11

2202 Words
وعض " ما**يم " على ناجذيه وقرر أن ينتقم . . وظل يبحث عن الفتاة . ويتأثرها . . حتى التقي بها في لونج أيلاند " متنكرة باسم مدام دي بیلیو "  . . وذهب لزيارتها ذات يوم . . ولما انصرف من منزلها كان بحمل لؤلؤة يقدر ثمنها بستين الف ريال . . اضطرت الكونتيس ان تنزل له عنها ترضية له سالته الفتاة بعد قليل ؛ - ماذا تريد ؟ - هل تعرف لماذا بعثت في طلبك ؟ الا يمكنك أن تدركي السبب؟ - أكبر الظن إنك عرفت انني كاتبة الرسالة ! - إني لأعجب كيف تجرؤين على تهديدي . = فظننت أنك لن تستطيع معرفة الشخص الذي بعث إليك بالرسالة . . وأملت أن يحملك خطر الافتضاح إلى مغادرة القصر في الحال . - ولكن هانت ترين أنني لم أذعن للتهديد ,, فهل لاتزالين مصرة عليه بدا القنوط على وجه الفتاة واجابت في ذلة  : - وكبف أستطيع أن أتوعد رجلا له مثل نجاريك ؟ - إذن لم كتبت هذه الرسالة - لو صارحتك بالحقيقة لسخرت مني . . إذ كيف نصدق انني أكل الآن خبزي بعرق جبيني - لو صدقتك لما سخرت منك . . ولكن التصديق ليس بالأمر الهين لقد جئت إلى هنا سقبا وراء مغنم گالعادة . فصاحت الفتاة في انفعال  : - لا . . لا . هذا ليس صحيحا . لكن كيف استطيع ان اقنعك بعد أن خدعتك مرة ! وانبعثت واقفة . ثم أستطردت  : - أنا التي يجب أن تغادر القصر وعجب ما**يم لتصرف الفتاة . . واستشف الصدق من لهجتها . - ولماذا يجب أن تغادريه - لانني كما قلت لك اعمل لاعيش ! فإذا سرق شيء من القصر . فستكتنفني الريبة ، وهذا هو باعني إلى إلقاء الذعر في قلبك لعلك تبادر بالرحيل . . فقالما**يم في بطء  : - لا ازال اجهل ما تعنين . . فإذا أوضحت لي الموقف فستجدينني خير من يصغي إليك - لعلك تذكر انني كنت مخطوبة لشاب يدعى الكابتن مونموت ، وكنت يومئذ أحترف اللصوصية ، ولكني مثلك لم اكن اسعى إلا وراء الشخصيات الكبيرة . . واستطعت ان احصل على ثروة ضخمة فابتعت لخطيبي قصرا باذخا . . . وبدات اتطلع إلى المستقبل الباسم بعين ملؤها الأمل والرجاء ولكن خطيبي كان مقامرا ، متلافا ، ف*نكرت الله أيسرته ، وساء حاله ، وانتابته الأمراض حتى طحنت جسمه وهدت قواه فرحت أتعهده برعايتي ، وأنفق على علاجه بسخاء حتي برئ من أسقامه . ولما اقترب موعد الزواج كشفت له عن شخصيتي . . وكنت من الحماقة بحيث أفضيت إليه بكل شيء ولو اني لم أصرح له باسماء الأشخاص الذين سرقت جواهرهم وأموالهم . .!! فهل تدري ماذا قال ؟! لقد مات الآن ، وقضي الأمر فلا ضير علي إذن من ذكر ما قال . . قال لي إنه كان ضابطا في خدمة جلالة الملك ، وهو بربا بنفسه أن يتزوج لصة . . ومات وهو يحتقرني ويزدريني . وادرك ما**يم من الهجنها أنها صادقة . . وهز رأسه في أسي . . واستطردت الفتاة  : - إن الله ابر بعباده من أن بدعهم نهبا للألم المستمر ولابد أن يهبني الأمن والسلامة يوما ما ، على الإنسان دائما أن يدفع ثمن ما تقدمه يداه ، ولكني لا استطيع البقاء هنا ولا مواجهة تحقيق البوليس ، لان ذلك سيؤدي حتما إلى إدانتي ، والحكم علي بالسجن أعواما طويلة . وهذا أمر أقزع منه كل الفزع . فقال لهاما**يم مطمئنا - إذا كنت تشعرين بالسعادة في هذا القصر ، فليس هناك من سبب يحملك على الرحيل عنه , فإنك ستكونين بمنجاة من تحقيق البوليس لأنني لن أتي فعلا ما يستدعي تدخلهم . فقالت مبهوتة  : - انا لا افهمك ! . فهل لك أن تفصح ؟ فابتسم ما**يم . وقال  : - إني جئت لشؤون عملية وليس للسرقة . فقالت في بطء - لعلك لا تعني أنك طلقت هويتك السابقة - نعم ، ، ولن أطلقها صفوة القول انني لم أت إلى هنا للسرقة وإنما لمعاقبة أحد الأشخاص عقابا تقتضيه العدالة عقابا لا يمكن إلا أن تسلم به الضمائر الحية وما أحسب إلا أنك ستقرينني لو عرفت الحقيقة . فسالته في لهفة  : = وهل استطيع مساعدتك ؟ - نعم . عودي إلى عملك ولا تلقي بالك إلي . . وثقي انني لن أقدم على ما يسووك فاغرورقت عيناها بدموع الفرح وهتفت  : - شد ما يسرني أن أسمع ذلك . . أكبر ظني أنك جئت لتثار من امرأة أعرضت عنك بعد أن وهبتها قلبك؟ فأدار " ما**يم " وجهه كي لا ترى الفتاة الابتسامة الساخرة التي ارتسمت على شفتيه وطرق الباب في تلك اللحظة ، ودخل نورب ليقول  : إن حفلة الرقص قد بدات ، وأن ربة الدار ترجومستر مارتن قبل أن ينضم إليهم . الفصل التاسع ماكاد ما**يم يهبط إلى حلبة الرقص حتى خفت ربة الدار إليه . واستقبلته بترحيب شديد . ولما بدا الأور**ترا بعزف ادرك ان قواعد اللياقة تحتم عليه أن يطلب إلى مضيفته مراقصته . . وقد دار عدة مرات في القاعة ، ثم لاحظت مسز جرانت " أن " ما**يم " يقلب الطرف بين المدعوين متاملا فقالت - لا ريب أن هؤلاء القوم لا يثيرون اهتمامك . . لقد كنت أرجو أن ياتي بعض الشباب المرح وبهذه المناسبة . أخشى أن يكون مستر جمبرت قد ضايقك في اثناء العشاء بفضوله - لا بيد أنني استطعت أن أستنبط من حديثه أنه من هواة البحث الجنائي . . أو لعله من المحترفين ؟! وسدد النظر إلى مضيفته في انتظار إجابتها . وهل ستلجا إلى الكذب أم ستقرر الحقيقة ، ولكنه رآها هادئة كل الهدوء . وقالت في صوت هادی متزن النبرات  : - من سوء الحظ أنه " الأب الروحي لـ بايسون ، ولهذا كان من الواجب علينا أن ندعوه إلى البقاء بعض الوقت . . شد ما أشعر بالضجر الشديد كلما تلفت حولي ورايت هؤلاء الكهول ، الذين لا يعرفون غير حديث المال والأعمال . ادار ما**يم بصره نحو الباب ، ورای عملاقا عريض المنكبين تدل هيئته على أنه من رجال البوليس ، فلما استفسرها عن شخصيته قالت إنه من زملاء زوجها في العمل . ولما فرغ الرقص ، قدم جرانت الزائر الجديد إلى ضيوفه باسم مستر بیتمان . وقال إنه جاء ليعاونه في بعض أعماله الخاصة في مناجم جنوب أمريكا ، ولكنه ما كاد يقول ذلك حتى لاحظ " ما**يم " أن ناتيكا " قد قطبت حاجبيها . واما جمبرت " فقد تطلع إلى مستر بیتمان في ارتياب ثم انتحی به ناحية وراح يمطره بوابل من الأسئلة . ويعد هنيهة اقبل جمبرت على ما**يم وقال له  : - لقد أثار هذا الرجل اهتمامي ، لأني واثق انه أجهل من دابة في الشؤون المالية بخلاف ما بزعم جرانت . ومع أن ما**يم كان يعتقد جازما أن بيتمان إما أحد رجال البوليس العاملين او موظف في مكتب من مكاتب البوليس الخاصة فإنه لم يكن يود أن تنكشف شخصية الرجل سريعا . وسمع ما**يم اسمه يذكر مارتن ديل , ولكنه لم يجزع بقدر ما انتابه القلق من ناحية ( الكونتيس ) . فلو كان مستر