13

1496 Words
فقال الرجل في إصرار  : - اليس دينا إنقاذي إياك من السجن وهلا يساوي هذا الدين اجرا كبيرا ؟ - لو كان معي مال لاعطيتك . أما وأنا لا أحصل على قوتي إلا بالعمل الشاق , فلن أستطيع إذن أن أعطيك شيئا . . وإذا كنت قد عاملتني فيما مضى بكرم وسخاء ، فلماذا لا تظل على كرمك هذا الآن ؟ - لم اكن يوما من الأسخياء . . فالمال كان دائما وأبدا هدفی فی الحياة . .! عجبي لك يا انسة ,, كيف ترتضين هذه الحياة الوضيعة . حياة الخادمات , انت اللي كنت ترغلين في اثواب من النعمة والشراء وهز كتفيه استخفافا واستطرد  : ما دامت هذه الحياة تروقك ، فليكن لك ما تشائين . ولكن ذلك لن يعفيك من الوفاء بالدين . . فرمقته الفتاة بنظرة باردة . وقالت في جمود  : - ليس لك علي سلطان حتى تطالبني بالوفاء بدين وهمي . فاخرج الرجل صندوق لفائقه ، واحصی ما فيه ، ثم قال  : - في هذا الصندوق عشرون لفافة . . فعندما أنتهي من تدخينها فستاتين معي هم ولم تدر الفتاة مرماه . . ولكنها كانت تعلم أنه لا يلقي القول على عواهنه . فإذا هدد فإنه ينفذ تهديده دون اعتبار للعواقب . قالت - هل أنت راغب في العودة إلى فرنسا لتوفي ما تبقى من مدة اسجنك ؟ إنهم لا يرفهون هناك عن المسجونين مثلما يفعلون هنا . . - أعرف ذلك . . فقد خبرت الحالتين . . لا يا سيدني . . إني لا أريد العودة إلى فرنسا . . ولن أعود . . ولهذا قضيت الأعوام الخمسة الأخيرة في الدرس والتحصيل وتعلم اللغات الأجنبية حتى حذقت خمسا منها ، لأن اللص المهذب هو اللص الناجح . . واللغة الإسبانية من بين ما تلقيت لأننا ذاهبون إلى إسبانيا - ذاهبون ؟ لا شك أنك أصبت بالجنون يا بیير رولیش – لا يا سیدتي ، لست بمجنون أو ثمل . إني أعني ما أقول فانت المرأة الوحيدة التي استطاعت أن تغزو قلبي منذ النظرة الأولى ، وقد عرفتك قبل أن تريني في غرفة مسز جرائت ، ذلك أنني رأيتك تجلسين عند شاطئ البحر تطالعين كتابا ، فأخذت أترقب الفرصة لأتصل بك . فلما دعتني مسز جرانت ، واستوفت من شخصيتك ، خبل إلي أنك نسينني تماما وقد غمرني ذلك . . فقاطعته في فجر - لقد كاد الليل ينتصف ، وبدا الإعياء ينتابني فإذا لم تبادر بالانصراف فسأستدعي الخادم لإخراجك فابتسم الرجل ساخرا . وقال  : - قد لا تصدقينني يا سيدتي إذا قلت لك إنني تعلمت الحكمة منذ افترقنا أخر مرة ، فإنني لم أكن لأجرؤ على دخول غرفتك ما لم أكن مطمئنا إلى قوة مركزي . . أن جميع الخدم يعلمون أنني من مفتشي البوليس ، وقد أص*رت إليهم أمرا بأن يناموا في أقصى جناح في القصر ، فإن أردت الفرار ، فالباب مغلق بالمفتاح ، وليس أمامك غير النافذة ، فاقفزي منها إن شئت ، فما أجمل أن يجد المرء مضجعه الأخير بين الورد والرياحين . أدركت الفتاة أنها وقعت في الفخ ، ولكنها حرصت على أن تظل رابطة الجاش . فتميز الرجل غيظا ، ونهض واقفا ، وجعل يتقدم منها وهي