. فصاح كامبل في ابتهاج شديد ؛
- لقد كان أخي يعتقد أنك لن تتخلى عنه . . والآن أصغ إلي . . لقد شفيت حديثا من مرض عضال . . ولم يسمح لي طبيبي الخاص إلا
برياضة محدودة . . أما وقد جئت فسأعتكف في غرفة معتمة طبقا النصائح طبيبي . . ثم إن وجود أغراب في المنزل امر غیر مستحب .
فتلفت ما**يم حوله ولكنه لم يجد أثرة للدواء ، وعندئذ قال كامبل " : - إنهما عيناي هما موضع اهتمامي . . لأن انهماكي في المطالعة قد أصابهما بضعف شديد . وقد نصحني الطبيب الا اتعرض لضوء النهار الساطع . . والآن . . أظن أن واجبي بحتم على أن أسالك ما السبيل الذي ستسلكه للحصول على الاعتراف المنشود ؟
فقال ما**يم " وهو يحس نفورا شديدا نحو الرجل :
- لقد خاب فالك . . لما انا بالرجل الذي يطلع الأخرين على خططه ، او يستشيره فيما يعتزم الإقدام عليه . إني بهش لتصرفاتك ا***ذة يا سيدي ولا اكتمك أنني ساصارح الكابتن " مانون بذلك عندما أراه .
- اتعني أنك تعتزم زياراته في السجن؟ - هذا مؤكد . . إذ ما الذي يمنعني من زيارته ؟
- إنه لا يريد منك الذهاب إليه . . لقد تحدثنا في الأمر . . وراينا أن نحول بينك وبين هذه الزيارة لئلا يراك عيون بایسون " الذين بثهم - ولا ريب - في السجن ليوافوه باسماء زائريه بعد التهديد الذي بدر منه في أثناء المحاكمة . وأظنني قلت لك إنني التجات إلى منزلك هربا من هؤلاء الرقباء . . . وما من شك في أنك ستفقد زمام الموقف إذا رآك جواسيس " بایسون " تتحدث إلى أخي , فاختر لك سبيلا أخر غير الإتصال ب " فرانك "
وبعد قليل من التفكير أجاب " ما**يم : - حسنا أكير الظن انك تعرف كل شيء عن جرانت ! - نعم وأعقب ذلك حديث طويل استمر حتى منتصف الليل . وعلى أثر هذا الحديث غادر " ما**يم المنزل على أن يعود إليه في الصباح .
الفصل الرابع
بعث " ما**يم برقية إلى خادمته مسز " كيني يطلب إليها تأجيل حضورها ثم انطلق إلى إحدى شركات السيارات وطلب أن يتف*ج على سيارة توطئة لشرائها . . فلما اعجبته واحدة ، استأذن في تجربتها ، فأذنوا له . .
واستقل ما**يم السيارة ، وانطلق لمقابلة رجل يدعى " دافيد مور وهو رجل كان في يوم ما موظفا في أحد محال الأثاث المشهورة ، ولكنه
فقد وظيفته عندما أغلق الحانوت أبوابه . . فعطف عليه " ما**يم . وفتح اله حانوتا على مقربة من الميناء . . ولكنه ما لبث أن توسم فيه مخايل
الذكاء . فكان يعهد إليه بمهام خاصة للتحري عن بعض الأشخاص الذين يعترضونه في مغامراته .
وأوقف ما**يم السيارة أمام الحانوت . وسره أن رأي مظاهر الحركة ناشطة فيه
وكانت ابنة أمور الكبرى منهمكة مع صبي في حديث حاد ، بينما جلس أبوشا يطالع إحدى الصحف وبدخن
وما كاد مور يری ما**يم حتى وثب واقفا على قدميه ورحب به بحرارة .