بیتمان من رجال البوليس حقا ، فإنه سيبدأ حتما بالاطلاع على شهادات الخدم والوصيفات ، وقد يؤدي اطلاعه هذا إلى كشف النقاب عن ماضي الأنسة دوبين " وأقبل مستر جرانت ومستر بیتمان في تلك اللحظة على ما**يم . فقال هذا مازحا : - الحق انه ماكان ليجول بخاطري انك من رجال التجارة ! فتأمله بیتمان بعين الارتياب ، وقال متظاهرا بالمرح  : - لن أتحدث الليلة في العمل ، فقد قررت أن أبداه غدا ، نعم غدا وانصرف على عجل . . وبعد قليل بدا المدعوون في الانصراف إلى غرفهم . . وما كاد ما**يم يستقر في غرفة جلوسه ، حتى طرق الباب . ودخل مستر " جمبرت " صاح القادم في انفعال - إنهم لن يستطيعوا أن ي**عوني لقد غاب عنهم أنني كنت قناصا هنديا ، فهذا الرجل بيتمان ليس إلا من رجال البوليس . . وقد استدعته " ناتيكا " حتى لا تجد الع***ة التي اقتحمت معظم قصور هذه المقاطعة فرصة للسطو على قصرها . فقال " ما**يم باسما  : - هذا أمر يدعو إلى الاهتمام ، اجلس ، ودخن لفافة تبغ . جلس جمبرت ، وأشعل لفافة ثم قال  : - إن لي بصراً ثاقباً . . لقد قالت لي مسز جرانت " إن المدعوات يتزين بجواهر تقدر قيمتها بمليون ريال . . ولما كانت تخشى الفضيحة فقد جاءت بهذا الرجل ليقوم على حراستها . فقال ما**يم في هدوء - آه لعل الرجل قد حصر ويبته في شخص معين ؟ - بالتأكيد . وقد صرح بانه يعتقد أن جميع السرقات التي وقعت في هذه المقاطعة كانت أعمالا داخلية ، وسمعته يسال " ناتيكا " عن معلوماتها فيما يختص بكبير الخدم ومساعديه . وتألقت عيناه واستطرد - بودي لو تتيح لي الفرصة مشاهدة إحدى هذه السرقات الكبيرة . - قد لا تتاح لك الفرصة على الإطلاق ، لأن نسبة السرقات التي تقع ضئيلة جدا بالنسبة إلى مجموع هذه القصور . - ولكن هذا القصر الشبه بمغناطيس . ولو كنت ممن ينتمون إلى عالم اللصوص حاولت أن أحصل على دعوة بالمجيء إليه , ونهض " جمبرت وحيا " ما**يم وانصرف وفي صباح اليوم التالي بعث " ما**يم بالرسالة التالية إلى الآنسة " دوبين " مع كبير الخدم  :  " الزمی جانب الحذر الشديد . الان في القصر رجلا من رجال البوليس يطلق على نفسه اسم بیتمان . وهو يزعم أنه صديق مستر " جرانت ومن رجال الأعمال ينبغي أن أراك في اقرب فرصة لتولي لحامل هذه الرسالة متى يمكنك الحضور انزعجت الفتاة عندما تلقت هذه الرسالة ، ولكنها تحولت إلى ثورب . وقالت : - ساتحدث إلى مستر " مارتن ديل " في الساعة العاشرة . وعندما ذهب " ما**يم إلى غرفة المائدة ليتناول طعام الفطور الفي جمبرت قد سبقه إليها . قال " جمبرت " ؛ - لقد لاحظت أن بيتمان لم يغمض له جفن طول الليل ، فقد كان يذرع الممر بخطى حذرة . . وقد يكون من نافلة القول ان انوه بمدی حرصه , فقد تعقبته اليوم إلى شاطئ النهر ، ورايته بتعهد لنشا بخاريا أخفاه بمهارة في بقعة على الشاطئ ولما أبرزت له نفسي انزعج ولكنه اضطر إلى أن يصرح بانه رای الاحتفاظ بهذا اللنش استعدادا للطوارئ ولم يهدأ له بال حتی وعدته بالكتمان التام . فقال " ما**يم " ساخرا : = ومع ذلك فإنك لم تتمسك معي بهذا الكتمان ! فصاح الكهل في انفعال شديد - الواقع انني اعجبت بك يا بني وما أحسبتي ارتكبت شطا واقبل المدعوون في تلك اللحظة