي استقبله رائحة الطعام الشهي. ثم اتاه صوت شقيقته منار بعد ان شعرت به هاتفة: -هل أتيت .موسى. دخل هو بوجه مبتسم هاتفا : -أجل منار ها انا ذا..ثم نظر الي الطعام مكملا: - ما هذا الطعام الشهي عبوره. . رفعت احدي حاجبيها بحنق متمتمه بغيظ من الاسم الذي يخصها به للدلال: -لا تقل عبوره. .لا سامحك الله .موسى. طارق لا ينفك يناديني بذلك الاسم البغيض. قهقهه بصوت عالي.ليمسك بقطعة خيار يقضمها صائحا : -أعانه الله منار..اهدئي عزيزتي لا اعلم ما به اسم عبوره.. هزت رأسها بيأس ثم جلست تشاركه تناول الإفطار, اما هو شرد ما ان وقع بصره على صورة له هو فريدة ومنار.مثبته على إحدى جوانب المطبخ.. تذكر ذلك اليوم الذي كان يقضي به إحدى العطلات مع زوجته.خرج يومها ليلا ليسهر مع بعض اصدقائه. تأخر قليلا ليدخل الي المنزل الذي يلفه الظلام. الا أنه ما ان دخل المطبخ ليشرب المياه حتي وجد زوجته وبرفقتها منار صائحين: -مفاجأة عصوم.. صاحت منار بفرحة: -مبارك اخي.مبارك يا ابو حزومبل حانت منه نظره مستفهمة الي زوجته .والتي اقتربت منه بابتسامة خجلة هامسة : -انا حامل. .سيكن لنا بعد ثمانية أشهر طفل يشبهك. . كان سعيدا وكيف لا.وحبه سيتوج أخيرا بطفل..تقدمت اخته بصخبها المعتاد قائلة : -هيا لنتناول الكيك الذي احضرته هيا.. كان هائما في ذكرياته غير واعي لشقيقته التي كانت تراقبه, والدموع تتحجر بمقلتيه . امسكت بيده قائلة بنبرة حنونة: .موسى.ماذا بك . اومئ برأسه نافيا مشيحا بنظره عنها : -لا شيء منار.لا شيء .. هتفت باستنكار حزين : -حقا اخي لا شيء. .المرة القادمة عندما تريد الكذب.لا تفعل مع طبيبة نفسية.وخاصة ان كانت شقيقتك .موسى. . تن*د ماسحا وجهه بيده متمتما بتهرب وهو ينهي طعامه ..: - سأذهب لكمال كنت اتفقت معه ان نتقابل اليوم..استقام من مكانه ليقف بجانبها .طابعا قبلة علي مقدمة رأسها. .ثم ذهب لمقابلة صديقه بينما هي تنظر لأثره بحزن داعية بداخلها ان يجد من تبدل حاله. -------------------------------------------- في غرفتها بالمستشفى.كانت تصرخ من الألم. .بينما شقيقها الأكبر يقبض علي خصلاتها بعنف صائحا بصوت أشبه بالصراخ: - من فعلها يا حقيرة. .تحدثي. ازداد نحيبها بصوت عالي.تلقي نظرة علي حبيبها الذي كان يقف وكأن الأمر لا يعنيه.. دخل في ذلك الوقت والدها ومعه شقيقها مصطفي. الذي هاله ما يراه. . اقترب من ولده يبعده عنها ومعه مصطفي.بينما هو يصرخ هاتفا: -دعني ابي. .لقد وضعت رؤوسنا بالتراب.. هدر به متعبا: -وما ذنبها يا عادل.كيف تض*بها يا ولد وانا أتنفس علي وجه الارض. التفت الي جمال هاتفا بسخرية: -وانت كيف تتركه يفعل بها ذلك. . هز الاخر كتفيه هاتفا ببرود : -لا شأن لي يا حاج عبد الرحيم.شقيقها ومن حقه تأديبها. .. كانت تتابع ما يحدث بأعين ذابلة وبداخلها تتلقي الصفعات واحد تلو الآخر, تنحر قلبها بقسوة.تغرز بقلبها اشواكا.وليتها تستطيع ان تفعل شيء.وهنا عرفت جيدا ان جمال لن يرمم جرحها بل سيزيد من الجروح.. اقترب منه مصطفى يلكمه ..ليسيل الدماء من فمه.ليمسحه هو بهدوء ساخر قائلا: - اراعي شعورك .لذا لن ابادلك الض*ب. هتف والدهم بصوت مشمئز: -أخرج ..لا نريد رؤيتك مرة أخرى. .الان بان معدنك المتدني الأصل. . _وكأني من يريد البقاء.ولكن قبل ان أذهب. ..اريد ثمن سكوتي. هتف مصطفي بتوجس من حقارته: - سكوتك علي ماذا. . هز كتفه متحدثا بخبث: -علي عار ابنتكم.