لو كان أمامها الأن لتملكتها رغبة بنحر عنقه, ثم شق جسده وربما بعدها تمسك بقلبه وتمزعه..
تمزعه ألف قطعة وقطعة وبعدها تنثره في طريق مظلم بح*****ت بريه تفترسه وجبة..
تلمس قلبها الخافق ..
الخائن..
النابض لصوته رغم ما كان..
تض*به بقبضتها , ض*بة تؤلمها ولكنها تضغط اكثر فأكثر!
تغمض عينيها ومشاهد الخيانة تقتلها , تبكي وهي تفرق جفنيها ..
تشهق ولا تعلم متى يرتاح قلبها بعد أعوام جافة من الحب !
هدأت قليلا , ثم اعتدلت بجلستها , تمد أناملها لأعلى تمسح تلك الدموع وهي تفتح شفتيها في ابتسامة ساخرة..
تخرج مرآتها الصغيرة المحمولة بحقيبتها الشخصية , تفتحها وتتأمل ملامحها الباهته بعد مكالمته, تعدل خصلاتها ثم تمسك بالقلم الخاص بحمرة شفتيها..
تصبغها جيداً , تداري ارتعاشها بتوتر.. تهز رأسها برضا وهي تتذكر ان اليوم هو يوم خطبتها!
اقتحم احدهم غرفة مكتبها مما جعل عينيها تتسع وبين يدها مرآتها وقلم الحمرة..
تلتفت لذلك الدخيل بغضب يثور بها , تقف وهي ترمي ما بيدها بإهمال.. تنظر لتلك الهيئة التي اقتحمت المكان ...
يتغضن جبينها وهي تهتف بصياح عنيف:
-من أنت؟ ومن سمح لك بالدخول؟!
لا يجاوبها الغريب بل يدور بالغرفة بعد أن يلقى لها نظرة خبيثة..
نظرة سخرية مخلوطة بقتامة وعيد لا تعرف سببه..
يمط شفتيه وهو يجلس على المقعد المريح الموجود مقابلاً لمكتبها ..
تتابعه بنظراتها وهو يخرج قداحته ويشعل لفافة تبغ..
تهب من مكانها .. تسير باتجاهه بخطوات مسرعة .. تطل عليه بقامتها المتحفزة, يدها بخصرها تصرخ بعصبية:
-من أنت وكيف دخلت هنا.؟!
يحني رأسه قبل أن يرفعها في مقا**ها , يثير بها رهبة.. وهو يقصد ذلك!
ينفس دخانه , يهتف ببرود :
-اهدئي..
تقابل بروده بهيسترية وهي تبتعد تنوي الاتصال بالأمن.. ولكنه كان الاسرع عندما اقترب منها بخفة فهد يلتقط الهاتف قائلا بنبرة هادئة على مقربة منها:
-اهدئي , انا عا** ..
تحاول أن تتذكره , تبحث في صور العقل الذي لا يسعفها..
-عا** من..
يبتسم بسخرية يجبيها باتراً حيرتها:
-هل الرجال بحياتك كتيرون ..
تتسع عينيها بصدمة من قوله , ولكنه لا يهتم وهو يعود لجلسته أعلى المقعد المريح, يسترخي عليه هاتفاً:
-انا عا** التقينا بالأمس .. انا صديق ناصر..
تضيق عينيها وهي تتذكره ..
-خطيبك ..
قالها بتهكم بينما هي تقف في مكانها تستوعب الأمر..
تستعيد ثباتها بصعوبة , ترسم الجمود على ملامحها..
تجلس مكانها الرئيسي أعلى مكتبها وهي تعلن بصرامة .. ونبرة باترة لا تقبل الجدل :
-امامك عشرة دقائق سيد عا** حتي تخبرني بسبب زيارتك..
رفع حاجبه بدهشة واعجاب لا ينكره ... بل ويسمعها تزيد من صرامتها وهي تعد من خصلاتها القصيرة المتراقصة مع حركات جسمها الثائر.. الغاضب, رغم الهدوء الظاهر:
-عشرة دقائق تخبرني ما تريد..
ترفع يدها وهي تعدد عليها بأصبع تلو الأخر مكملة:
-ثم تفسر لي بل وتعتذر أيضاً على طريقة دخولك الهمجية لمكتبي الخاص..
بصعوبة كان يستمع لها, ي**د أما نبرتها الصارمة.. يستنكر مع كل كلمة بطريقة مختلفة..
تخرج منه نبرة حادة:
-اعتذر..
خرجت بغضب تجاهلته , تهديه رد زاد من ضجيج غضبه:
-أجل تعتذر ..
ترفع رأسها بترفع يوازي رفعة كتفيها ،تمط ثغرها :
-وانا قد اقبل أو لا..
يود أن يمد يده في تلك اللحظة , يلمس رقبتها .. يؤلمها لو يستطيع على طريقتها ..
يهز رأسها وهو يملك زمام أمروه الغارقة في لجة الغضب.. يردف وقبضته تتكور أعلى قدمه :
-استمعي لي سيدة مريم..
لم ترفق ملامحها بأي رد فيكمل هو بغيظ:
-انت تهدمين منزل صديقي.. انت لا تعرفي كيف يحب عاصي..
ابتسمت بسخرية وهي ترجع بجسدها للخلف , تبتسم مكروهي تسأله بنبرة ملتحفة بالبراءة:
-لا, انا لا اعلم كيف يحبها!
عادت بجسدها للأمام , تنحني بمستوى نظره , تشبك يديها بعضهم البعض , تردف بكل هدوء:
-ما اعلمه أن عاصي قدمت لي بليلة تطلب يدي لزوجها..
تلوح بيدها أمام عينيه , تلوي فمها مكملة:
-واحذر من طلب منها ذلك..
رفعت يدها تصفق للحظة توازي قولها :
-ناصر, صديقك ناصر العاشق المتيم بزوجته هو من طلب منها ذلك..
توقفت وهي تشير لنفسها :
-بل هو من طلبني .. انا على وجه التحديد..
ترسم ملامحها أٍسف زائف وهي تقف مكانها قائلة بكل صلابة وجفاء:
-لذا وجودك هنا لا يحمل أي معنى سيد عاصم..
ساد ال**ت بعد أن استمع لها بذهول ليس مما قالته بل من طريقتها الصلبة..
يراها وهي تحمل حقيبتها .. تدور حول مكتبها .. تقف أمامه ترمقه بنصر قبل ان تهمس:
-الحب كذبة يا عزيزي.. الحب مجرد وهم..
يجعد جبينه مما تقول بل من مبدأ يرى انها تتشبث بها..
ينفر مما تهمس به خاصة وهي تزيد بصوتها الجاف:
-لا تصدق أن ناصر يعشق عاصي..
استقام يواجها بعصبية وهو يهتف بصلابة وحزم:
-بل يعشقها.. عاصي لناصر الحياة ..
تغرق في الجمود أكثر فيزيد هو عله يرى لمحة غضب مما يقول..
-انا من عشت قصة حبهم, انا من شهد غرقهم في لجة الهوى..
يهز كتفيه وهو يقول بالنهاية :
-انت الدخيلة والخاسرة باللعبة
يبتر حديثه .. يقترب منها قائلاً وهو ينحني لمستواها:
-يا عزيزتي انت الفرد الزائد..
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تختل عينيه بنظراتها القاتمة بلا تعبير:
-بل عاصي هي الفرد الضعيف.. عاصى ستضحى ذكرى..
تنظر لساعتها وهي تميل برأٍسها هاتفة :
-لا تراهن على الحب مرة اخرى سيد عا** ..
توليه ظهرها وهي تنوي الخروج قائلة بنبرة بها لمحة حزن :
-الحب مزيف, انزع قلبك قبل ان تجد روحك تهوى تحت أرجل القطيع..
تهديه نظرة أخيرة من خلف دون أن تلتفت بجسدها له .. تضيف بنبرة قاسية وهي تدب في ارضية المكتب المصقولة بكعب حذائها العالي:
-وحينما تهوى روحك ستسحقها الاقدام..
قالت كلمتها الاخيرة حالة ذهول لا يعرف سببه ولا يعرف كيف يحدد نوع تلك الأنثى التي صرخت منذ قليل بوجهه أن الحب مقطوعة مزيفة من ألحان وهمية!
تلك الانثى التي تركته وخرجت وكأن هناك من يطاردها , هناك من ينوى رميها في عمق بركان مشتعل تحترق داخله ..
تسير بخطوات مسرعة وهي تتذكر سحقها ..
تتذكر سقوطها..
ضعفها..
ورديتها..
عشقها لرجل مزق أوصالها في الهوى دون أن يرف جفنه..
بل وبعد أن مزقها ونزفت , تذوق هو النزف وتلذذ به ..
رجل حطمها وفتتها لأشلاء وبعدها أقام حلبة للرقص أعلاها..
واه من هذا المشهد الذي لم يتركها أبدا..
_اتجوزت عليا ميرال مين..
**تت قليلًا وهو تشير لنفسها بغير إدراك:
-صاحبتي..! ميرال صاحبتي
لم يمنحها الرد،فقط نظراته كانت تطالعها بقلق من حالتها تلك ، اقتربت منه قائلة بنبرة عالية شيء ما:
-رد.. اتجوزت ميرال صاحبتي..
لم يجاوبها كان داخل بوتقة الصدمة ؛اقترب غسان منها هاتفًا بلهجة حانية وهو يمسك بيدها المرتجفة كما جسدها :
-اهدي يامريم.. اهدي ياحبيتي..
هزت رأسها نفيًا عدة مرات بجنون هستيري قبل أن تصرخ بهما وهي تخبط بكف يدها أعلى قلبها:
-انا مين.. انا مين طيب ؟!
تنهمر عبراتها ويزداد ألمها ،اقتربت من يامن تواجهه وتسيطر عليه بنظراتها المعذبة تعانقه فربما ما هي فيه الآن مزحة , همست وهو أمامه مباشرةً تسأله ترجو منه إجابة بالنفي:
_طيب أنا قصرت في إيه يا يامن عشان تتجوز عليا صاحبتي..
حينها خسرت نفسها وجنينها وانتهت.. وهذا الرجل يود منها تفهم الحب ياله من حالم..
تخرج مسرعة تود الوصول لسيارتها التي القت نفسها داخلها وهي تسمح أخيراً لعبراتها بالتحرر تباعاً..
تسمح لشهقاتها بالتحرر..
تسمح لقلبها بالصياح لكذبها منذ قليل!
تسمح لروحها بالصراخ من ضجيج الأمس وأشباحه..
مريم أنثى كانت عاشقة بالأمس.. وفقدت العشق اليوم..
هي من هوت تحت أرجل القطيع فسحقتها الأقدام!
هي من سقطت بالقاع فهل نجاة!
*************************