فقطعوا عليهما الحديث ولما اكتمل عددهم . . ولم يأت " بيتمان "  . قالت ربة الدار إن الرجل يتناول في غرفته طعاما خاصا تبعا لإرشادات طبية الخاص . . ولكن هذا التفسير لم يقنع " ما**يم " وإنما أيقن أن الرجل يتجول في ابهاء القصر ودهاليزه ليقوم على حراسته وفي الساعة العاشرة جاءت " دوبين " لزيارة ما**يم في غرفته و ولاحظ الشباب أن الفتاة هادئة تمام الهدوء . متهالكة جأشها , وقد تلاشت من وجهها علامات اليأس التي كانت ت**وه في الليلة السابقة . قالت : - ينبغي ان انصرف بعد عشرين دقيقة على الاكثر لكي أعطي مسز " جرانت " درسا في اللغة الفرنسية ، الحق أن رسالتك أزعجتني كثيرا ، - لقد أردت أن أفتح عينيك لكل خطر محتمل . فقالت الفتاة في اكتئاب - إن الخطر موجود دائما بالفعل . . هتي جاء هذا الرجل ؟ - امس . وقد سمعت انه قضى الليل كله ساهرا على حراسة القصر . . وقد أردت باستدعائك أن انصحك اللهم إلا إذا كان من رجالالبوليس الرسمي - وكيف استطيع تمييزه من بين سائر الضيوف ؟ فوصفه لها وصفا دقيقا . وعقب قائلا - والواقع أنني شعرت منذ النظرة الأولى بنفور غريزي نحوه . فارتسم الجزع على وجه الفتاة . . وقالت : - هل تعتقد أنه جاء في أثرك ؟ وشعر ما**يم بالعطف عليها عندما رآها تهتم بسلامته . وقال لا أظن ذلك . وتطلعت الفتاة إلى ساعتها وتهيأت للانصراف . . فقال ما**يم  : - لا يجدر بك أن تنصرفي قبل أن تلقي نظرة على بيتمان . . إنه موجود الآن في الحديقة . . واكبر ظني أنه يتطلع إلى هنا . . وأخرج من درج منضدة الزينة منظارا مكبرا . . ف*ناولته " الكونتيس " ووضعته على عينيها ثم قالت - لقد اولانا ظهره نعم إن هيئته تثبي بانه من رجال البوليس وسأحاول ما استطعت أن أتجنبه وانصرفت الفتاة إلى جناح مسز جرانت . وشد ما راع الآنسة دوبين أنها رأت مخدومتها تبتدرها في هذا الصباح بحديث مزعج عن السرقات . وعن لصوص الجواهر وما تكدس تحت سقف بينها من الجواهر في تلك الأيام ثم عقبت بذكر وجود مستر بيتمان للسهر على سلامة جواهر المدعوات وفجأة التقطت ربة الدار سماعة التليفون ثم قالت احدثتها  : - ابعث بمستر بیتمان إلي في الحال يا ثورب! وغاص قلب " الكونتيس بين جنبيها حين قالت لها مسز " جرانت - لقد خبرت الحياة يا عزيزتي . فقولي لي ما رايك في هذا الرجل ؟ وخشيت الفتاة أن تكون مسز جرائت قد نصبت لها شركا . . واسقط في يدها وبعد هنيهة طرق الباب ، وولج مستر بيتمان الغرفة ثم انحنی المسز جرانت . وراته الأنسة " دويين في المرأة . . فقد كان ظهرها إلى الباب . وحرصت على أن تظل في هذا الوضع حتى لا يرى الرجل وجهها بيد أنها لاحظت بعد قليل ان الرجل يتامل صورتها في المرأة . . وفي التو مسرى الذعر إلى قلبها . ولا سيما وقد خامرها يقين بأنها رأت هذا الرجل قبل الآن . بيد أنها لم تستطع أن تتذكر متى وان كان ذلك ؟ ولو أنها كانت واثقة أنه ليس من رجال العدالة وأصغت " دوبين " إلى صوت الرجل في اهتمام شديد عندما سالته مسز جرانت  : - هل تراقبه عن كثب ؟ فأجابها  : - إنه قلما يغيب عن ناظري يا سيدتي . . لعلك استدعيتني لتص*ري إلى أوامر جديدة ؟
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD