يدفع الثمن وهو يغالب شيطانه ويطوقه لو يملك القدرة على ذلك..
زلاته تتزايد .. تتقافز أمام عينيه.. تنهشه بدناءتها.. تبتر خيره بلا رجعه..
يحيا تضاد عظيم بين صراع قائم من مثل عليا غرست داخله .. وبين سقوط حر في بئر الخطايا..
يترنح دون ثبات بين الخير والشر.. يطلق تسائلاً..
الا يجب أن تنبثق شرارة ما من نفسه القديمة فتكن أكثر جراءة واكثر قوة في محاربة وحرق غرقه النافذ!
يتن*د وهو ينهى أخر اعماله المتراكمة وروحه تخنقه وتحصره في زاوية القاع المظلم..
يرفع عينيه لرهف وهي منكبة على حاسوبها.. تلتهمه بعينيها ويدها تتحرك برشاقة أعلى الشاشة في متابعتها بخطوط الرسمة..
يبتسم ابتسامة فاترة وان كانت ودودة يهتف وهو يمط ذراعيه حول جسده:
_رهف فاضل قدامك كتير..
هزت رأسها وهي تشع بحيوية باتت تكتنفها وتتغلغل بها بعد أن اكتسبته صديق..
تردف بحماس:
_لا خلاص خلصت..
تضحك بتوتر وهي تلملم حاجتها تهمس بخفوت .. تبتعد بعينيها عن مرمى عينيه التي باتت تربكها بنظرات خفية :
_انا أصل من وقت ما قلتلي مامتك عازماني على الغدا وانا متوترة ...
ارجع رأسه للخلف وجسده يهتز بضحكة مجلجلة اطلقها وهو يض*ب يد بأخرى:
_ماما اخر حد تتوتري معاه.. هي من وقت ماشافتك وعرفت انك هنا وحدك وهي **مت تتغدي معانا..
كانت انتهت من تجهيز حقيبتها الشخصية من أجل الذهاب معه..
فيوقفها صوته وهو يحمل بعض الأوراق:
_انا هروح اخلص الورق ده وهاجي اخدك
هزت رأسها ايجاباً وابتسمت له .. تشيعه ببصرها وهو يغادر المكتب.. تهبط على المقعد خلفها وهي تزفر براحة حقيقة وابتسامة هادئة تزين ملامحها !
تلاشت ابتسامتها تدريجاً عندما وجدت هيئته الشيطانية تقتحم المكتب بخبال مختل وسطوة جحيم نفس غمست في الضلال..
ترنحت بوقفتها وهي تهبط على مقعدها دون ارادة منها ..
تنهار ويغلغلها رعب منه.. وهو هنا ينتشي بطغيانه ...
تبلده ...
خباله..
كل ذلك اجتمع داخله في صورة شعلة بركانية تزيد من وقودها مع ارتعاشها الواضح..
يقترب بتمهل وملامحه تثير نفورها..
_يعني حلال ليه وحرام ليا..
ارتعدت من طريقة حديثه وهي ترتد للخلف اكثر..
تنكمش أكثر..
تخاف اكثر..
وعبراتها تتكتل بمقلتيها الغارقة في لجة فقد وذكرى سوداء لبضع كلمات تتملكها بماضي قريب
تتسع عينيه فرحة بحالتها وهو يشير لجسدها بدونية مقصود ونظراته توحي بخبث مبتغاه:
_اوعى تكوني فاكرة ان الي انا عاوزه مش هطوله..
يغتر بضحكة مجلجلة في مقابل وجهها..
_ابدا انا بس سايبك بمزاجي يارهف..
يحك رأسه بتفكير زائف يختلقه وهو يمط شفتيه بلؤم يماثله:
_لا تكوني فاكرة ان موسى قديس.. ولا مبيسيش سجادة الصلاة..
ينتابه بجانب الرعب دفعة شك وصدمة تهاجم اوصال القلب...
تدمع عينيها وهو يضيف بلهجة سوداء جعلتها تنكمش اكثر..
-موسى شيطان زيه زي.. بيسهر معانا كل ليلة
يفرد يده بإيحاء أنه يسيطر في تلك اللحظة عندما همس بخفوت يدب بها مشاعر الرهبة...
_موسى صورة مني..
يميل برأسه بالقرب من وجهها.. يتنفس بالقرب منها.. يزرع خوف داخلها من الجميع حتى يصيبها ضعف يجعلها فقيدة للقدرة والارادة..
_موسى مش هيفضل حلو يارهف.. مسيره ياخد نصيبه..
رفعت يدها أعلى فهمها تكممه.. تخشي انفلات صوت صراخ خائف..
وهي مجرد انثى.. انثى تخلى عنها الجميع عندما حصدت الانفصال عن رجل شاع بها وبجسدها بل وبروحها نار قسوة.. رجل احبته فانتهكها..
باعها..
اقتنصها ثم بفرقعة اصبع تركها تهيم بمجتمع اقر بوئدها كأنثى تستحق الحياة..
قلبه يهدر بعنف.. ينبض بتسارع.. صورة رجل آخر تهتز..
موسى شيطان..
موسى قديس..
موسى صديق..
موسى رجل باتت ترتاح لرفقته بالعمل.. باتت تطمئن لوجوده معها..
خرجت من عتمتها الذي غرقت فيها دون قصد.. على صوته هامساً بقلق:
_رهف..
لا تجاوبه بل تحدق فيه بنظرة مرتعبة..
غامضة..
دامعة..
تنكمش فيردد مرة اخرى حروف اسمها بوجل:
-رهف..
توليه انتباه زائف لا تملك نصفه.. تهمس بثبات لا تملك منه شيء:
_ايوه ياموسى..
زفر بارتياح وهو يبتسم مشيرا بيده تجاه النافذة:
_منار تحت وعاوزة تعمل شوبينج قبل الغدا..
يحك رأسه بحرج وهو يضيف بخفوت سريع:
_ممكن يعني تروحي معاها.. هوصلكم بالعربية..
هدأت قليلا وهي تلتفت بجسدها.. تمد راسها من النافذة فتلمح شقيقته الصغيرة وهي تتلاعب بحجابها الأبيض.. فتطمئن..
تلتفت له هاتفة تحت نظراته المشبعة بالدهشة :
_تمام يلا..
هتف سريعا :
_انت مكنتيش مصدقة أن منار تحت..
ارتكبت وهي تداري هذا التخبط بدورانها.. تتحرك هاتفة وهي تلوح يدها بمرح زائف:
،_لالا انا بس كنت بشوفها..
تتهرب من عينيه .. تتقدمه .. دون أن تضيف جديد..
وهو خلفها يسير.. يراقب اهتزاز خطواتها وإن ادعت الثبات..
يشعر أن هناك خطأ...
يخطوا خلفها بشرود.. يتذكر حديث والدته عن ابتعاده عن عبادته..
يؤلمه قلبه وعقله..
يؤلمه جسده حينما ينتفض ليلاً من كابوس انثى نال منها السقوط ونالت منه التمزق..
بسير و هو غير منتبه لهذا المراقب لهم بعينيه المنشطرة بجحيم يهوى حرق الجميع..
عين تتمنى أن تموت المدينة من علياء الفضيلة..
عين ماجد الذي لمح منار.. قطة بريئة قابلة للالتهام والتلذذ بعدها بنشوة..
وهنا كان صيد جديد!
*******************
كانت تحتضن بناتها التوأم وعيناها شاردة بدمعة لا تبترها أبدا.. كيف كان الخال بها من عام وهي تذل وتهان لأجلهم..
كيف تخيلت للحظه أن يتم التخلص منهم..
ماذا بعد..؟!!!
سؤال يخترق عقلها بسهولة وبطريقة دائمة يشعل داخلها فجوة القلق والخوف فتزيد رغماً عن مقاومتها وتتسع أثر ذلك الاشتعال مما يجعلها تموت وتذبل وربما تسقط دون رحمة نحو طريق الهاوية!
أخذت نفس عميق للداخل ثم زفرته ببطيء وكأن هناك ثقل بداخلها , فتتساءل مرة أخرى وأخرى وتكررها ماذا بعد ..؟!!
إلى أين هي تسير, وأين النهاية من ذلك العالم المظلم بطبيعته , هذا الوسط التي تحيا فيه منذ زمن مضى .. تحيا داخل ظلامه الذي يتشبع ويتغذى على روحها كما روح كل ضحية تخطوا إليه .!
هزت رأسها عدة مرات ثم نظرت إلى أوراق الصفقة التي سُجلت باسمها بشرود تحول لاختناق يحاصرها ويقتلها ببطيء دون رحمة , جالت بنظرات عينيها البائسة .. اليائسة على السطور تستوعب الحروف وتجمعهم وكأنها تشاهد ذلك لأول مرة , وها هي أمام صفقة جديدة .!
صفقة سوداء يفوح منها القذارة كما القائمين عليها .. , صفقة تتضمن فتيات جديدة..!
والحقيقة مقامة أمام من يغمض عينيه في هذا الواقع المكون من بعض بهرجة وكذب وزيف بينما بداخله كل ما هو سيء في طريقه للأسوأ!
فتجارة الرقيق مازالت قائمة , مازالت موجودة.. ما زالت شوكة في ظهر الجميع تنغزه وتقتله ببطيء فلو ضاع العِرض ماذا يبقى أليس كذلك!
زفرت باختناق تلمس موضع قلبها الخافق بقلق وخوف .. يقرع كالطبول تتمني لو تستطيع الشرطة الوصول إليهم قبل التصرف بالفتيات..!
فتيات بعمر الزهور أو أكبر تم خ*فهم من هنا وهناك , لم يتركوا قارة إلا وقتلوا داخلها ابتسامة بريئة .. تاركين خلفهم صرخة فقد وألم, فالخطر هنا متساوي في بشاعته وعهره!
ربتت على قلبها تطمئنه أو تنشد الاطمئنان تفكر فقط لو يحالفهم الحظ تلك المرة لإنقاذ الفتيات المخطوفين من هنا وهناك من أجل البيع..!
والبيع هنا كلمة مفعلة .. ملوثة بلعنة ..! البيع كان لأعمال الد***ة فتيات ينتهكوا بأيادي قذرة نجسه , تقتلهم وتنحرهم وتنهش براءتهم بلا رحمة فيُتركوا بالنهاية بنَفس واهٍ دليل على حياة داخل بركان الموت, وبعدها ينتهي الأمر بهم لتجارة الاعضاء..!
شرودها طال وتفكيرها لا يتوقف في الوقت الذي دخل فيه الياس هادراً بصراخ صاحب هيئته الشرس وكأنه يشبه حيوان بربري وهو يقترب منها يوشك من نظراته على الفتك بها الآن وحالاً دون تراجع :
-حقيرة مثل من هم على شاكلتك.. كيف تجرئي على ما فعلتيه؟.. كيف؟!
تشنج جسدها بل هي ترتجف من الداخل و الخوف داخلها يزداد معدله , كانت ترتعد من هيئته الشرسة المخيفة بالنسبة لها والتي لا تنوي الخير اطلاقا..!
ويالها من ساذجة فمنذ متى كان الخير منه !
عقلها هنا يدور ويفكر داخل دوائر مغلقة مبهمة.. ما الذي فعلته؟! , يزداد التفكير فينقبض قلبها هنا بل يموت قلقاً هل علم بتواصلها مع الشرطة..؟!
لم يمهلها الفرصة للحديث حينما انقض عليها يصفعها بقسوة .. متحدثاً بنبرة كريهة تثير نفورها :
-من الواضح يا صغيرة انك لم تستوعبي بعد مع من تتعاملين.. لذا وجب ان اجعلك تفكرين المرة القادمة قبل اي شيء..
ارتعدت من حديثه بينما صفحات وجهها تتألم متجاهلة خيط رفيع من الدم يسيل من فمها فكان كل ما فيها يتألم ويصرخ أغمضت عينيها تعتصرها والقلب داخلها يخفق بعنف ؛تدعوا وتتمنى أن لايكن قد عرف بما فعلته حينما هتفت بنبرة جاهدت أن تظهر ثابته ولكنها لم تفلح بتلك الملامح المتألمة المشبعة بخوف ممزوج بقلق وتوتر يعطيها هالة تراجيدية تثير البكاء والشفقة :
-ماذا حدث ..؟ماذا فعلت أنا؟!!
ص*رت منه ضحكة صاخبة وهو يرمقها بنظرات شر خالصة مدمجة بسخرية ووعيد بجحيم قادم !
..انحنى بجسده مشرفاً عليها بهيئته المنفرة هاتفاً بجنون ظهر في طريقة سرده للأمر :
-الشرطي بيتر يا فتاتي.. اليس هذا من استنجدت به منذ فترة عسي أن يقم بتوصيلك إلى جهة أكبر لتقومي بالتبليغ عنا..!
علمت هنا أنه وصل لسرها ؛ ويالها من غ*ية ..
حمقاء..
مازالت هي بريئة لاتملك الذكاء في مضمار لعبتهم داخل الوكر الأ**د!
الخوف تملك وفاح منها رائحته وهو كالحيوان استطاع الشعور بذلك فزادت نظراته ظلاماً خاصة وهي تهز رأسها بهيسترية ربما تنفي الأمر وربما خوفاً من القادم فيكمل هو ضاحكاً بشر وهو يصفعها مرة أخرى:
-إنه معنا يا حمقاء.. هل تخيلت للحظة أننا سنتركك هكذا دون رقابة..؟!!
انهمرت الدموع..علمت أن هناك هلاك قادم لها فنظرت له وهو يجلس على أحد المقاعد بينما هي هنا مكومة بجسدها أسفل قدميه وحذائه اللامع يمتد فوق أنامل يديها يدهسها بقسوة ..مخرجاً من جيبه لفافة تبغ يشعلها..يتنفس دخانها بجنون يظهر بنظراته وهو ينحني بجذعه يتأمل نحيبها الصامت المترجم لألم أعلى ملامح وجهها الحزين على الدوم ..فامتدت أنامله يلمسه بنعومة مقززة وابتسامة خبيثة:
-ربما يجب ان تتذوقي عقاب أكبر ريتا..!
ختم حديثه وهو يزيد من قوة ضغطه أعلى أناملها ،
رفعت نظراتها له وهي تقاوم الألم الناجم عن ضغطه.. وهنا دب الرعب بقلبها.. هي خافت بطريقة ما.. توجست العقاب كونها تتخيل انه قد ينتقم منها في صغارها..!
اتسعت عيناها وهي تصرخ:
-ما الذي تنوي عليه الياس.. ارجوك ..!
وأرجوك تلك خرجت منها بهمس خافت مغموس داخل ألم قلبها المنحور ..!
انحني مرة أخرى باتجاه جسدها الملقى تحت قدميها قائلا :
-ربما يجب أن تفقدي إحدى صغارك ريتا..
توقف عن إكمال الحديث وهو يرمقها بتشفي عابث..مجنون..قذر! يشعر بالانتشاء من مجرد رؤيتها بتلك الحالة..بائسة..
ضعيفة..
مثير للشفقة..
تنشد منه رحمة لخوفها الملعون!!
رمى لفافة التبغ ثم تابع بإنتشاء أكبر ونظرات جنون أعلى يهديها إجابة لأجلها قد تبيع نفسها للشيطان وتقيم داخل وكره .. وتعيش فيه بل وتأنسه:
صغارك يا صغيرة..!!
القى قنبلته واستقام من جلسته تاركا إياها كما هي ..يفلت يدها من أسفل حذائه يبتعد عنها..!
يصنع لها جو مم ال**ت المثير للرهبة أكثر ، يجعلها تنتظر لدقائق تموت فيها وهي حية ؛كان يخرج حينما أمسكت بقدمه تتوسل إليه بصوت مبحوح من كثرة النحيب:
-أرجوك .. ارجوك الياس لا تفعل ..!
التفت لها ينظر لها من الأعلى وهي تمسك بقدمه يرعبها هو بنظرات شيطانية ..منتشي بداخله من توسلها الذليل.. فأمسك بها لتجلس علي ركبتها في مقابلة وجهه هاتفا بنبرة مختالة:
-اذاً ستخبرينا عن ثروتك التى اختفت ياصغيرة؛بل وصفقة الأسلحة القادمة ستكن بإسمك أنت!!
تلقت الصدمة حينها بصراخ .. صائحة بجنون تلك الثروة التي تركها والدها لها يريدها لقذارتهم..تلعن ثرائها الفاحش :
-لا يمكنني لا استطيع
هز رأسه بتأثر واهي يلمس خصلات شعرها الشقراء..يلفها حول أصبعه ..ثم يجذبها بعنف !
_لا شبيب لك سوى ما اقول
ثم شملها بنظرات و**ة مكملا:
_ستخبريني عن مكان ثروتك..؛ وستكونين لي مع تلك الثروة!!
انهى الحديث ثم دفعها بعنف واستقام من مكانه بعد ان القى ما جاء لأجله هاتفا وهو يرحل من غرفتها :
-غدا.. فقط غدا ريتا.. اريد ان يصل لي جوابك..
**ت قليلا قبل ان يبتسم ابتسامته الشيطانية مكملا:
-غدا.. اما توافقي علي ما أقول. أو ترفضين وبذلك تكون موافقتك على موت أحد صغيراتك.. وبعدها سيتم طرحك للبيع يا عزيزتي!
هدرت له بصدمة تحمل ألم..فيهز رأسه مكملا ونظراته تعانق نظراته...تخترقها ككل:
_اجل بيعك ضمن فتيات الصفقة.. وانت تعلمين حينها الي اين ستؤولين , إلى العديد والعديد من الرجال..!
كاد أن يخرج ولكنه اخرج من جيبه شيء ما ادخله في شاشة عرض موجودة بالغرفة وحينها كان فيديو حديث لصغارها...
و بعدها خرج.. انهي تهديده وخرج.. تركها بين نقطتين اشد سوءا من بعضهم.. الطعم مر كالحنظل من تختار.. من..
تضحي بصغارها.. ام تساعد في زيادة الظلام وقتل البراءة وتجارة الموت وبيع الجسد..
عبراتها لاترحمها وهي تقترب من الشاشة تتأمل صغارها وهم يلعبون..تمد أناملها تلمس ملامحهم بارتعاش وإشتياق...تموت..وهي تراقب..تشتاق..تذبل..
وقد تموت!!
ولكنها شهقت من موتها الذي كان قريب منها..، احتضنت بناتها بقوة وبعدها هتفت:
_ وحشتوني اوي ياولاد اوي..
مر بالقرب منها يوسف بمرح مضيفا..:
_منورة مصر يا خديجة..
العائلة والأهل والجذور بالنهاية وجدتهم..
يتبع