16

1014 Words
فابتسم " ما**يم . وقال  : - إذن فسأغلق بابي بالمفتاح ، وهذا عمل لم أقدم عليه من قبل . وانصرف " روليش . وبر ما**يم بوعده . فاغلق الباب بالمفتاح بيد انه سرعان ما نفض عنه غبار النوم المصطنع . وسحب حقيبة ثيابه . واخرج منها ثوب استحمام اسود كان قد ابتاعه بعد ظهر ذلك اليوم وهو مصنوع من الصوف ويغطي كل الجسم . . ولما ارتداه وضع على راسه قبعة طيار سوداء . . وتسلح بمسدس صغير ثم لبس قفازا من المطاط . . واطفا النور . . وتسلل إلى الشرفة . . ثم تسلق العامود الحديدي إلى الحديقة ، وألقي نظرة نحو المحيط ، فرأى ضوء مصباح اللنش أبعد مما كان فادرك أن العاصفة قد بدات تهب . . فهز راسه . وتمنى أن ينفذ " أنتوني ثورب التعليمات التي زوده بها في أثناء النهار بدقة . واقترب " ما**يم أخيرا من الحمام . . وما لبث أن رأی قاربا صغيرا مشدودا إلى الشاطئ ، وهو يتأرجح تبعا لعلو الماء وانخفاضه . . وفيه رجل واحد يمسك مجدافين . فأيقن أن هذا القارب في انتظار عودة بيير رولیش وكان راكب القارب منصرفا إلى التحديق نحو القمر في انتظار الإشارة المتفق عليها بينه وبين " روليش حتى انه لم ينتبه للشبح الذي امر سابحا على بعد أمتار معدودة من القارب . كما لم يشعر به رفاقه الموجودون على ظهر اللنش ، فقد كانوا أيضا متصرفين إلى التطلع نحو القصر في انتظار هذه الإشارة ليستعدوا للرحيل وبعد طول انتظار وصل " روليش إلى اللنش سابحا . . وتسلل إلى ظهره . . وما كاد الريان يراه سالما ومعه الغنيمة حتى أص*ر اوامره بالرحيل . . ثم لحق به مع بعض البحارة فاخذ يعرض عليهم الغنيمة . ولكنه حرص على إخفاء جواهر مسز ستروس الثمينة عنهم وهي نصيب الأسد . . وبعد أن فرغ من عرض الجواهر قدم لهم زجاجة من العصير ليشربوا نخب انتصاره . . وراح يحدثهم كيف كانت مهمته هينة ، ويسخر من الضيوف وأصحاب القصر . وقد وجد البحارة في تصرف جمبرت " وغباوته ما حملهم على الانفجار ضاحكين ، خاصة عندما علموا أنه هو ايضا لم تسلم من السرقة كان ثورب اشد الناس حيرة في ذلك اليوم . ففيما كانت حفلة الرقص على أشدها انتحی به " ما**يم ركنا منعزلا وقال له  : - اصغ يا " ثورب "  . . لقد وقعت على أثر الرجل الذي سم الكلاب وقد عرفت من تصرفاتك انك تتمنى أن تراه ينال نفس الجزاء فصاح كبير الخدم في حماس  : - بودي لو تسنح لي هذه الفرصة - سوف أتيحها لك ، ولكن ذلك قد يستلزم أن تقضي الليل ساهرا . - ولم لا؟ - ثم إنك قد تتعرض للموت بطلق ناري . - ذلك لا يخيفني ، ، ثم إني أعرف كيف استغل مسدسی . - لكن حذار أن تطلق النار علي خطا , لانني ساقف في وجه هذا الش*ي وأحول بينه وبين ركوب البحر والأن أصف لما ساقول وأصفي تورب الحديث ما**يم وعلامات الدهشة البالغة تعلو وجهه ، وختم ما**يم حديثه قائلا - والآن تذكر أنكم يجب أن تكونوا جميعا مدججين بالسلاح . ومزودين بالمصابيح الكهربائية ، وقد لا تضطركم الظروف إلى استعمال المسدسات لكن يجب أن تقبضوا على كل رجل منهم .! كان ريان اللنش واقفا إلى عجلة القيادة ، وهو بفكر في حصته من الغنيمة ، عندما رأى نفسه يحدق بغتة في فوهة مسدس يشهره شبح غريب يرتدي ثيابا سوداء والماء بقطر منه ، كأنما برز من جوف البحر فجاة . وذعر الربان ، وتراجع إلى الوراء ، وما**يم بضيق الخناق عليه حتى الصقه بالجدار ، وقال  : - لقد توليت امر اللنش بدلا منك فحذار أن يبدر منك أي صوت أو حركة . . وإلا قذفت بك إلى اليم . . وفي لمح البصر . التقط حبلا ، شد به وثاق الربان المبهوت وكممه ، ، ثم أدار عجلة القيادة ، وحول مقدم اللنش نحو الشاطئ ثانية . وساعدته الريح على الإسراع ، وظل " ما**يم يرقب الشاطئ عن كثب وهو يدير مقدم اللنش نحو الدرج الرخامي الذي انشاه أصحاب القصر في حمامهم . حتى إذا اقترب اللنش من الشاطئ رفعته موجة قوية ، وقذفت به إليه وفي تلك اللحظة برز " ثورب " ومعاونوه السنة من حظيرة السيارات التربية وتكاكاوا حول اللنش وقد عقدت الدهشة ألسنتهم وكان بحارة اللنش الثمانية قد صعدوا على ظهره بعد ارتطام اللنش باليابسة ، وما كادوا يرون رسل الشاطي حتى أدركوا أن ثم خطر بتهددهم ، فوثبوا إلى الأرض وكانت تعليمات تورب التي تلقاها من ما**يم تقضي عليه بعدم القبض على الرجل الذي يدعو نفسه بيتمان عندما يغادر القصر كما أطلعه على أن الرجل لص وليس من رجال البوليس كما يزعم لذلك تركوه ينطلق إلى الشاطئ ثم انتظروا عودة اللنش ليقبضوا على بحارته والواقع أن ثورب ومساعديه راوا بيتمان يأتي إلى الشاطئ . ويستقل القارب ، ويقترب من اللنش . بيد أن شدة النوء حالت بين التصاق القارب به ، فوثب إلى الماء ، وسبح نحو اللنش ، ثم تسلق إلى ظهره . فلما رأوا اللنش يعود أدراجه إلى الشاطئ ، ويستقر عنده نشطوا للعمل ، وأحاطوا بالبحارة الذين وثبوا إلى اليابسة . ويقي بيير روليش على ظهر اللنش وحده ، وراح يراقب ما يحدث على الشاطئ في اهتمام ، فخطر له أن البوليس قد أعد لهم كمينا . ولكنه لم يكترت ، فلم يكن في إجراءات اللنش أي ماخذ ، ولكنه تذكر الجواهر التي سرقها فاسرع إلى مكانها وحملها إلى مخبا سري كان قد أعده لهذه الغاية ثم ركض نحو مقدم اللنش . وتطلع إلى الشاطئ . فلما رأى البحارة مقبوضا عليهم . هنف في آسی : - هذه يد القدر !! وتحول عن سياج اللنش ، وعندئذ رأی شبحا أ**د منتصبا أمامه وبداه معقودتان فوق ص*ره ، ولما كان ممن يعتقدون في الخرافات فقد سقط ساعداه إلى جنبيه ، وخانته قواه أمسك " ما**يم بذراع روليش في عنف ، وقال = نعم إنها بد القدر . ولم يقاوم روليش ما**يم عندما فتشه ، ولم يحاول أي دفاع ، فقد أحس بفوهة مسدسه تلتصق بص*ره واستطرد ما**يم بعد قليل  : - هلم ارني اين أودعتها ؛ وإياك أن تخدعني وإلا أطلقت النار عليك . فصاح " روليش في وحشية ، فقد غاظه أن يكون الرجل الذي سخر منه هو الذي يهدده بالقتل - ماذا تقول ؟ هل تهددني بالقتل ؟ - أكبر ظني أنك لن تتيح لي هذه الفرصة الذهبية ؛
Free reading for new users
Scan code to download app
Facebookexpand_more
  • author-avatar
    Writer
  • chap_listContents
  • likeADD