بالتأكيد لا تريدون ان ينتشر الأمر بالقرية.ستكن فضيحة يا صهري العزيز.. كاد ان يلكمه شقيقيها الا ان صوت والدهم الحازم اوقفهم هاتفا: - وما هو ثمنك جمال. .. لمعت اعينه بالجشع قائلا: -بضاعة مخزنك الشرقي اومئ له مشمئزا.منه.ثم التفت لابنته التي تراقبهم بصدمة واعين شاخصة.لو كان ما يحدث في وقت آخر لكان وبخها عن سوء اختيارها. .الا انه لا يستطيع ان يفعل شيء في الوقت الحالي. .فلن يجرؤ على أن يضع المزيد من الملح على الجرح.. في ذلك الوقت كان يجلس مع صديقه كمال في مكتبه الخاص بالمشفى .يرتشف قهوته هاتفا بصوت ضاحك: -ما زلت مرحا كمال..كيف حال زوجتك وابنائك _بخير .موسى.أخبرني انت كيف حالك .وماذا فعلت بالخارج.هل تزوجت. _لا..لم اتزوج. .. هتف بعتاب وحزن على حال صديقه: -لما. .والي متي .موسى.ستبقي على هذا الحال. ..الم يحن الوقت ان تخرج من عباءة احزانك. . هز رأسه حائرا متحدثا بمرح زائف في محاولة منه ان يخرج من دائرة الحوار المقامة : -اتركنا من كل هذا. .اريد ان نخرج سويا كالأيام الماضية أتذكرها. ابتسم له مررا هروبه من الحديث: - بالطبع سنخرج. .اشتقت لك أيضا يا صديقي.كما ان الرفاق هنا سيفرحون عندما يصلهم خبر وصولك.. -هل مازلتم تتجمعون هز رأسه مجيبا: -(أجل نتجمع ..بنفس المقهى الخاص بنا منذ ايام الجامعة). شرد مبتسما على ذكرى هذه الايام. ..ليهم ان يقول شئيا الا ان اقتحام إحدى الممرضات للغرفة صارخة باسم صديقه جعلهم يركضون للخارج.. كانت تقف على حافة النافذة، مقررة ان تتخلص من حياتها. .فما لذي قد تجنيه من العيش. وقد خسرت شرفها وحب حياتها . ..طفرت الدموع منها متذكرة هذا الحب, كيف تخلي عنها كيف تركها.بل وقبض الثمن.ثمن **ته على عارها وفضيحتها.. ولكنها لا تعلم ما هو ذنبها بكل ذلك..ما حدث كان غصبا.هي الضحية.وبداخلها يتردد صوت اخر: -انت مجرد عار.انت قمامة وانتهي الامر. كان والدها قادم من الخارج بعد ان أنهى صلاته قاصدا غرفتها ليجدها على الحافة.تجمد مكانه لا يعلم ما لذي يجب عليه فعله و خلفه كانت احدي الممرضات التي انطلقت صارخة مطالبة بالمساعدة. اقترب هو منها بحذر متمتما بتقطع: -رهف.ابنتي.لا تفعلي. التفتت له بأعين متورمة من البكاء هامسة بعذاب والم :ليتني استطيع ابي.لقد انتهيت. وصل هو مع صديقه متأملا ما يحدث. فتاة تريد الانتحار.ذات قامة نحيلة..ووالدها خلفها يهمس اسمها بلوعة وخوف: -رهف. كان الجميع حذرا داخل غرفتها.وهو من داخله يعلم انها غير قادرة على الانتحار.. و لكنها بالطبع تريده. لا يعلم لما اقترب منها هامسا لها: - فلتقفزي..الا تريدين الموت. **ت تام في الغرفة بعد ان القي بجملته.هم اخوتها توبيخه.الا ان صديقه المعالج لها أشار لهم بال**ت.. بينما هي كانت نظراتها تائهة.بينما هو اكمل تواصله معها : - لن يمنعك أحد. ..اقفزي تخلصي من حياتك. اجابته بنبرة معذبة : -يجب أن أفعل. .لقد خسرت حياتي. هتف بهدوء: فلتحافظي علي اخرتك اذا..ما تريدين فعله, شرك بالله الا تعلمين. هزت رأسها بينما هو كان يقترب منها دون ان تشعر وقبل ان تقدم على فعل متهور كان يمسك بيدها منزلها من حافة النافذة , لتقع بين يديه.شاعرا هو بدقات قلبها السريعة..وسرعان ما فقدت وعيها .يتبع الفصل السابع وعشرين
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD