12

1934 Words
- لا . . ليس لدي غير ما قلته لك واومات إليه براسها . . فانصرف وسالت مسز جرانت مدرستها ؛ - ما رايك فيه ؟ - إن الأثر الذي تركه في نفسي غير محمود . - ان له وجه مجرم ، ولكن الملاحظ ان اقدر رجال البوليس بدعوا حياتهم لصوصا - وهل انت مطمئنة إليه ؟ - نعم ، فإن له مكتبة في نيويورك . واسمه مدون في دليل التليفونات . فاطرقت " ما**يم " برأسها . وعلى الرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها فإنها لم تستطع أن تتذكر الظروف التي رات فيها هذا الرجل من قبل . وعندما عادت إلى غرفتها كانت لا تزال تقدح زناد فكرها على غيرجدوى . ولما أعياها التفكير انصرفت إلى القراءة ، فلما كانت الساعة الخامسة استدعت ثورت وطلبت إليه أن ينبئ مستر " مارتن ديل بانها ستزوره في الساعة السادسة ، وفي الموعد المحدد انطلقت لمقابلة " ما**يم خلسة . قال للفتاة باسما  : - يبدو لي من هيئتك انك شديدة القلق ، لكني لا أعتقد أن في الأمر خطرا ما - أخشى أن تكون مخطئا . لقد رأيت مستر بیتمان هذا من قبل - إن مسز جرانت استدعته إلى غرفتها هذا الصباح ، ومنذ النظرة الأولى أيقنت أنني رايته فيما مضى ولو اني لا استطيع ان احدد ظروف لقائنا بدقة ، ولو انه من المحتمل أن تكون هذه المقابلة قد وقعت في مونت كارلو منذ عهد بعبد . . على أني ارجح انه ليس من رجال البوليس - فقطب كوبين حاجبيه وقال  : - مما يؤسف له حقا أنك لا تستطيعين التذكر ، وعلى كل حال إن في وجود هذا الرجل هنا خطرا عليك سواء كان من البوليس ام من المجرمين . على أنه إذا كان مجرما فقد يضطر إلى التزام ال**ت خشية أن تفضحيه بدورك . - لكن لنفرض أنه سرق شيئا وهرب ، الا يجعلني ذلك موضع ريبة ؟ - إذا كان لصا ففي استطاعتنا أن نحول بينه وبين السرقة . فصاحت في اسی  : - أه لو استطعت فقط أن أتذكر ؟ - هوني عليك . فساجري الليلة تجربة صغيرة لاستوثق من حقيقة الرجل . . فاذهبي الآن إلى غرفتك . وعودي لزيارتي غدا في الساعة العاشرة صباحا . وبعد انصرافها اتصل " ما**يم " بالجراج وطلب إليهم أن يبعثوا إليهبسيارته استقلما**يم السيارة إلى احد المكاتب حيث ابتاع كتابا عن الجولف . . وعددا من الأغلفة البلاستيك الشفافة التي تستعمل في التغليف . ثم عاد إلى القصر فارتدى شباب المساء وغلف الكتاب . . وهبط إلى الردهة .فوجد بيتمان وحده فتقدم منه وساله  : - هل رأيت هذا الكتاب من قبل يا مستر بیتمان ؟ فأمسك الرجل بالكتاب . . وقلب صفحاته . . ثم هز رأسه سلبا . . وقال  : - لا . فإنني لست من هواة الجولف . وتأمل كوبين الغلاف المستعار في اهتمام ، فهتف بيتمان  : - لماذا نتأمله ؟ - إنك امسكت الكتاب بعنف . . ولما كان الطقس حارا . . فقد انطبعت ب**ات أصابعك على الغلاف .با إلهي ، إنها مجموعة مدهشة من ب**اتك ، ولو كان لك ماض سلبي . . لما وجد رجال البوليس اية صعوبة في التعرف عليك . . ولما ترددت في قتلي لتسترد هذه الب**ات أما وانت رجل محترم . . فما أحسبك تخشى شيئا ، فقال الرجل وهو يحاول أن يخفي جزعه  : - نعم ، هذه نظرية فذة . . لكن هن أين لك العلم بهذه المسائل ؟ - لقد طالعت تفاصيل شائقة في مقال للمفتش " فورد " عن ب**ات الأصابع . . ثم أوما برأسه إلى الرجل وانضم إلى بعض المدعوين وبقي بيتمان يتأمله في اهتمام وقتا طويلا . . ثم تسلل من الردهة في هدوء . . وبعد العشاء قال " ما**يم لناتبكا  : - يبدو أن صديق زوجك المالي قد رحل . . فقالت المرأة باسمة - بل سيبقى هنا أسبوعا أخر . . - إنه رجل شديد الذكاء . . فقد حدثني كثيرا عن الجولف . . فأدركتأنه واسع الاطلاع وفي الساعة الثانية صعد " ما**يم إلى غرفته ، فلاحظ أن " بيتمان " كان منزویا خلف أحد الأعمدة الضخمة فابتسم ساخرا . . ووضع كتاب الجولف على منضدة في غرفة الجلوس بعد أن نزع منه الغلاف المستعار . . ووضع غلافا أخر غيره بحمل مجموعة عادية من ب**ات الأصابع ثم خلع ثيابه . . وجلس على مقعد ذي ظهر مرتفع . . في مواجهة النافذة واطنا المصباح . . وبعد ساعة تقريبا ، سمع " ما**يم صوت باب الغرفة وهو يفتح . فأدار رأسه قليلا ، وعندئذ رای بیتمان يتقدم من المنضدة ويلتقط الكتاب ، وينصرف من الغرفة في حذر تام وفي الصباح راي الكتاب قد اعيد إلى المنضدة ، ولكنه لاحظ أن الغلاف الذي استبدله في الليلة السابقة قد استبدل به غلاف يشبهه وعليه أيضا مجموعة من ب**ات الأصابع . فابتسم ساخرا ، فقد انطلت حيلته على بيتمان وكشفت حقيقته . الفصل العاشر وفي صباح اليوم التالي قال " ما**يم لـ دوبين  : - إن الرجل جاء للسرقة وليس لكشف حقيقتك . . ولعل زيارته لغرفتي أسس تؤيد هذا الظن . . وهو رجل واسع الحيلة بغير منازع إذا لو أنه ي**ق الغلاف المستعار فقط لكان ذلك مدعاة لتساؤلي . . ولو احتفظ بالكتاب كله لكان من المحتمل أن أظن انني نسيته في الطابق الأرضي وأخذه أحد المدعوين . . ولكنه لجأ إلى سبيل اكثر امنا . فاستبدل الغلاف المستعار باخر شبيه له وترك الكتاب حيث هو مهما يكن ققد أدركت الآن أن واجبي يقضي على بمراقبة هذا الرجل عن كلب والحيلولة بينه وبين ارتكاب أي حادث سرقة هنا . فقالت الفتاة مهمومة  : - إن الالتحام بمثل هذا الشرير ليس من ال*قل في شيء ، کم اود ان يحضرني اسفة فقال " ما**يم مطمئنا - ليس هناك ما يدعو للقلق . . وكل ما أشير عليك به أن تتحاشي القاعد ما استطعت . وعما قريب ترحل الضيوف جميعا ، ويزولالخطر - فقالت الفتاة - لا اظن ذلك فقد تلفت مسز جرانت عددا من الحفلات ستدعو إليها بعض أصدقائها . . وأنت . . متى سترحل * - لن أرحل قبل أن أطمئن على سلامتك . . أو بمعنى آخر إلى أن يرحل بيتمان فاتخذي إذن من أسباب الحذر ما يجعلك في مأمن منه ، وتذكري دائما أن في استطاعتك الاتصال بي في أية لحظة بواسطة ثورب فاغرورقت عينا الفتاة بدموع الشكر . . وهرولت منصرفة من الغرفة . . عادت الأنسة دوبين إلى غرفتها بعد أن خلت بـ ناتيكا جرانت فترة أطول من المعتاد ، ذلك أن ربة الدار حدثتها عن آمالها حديثا مستفيضا ، وكيف خابت في زوجها الأول الكابتن مانون . . وعن زوجها الثاني وكيف أنه أسرف في الفترة الأخيرة في الشراب . ثم كيف كانت تشعر بخيبة الرجاء لان أحدهما لم يحقق أطماعها في الوثوب إلى منزلة رفيعة في مجتمعها الراقي وحاولت الفتاة أن تصرف بعض الوقت في القراءة ، ولكنها شعرت بالضجر الشديد عقب قراءة الصفحة الأولى . فجلست إلى النافذة نتأمل امواج المحيط وهي تن**ر على الشاطئ وفجاة وفيما هي سابحة في بحار من همومها ومتاعبها ، إذا بها تسمع طرقا خفيفا على الباب . . فانتفضت ، ونهضت إلى الباب ، وفتحته . . وإذا بها وجها لوجه أمام بيتمان ولم تخنها شجاعتها فقد كانت تعلم أن ما**يم من خلفها يشد أزرها ويدفع عنها الخطر . فقالت في هدوء  : - الد*ك ما تريد أن تسألني عنه؛  فرفع إصبعه إلى شفتيه محذرا وهتف  : اخفضي صوتك . ودفعها جانبا ونفذ إلى الداخل . . واغلق الباب خلفه إلى مقعد بجوار النافذة ، وجلس ، ، وبعد أن أشعل لفافة تبغ قال باللغة الفرنسية ، وعلى شفتيه ابتسامة خفيفة  : - الم تعرفيني حتى الآن ؟ . . وهبط الوحي على الفتاة فجاة . . فصاحت  : - أه ! أنت بییر رولیش . . . وتدفقت الذكريات إلى ذهنها وتذكرت انها لم تر الرجل أكثر من مرتين ، ولو انها سمعت أصدقاءها السابقين يتحدثون عنه كثيرا . . كان ذلك الرجل بمثابة مرشد لأصدقائها إذا رأى رجال البوليس يحومون حول الأمكنة التي كانوا يرتادونها ، ولكن هذه العصابة الراقية ما كانت لتسمح لبيير روليش " بحضور جلساتها او الاشتراك في مناقشاتها . كانت تلك الع***ة مكونة من عدد محدود من الرجال والنساء . وقد استطاعت في شهور الشتاء منذ أعوام خلت أن ترتكب عددا من السرقات في الريفييرا ، وخرجت من هذه السرقات بجواهر تقدر قیمتها بثلاثة ملايين من الفرنكات . وشاء حظ " روليش " التعس ان يشتبك في معركة حامية مع احد رجال البوليس ، أسفرت عن قتل الأخير فقبض على القاتل ، وحوكم . . وحكم عليه بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة ولما طال أمد ال**ت قال بيير رولیش - إنك لا تذكرينني كما اذكرك . . فإنني أذكر مثلا أنك كنت تعرفين في الموسم الذي التقينا معا فيه باسم الأميرة سوينوفيسكي واذكر ايضا أنك كنت تعتبرين اقتراب رجل مثلي منك إهانة بالغة . . وانفجر الرجل ضاحكا . . ثم استطرد في سخرية  : - لكن لم الاحتقار أيتها الأميرة سوينوفيسكي . . . الا تربطنا رابطة الزمالة . فقالت الفتاة في هدوء عجيب ؛ أجئت إلى هنا للبحث عني ؟ - لم أكن أعرف أنك هنا . . إنها المصادفة التي جمعتنا . . ولا شك أنك تتساءلين كيف هربت من السجن ؟ . وكيف الممت كل الإلمام باللغة الإنجليزية . .؟ ثم نهض . . وخلع معطفه . . ثم عاد إلى الجلوس . . واستطرد  : - من دواعي سروري أن تجمعني الاقدار مرة أخرى بصديقة . . . - ولماذا تدعوني صديقة . - كان الأنسب أن أقول منافسة . . - حتى هذا ليس صحيحا . . - اكذبي ما طاب لك الكذب . . ولكنك لن تستطيعي خداعي ، فأي سبب خير السرقة يحملك على دخول منزل كهذا ؟ - إني أعمل لأعيش كاي امراة شريفة . . ألم تأت إلى هذا القصر للسبب عبنه ؟ فقذف ببير رولیش ببقية لفافة التبغ من النافذة ، وضحك ساخرا . . ثم أجاب - يا لك من امرأة ، إنني بغير شك رجل شريف وفي استطاعتي أن أطلعك على الوثائق التي تثبت ذلك . . ولكنني تريثت عامين في انتظار أن تواتيني مثل هذه الفرصة فلما لاحت أخيرا وجدت فيك أسوأ منافسة . . ولو أنك كنت رجلا لقتلتك بغير رحمة وبغير إبطاء كي لا تعترضي سبيلي . . ولكنك امرأة ، وامرأة جميلة . . فمن الحكمة إذن أن تشكربني لأنني سأعفو عنك فرمقته بنظرة تنطوي على الاحتقار ، وقالت  : - ولماذا اشكرك ؟! . . - لأنني رضيت بالسجن دون أن أذكر أسماء شركائي - ولماذا لم تذكرهم  . . - لأنني أريد شيئا معينا من كل فرد منكم . . فهناك مثلا ذلك النمساوي جراف فون شونبرن كنت أدخره كمورد للمال إذا اتيح لي الهروب من السجن ، وذلك الإنجليزي الذي كان وصيا علبك اعني الكولونيل اولجفی صحيح أنه كان مقامرا ، ولكنه كان سخيا ايضا بيد أني لم أكد اظفر بالحرية حني فقدت أثر الرجلين معا . ومن يدري لعلهما لقيا حتفهما . وحدق الرجل إلى وجه الفتاة بقحة واستطرد ولكني كنت سعيد الحظ . . فعثرت عليك اخيرا . . - إذا كنت في حاجة إلى المال فقد نضب مني معينه . . وإذا اردت المعونة فإني أرفض أن أقدمها إليك . - إنكم معشر الأرستقراطيين قوم متعجرفون . . لكن اعلمي أنني كنت في بدء حياتي صياد سمك ، ووقعت في حب امرأة ورحلت إلى ب**كسل في أثرها . . فلما سخرت مني قتلتها خنقا ، فلا تلجئيني إلى استعمال هذه الوسيلة المخيفة معك يا آنسة " دوبين "  . واشعل الرجل لفافة أخرى من التين . . ثم استطرد إنني لست في حاجة إلى مساعدتك . . فقد أعددت لكل شيء عدته . وإذا لم يكن معك مال ، فهذا أيضا لا يضيرني في شيء ، ولكنه لا يعفيك من الوفاء بالدين الذي تدينين به إلي . . فصاحت الفتاة في غضب : - إنك تهدي يا بيير رولیش فانا لا ادين لك بشيء ، ولكن ثق أنني لن أعرقل عملك ، طالما كان ذلك العمل شريفا . . أما إذا أقدمت على السرقة فستسيء إلى كل الإ***ة وعندئذ لن يسعني أن أقف مكتوفة اليدين
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD