6

1678 Words
  الفصل الثالث وقفت السيارة الأجرة امام منزل أنيق في حي سنترال ويست بارك " فهبط منها " ما**يم ، وتقدم من الباب ووضع المفتاح في ثقب سري ، وأداره ، ثم دفع الباب ، ففتح ونقل حقائبه إلى الردهة . . ثم عاد فاغلق الباب . . وتطلع حوله قال في كل شيء في موضعه كما تركه يوم رحيله إلى إنجلترا كانت خادمته مسز کیني تاتي إلى المنزل مرة كل أسبوعين لتقوم بتنظيفه وتهويته . و ما كاد " ما**يم " يستقر على احد المقاعد في غرفة مكتبه . حتی شم رائحة قهوة تملا جو الغرفة ، فعجب لذلك أيما عجب ، ونهض مسرعا وراح يتنقل بين الغرف باحثا عن مص*ر هذه الرائحة ، وما كاد يقترب من المطبخ حتى سمع وقع اقدام بداخله فتقدم من بابه بحذر شديد . . ورای رجلا جالسا إلى المنضدة وظهره إلى الباب ، وكان يرتدي معطفا منزليا من معاطف " ما**يم " ، ويطالع إحدى صحف المساء وأمامه قدح من القهوة الساخنة ، ومدية فضية . . بينما لاحظ انتفاخ أحد جيبي المعطف . . فايقن أن المتطفل يحمل مسدساً . وابتسم ما**يم . . وقال في هدوء - لماذا لا تجلس في غرفة المائدة يا صاح ؟ فوضع الرجل القدح في بطء . ثم قال في احترام دون أن يلتفت خلفه - ادخل يا مستر " دیل "  . . كنت انتظر قدومك منذ أمد بعيد . فدهشما**يم . . وولج الغرفة . وتامل وجه محدده ، فأيقن من فوره أنه لم يسبق له أن رأى هذا الوجه . وأشار الغريب إلى " ما**يم " بالجلوس . . ثم راح يحتسی قدح القهوة على مهل . . فلما فرغ منه نهض واقفا ، وقال  : - دعنا نذهب الآن إلى غرفة الجلوس لنتحدث في المشكلة التي تواجهك . . وهي لماذا وكيف جئت إلى هنا ؟ . وما تاثیر وجودي عليك كان الرجل يتكلم في هدوء عجيب أثار استغراب " ما**يم "  . . فقال : - قد يكون تاثیر وجودك حافزا لي على استدعاء رجال البوليس القبض عليك . فلم يجب المجهول . . وغادر الغرفة بخطى مطمئنة فلما جلسا في غرفة الجلوس قال الرجل  : ا- قلت إن وجودي قد بدعوك إلى استدعاء البوليس . . . ولكني انصحك بالا تفعل . . . لأن تحقيق البوليس سلاح ذو حدين ، قد بسيء إلى المبلغ أعظم مما يسيء إلى المجرم . . ففي استطاعتي أن أثير الريب حولك . . وأطالب بالتحقق منها . . وعندئذ سترحم على سلوك أحد سبيلين فإما أن تعترف بها او ان تعمل على دحضها فلو اعترفت بصحتها فستهلك حتما . . ولو عملت على دحضها فستزداد الريب في شانك إنني سأدعم اقوالي بالحجج والبراهين فتثاءب ما**يم متظاهرا بعدم الاكتراث . وقال في لهجة صارمة - هذا محتمل . . ولكن البوليس سيرجح بغير شك أن الياس هو الذي دفعك إلى تلفيق التهم ضدي . فأجاب الأخر في بساطة - هذا محتمل ايضة ، ولكن الذي لا شك فيه هو انه سيتعذر عليك أن تقنعه بانك رجل نزيه !! وفوق ذلك . فإنني أعلم من أمرك مالا بعلمه احد . . وفي استطاعتي أن املا اعمدة الصحف بمغامرات ( رمزي ما**يم ) فأجفل ما**يم ، وعجب كيف عرف هذا الرجل شخصيته ؟ ولكنه لزم ال**ت فقال الغريب  : أظن أن كلينا قد فهم صاحبه ، إذن علينا ألا نقحم البوليس في احادیثنا ، ولنتحدث كصديقين وإني ، من جانبي اقدم لك هذا المسدس عربونا على صداقتي وحسن نواياي واخرج مسدس كوبين من جيب المعطف . وقدمه إليه . . فقال ما**يم - ثق أنني لن ألجا إلى استعمال العنف . ولكني مصر على أن أعرف معنى استباحك منزلي ونيابي . وما الذي تريده . . فقال الغريب ينير قليل من البرود  : - هذا حق مشروع . . حسنا . انت لا تستطيع بالتاكيد ان تنكر انك رمزي ما**يم أمير اللصوص و وراح يسرد مغامراته . واخيرا قال : - وقد كشف دفلين " سرك . . وصارح به رئیسه . وجمد " ما**يم في مكانه مشدوها ، وراح يتساءل كيف عرف هذا الرجل الغامض هذا القدر من تاريخ حياته ؟ وقال  : - لقد مزق دفلين اتهامه قبل أن يموت . . - ولكنه لم يمزقها قبل أن تقرأ وتستوعب . . لقد كان رئيسك في الجيش محاميا ، رجلا عركته الحياة ، فاحتفظ بمحتويات الوثيقة مسجلة في ذاكرته . ولم يبق لدى " ما**يم شك في أن مانون هو الذي وشی به .- إذن فقد وشی بی مانون - إنك مخطئ يا ما**يم ، إن مانون " ليس عدوك . . ومن الظلم أن تلقي اللوم او التبعة عليه . - ولكنه نكث العهد الذي تلعه لي ، الحق اني لا اكاد أفهم الموقف على حقيقته ا- أصبت . . ولكنك حين تفهمه سوف تعطف عليه كل العطف . . إنك بغير شيك تعلم أن مانون رجل واسع الثراء ولكنه الآن خاوي الوفاض محكوم عليه بالسجن عشرة أعوام . . ولم يعد يعرف باسم الكابتن مانون " وإنما اصبح رقما بعد أن كان إنسانا مبجلا . . - مهما يكن ، فهو قد وشي بي إلى رجل غريب . . ولا يبعد أنه اقضي بسري إلى كثيرين انت من بينهم . - أنا فقط الشخص الذي يعرف بما كانت تحتوي عليه وثائق " دفلين لانني الأخ الأكبر والأوحد لصديقك . . أنا " كامبل مانون افسري عن " ما**يم "  ، ولكنه حرص على أن يظل وجهه جامدا ، ثم قال - لم أكن أعرف أن له أخا - هذا معقول ، فإنني لم اكن اقابل فرانك إلا غرارا حتى وقعت الكارثة . . إذ إني على نقيضه . أميل إلى العزلة والانكباب على الكتب . ففكر ما**يم قليلا . . ثم قال  : - ولماذا جئت لمقابلتي .؟ - جئت لأسالك بحق الصداقة التي بينك وبين اخي ان تبادر إلى إنقاذه . لقد لجا " فرانك إلى من كان يحسبهم اصدقاء مخلصين ولكنهم تخلوا عنه جميعا في محنته وصدقوا ما قرعوه في الصحف . وعندئذ فكر في الالتجاء إليك وطلب إلى أن أذكر لك ما ذكرت . . فقال ما**يم في حماس  : - وما نوع الخدمة التي يمكن أن أقدمها إليه ؟ إن اردت مالا . ا لا لست في حاجة إلى المال . . إني أريد شيئا لم أجده بعد عند الأصدقاء . . لقد اختارك اخي لأنه يعتقد انك الوحيد الذي لن بعرض عنه . . أو يرفض الأخذ بيده ، ، ولكني أرى قبل أن أزجي إليك بالمهمة التي يريد أخي أن بنبطها بك . أن أتحدث عن أسباب سجنه فهل نعرفها ؛ فقال ما**يم  : - لقد سمعت أنه اتهم بالتبديد والشروع في القتل - لقد اذانه القاضي والمحلفون بحجة أنه قدم نقودا اؤتمن عليها النفطية بعض الخسائر . - ولماذا ارتكب جريمة الشروع في القتل ؟ وهل ثبتت إدانته ؟ - إنه لم يحاول أن بقتل جرانت . إنه فقط أراد أن يجرحه . . بعد أن تبت له أن الرجل الذي وثق به . . وأولاه كل عطفه ورعايته قد خانه . . لقد كانت مسز مانون امراة رائعة الجمال تحب المرح . وكان اخي بعدها بالمال بسخاء ، وكان من حسن تقديره لها ، ولقته بها ، يعتقد أنها ستظل على إخلاصها له عندما اضطر إلى السفر إلى أوروبا الدواعي الحرب . ولكنه كان يتوهم انه قد لا يعود ، ومن ثم نقل كل ثروته تقربيا وجعلها باسمها ، وذلك ليبرهن لها على مدى حبه وتقديره ، إنها ليست بالقصة المستحبة يا مستر " ما**يم . . ( وتن*د ) . يا إلهی ! . . لقد تنكرت المرأة لأخي ، وض*بت بحنانه وحبه عرض الأفق عندما بدا حب " بايسون جرانت بغزو قلبها . ولما كان هذا الشاب المستهتر ، مشرفة على جميع شؤون أخي العملية فقد أخذ يعمل على تحطيمه والقضاء عليه ففكر " ما**يم قليلا . ثم قال  : - إن عطف الجمهور في مثل هذه المناسبات يكون مع الزوج المثلوم الشرف . - من سوء الحظ أن أخي تولى الدفاع عن نفسيه ولكنه ما كاد يری جرانت في قاعة المحكمة حتى جن جنونه ، ونسي نفسه فاهان القاضي . . واخذ يتوعد " جرانت بالقتل . . فأساء إلى نفسه ، وحكم عليه المحلفون بالسجن عشرة أعوام وهو حكم بسيط إذا قورن بما كان عليه أخي من هياج وجنون . . إني لا ازال احتفظ بتفاصيل المحاكمة كما نشرتها الصحف واريدك أن تقراها . . فاستولى الأسى على " ما**يم وقال : - وما حالته ال*قلية الأن ؟ - إنه يبذل جهودا جبارة ليجمع أدلة تمكنه من تقديم طلب جديد لإعادة المحاكمة . - لا ريب أن ذلك ليس بالشيء الهين ؟ - إن وجوده في السجن يجعل ذلك عملا مستحيلا عليه . . كما هو مستحيل علي لانني رجل ضعیف الحيلة محدود السبل . . وفي الحال ادرك ما**يم الغرض الذي جعل هذا الرجل يحتل منزله في غيبته ، فمال إلى الأمام في مقعده وحدق إلى وجهه ثم قال  : - إنك أخوه الوحيد كما قلت . . فهل تخشى انت ايضا العدالة فقال الرجل في رزانة - ليس في حياة كامبل مانون " ما يخشاه - إذن ما الذي يحدو رجلا شريفا إلى دخول البيوت من غيرأبوابها - هناك سببان ، اولهما أن باب منزلك استعصى علي . وثانيهما انتي كنت اتوقع ان يضعني بايسون جرانت تحت المراقبة الدقيقة . . لأنه يعلم انني اقسمت آن اجعله بدفع ثمنا غالبا لفعلته . . فليسبعجيب ان يراقبني وبعد فترة **ت . . استطرد كامبل "   : - لنعد الآن إلى حديثنا الرئيسي . . لقد جئت لأطلب إليك أن تعمل للحصول على اعتراف شامل من " بايسون جرانت بان اخي بريء . . وبذلك يتاح له أن يظفر بعفو فقال ما**يم - أهذا كل شيء لا اظنك تعتقد أن جرانت سيرضخ بعد ان منحه القانون عشر سنوات لينعم فيها بممتلكات اخيك المسروقة - ليس من سبيل اخر لإطلاق سراح أخي . . إني أعلم أن دون الحصول على هذا الاعتراف مصاعب جمة . . ولكن ثقة اخي فيك هي التي تحملني على الاعتقاد بأنك ستحقق أمله فهل تتخلى عن رجل بريء يستغيث بك ؟ ولاحظ كامبل تردد ما**يم فقال له في لهجة صارمة  : - إما الإذعان - وإما السجن . فايهما تفضل ؟ فنقلت عضلات وجه ما**يم . . وصاح - رويدا يا هذا ، أنا لست ممن يذعنون للوعيد ، ولو شئت لأطلقت عليك النار وقلت إنني قتلتك دفاعا عن نفسي . . ولكني لن أفعل . . بل وسأعمل على إنقاذ أخيك من مننه اعترافا بجميله السابق . وتوثيقا لما بيننا من صداقة .
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD