وكانت تجلس إلى بعين ما**يم " سيدة رائعة الجمال ، في ربيع العمر ، تتزين بعقد من الجواهر الثمينة . . اسمها مسز فیشر .
وبينما كان الجميع منصرفين إلى تناول الطعام وتجاذب أطراف الحديث . . قالت مسز فیشر
- هل سمعتم بالسرقة الكبيرة التي وقعت حديثا ؟ لقد سرق عقد مسز وبلد " الثمين
وتحولت إلى ما**يم وقالت باسمة : - بالتاكيد انت تعرف ال ويلد ولا ريب أنك رايت ال*قد ؛ فقال ما**يم في بساطة :
- لقد عدت من أوروبا حديثا ، وهذه أول مرة تتاح لي فيها فرصة الاتصال بأصدقائي ومعارفي .
وشغل الحادث اهتمام الجميع . . وظل ما**يم يصغي إليهم . . وما البثوا أن انتقلوا إلى التحدث عن بعض السرقات التي ارتكبها ما**يم " نفسه وراح كل منهم يدلی برایه
وقال أحد المدعوين - لا ريب أن هذه السرقات الضخمة ارتكبتها ع***ة منظمة .
ولعمري ، لو فكر افراد هذه الع***ة في زيارتنا الليلة لظفروا بغنيمة ثمينة ,
فقال " بایسون جرانت - إنك مخطئ يا عزيزي . . لأن جميع منافذ قصري تتصل باجهزة إنذار قوية ، والكلاب تجوس خلال الحديقة ، واني على استعداد لأن أراهن أنه لا يوجد قصر على ساحل جرسی " توفرت له اسباب الحراسة مثل ما لقصري .
فقال ما**يم - ولماذا ؟ هل تتوقع اقتحام اللصوص قصرك؟ فأسرع " جرانت يقول :
- لا . . لكن على المرء دائما أن يلزم جانب الحذر . . خاصة وقد حدثت اخيرا سرقات كبيرة في سبرينج ليك
وتذكر " ما**يم قول مانون : إنه من المحتمل أن يكون جرانت قد ادخل بعض رجال البوليس السري الخاص إلى قصره بدعوى أنهم خدم او ضيوف . فراح يقلب الطرف بين المدعوين ، ولكنه لم يجد بينهم من بصلح لأن يقوم بمثل هذه المهمة الدقيقة
فرغ المدعوون من تناول الطعام في الساعة العاشرة وصعد " ما**يم " إلى غرفته . حيث أخرج قائمة القدم التي زوده بها " مور ، وراح يستعرض الأسماء المكتوبة فيها ، وهي " كونور و دمبسي " و " ميلر " ودافيس ومنون و " دوبين " و " إيلجيت " وارنر و " اتومبسون "
وكان الرجال الثلاثة والآنسة " دوبين " ينامون في القصر بينما يقوم اريجان " ومساعداه " روبس " و " ساج بحراسته من الخارج
وأطرق ما**يم مفكرا . . ولم يلبث أن تهلل وجهه ، ودق الجرس . فاقبل أحد الخدم . فقال له " ما**يم " إنه يريد أن يتحدث إلى كبير الخدم واقبل " البرت " ثورب بعد قليل . ولما كان سبده قد انباه أن هذا الضيف من الأفراد البارزين في المجتمع الأرستقراطي . . فقد انحني ما**يم في احترام شديد فأومأ له هذا براسه في كبرياء وقال
- لقد بعثت في طلبك لانني اعتقد انه من واجبيك أن تطلع على شهادات الخدم والوصيفات قبل استخدامهن .
فاصفر وجه الرجل . . وانحنى ثانية في كبرياء ، واستطرد ما**يم
- اصغ إلى ، عندي من الأسباب ما يحملني على الاعتقاد بان شخصا في هذا القصر يريد الاحتيال على متذرعا بعمل طائش من نزوات الشباب أقدمت عليه . . ولكني لست من الذين يهابون التهديد او الوعيد ، ومع ذلك فإنه يهمني الا يصل إلى انني مضيفتي شيء عن هذه المسالة . . إني بالتأكيد اصارحك بهذه الحقائق لانه يبدو لي أنك رجل محنك عركتك التجارب
فقال تورب في لهفة - هذا صحيح يا سيدي . . ويم تشير على ة - اريد منك أن تبحث عن شخص في القصر له مثل هذا الخط .
ومزق ما**يم السطر التالي من الرسالة التي وصلته . بعد تناول طعام العشاء . وقبل منتصف الليل . وتطلع ثورب إلى ساعته وقال - إن الساعة الان العاشرة والنصف يا سيدي . فساله " ما**يم :
- إني أمنحك ساعة للبحث . . وأما الآن فسأهبط إلى الطابق الأول فإذا وصلت إلى أية نتيجة فتعال إلي وقل إن مستر سويثن وبلد " يريد ان يتحدث إلي تليفونيا ويرفض أن يصرح بما يريد . . واعلم انني رجل يدفع بسخاء لكل من يقدم إلي أية خدمة او معونة . .
وبينما كان ما**يم بلعب البريدج مع بعض المدعوين . اقبل تورب " وانحنى " ما**يم . . ثم قال في صوت مرتفع سمعه الجميع
- إن مستر ويلد يريد أن يتحدث إليك تليفونيا يا سيدي . . لقد رفض ان يصرح لي بما برید .
فاستاذن " ما**يم من رفاقه وغادر الغرفة إلى قدرة التليفون . . وبقي بها وقتا ليس بالقصير ترا للرماد في العيون . . وعندما غادرها رای كبير الخدم يضع على مقعد قریب غلافا قد التصقت به الرقعة التي أعطاها له ما**يم والتقط هذا الغلاف . وأخرج الرسالة فالقاها .
مؤرخة من شهر مضى . ومعنونة باسم مسز بایسون جرائت واما مرسلتها فكانت " ماري دوبين " معلمة اللغة الفرنسية
وتأمل ما**يم الخط ثم قارنه بخط الرسالة التهديدية التي تلقاها . فالقاهما واحدا . سال ما**يم كبير الخدم - كيف استطيع مقابلة الأنسة " دوبین؟ - من المحتمل أنها أوت إلى مخدعها يا سيدي إن غرفتها فوق غرفتك مباشرة .
فقال ما**يم في حزم : - ينبغي أن أقا**ها في التو واللحظة فهل لك أن تقول لها إن مسن جرائت تريدها بضع دقائق
- هذا سهل میسور يا سيدي ، لكن ماذا تقول مسز جرانت عندما تعرف ذلك ؟
فقال ما**يم وهو يدس ورقة من ذات الخمسين ريالا في يد الرجل : اس دع ذلك لي . . إني أرجو أن يتم هذا الاجتماع في غضون نصف الساعة
- سيكون لك ذلك يا سيدي فبعد نصف الساعة ستحضر الانسة دوبين إلى غرفة جلوسك
وعاد " ما**يم " إلى زملائه وقضی ربع الساعة . كم استاذن في الصعود إلى غرفته . . معتذرا بانه مرغم على كتابة رسالة مهمة لصديقه وبلد . .
وبعد عشر دقائق سمع " ما**يم وقع اقدام في الدهليز . . اعقبها طرق خفيف على بابه . . ثم فتح الباب . . وقال " ثورب ؛
- ادخلي يا آنسة . وتقدمت الفتاة بضع خطوات إلى الداخل ، ثم تطلعت إلى الباب الذي أغلق خلفها في ارتياب . . وقالت :
- هذه خدعة غير لائقة .
ونهض " لویین " واقفا . . وانحنى للفتاة . . ثم ابتسم . عرفها على الفور ، وتذكر انه حين رأها أخر مرة كانت تطلق على نفسها اسم مدام دي بیلیو ،
قالت الفتاة : - اهي خدعة يا سيدي ؟ فاجاب ما**يم " مطمئنا
- إنها وسيلة من وسائل الاحتياط لا غير . . اكبر ظني أن كلامنا يتلهف على التحدث إلى الأخر فتفضلي بالجلوس .