ودعاه ما**يم إلى جولة بالسيارة . فقبل مسرورا . وبعد أن قطعا شوطا بعيدا قال ما**يم
- إني في حاجة إلى معونتك . . هل في استطاعتك أن تذهب إلى أسبوري لمدة أسبوع
فقال أمور في حماسة : - نعم إني على استعداد يا مستر ديل - بديع ، لقد ابتاع بایسون جرانت قصر جج*سوهن في " ديل بيتسن حديثا . إني أريد أن أعرف كل شيء عن جرانت هذا ، ، عاداته
أخلاقه . . أصدقاؤه ، وكيف يقضي وقته ؟ وكم عدد الخدم الذين ينامون داخل القصر ؟ وما أسماؤهم ؟ إلى غير ذلك ، وإليك مائة ريال كدفعة أولى لنفقاتك . ولعله من الحكمة أن تزور مؤسسة " مانون
ومرتون في شارع برود رقم ۲۸ قبل أن ترحل إلى ديل بيتسن . . لقد كان أفرانك مانون ضابطی ، وهو مسجون حاليا في سنج سنج . فاستدرج احد موظفيه القدماء إلى الحديث عنه وعن اخيه " كامبل ، وحاول أن تعرف منه إن كانوا يعتقدون أن سجنه بحق أم ليس كذلك . .
فسجل دافید مور الأسماء في مفكرته ثم سأل : - بمن أبدأ اولا ؟
- ابدا بالاخوين مانون وأنبئني بما ستستخلصه عنهما قبل انتقالك إلى أديل بيتسن لست أريد تفاصيل محاكمة " فرانك " لأني ملم بها
وبعد أن أعاد ما**يم صديقه مور إلى حانوته . . انصرف إلى مقابلة صديق آخر له يدعی كلارك ، وهو صحفي قديم . أخنى عليه الدهر ولكنه وجد في ما**يم نعم المعين
واستقبلت مسز کلارك " ما**يم في حماسة وترحيب فلما سألها عن زوجها أجابت : - إنه معتكف في غرفته بالطابق العلوي ، يكتب مؤلفا جديدا . - وهل استطيع مقابلته ؟ - بغير شك . . فقد كان إلى وقت قريب يتساءل عن الباعث لك على هذه الغيبة الطويلة .
وقادته السيدة إلى غرفة في الطابق العلوي . . وطرقت الباب . . وما كاد زوجها بفتحه ويرى " ما**يم حني عانقه .
وابتسمت المراة ، وانصرفت لشأنها وبعد أن تبادل الرجلان حديثا طويلا في شتى الشؤون . . أدار ما**يم دفة الحديث إلى قضية " فرانك مانون . . ثم قال :
- إن ضابطي السابق في الجيش هو الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة التبديد والشروع في القتل واسمه مانون . . فهل قرأت تفاصيل هذه القضية ؟
- اوه ، لقد قرأت كل سطر كتب عنها . فقد عرفت أبا مانون " عندما كان عضوا في مجلس مقاطعة جورجيا ، ولو اني لم أقابل افراد أسرته ،
- وما رايك في الحكم
- لقد تعت مانون " القاضي بالظلم . ولقد كان معذورا إذ فقد سلطانه على نفسه فقد وجهوا إليه تهمة استعمال القسوة مع زوجته ، وهي تهمة باطلة بغير شيك . . ولكنها لم تخفف من جرمه الإهانة القاضي وقذفه بالظلم .