تتقهقر نحو النافذة فرات ضوءا ابيض كان ينبعث من قريب . . قال " بيير رولیش  : - هذا الضوء ينبعث من مصباح لتشي الأمامي ، وسترافقينني إلى هذا اللنش ، حيث يوجد سنة من البحارة تحت إمرتي ، و*دا اعود في طلب الجواهر التي استاجروني لحراستها . . هل تظن انه في استطاعتك أن تحملني إلى اللنش عنوة دون أن براك أحد . . - نعم . . وسترين في الحال كيف أحقق ذلك . . وقبل أن تستطيع الفتاة الدفاع عن نفسها ، انقض عليها ، وقبض على ذراعيها ، ثم وضع قطعة من القطن مبللة بالكلورفورم على أنفها ، حتى فقدت وعيها ، ، اصعد ما**يم " إلى غرفته في تلك الليلة في الساعة الحادية عشرة ولما كان يشعر بسام شديد ، فقد جذب مقعدا نحو باب الغرفة المطلة على المحيط وجلس عليه . . بعد أن أطفا المصباح ونجاة رای بقايا لفافة تبغ تقذف من النافذة التي تقع فوق نافذته مباشرة وبعد قليل القيت أخرى من النافذة . . فعجب لذلك ، وزاد عجبه عندما اشرفت الساعة على منتصف الليل ، وقد أحصى ما يقرب من اثنتي عشرة لفافة . وكانت الريح قد اشتدت , قذفت نحوه أخر لفافة فنهض ليتجنبها . فسقطت فوق السجادة الثمينة ، وأحدثت بها ثقبا . ولكنه أسرع فالتقطها ، وعندئذ وجدها من نوع عرف الفرنسيون بأنهم يولعون بتدخينه . . فقد رای مستر جمبرت يدخن واحدة منها منذ يومين . . وقد اخبره الرجل أنه حصل عليها من مستر بیتمان . . ومن انم ادرك أن بيتمان هو ذلك المدخن المدمن . ولما كان يعلم أن الرجل يشغل غرفة في الطابق الأول فوق باب القصر العام مباشرة , فقد انتابته الدهنية لوجوده في الغرفة التي تعلو غرفته ، خاصة وقد كان بعلم أن الآنسة " دوبين " تشغلها . . ونهض والفا . . وخرج إلى الشرفة . . واصاغ السمع . . وعندئذ سمع شخصا يتحدث بالفرنسية . وكان المتكلم رجلا . . وفي التو نشط للعمل . . فتسلق عامودا حديديا كان مثبتا في جدار المنزل . . حتى إذا بلغ نافذة غرفة دوبين . . شم رائحة الكلوروفورم . ورای بیتمان يشد وثاق الفتاة . . والمقاعد مبعثرة في الغرفة دلالة على حدوث معركة بين الاثنين . . وحمل بيتمان الفتاة بين ذراعيه . . واطفا النور . . ثم غادر الغرفة ، ، وفي لمح البصر ، وثب ما**يم إلى داخل الغرفة . وتسلل منها إلى الدهليز ، وكان معتما . . ولكنه استطاع أن يسمع وقع اقدام الهارب على مبعدة منه وفتح بیتمان الباب العام ، وهو يجهل أن ما**يم على بعد أمتار معدودة منه ، ومشى في الحديقة ، وهو بزمع العودة لإعادة تنظيم غرفة دوبين بعد سجنها في إحدى قمرات اللنش . . وبعد أن قطع بیتمان نصف المسافة بين القصر والبخت شعر بثقل حمله . . فتوقف عند أريكة من الرخام مدد عليها الفتاة . . عندئذ أصايته لكمة ساحقة على مؤخرراسه ، فهوى إلى الأرض كتمثال من الصخر . . فاقد الرشد . . واسرع " ما**يم بفك وثاق الفتاة . . وقد بيتمان بالحبال وكممه ، ثم حمله بين ذراعيه وقذف به من فوق سور حديقة القصر المجاورة لقصر ال بایسون احست " دوبین ببرودة الماء على وجهها , ففتحت عينيها ، وسمعت صوت " ما**يم ، ولكنها تذكرت في الوقت نفسه ما لقيته على يدي بیتمان " فاستولى عليها الفزع ، وحاولت أن تنهض ، ولكن ما**يم قال لها في صوت رقيق - لا تخافي يا بنيتي العزيزة ، فقد رحل الش*ي فصاحت  : شكرا لله ! هل أنت واثق من أنه رحل ؟ - لقد شددت وثاقه ، وقذفت به إلى هذه الحديقة . . وعاونها على النهوض ، فصاحت في لهفة  : - ينبغي أن أغادر هذا القصر في التو ، لقد عرفني ، ولم يتورع عن مصارحتي بانه جاء إلى هنا بقصد السرقة ، فإن وشيت به لمست جرات فسيثار مني حتما - ولكن إلى أين كان ذاهبا بك ؟! ثم لماذا خدرك ؟ . . فأشارت الفتاة بفزع إلى الضوء الذي كان ينبعث من بعيد ، وقالت  : - اترى هذا الضوء ، إنه ضوء مصباح لنشه ، وقد كان يعتزم الذهاب بي إليه وتركي في حراسة أعوانه إلى مساء الغد . لاته كان مزمعا العودة إلى القصر غدا لارتکاب سرقة كبيرة ، حتى إذا تحقق له ذلك اقلع بيخته في الحال إلى جنوب امریکا . . وانتفضت ، فقال " ما**يم  : - ليتني دققت عنقه . والأن من المجازفة أن تعودي إلى القصر " فما رأيك أن تذهبي إلى منزلي في سنترال بارك ؟! إن مديرة منزلي امراة طيبة القلب ، وسوف تجدين هناك زائرا آخر . هو زوج مست جرائت السابق ذلك الزوج التعس الذي راح ضحية هذه المراة الطموح ، إنه محتجب عن العالم حتى تصبح الدنيا مكانا أمنا بالنسبة إليه . فوافقت بعد إلحاح وحينئذ ، مضي بها " ما**يم إلى الجراج واخرج سيارته ، ودفعها زهاء الخمسين مترا بعيدا عن القصر . ثم أدار المحرك ، وانطلق بها وفي الطريق سألته الفتاة كيف استطاع إنقاذها ، فحدثها بقصة اللفائف ، فحدثته بدورها بما دار بينها وبين " بيير وختمت قصتها قائلة  : - إني لا أمن جانبه ، فهو وإن كان لن يستطيع العثور علي ، ولكنه قد يعرفك . . فقال " ما**يم بتوكيد  : - لا أظن ذلك ، لأنه لم ير وجهي عندما صرعته . . وفي الطريق اتصل ما**يم بمديرة منزله تليفونيا وطلب إليها أن توقظ الكابتن ليستقبل فتاة سيحضرها معه بعد قليل وتعد القهوة وبعض الشطائر عندما استأنفا رحلتهما حدثها ما**يم بقصة الكابتن " مانون "  . . وقد استقبلتهما مسز کینی " لدى باب المنزل بترحيب شديد . . وكان الكابتن مانون في انتظارهما في غرفة الجلوس , فخف لاستقبالهما . . وبعد أن قام " ما**يم بتهمة التعارف بينهما قال - ستقيم الأنسة " دوبين " هنا حتى تستقر شؤونها , وقالت الفتاة في بساطة - إلي مدينة بحياتي لمستر مارتن ديل . فقال مانون  : - ذلك عهدي به دائما . . فهو يحاول الآن إنقاذ حباني ايضا . فضحك ما**يم ، واستاذنت الفتاة الترجيل شعرها بعد أن افسد الريح تنسيقه فلما خرجت قال ما**يم للكابتن مانون  : - ينبغي أن تنسخ هذه الوثيقة بخطك
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD