الفصل السابع
كان " ما**يم يتحدث إلى " مانون عن الخطة التي قرر الأخذ بها التحطيم أعصاب بایسون " والحصول على الاعتراف المنشود عندما جاء دافيد مور لزيارته .
ولم يكن " مور " بحمل تقريرا مكتوبا في هذه المرة . وإنما حدث ما**يم بما وقف عليه من معلومات في غرفة المكتب بينما كان مانون يسترق السمع من الغرفة المجاورة قال الزائر؛
- لقد تناهى إلى أن مستر " جرانت بعاني حالة نفسية شاذة . . وعلمت من سائقه انه ادمن الشراب في الأيام الأخيرة . . وحرص على إطلاق الكلاب في الحديقة في أثناء الليل . . كما أنه استخدم بعض الأشخاص الحراسة القصر . . وقد سألت السائق عن سبب هذا التطور ا***ذ فقال إن سيده يخشى ان يطلق عليه أحد اللصوص النار .
- لا أحسبك سمعت بسبب أخر لهذه الاحتياطات . فاجاب مور في صوت خافت :
- بل سملت . . فهم يقولون إنه خائف من رجل شرب حديثا من السجن . . والواقع أني أشفق على أي شخص تحدثه نفسه باقتحام القصر فهناك أجهزة الإنذار والكلاب والحراس . .
فابتسم ما**يم ونفح الرجل بورقة من ذات المائة ريال . وشكره . . ثم صرافه ، ، واجتمع " ما**يم " بـ " مانون " بعد انصراف مون . وساله :
- ما رأيك فيما سمعت . .؟ - رأيي أن أعصاب جرانت قد تحطمت . . - وهل كان صدمنا الشراب فيما مضى . .؟
- لا . . ولعل امتناعه عن الإفراط هو الذي أبقى له جاذبيته وقوة إغرائه اما وقد بدأ يسرف في الشراب فهذا دليل على شدة ذعره وقلقه فقال ما**يم باسمان
- سوف أحطم قواه تماما تحت تأثير المخاوف التي تساوره . . إن المشكلة الرئيسية التي تواجهني الآن هي كيف يتسنى لي أن أدخل
قصره کزائر مكرم محترم .
فقال مانون " معقبا : - نعم . . ما السبيل لتحقيق هذا الغرض - لقد رسمت الخطوة الأولى . . وأرسلت في استدعاء مديرة منزلي كبني لتقيم معك ، لأنني لا استطيع ان اتركك وحدك هنا دون أن يكون معك من يقوم على خدمتك ومسز كبني امراة طيبة القلب يمكن الاعتماد عليها ولا يخشى جانبها . فصاح مانون مشدوها : - وإلى أين أنت ذاهب ؟
- سأنتقل إلى منزلي في حي سنترال بارك الأرستقراطي حتى استطيع أن أنفذ خطتي بسهولة . .
وفي مساء اليوم التالي انتقل ما**يم إلى منزل شاب أرستقراطي يدعى " ستافورد فان بودن في حي سنترال بارك " . . كان يقيم في إنجلترا في ذلك الحين . .
وقد عثر ما**يم في مكتب " فان بودن على قوائم بأسماء الأندية الأرستقراطية في المدينة والأشخاص الذين ينتمون إليها . . وجميعهم من أصحاب الملايين والمراكز الضخمة في عالم الصناعة والتجارة والمال . .
واخذ ما**يم بتصفح أسماء أعضاء هذه الأندية ، وسرعان ما عثر على الاسم الذي ينشده ، وكان الشاب بدعي سويتن ويلد تعرف إليه ما**يم في إنجلترا في أحد مجتمعات الطبقة الأرستقراطية ، وتوثقت بينهما عري الصداقة على أثر ورطة مالية وقع فيها وبلد وانقذه منها لویین . .
وانطلق ما**يم لمقابلة الشاب . . واستقبله سويين في حرارة وترحيب وقال " ما**يم
- لقد جئت لأصرف بعض شؤوني الخاصة . . واستعرت منزل فان بودن ثلاثة اشهر .
- لقد كنت أوشك ان اخرج لتناول الغداء . فإذا لم يكن لد*ك ما هو أفضل فتعال معي
فرافقه ما**يم . . ولم تمض ساعة على لقائهما حني عرف من صديقه أن ابن عمه سيبيعع بعض جياده لأن خطيبته رفضت أن تدعه يعرض نفسه للخطر بلعب البولو . .
ثم قال سويثن؛ - ولكني لا أعتقد أنه سيستمر على ذلك طويلا . . فهو لن يلبث أن يعود إلى اللقب بعد الزواج . .
وأخرج وبلد " مفكرته الخاصة وقلب صفحاتها ، واستطرد :
إن فريق " مورتیمر سیتباری مع فريق من " ديل بيتسن بعد ظهر اليوم . . فإذا لم يكن لد*ك ما يمنعك من مشاهدة المباراة . . . فلنذهب إليها معا
وبعد ذلك بساعتين كان ما**يم يجلس بجوار جوان بنتلي وهي امرأة من نجوم الطبقة الأرستقراطية يحوم حولها أصحاب الملايين ويخطبون ودها . . و سالت جوان ويلد " عن صديقه الجديد فقدمه إليها بذيول من الأطراء والتعظيم . . وعقب بقوله : إن مستر مارتن دبل سيبتاع بعض جياد ابن عمه مورتیمر
واقبلت في تلك اللحظة طائفة من الرجال والنساء ، فالتف الرجال حول جوان
وبقيت النساء على مقربة يرمقنها بعين الحسد والغيرة . وكانت ناتیکا جرانت إحدى القادمات .
ولاحظت " ناتیکا " آن جوان تولي شابا حديث العهد بها كل اهتمامها . فسالت زوجها عنه . . ولكن جرائت اجابها بانه لم يسبق أن رأى هذا الشاب من قبل .
وسمعت " أناتيكا " " مارتن ديل " وهو يقبل دعوة للعشاء في قصر ال بنتلي فادركت من فورها أن الشاب أحد الأفراد المبرزين . . ومن ثم عولت على ضمه إلى أصدقائها .
وقد تجاهل " ما**يم زوجة صديقه السابقة إلى ما قبل انصرافه بقليل ، عندما قدمته جوان بنتلي إليها وانتهزت ناتيكا الفرصة ودعت " ما**يم لتمضية أسبوع في قصرها
الجديد جج*سوهن ,
وقبل ما**يم الدعوة شاكرا . . ونقل النبأ إلى صديقه مانون , فقال هذا لي أسي :
- إني اتمنى لك الفوز ولو أني أخشى إلا تجد الطريق أمامك بعبدا ، فإن بایسون بستعين بطائفة من رجال البوليس المصري الخاص للقيام على حراسة قصره والسهر على سلامته الشخصية . . ولعل هؤلاء الرجال يرتدون ثياب الخدم
فقطب " ما**يم حاجبيه وقال :
- إني لا أخشی امثال هؤلاء الحراس . . لأنني لن الجا إلى القوة والعنف لبلوغ ماربي وإنما سأتوسل إلى ذلك ببث الفزع والذعر والقلق في نفس جرانت .
فقال مانون في حرارة
- أتمنى لك النجاح يا صدیقی . والله لولا انني متلهف على إزالة الأوحال التي لطخت اسمي لما رضيت لك بركوب هذا المركب الوعر أبدا . . ثم لا تنس السجن يا صديقي فهو معرة دونها أية معرة .
- طب نفسا يا عزيزي فلن أسمح لأحد بأن بعبدك إلى السجن مرة أخرى ، ولن يهدا لى بال حتى أعيد إليك شرفك المثلوم
وتصافح الصديقان
الفصل الثامن
استقبلت " ناتیکا جرانت " . رمزي ما**يم مرحبة . . وقادته إلى غرفة الفاخرة الرياش تطل على المحيط حيث قدمته إلى بعض ضيوفها . . ثم ذهبت به إلى الجناح الأنيق الذي أعد له ، وكان مكونا من غرفة جلوس وغرفة نوم واسعة وحمام أنيق .
وما كاد " ما**يم " ينفرد في غرفة جلوسه حتى اخرج من جيبة التقرير الذي كتبه له أمور عن خدم القصر . . واخذ يقراه بإمعان
كان كبير الخدم يدعى " البرت تورب استخدمه ال " جرانت بعد أن استقال من الخدمة في احد القصور الكبيرة في " نيوبورت " واما مساعداه " وليام کارو " . و جوان سبراوستون " فكانا أيضا من طرازه ولكنهما اقل ثقافة . . اما الطاهية فتدعى " ماري كونور . . واتخذت ناتیکا " من فتاة فرنسية تدعى الأنسة " دوين " وصيلة لها .
قرا ما**يم التقرير في اهتمام شديد كم ارتدى شباب المساء . ومضى إلى شرفة غرفته فأطل منها . وعندما تحول إلى الباب لينضم إلى باقي المدعوين ، رای غلافا ملقي بأسفله . . فقطب حاجييه وتملكته الحيرة . . ولكنه بدلا من أن يلتقطه ، فتح الباب على عجل وتلفت في أنحاء الدهليز . . ولكنه ألقاه شاغرا
التقط الرسالة وكانت معنونة باسمه . . وتأمل الخط ، فلم يستطع التعرف إليه . بيد أنه أدرك من فوره أن الكاتب إما امرأة او رجل مثقف .
فض ما**يم الغلاف . . وهو يتساءل عن الباعث لإرسالها واخرج الرسالة فإذا بها من الورق الأزرق . . وقد احتوت على التهديد التالي بغير توقيع
" إن شخصا معينا في هذا القصر يعرفك ويعرف الغرض الذي جنت من أجله فإذا لم تنتحل عذرا وتستانن في الانصراف بعد تناول طعام العشاء ، وقبل منتصف الليل ، فساصرح لمستر جرانت بكل ما اعرفه عنك . . والسبب الذي من اجله سعيت إلى الإقامة في قصره ، ، فإذا أذعنت وانصرفت فسيظل سفرك مكتوما عن الجميع . . وإن لم تذعن
فستسلم حتما للبوليس " وعضما**يم على ناجذيه ، وأدرك أن أحد المقيمين في القصر ، إما قد عرفه ، أو وصلته انباء عن مهمته .
وغاظه أن يكون المسرح مهيا ، والنصر مکفولا فيتدخل هذا المجهول ويقلب نجاحه الرائع فشلا بينا .
كان من المتعذر عليه أن يدرك من عبارات الرسالة مدى ما يعرفه كاتبها عنه ، وهل يعلم انه إنها جاء إلى القصر ليثار لـ مانون
ولكن رمزي ما**يم لم يكن بالرجل الذي ينكص على عقبيه أمام التهديد والوعيد .
غادر غرفته ، وهبط إلى غرفة المائدة جلس إلى يمين مسز " جرانت بينما جلس إلى يسارها کھل طويل القامة ، مغضن الوجه اسمه جمبرت " ، قالت عنه ربة الدار إنه رحالة كبير يهتم كثيرا باكتشاف آبار البترول