فقال " ما**يم :
- لقد كان مانون " مخلصا لزوجته يا كلارك ، وصدقني أن هذه المرأة الفاجرة لا تستحق أي عطف أو شفقة . . وما من ريب في أن " بایسون جرانت هو الذي لفق له هذه التهم ليزج به في السجن . ويفوز بثروته وامراته معا . إني واثق من أن زوجة مانون هي التي شجعته على الرحيل إلى فرنسا ليخلو لها الجو . . وليس على " مانون إذن من لوم إذا كان قد هدد " جرانت بالويل والثبور . . هذا وإن كان يشعر بالخوف من الأول ، بيد أنه لا يزال أمامه سنوات عديدة ينعم فيها بما سرقه من الرجل الذي أحسن إليه وانزله من نفسه منزلة الأبن ولقد سمعت أنه ابتاع قصرا فاخرا في " دیل بیتسن " وسينتقل
أو لعله انتقل إليه ليلهو ويعبث ما شاء له اللهو والعبث في خلال السنوات السبع الباقية من سجن مانون " . وسبع سنوات ليست بالمدة القصيرة . . فقد يموت احد الرجلين في خلالها ولا يحقق مانون " ثاره
فقال " كلارك في لهجة التوكيد :
- بل إن أحدهما سيموت قبل ذلك حتما ، الم تسمع أن " مانون " أقسم أن يهرب من سجنه ويقتل جرانت
- إن ذلك يسيء إلى مركزه . . واكير ظني أن هذا التص**ح حمل المسؤولين على وضعه تحت حراسة خاصية مشددة ؟!
فتأمله كلارك مليا . ثم هتف : - أخبرني . . ألا تقرا الصحف ؟ - صباحا ومساء . . لكن لماذا ؟ - این تعتقد يوجد صديقك مانون الآن ؟ - في السجن بالتأكيد ،
فقهقه كلارك ضاحكا ، وقال : - كان هناك إلى أسبوعين مضيا ، ولكنه هرب . فحدق " ما**يم " في وجهه مشدوها . . واحنقه أن يخفي عنه " كامبل هرب أخيه . . ولكنه قال في بطء
- لا بد أنه هرب إبان عودتي من إنجلترا ، ، إني لم أقرا شيئا عن هذا الحادث في الصحف منذ عدت .
- فقال " كلارك : - الاعجب . . فقد طغت قضية طلاق كلانسي على كل نبا أخر . - لكن كيف استطاع " مانون الفرار
- كان قد أعلن اعتزامه الإضراب عن تناول الطعام كما يفعل بعض المسجونين الذين يريدون إملاء إرادتهم على المسؤولين ، وقد طلب مانون " الترخيص له بمقابلة المتزعم لفريق من الطبيعيين ، أي الأشخاص الذين لا يتناولون غير -- وجبة واحدة في النهار ، لينضم إليهم ، فاسرع الرجل إلى مقابلته مغتبطا وبينما كانا منهمكين في الحديث انقض مانون على الرجل وصرعه . ثم ارتدی تبابه ولاذ بالفرار وقد رأة بعض الأشخاص على مقربة من نادي هالوا ، الذي كان عضوا فيه . ولكن سرعان ما اختفى اختفاء تاما ، فضحك قويين في مرح وهتف - أفعل مانون هذا ؟ لا . إنه الآن في مكان أمين
- من المشكوك فيه أن يفلت من قبضة البوليس لأنهم يعرفون أین يجب البحث عنه " إنه بطارد " بايسون جرانت واؤكد لك أن الأخير قد أقض مضجعه .
- ولماذا لم يهاجمه حتى الآن ؟ . . إن دیل بیلسن ليس بالمكان النائي؟ - إن " مانون يترقب فرصته . فالمنتظر ان جرانت سيتخلى عن حذره بعد مضي قليل من الزمن ولعل مانون يتعمد إطالة فترة ت***به بتحطيم أعصابه
- أتعرف شيئا عن أخيه كامبل؟ - كلا . هل تعرف انت شيئا عنه و - قليل لا يعتد به . إنه من طراز أساتذة الجامعات ، أرى أن أبادر
الآن بالانصراف لاني على موعد مهم .
وعاد ما**يم " أدراجه إلى منزله . فالفي كامبل جالسا في غرفة المكتب وهو يقرا كتابا .
سال كامبل - هل جئتني بإحدى صحف المساء ؟ - لا . . لقد انستنی زيارتي لسجن " سنج سنج كل شيء في الدنيا ، الوضع الرجل كتابه على المكتب . . وصاح مغضبا : - هل ذهبت إلى السجن على الرغم من تحذيري ؟
- نعم . . أنت تعلم أني رجل يعمل بوحي من ضميره . . وقد سر اخوك لرؤيتي ، وبعث إليك بتحيته ، كما اعتذر لي عن تصرفاتك الجافة فاطرق كاميل هنيهة . ثم قال :
- إذا كنت ستعصى أوامري على طول الخط فستسبب لنا كثيرا من المتاعب بغير شك
- هذه اول ملاحظة معقولة نطقت بها . إن المتاعب التي تتحدث عنها ستبدا من الأن
- بالتاكيد اتت لم تر اخي لأنه ليس موجودا في " سنج سنج .
- سوف يعود إليه قبل انقضاء وقت طويل . . فقد جاء في صحيفة إيفنتج ورلد " اتهم قبضوا عليه في " ولنجتون " . وسيكون لي استطاعتك أن تستأنف زيارته في السجن قبل انصرام أسبوع .
وحدة ما**يم في وجه محدثه ، ولكنه ألقاه هادئا جامدا . . بل شد ما راعه أن رآه يبتسم وسمعه يقول :
- هذا ما لا أصدقه . . لأن أخي مختبئ في مكان لا يخطر لأحد ببال - - ولماذا إذن خدعتني
- كان من واجبي أن افعل ذلك بعد أن أعرب لي فرانك " عن رغبته في أن يظل مكان اختفائه سرا ، ولكن كان في نيتي أن أبوح لك به قيسا بعد . . لأن أسباب الحذر كانت تملي علي أن . . .
- واين هو الآن . .؟ - ليس من ال*قل أن أذكر لك مكانه وربما فعلت ذلك . بل ورافقتك
إليه بعد أن ترسم خطتك . .
- ولماذا لا تريدني أن أراه . .؟
= خوفا من أن تتغلب على صلابته وتقنعه بالتنحي عما اعتزم فإما أن تنقذ شرف أسرة مانون من العار الذي لطخ اسمها أو تنزل فيفا على سنج سنج بدورك . . فصاح " ما**يم في حدة :
- قلت لك إنني لا أقيم وزنا لتهديداتك . بل إني أشعر بنفور شدید منك . . فقد قررت أن أرحل إلى ديل بيتسن لبضعة أيام , وقد أقابل جرانت في نادي الجولف الذي أنتمي إليه فقال كامبل
- لن يكون من السهل أن تلقاه لأنه رجل شديد الحرص ولكي تدخل منزله كزائر ينبغي أن تكون صديقا قديما . . أو حديثا . . وبالتأكيد لست أحدهما , ولكي تظفر بصداقته ينبغي أن تكون أحد هؤلاء الذين يعاونون زوجته على الاندماج في الطبقة العالية ، لأن مسز جرانت لم تتزوج هذا الشاب إلا لاعتقادها أن في استطاعته ان يهيئ لها سبل البروز ، ، ولكي تظفر بصداقتها ينبغي أن يقدم إليها أحد أصدقائها أو المعجبين بها وهذا مستحيل .
فقال ما**يم
- لن أحاول ذلك ، إنما الذي سأفعله هو انني سأرغمها على أن نلتمس صداقتي ، فإن لي من الأصدقاء ما لو سمعت مسز جرانت بأسمائهم لطار لبها ، فقد تعرفت بالكثيرين من أرباب الملايين الأمريكيين إبان إقامتي في إنجلترا منهم . . وراح يذكر بعض الأسماء الضخمة فبهت كامبل ، ونظر إليه غير مصدق
- هذه هي الحقيقة . وفي استطاعتي أن أقابل بعض هؤلاء بل واستعين بهم على تحقيق أغراضي . . ولكن دعت الحاجة ، فسأستأجر قصرا في حي سنترال بارك " الأرستقراطي وبذلك تسنح لي فرصة التقرب من مستر جرانت
فقال " كامبل معقبا : - إذا كنت حقا تعني ما تقول فما أحسبك ستلاقي صعوبة ما في هذا التقرب ، لأن مسز جرائت امراة مجنونة بحب الظهور والشهرة . . وهي تسعى إلى محققیها لها اينما كانوا