ولم يبد على الفتاة الذعر أو الهلع لوجودها في مثل هذا الموقف ا***ذ ، ولا عجب فهو لم يكن الأول من نوعه فقد كان لهما معا قبل ذلك موقف شبيه خرج منه ما**يم يصفقة المغبون المخدوع ولم ينسه بل لن ينساه ما عاش .
فقد حدث أن التقي بها في غرفة مكتب " جستويك " ، في إحدى ليالي الخريف ، وكان قد ذهب إلى هناك ليستولي على مبلغ كبير من المال عرف أن المليونير يحتفظ به في خزانته .
كان لـ " جستويك " ابن طائش أحب فتاة تدعى " جراند كورت تعمل في كورس " . . واعتزم أن يتزوجها . . ولكي يتجنب جستويك الفضيحة عرض على الفتاة أن تبيعه الخطابات الغرامية التي بعث بها ابنه إليها بخمسين الف ريال . . وعرف ما**يم أن المبلغ مودع في خزانة المليونير ، وأن " جراند ستاتي إلى القصر في صباح اليوم التالي لتأخذ المبلغ في مقابل تسليم الرسائل . . ومن ثم تسلل إلى القصر مدعيا أنه أحد مفتشي البوليس السري وصرف الخدم إلى
مضاجعهم إذ كان مطمئنا إلى أن أصحاب القصر لن يعودوا منسهرتهم في الأوبرا قبل ساعتين ، ، وما كاد " ما**يم يدخل غرفة المكتب
ويغلق بابها خلفه حتي برزت له الآنسة " دوبين " من خلف إحدى الستائر . وكانت رائعة الجمال في تلك الليلة ترتدي ثويا فاخرا . وتتزين ببعض الجواهر الثمينة وقدمت نفسها لما**يم على انها
إحدى بنات جستويك ثم قالت له إنها ستعفو عنه في مقابل تعهده بالا يعود إلى السرقة والسطو على المنازل .
ولم تنطل الحيلة على ما**يم فهو يعلم أن جميع بنات جستويك موجودات مع بقية أفراد الأسرة في الأوبرا . فلما صارحها بذلك بكت
وقالت إنها كذبت عليه تم اضافت أنها أسليل جراند کورت " زوجة ابن المليونير . وانها تنحدر من أسرة لا تقل حسيا عن اسرة زوجها .
ولما سألها ما**يم عن سبب وجودها في القصر في تلك الساعة المتاخرة , قالت إنها جاءت لتقابل أبوي الرجل الذي أحبته ولتبرهن الهما على أنها ليست من بنات الشوارع كما يظنان ، لعلهما يقتنعان ولا بصران على طلاقها من ابنهما . ورثي " ما**يم " لحال المراة التعسة . . ورق لها قلبه عندما ذكرت له أنه لو استولى على المبلغ المودع في الخزانة فسيعتقد الجميع انها سرقته وبذلك يسوء مركزها ولا يتم بينها وبينهم أي تفاهم . .
وبكت . . وتوسلت إليه الا ي**ق النقود . فهزته النخوة واجابها إلى توسلاتها .
وفي اليوم التالي عرف " ما**يم أنه خدع . . وان الفتاة لا تمت لـ " جستويك " ولا لجراند کورت بصلة ، فقد ذكرت الصحف انها فتاة مغامرة طالما حيرت البوليس بالاعيبها وحيلها الجهنمية . . حتى لقد أطلق عليها بوليس قارة أوروبا اسم " الكونتيس "
وعض " ما**يم " على ناجذيه وقرر أن ينتقم . . وظل يبحث عن الفتاة . ويتأثرها . . حتى التقي بها في لونج أيلاند " متنكرة باسم مدام دي بیلیو " . . وذهب لزيارتها ذات يوم . . ولما انصرف من منزلها كان بحمل لؤلؤة يقدر ثمنها بستين الف ريال . . اضطرت الكونتيس ان تنزل له عنها ترضية له سالته الفتاة بعد قليل ؛ - ماذا تريد ؟ - هل تعرف لماذا بعثت في طلبك ؟ الا يمكنك أن تدركي السبب؟